أفراد يحتجون.. إطلالة على علم النفس الاجتماعي للاحتجاج
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
في نهاية يناير/كانون الثاني 2025 صدرت عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر الترجمةُ العربية لكتاب "أفراد يحتجون.. ما علم النفس الاجتماعي للاحتجاج؟".
والكتاب الصادر أخيرا من تأليف أستاذة التغير الاجتماعي والصراع جاكلين ستكلنبرغ، وأستاذ علم النفس الاجتماعي التطبيقي بيرت كلاندرمانس، وكلاهما يعملان في جامعة فريجي بأمستردام (Vrije Universiteit Amsterdam) في هولندا، أما الترجمة فمن المترجمة الجزائرية والباحثة في العلوم السياسية عومرية سلطاني.
ويناقش الكتاب الذي يقع في 368 صفحة، قضيّة الاحتجاج الشعبي بطريقة جديدة منطلقة من علم النفس الاجتماعي، ومعتمدة عليه.
وعلم النفس الاجتماعي يعد من أهم فروع علم النفس، فهو يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة كالاستجابة للمثيرات الاجتماعية، ويفسر سلوك الأفراد والجماعات في إطار الحركة الاجتماعية، فهو يمثل الدراسة العلمية للإنسان بوصفه كائنا اجتماعيا.
مفهوم الاحتجاج الشعبي.. بين الفرد والجماعةيركز الكتاب اهتمامه على الخصائص النفسية للجماعات، وأنماط التفاعل الاجتماعي، والتأثيرات التبادلية بين الأفراد، ومن مكونات علم النفس الاجتماعي "السلوك الاجتماعي وديناميات الجماعة"، فالجماعة هي وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من الأفراد تربطهم علاقات اجتماعية ويحدث بينهم تفاعل اجتماعي متبادل، فيؤثر بعضهم في بعض وتؤثر حركتهم الجماعيّة في مسار المجتمعات بأسرها.
إعلانفقد عُرف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بـ"عصر الاحتجاج" بعد أن كان الاحتجاج الشعبي مجرد سلوك فردي نادر ومستهجن. وما إن انكسر القيد الوهمي الذي أحاطت به السلطاتُ الجماهير وانعتقت الجماهير من قيودها ونجح احتجاج شعبي، سرت العدوى وغدت الاحتجاجات الناجحة تقذف بالجماهير إلى الشوارع، وصارت وسائل الإعلام تعرض على شاشاتها الساحات التي تشغلها الحشودُ المحتجة في كل يوم تقريبا.
عوامل نجاح الاحتجاج وآليات التعبئةولكن هذه الاحتجاجات مهما كانت عفوية وتلقائيّة فلا بد لنجاحها من ركائز أهمها:
أولا: الطلب، ويتمثل في مجموعة المظالم وما يرافقها من مشاعر الغضب والسخط. ثانيا: العرض، ويتمثل في المنظّمات الاحتجاجية أو المرجعيات الشعبية ذات التأثير في حركة الاحتجاج. ثالثا: التعبئة، وتتمثل في شبكات فعّالة للاتصال من صورها وسائل التواصل الاجتماعي في العقد الأخير.أما الدافع المحفز على المشاركة في الاحتجاج فهو إما نفعي وإما تعبيري وإما مدفوع بالهوية.
