العيلفون الأبية.. وأسطورة السيف والأمير!
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
* كتب كثيرون عن صمود أبطال القيادة العامة وسلاح الإشارة وقلعة الدروع (المدرعات) وسلاح الذخيرة الشجرة وفرسان تكساس (سلاح المهندسين) في وجه قرامطة العصر الحديث، وكتبوا عن شجاعة وإقدام وبسالة عقارب كدراوية (سلاح الذخيرة الكدرو)؛ وكتبوا عن جرأة وفراسة أسود حطَّاب.
* كتبوا كذلك عن الصمود الأسطوري لفاشر السلطان (أداب العاصي وشنب الأسد)، التي تعرضت لقرابة المائتي هجوم وصمدت حتى تحولت إلى أسطورة للصمود ومقبرة للغزاة الأوباش.
* كتبوا أيضاً عن صمود حامية سنار الأبية العصية (عاصمة المملكة الزرقاء)، وعن أسطورة الفرقة (22 بابنوسة).. إخوان اللواء الفارس معاوية والعميد البطل حسن درموت الذين أذاقوا المتمردين الويل، وعن صمود ورجولة وجرأة وشجاعة أبطال الفرقة (14) مشاه كادوقلي، الذين واجهوا قوات المليشيا وقوات الحلو في وقتٍ واحد، وقهروهما معاً، لكن قليلين تطرقوا إلى الصمود الأسطوري الذي أظهره معسكر سلاح المهندسين العيلفون، بقيادة قائده الفارس البطل سعادة العميد الركن أمير إبراهيم سعيد (الدفعة 43)، ومن بعده سعادة العميد الركن سيف اليزل خليفة (الدفعة 42)، وهو صمود باذخٌ وفريد، سيخلده التاريخ، ويستحق أن تُكتب تفاصيله بماء الذهب، وأن يُدرَّس في أكبر الأكاديميات العسكرية في العالم أجمع.
* قوة صغيرة، قليلة العدد، محدودة التسليح، تتبع لسلاح المهندسين (مدعومة بكتيبتين تتبعان للشرقية، إحداهما بقيادة العقيد البطل النور طيبة) كانت موجودة في معسكر صغير المساحة في مدينة العيلفون؛ استطاعت أن تصمد في وجه حصار طويل وغاشم وهجمات متتالية وقصف عنيف استمر أكثر من عام.
* حُوصرت تلك القوة وقُصفت وجُوِّعت ومع ذلك صمدت وتحملت وقاتلت قتال الأبطال، بل نجحت في مهاجمة المتمردين وضربهم بعمليات خاصة متقنة، حتى تم فك الحصار عنها اليوم بالتحامها مع قوات الجيش وهيئة العمليات ودرع السودان وسهل البطانة والمستنفرين في مساءٍ أغر سالت فيه دموع الرجال وزغردت فيه الحرائر العيلفون وتقافز أطفالها فرحاً وحبوراً وشكراً للمولى عز وجل.
* ما لا يعرفه كثيرون أن الضابط العظيم،سعادة العميد الركن (الكلس) سيف اليزل خليفة وسعادة العميد الركن الفارس الشجاع أمير (ابن مدينة العيلفون الأبية) قادا ذلك الصمود الأسطوري بكفاءةٍ نادرة، وشجاعةٍ لافتة، ولزما جنودهما وقاتلاً معهم كتفاً بكتف في الخنادق، بل إن الأخير رفض أن يخرج من المعسكر حتى لإنقاذ أسرته الصغيرة، واكتفى بإرسال أحد جنوده لهم بعد أن اجتاح الأوباش العيلفون ونكلوا بأهلها.
* وظَّف الضابطان العظيمان كل خبراتهما العسكرية والإدارية لتنظيم القوة المحدودة، وتجهيز دفاعاتها بمعية زملائهما ضباط وضباط صف وجنود المعسكر، ونجحا في قفل كل الطرق المؤدية إلى المعسكر، ثم حوَّلاه لاحقاً إلى أرضٍ للقتل، كلما هاجمه الجنجويد، فأبادا منهم الآلاف، ونجحا في طردهم من المدينة لاحقاً، ثم توسعا في الدفاعات وأذاقا الأوباش الويل بعمليات خاصة، حتى هربوا خارج العيلفون.
