لجريدة عمان:
2025-02-05@18:50:44 GMT

يكفي تنازلات وهدايا لمن لا يعبأ بها

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

في توقيت صادم لعشرات الملايين من العرب ومشاعر ملايين الفلسطينيين ظهرت على السطح، وبقوة، تصريحات علنية لمسؤولين عرب ولدوائر محسوبة على صنع القرار في هذه الدول تطالب أو تعلن عن رغبتها في التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل إقامة دولة فلسطينية، ظهرت هذه التصريحات فور الإعلان عن وقف الحرب والمجازر، التي شنها الكيان الصهيوني المجرم على قطاع غزة على مدى ٤٧١ يوما؛ والتي راح ضحيتها أكثر من ١٧٠ ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود -٧٠ بالمائة منهم من النساء والأطفال العزل-، وتدمير أكثر من ١٧٠ ألف بناية وكل مظاهر الحياة في غزة، من مستشفيات وجامعات ومدارس ومساجد وكنائس ومنشآت ومؤسسات رسمية وأهلية.

وإذا كانت هذه التصريحات من باب تشجيع الكيان الصهيوني وكذلك الإدارة الأمريكية على إيقاف الحرب، فإنني أؤكد هنا، بأن هذا الطرح ليس جديدا، فالعرب سبق وأن تبنوا في ٢٨ مارس من عام ٢٠٠٢م، قرارا صادرا عن القمة العربية الـ١٤ التي عقدت في بيروت بـ«الإجماع»، مبادرة السلام السعودية، التي قدمها ولي العهد السعودي - آنذاك - الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، وصدرت في نص منفصل عن البيان الختامي للقمة، تحت عنوان «مبادرة السلام العربية».

قرأه آنذاك أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، في مؤتمر صحفي بعد اختتام أعمال القمة وأهم ما نصت عليه هذه المبادرة، التأكيد على ما أقره مؤتمر القمة العربية غير العادي الذي عُقد في القاهرة في يونيو ١٩٩٦م، من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية، يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلاً تؤكده إسرائيل في هذا الصدد، داعية إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام ١٩٦٧م، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (٢٤٢) و(٣٣٨)، واللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد الذي عقد في عام ١٩٩١م، ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (١٩٤).

وكنتيجة لذلك - وفق المبادرة -اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية السلام بينها وبين إسرائيل، مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل. وأكدت بعدها كل القمم العربية تقريبا، وكل الاجتماعات للجان الوزارية والمؤتمرات المعنية بالقضية الفلسطينية، على هذه المبادرة، التي لم يعرب أي رئيس وزراء إسرائيلي منذ ذلك الحين وحتى الآن، عن قبول هذه المبادرة، ولم تقم الولايات المتحدة الأمريكية، الراعي الأهم والأكبر للعلاقات الإسرائيلية العربية بالضغط على إسرائيل لقبول هذه المبادرة.

وفي الإطار نفسه، وبكل حيادية نسأل عن المنافع التي جنتها الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. لا نجد أنها جنت شيئا، سوى أنها خلقت فجوة كبيرة بين هذه الأنظمة وشعوبها ولم يعط الكيان الصهيوني وقادته أي اعتبار لهذه الدول -المطبعة-، في كثير من الأمور والقضايا عبر هذه السنوات. وتعامل معها بكل علو وعجرفة، دون مراعاة لاتفاقيات التطبيع هذه.

وإذا عدنا إلى اتفاقية أوسلو، أو ما يعرف رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي وهو اتفاق السلام الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل في واشنطن بتاريخ ١٣ سبتمبر ١٩٩٣م، برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون، وإشراف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء الكيان الصهيوني إسحاق رابين، والذي سمي باتفاق أوسلو، نسبة إلى العاصمة النرويجية أوسلو، التي استضافت المحادثات السرية بين الجانبين، وصولاً إلى هذا الاتفاق والذي التزمت بموجبه منظمة التحرير الفلسطينية بحق دولة إسرائيل في العيش بسلام، والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات.

وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وقامت على أثره بتعديل بنود الميثاق الوطني، وإلقاء السلاح، تماشياً مع هذا التغيير. واعترفت حكومة إسرائيل -بدورها- بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها. وبعد أكثر من ٣٠ عاما من هذه الاتفاقية، وفق «منظمة بتسليم الحقوقية الإسرائيلية»، و هي منظمة يسارية معروفة بانتقادها سياسات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية نحو ٧٧٠ ألفا، موزعين على ١٨٠ مستوطنة، و٢٥٦ بؤرة استيطانية. والمستوطنة كما هو معروف، هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، أما البؤر الاستيطانية فيقيمها المستوطنون من دون موافقة رسمية من الحكومة، ولكن بالطبع دون ممانعة منها، وما يقارب من ٩٠٠ حاجز أمني إسرائيلي، قطع أوصال الضفة الغربية إلى قطع صغيرة، في دلالة واضحة لا تحتمل لبس أو تأويل، على أن الكيان الصهيوني لن يقبل بدولة فلسطينية مستقلة أو حل للدولتين.

وخاصة أن العقيدة الصهيونية لا تعترف أصلاً بحق الفلسطينيين في الحياة، فكيف بحل للدولتين. ومع وجود شريك أمريكي، مارس ويمارس كل أنواع الدعم والغطاء لهذا الكيان المجرم، ولو على حساب سمعة ومكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم، واحترامها للقانون الدولي وحقوق الإنسان. وهذا ما أتضح بجلاء للعالم أجمع، خلال إدارة بايدن، التي قدمت أكبر دعم عسكري واستخباراتي ومالي لهذا الكيان عبر تاريخه، أثناء عدوانه على غزة. وبمشاركة صريحة وعلنية من الحكومات والعواصم الغربية الفاعلة على المستوى الدولي. وهذا الدور تقوم به بامتياز، إدارة ترامب، الذي يمثل الصقور الداعمين للكيان الصهيوني أبرز أركانها وعناصرها.

أعتقد أن على العرب أن يتوقفوا عن تقديم مثل هكذا هدايا، لكيانٍ لا يحمل مبدأ أو أخلاق أو رغبة في العيش بسلام مع جيرانه. وأن يكفوا عن تصدير ضعفهم وتخاذلهم الواضح، بترحيل قضيتهم الأولى، والرمي بها على أكتاف الآخرين، تحت عنوان أن «على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته»، والتفريط أكثر مما حصل، بمفهوم أمنهم القومي العربي، بتخليهم عن قضيتهم وقضية شعوبهم الأولى وهي القضية الفلسطينية.

وأن يعوا أن هذا العدو لا يعرف إلا لغة القوة، وهذا ما أكدته المقاومة في فلسطين وفي لبنان، وأن يعلموا أن التاريخ لن يرحمهم.

وأن استمرار النظام الرسمي العربي في هذا الضعف، وهو يملك كل عناصر القوة من سلاح وعتاد واقتصاد وقوة بشرية، وفوق كل هذا عقيدة إسلامية توجب عليهم رفع الظلم عن أشقائهم الفلسطينيين يعد وصمة عار على هذا الجيل، لن تنسى من ذاكرة الأمة، ولن يحسب لهم مستقبلاً أي حساب، فيما يُخطط له من إعادة هيكلة هذه المنطقة وفق أهواء ورغبة الكيان الصهيوني وداعميه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی هذه المبادرة إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

الذكرى الـ50 لوفاة كوكب الشرق.. أحمد موسى يكشف سبب حكم الكيان الصهيوني على أم كلثوم بالإعدام

كتبت- داليا الظنيني:

أحيا الإعلامي أحمد موسى الذكرى الخمسين لوفاة كوكب الشرق أم كلثوم، التي رحلت عن عالمنا في 3 فبراير 1975.

