الجديد برس|

فرضت فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات سيطرتها على ساحة الشهداء في منطقة المنصورة بمدينة عدن، لمنع إقامة تظاهرة احتجاجية كانت مقررة للتنديد بانهيار الخدمات الأساسية في المدينة.

وأكدت مصادر حقوقية أن عناصر الانتقالي وصلوا إلى الساحة على متن آليات عسكرية، وقاموا بتفريق تجمع نظمه ما يُعرف بـ”شباب التنسيقية المدنية”، الذين كانوا يعتزمون تنظيم فعالية احتجاجية للمطالبة بتحسين خدمات الكهرباء والمياه.

واعتبرت المصادر أن هذه الممارسات القمعية من قبل الانتقالي تعكس تصرفات غير مسؤولة، وتُظهر تخلي المجلس عن دوره في معالجة الأزمات الخانقة التي تعصف بالمدينة. وأشارت إلى أن الانتقالي بات أداة قمع بيد الفاسدين، يستخدم لمنع أي تحركات تطالب بتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية.

وأوضحت المصادر أن مواجهة الغضب الشعبي باستخدام القوة والترهيب لن يؤدي إلا إلى زيادة إصرار أهالي عدن على المطالبة بحقوقهم، في ظل تصاعد الدعوات لتنظيم احتجاجات في كافة مناطق المدينة رفضاً لما وصفوه بـ”الممارسات الإرهابية”.

وتشهد عدن حالياً احتجاجات تصعيدية مع تفاقم الأزمات الاقتصادية وانهيار الخدمات الأساسية، ما ينذر باندلاع موجة احتجاجات واسعة قد تواجه بعنف أكبر من قبل فصائل الانتقالي، التي تواصل تجاهل مطالب أبناء عدن وبقية المحافظات الجنوبية في العيش بكرامة.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

الشفافية الإدارية.. من الشعارات إلى الممارسات

 

 

 

عبدالعزيز بن حمدان بن حمود الإسماعيلي **

 

في زمن تتسارع فيه جهود التطوير المؤسسي وتتعالى فيه التطلعات نحو تحسين جودة الأداء الحكومي تبرز الشفافية الإدارية كقيمة محورية لا يمكن الاستغناء عنها لا سيما في ظل التوجه الوطني الحازم نحو تحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040".

إنَّ الشفافية ليست مجرد مصطلح يُدرج في التقارير والخطط الاستراتيجية؛ بل هي ممارسة يومية تتجلى في وضوح القرارات وسهولة الوصول إلى المعلومات ووضوح آليات المساءلة إنها تعني أن يعرف المواطن أين تُصرف الموارد وكيف تُتخذ القرارات وما مدى التزام المؤسسات بأدوارها ومسؤولياتها.

ومع أنَّ الخطاب الرسمي في السلطنة يؤكد على أهمية الشفافية إلّا أن الممارسة على أرض الواقع لا تزال تُواجه بعض التحديات فثقافة الخوف من النقد وغياب النظم المؤسسية التي تضمن الإفصاح والمساءلة تضعف من فرص ترسيخ الشفافية كقيمة إدارية حقيقية.

في هذا السياق تلعب وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" دورًا محوريًا، ليس فقط في رصد تنفيذ البرامج والمبادرات الوطنية؛ بل أيضًا في ترسيخ معايير الحوكمة والشفافية في أداء الجهات المعنية ولعل التقارير التي تصدرها الوحدة والمنصات الإعلامية التي تديرها واللقاءات الدورية مع مختلف الجهات تعكس وعيًا متقدمًا بأهمية هذا الدور.

وفي الإطار نفسه تؤدي أجهزة الرقابة في سلطنة عُمان، وفي مقدمتها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة دورًا استراتيجيًا في تعزيز الشفافية من منظور إداري؛ إذ تسهم هذه الأجهزة في تقييم الأداء المؤسسي ورصد كفاءة استخدام الموارد وتحسين الإجراءات الإدارية مما يُعزز ثقافة الإفصاح والالتزام داخل المؤسسات ويأتي ذلك في سياق نهج وطني يرتكز على الحكم الرشيد والمساءلة والشفافية كقيم أساسية للإدارة العُمانية الحديثة وهو ما أكسب السلطنة سمعة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي.