وللهوية الجماعية المسيسة دور محوري في ديناميات العمل الجماعي. وقد جاء في إعلان صدور الترجمة:
"بين دفتي هذا الكتاب تبصرات من علم النفس الاجتماعي وعلم النفس السياسي وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، تسمح بتحليل شامل للمشاركة في الاحتجاج، ولا سيما حين يتعلق الأمر بسؤال:
لِم يحتج بعض الناس ويحجم بعضُهم الآخر عن ذلك؟ وما مخاوفهم وآمالهم واهتماماتهم؟ وما المجموعات التي يتماهون فيها؟ وهل هم غير مبالين بالسياسة أم أنهم يثقون في السلطات التي تحكمهم؟ وما الخيارات التي يتخذونها، والدوافع التي يملكونها، والعواطف التي يشعرون بها؟ ولماذا يقررون، في هذا الصدد، إما البقاء وإما التحول إلى الراديكالية، وإما مغادرة الحركة؟
وأخيرا، فإن قراءة الكتاب لا غنى عنها للباحثين المهتمين بما يقوله علم النفس الاجتماعي والسياسي عن احتجاج الأفراد"
قسّم المؤلفان الكتاب إلى فصلين اثنين:
إعلانأما الفصل الأول الذي يمثل مدخلا مفاهيميا وتوطئة لمضمون الكتاب فيناقش بالتفصيل:
في المحور الأول منه الإجابة عن سؤال "ما الاحتجاج السياسي؟"، مبينًا أبعاد المفهوم وسابرا أعماقه، وموضحا أهم المعالم التي تحدد مفهوم الاحتجاج السياسي وكيف يتحول إلى حالة شعبية عامة. أما المحور الثاني من الفصل الأول فيتحدث عن "احتجاج الأفراد من منظار علم النفس الاجتماعي للاحتجاج" متناولًا ما تقوله نظريات علم النفس الاجتماعي في توصيف الحالة الفرديّة عندما تنغمس في الاحتجاج بناء على الدوافع المختلفة التي تدفع المرء إلى إعلان رفضه واحتجاجه على واقع أو واقعة ما.في حين جاء الفصل الثاني حاملًا عنوان "إرث الدراسات السابقة"، مفصلًا في ستة محاور على النحو الآتي:
المحور الأول: الفرع السوسيولوجي: من السلوك الجماعي إلى العمل الجماعي، وفيه نقاش لتطور الحالة الجماعيّة من السلوك العام أو العشوائي أو غير الهادف إلى العمل الذي تقوم به المجموع لتحقيق أهداف مشتركة من وجهة نظر علم الاجتماع. المحور الثاني: "مقاربات السلوك الجماعي.. نظريات الإجهاد والانهيار". أما المحور الثالث فعنوانه: "مقاربات العمل الجماعي.. الموارد والفرص". في حين جاء المحور الرابع مستعرضًا الاحتجاج من مقاربة علم النفس بعنوان: "الفرع السيكولوجي.. الدوافع والعواطف". أما المحور الخامس فحمل عنوان: "أدلة التحليل الجمعي". وجاء المحور السادس والأخير حاملًا عنوان: "مقاربات منهجيّة في علم النفس الاجتماعي للاحتجاج".يمثّل الكتاب مرجعًا مهما في فهم تفاعلات الحركة الاحتجاجيّة داخل المجتمع ويعطي القارئ والباحث قدرة على فهم الدوافع والركائز وتفسير المشهد الاحتجاجي تفسيرًا يجعل من الممكن التأثير في مساره ووجهته.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ة الاحتجاج
إقرأ أيضاً:
عبدالرحيم دقلو .. خداع النفس والبسطاء…
** لا نحجر على أي أحد في أن يحشد حشدًا من الجهلاء البسطاء البغام يمني نفسه ويمنيهم بجنة الخلد ونعيم لا يبلى…
** حتى هم هؤلاء السذج الجهلاء البسطاء ليس لنا أدنى اعتراض في أن يهللوا له ويكبروا ويهتفوا له (أسد) …
** فقط من حقنا أن نبسط رداء الاستهزاء والاستخفاف بتلك الصفة (أسد) على هوان رعديد جبان ترك قواته في الخرطوم والجزيرة ما بين هالك أو مبتور الأطراف أو فاقد العقل أو معرد ولاذ هو (أسد الهوان) بالفرار خشية الهلاك والفناء المحقق…
** أسد قتل أبناء شباب قبيلته وعرضها للفناء والهلاك والاستهزاء بعد أن تحول معظم شبابها الأحياء إلى مصابي العمليات أو مجانين يعانون من أمراض نفسية بالغة التعقيد…
** أسد يطلق الكلام على عواهنه والوعود جزافًا كوعده بتسليم الشرطة في جنوب دارفور مائة سيارة وشرطتها تدرك تمامًا أن هذا الوعد لا يمكن تحقيقه ما دام هناك نسور الجوية والسخوي والبريقدار شعارهم (أظهر كان تقدر).