* على هامش المعارك أدار سيف اليزل ورفيقه أمير معركةً أخرى بالغة القسوة والشراسة، استهدفا بها توظيف الموارد المحدودة للذخيرة والطعام والأدوية، كي يمكنا جنودهما من مواصلة الصمود، وسجّلا نجاحاً تسير بذكره الرُكبان.
* اليوم يحق لهما أن يحتفلا بنصرهما المؤزر، ويحق لنا أن نحتفل معهما، وأن نحملهما على رتاج القلب أو صدر الغمامة، ونرسم لهما لوحات الحب والولاء والتقدير بكل ألوان العلم، بعد أن قهر فرسان العيلفون الحصار واستعادوا مدينتهم الجميلة وغسلوا وجهها الوضاء من درن الأوباش.
* التحية لأسود العيلفون الذين سطروا ملاحم للمجد والكبرياء والبطولة، وأصبحوا عنواناً للشجاعة والبسالة والصمود، والمحبة وكامل التقدير لقائدهم سيف السودان الصقيل ولرفيق دربه الأمير البطل، ولضباطهما الفرسان وجنودهما الفدائيين الذين كانوا عند حسن قادتهم، وقبل ذلك عند حسن ظن كل أهل السودان، الذين احتفلوا اليوم بعودة العيلفون الأبية (أرض التقابة والسجادة والقرآن) لحضن الوطن الغالي.. والله أكبر ولا نامت عيون العملاء والخونة والجنجويد.. إن الجنجويد لأنجاسٌ مناكيد.
د. مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: العمید الرکن
إقرأ أيضاً:
محامي "أولاد الفشوش" الذين رشقوا سيارات بالبيض يطالب المحكمة بمترجم لموكليه "الذين لا يفهمون العربية"
أجلت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الخميس، ملف « أولاد فشوش » الذي رشقوا المارة بالبيض، إلى الإثنين المقبل، بغية إمهال النيابة العامة من أجل الرد على الدفوعات الشكلية.
وشهدت جلسة اليوم امتثال خمسة متهمين أمام أنظار القاضي، الذي سألهم عن أسمائهم وهويتهم ووضعيتهم العدلية. وأكد جميع المتهمين أن لا سوابق عدلية لهم.
وتقدم المحامي محمد كروط، دفاع المتهمين، بمذكرة تضم الدفوعات الشكلية؛ إذ التمس بطلان محاضر الضابطة القضائية، بسبب ما اعتبره خرقًا للمواد 23 و24 و56 من قانون المسطرة الجنائية.
وعاد الدفاع ليشدد على أن أغلب المتهمين يدرسون البكالوريا في المدرسة الأمريكية، ولم يتبق لهم سوى أيام قليلة على موعد امتحانات البكالوريا، مبرزًا أهمية السراح المؤقت من أجل اجتياز الامتحانات.
كما التمس الدفاع توفير مترجم، لكونهم لا يفقهون اللغة العربية، وبالتالي يصعب عليهم فهم أسئلة ممثل النيابة العامة.
إلى ذلك، استفاض المحامي كروط خلال دفوعاته الشكلية في نقطة انعدام حالة التلبس في الملف.
وأشار إلى محضر « البحث والتحري »، موضحا غياب المعاينة فيه لكون انعدام حالة تلبس. والتمس المحامي نفسه، بطلان محاضر الشرطة القضائية، لعدم إشعار المتهمين بما هو منسوب إليهم اثناء الاستماع إليهم من طرف الضابطة القضائية، بالإضافة إلى عدم إشعار دواعي إعتقالهم.
إلى ذلك، التمس الدفاع مجددا السراح المؤقت، معتبرا أن المتهمين لا سوابق لهم. وقال أحد المحامين إن المتهمين بمثابة « صغار » مقارنة بباقي المتهمين في ملف الجنايات، فهم يتعرضون للسخرية منهم، قائلًا إنهم قد يتعرضون لأزمات نفسية.
وأضاف المحامي كروط أن « أصحاب المال العام يتمتعون بحالة سراح، رغم متابعتهم في تهم تزوير، بينما الأطفال الذين يتابعون دراستهم معتقلون ».
وأشار المحامي كروط إلى أن المتهمين يتابعون دراستهم في المدرسة الأمريكية، وأن الرشق بالبيض هو بمثابة ثقافة لديهم مثل أيام « المولد النبوي » أو « زمزم ».
كلمات دلالية أولاد لفشوش الدار البيضاء رشق البيض محكمة الاستئناف