ومن الأمثلة الجديرة بالتوقف عندها والإشادة بها ما يقوم به الادعاء العام من جهود في مجال الشفافية المؤسسية؛ إذ يعقد مؤتمرًا سنويًا يُسلّط فيه الضوء على أبرز مؤشرات الأداء وعدد القضايا وآليات المعالجة والإجراءات الوقائية. والمميز في هذا النموذج أن المؤتمر يُعقد بحضور المواطنين وممثلي وسائل الإعلام على الملأ ويكون برئاسة سعادة المدعي العام شخصيًا مما يعكس التزامًا حقيقيًا بالإفصاح ويُجسد الشفافية كشراكة بين المؤسسة والمجتمع، هذا النهج التفاعلي الذي يتبناه الادعاء العام لا يُعزز الثقة فقط؛ بل يرفع مستوى الوعي القانوني والرقابي، ويجب أن يكون نموذجًا يُحتذى به في بقية مؤسسات الدولة لتتحول الشفافية من تقارير مغلقة إلى حوارات مفتوحة مع الجمهور وقد بدأت بعض الجهات الحكومية الأخرى تنتهج هذا الأسلوب من خلال عقد مؤتمرات مُماثلة تتبنى ثقافة الإفصاح والشفافية.

إلّا أنَّ الوصول إلى "الشفافية الكاملة" يتطلب أكثر من أدوات وتقنيات؛ حيث إنه يتطلب ثقافة تنظيمية تؤمن بأنَّ الشفافية قوة وليست ضعفًا وأن الإفصاح عن التحديات هو أول الطريق نحو التطوير.

إنَّنا بحاجة إلى مؤسسات تُدرك أن الشفافية ليست عبئًا؛ بل فرصة لبناء الثقة مع المواطن، وتحقيق الكفاءة وتحفيز التنافسية الإيجابية بين الجهات. وعلينا أن نتجاوز مرحلة "الشفافية كشعار"، إلى مرحلة "الشفافية كسلوك"، وهي مسؤولية تبدأ من القيادات الإدارية العليا، وتنتقل عبر جميع المستويات.

ختامًا.. إذا أردنا لمؤسساتنا أن تكون جديرة بثقة المجتمع فعلينا أن نُكرّس الشفافية كجزء من هوية الإدارة في المؤسسات العُمانية الحديثة فالمجتمعات لا تنهض بالشعارات، بل بالممارسات اليومية التي تعكس القيم التي تؤمن بها.

** باحث دكتوراة في الإدارة العامة والتخطيط الاستراتيجي

مقالات مشابهة

  • المالكي يصدر تحذيراً بشأن احتجاجات التربويين
  • تعزيزات إماراتية كبيرة تصل تخوم الهضبة النفطية الشرقية اليمنية
  • الحج 2025.. السعودية تُحذر الحجاج من هذه الممارسات
  • تظاهرة غاضبة في مأرب وتعز احتجاجا على الإبادة بغزة واستنكاراً للصمت الدولي
  • كاتب موالي للانتقالي: عيدروس الزبيدي يقود المشهد الجنوبي بمناطقية ولصوصية
  • رسالة غاضبة من شوبير بشأن وسام أبو علي: نقوله يمشي علشان مش بيسجل
  • الشفافية الإدارية.. من الشعارات إلى الممارسات
  • خلافات حادة بين فصائل الانتقالي في سقطرى تنذر بمواجهة عسكرية مرتقبة
  • سخط شعبي بعد قمح الانتقالي تظاهرة تضامنية مع غزة في عدن
  • اعتقال عضو بمجلس محافظة ذي قار لمشاركته في احتجاجات التدريسيين