** أسد يصدر توجيهاته لهواناته باجتياح أم درمان في (48) ساعة وهو يدرك أن بها بطل حقيقي اسمه ياسر العطا أخرجهم منها عنوة واقتدارًا لا يستطيعون مواجهته فاضطروا لتدوينها من بعيد وسيلة الجبناء الضعفاء الخائبين…
** أسد دخل الخرطوم على حين غفلة من أهلها ناشرًا قوات قوامها (230) ألف جندي وآلاف السيارات القتالية وبالرغم من ذلك هرب من الخرطوم هروب الصحيح من الأجرب…
** أسد تحول من ميدان القتال بالسنان إلي ميدان القتال بالكلام باللسان يرغى ويزبد مثل عاهرة لا تخشى على شرف ولا خلق ولا سمعة بعد أن فرطت في كل شئ وهو بالفعل قد فرط في كل شيء ولم يبق له غير الصراخ…
** تأملت أسدهم هذا وهو يخاطب هواناته فرأيت أنه يقلب أردافه ذات اليمين وذات الشمال تارة يقف ساقه اليمنى وتارة على الأخرى يفعل هذه الحركة لا يكاد يستقر ثانية على حال دلالة توتر وخوف وانكسار..
** فالخوف في هذه الحالات يرجع على عمل المخيلة كقوة إدراكية عظيمة إذا لم يحسن توجيهها جسمت أوهاما وخلقت حالة من التوتر وعرضت النفس للارهاق الذي بدأ ظاهرا على أسدهم الهزيل العاجز ان يقف لحظة على قدميه الاثنتين…
** أسد غلب على صوته التوتر نتيجة طبيعية لصراع مستمر مع النفس وشعور دائم بالضعف والضعة والخضوع والهزيمة يقف موقف العاجز الذليل أمام انتصارات جيشنا الباسل وأمام مستقبل قاتم مظلم أفضل ما فيه أن يهلك بطلقة علي يد حرسه ليتخلص منه بعد أن بدأ يشك في كل من حوله…
** أسد يعلم أنه بعد هلاك شقيقه حميدتي لن يكون لن يكون أكثر من (فوطة) تمسح بها دويلة الإمارات قاذوراتها ثم تقذف بها في مكب النفايات هذا إذا لم تسارع لتصفيته لتخلص نفسها من جهل مطبق وغباء مستحكم وبلادة لا نظير لها في الإنسانية…
** هذا هو معنى كلمة أسد عند الجنجويد التي لا تحمل من كلمة (الأسد) سماته الأساسية بطولة فارعة وشجاعة نادرة واقدامًا كاسرًا وحضورًا واثقًا وهيبة عالية..
** أسدهم هزيل كسيح ضعيف خوار هو في حالة هزائم متتالية وصراخ دائم ووعود كذوبة وخداع للنفس طويل..
** حتى تدرك عزيزي القارئ صدق ما ذهبنا إليه أنه كذاب أشر يخدع حشوده نتحداه أن يقوى على تسليم شرطة جنوب دارفور مائة سيارة وعدها إياهم ،، دعمكم من هذا نتحداه أن يحرك هواناته للشمالية أو أم درمان التى وجههم بأن يتحركوا إليها من نيالا على أن يدخلوها في يومين؟!
** قال أسد قال
د. عمر كابو
إنضم لقناة النيلين على واتساب