خلال برنامجه "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، أثنى موسى على الفنانة الراحلة، معتبرًا أنها كانت مثالًا للوطنية والتضحية من أجل مصر.

وأشار موسى إلى أن أم كلثوم ساهمت عبر "القوى الناعمة" في المجهود الحربي للجيش المصري خلال سنوات الحرب مع إسرائيل، حيث كانت أغانيها تشحن همم الجنود والشعب للجهاد ضد العدو.

ولفت موسى إلى أن الكيان الصهيوني حكم على أم كلثوم بالإعدام، وهو أمر لا يعرفه الكثيرون.

وأوضح أن العدو الصهيوني رأى في أم كلثوم تهديدًا بسبب قدرتها على شحن همم الجنود والشعب من خلال أغانيها الوطنية، مما جعلها هدفًا له.

وقال: "قرن من الزمن مضى.. 50 سنة في حياة الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم و50 عامًا مضت على رحيلها لأعظم من غنت ليس فقط في مصر ولا العالم العربي بل وفي العالم.. كان هذا هو صوت أم كلثوم."

وأشاد موسى بمسيرة أم كلثوم الفنية، قائلًا: "أم كلثوم هي كوكب الشرق وسيدة الغناء، واللقب الأقرب من قلبنا لها هو لقب "الست".. لا يوجد مثل سيدة الغناء العربي أم كلثوم".

وأكد أن صوت أم كلثوم لا يزال خالدًا حتى بعد مرور 50 عامًا على رحيلها، وأن جميع أغانيها ما زالت حاضرة في قلوب الجماهير.

واستعرض موسى محطات من حياة أم كلثوم، بما في ذلك لقاءاتها مع عدد من الزعماء والقادة، وتناول ما كتبته الصحف المصرية غداة وفاتها. ومن أبرز ما ذكره ما نشرته صحيفة الأهرام تحت عنوان "مليون مواطن في وداع أم كلثوم"، مما يعكس مدى الحب والتقدير الذي حظيت به الفنانة الراحلة.

واختتم موسى أن أم كلثوم ستظل رمزًا للفن والوطنية، وأن إرثها الفني سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة. وأشار إلى أن ذكراها تبقى حية في قلوب المصريين والعرب، كشاهدة على عظمة الفن وقدرته على توحيد الشعوب.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

أم كلثوم أحمد موسى شحن الجنود حرب أكتوبر الاحتلال الإسرائيلي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة البث العبرية: نتنياهو سيطالب ترامب بإلغاء قيود على رقائق الذكاء الاصطناعي أخبار "الثقافة" تُعلن 2025 "عام أم كلثوم" وتُطلق احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى رحيلها أخبار نشرة التوك شو| أصداء الاتصال الهاتفي بين ترامب والسيسي وحقيقة وجود خيام أخبار سندافع عن أراضينا.. أحمد موسى: نحن أمام معركة قادمة لا محالة أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

الذكرى الـ50 لوفاة كوكب الشرق.. أحمد موسى يكشف سبب حكم الكيان الصهيوني على أم كلثوم بالإعدام

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك نتيجة امتحانات الصف الثالث الإعدادي في المحافظات.. روابط مباشرة للاستعلام رغم قفزة الساندوتش 10%.. مؤشر بيج ماك: السعر العادل للدولار 23.32 جنيه 23

القاهرة - مصر

23 14 الرطوبة: 32% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • حركة الأردن تقاطع تطالب اتحاد السلة بعدم المشاركة في مباراة مباشرة مع الكيان الصهيوني
  • الذكرى الـ50 لوفاة كوكب الشرق.. أحمد موسى يكشف سبب حكم الكيان الصهيوني على أم كلثوم بالإعدام
  • الكيان الصهيوني يعتقل مواطنين شرق القدس
  • التهجير والتخلص من الأونروا.. مخطط الكيان الصهيوني للقضاء على القضية الفلسطينية
  • الكيان الصهيوني يعتقل فلسطينيًا جنوب طوباس