الإمارات تُطلق مساراً جديداً لـ«الملكية الفكرية الخضراء»
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مساراً جديداً لـ «الملكية الفكرية الخضراء»، والذي يهدف إلى تحفيز الابتكار وتسريع توطين التكنولوجيا وإقامة مشاريع جديدة في مجالات الاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية والاقتصاد الجديد، حيث إن هذا المسار مدته 3 أشهر وسيسهم في تعزيز تنافسية منظومة الملكية الفكرية في الدولة ودفعها إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً، وكذلك دعم توجهاتها في التحول نحو نموذج الاقتصاد الدائري.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري: «إن دولة الإمارات بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة نجحت في تبني مبادرات ومشاريع نوعية لقطاع الملكية الفكرية، باعتباره أحد القطاعات الحيوية لبناء اقتصاد وطني قوي ومستدام، ونحن اليوم في ضوء هذا التوجه نشهد مشروعاً جديداً لهذا القطاع الحيوي وهو مسار «الملكية الفكرية الخضراء»، والذي يُمثل محطة جديدة لنشر الوعي بأهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الخضراء لتقديم خدمات ومنتجات متطورة تخدم المجتمع، وكذلك تعزيز جاذبية الإمارات للابتكارات الخضراء والمستدامة، بما يُسهم في ترسيخ مكانتها ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم، وبما يتماشى مع رؤية «نحن الإمارات 2031».
وأضاف معاليه: يكتسب المسار الجديد للملكية الفكرية أهمية خاصة كونه يأتي بالتزامن مع إطلاق حكومة دولة الإمارات شهر الابتكار الحكومي. وسنعمل بالتعاون مع الجهات المحلية المعنية بالبيئة في الدولة والمنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو»، على تنفيذ كافة المستهدفات الخاصة بهذا المسار، وذلك لتوفير المزيد من الممكنات والفرص التي تُحفز المخترعين والمبدعين على تطوير ابتكارات ومشاريع مستدامة في المجالات والقطاعات الاقتصادية الحيوية.
جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية نظمتها وزارة الاقتصاد في مقرها بدبي، استعرضت خلالها مستهدفات المسار الجديد لـ «الملكية الفكرية الخضراء»، ودوره الحيوي في دعم الجهود الوطنية لتعزيز الابتكارات في المجالات الاقتصادية المستدامة بالدولة.
ومن جانبه أكد عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، أن الاستدامة والحفاظ على البيئة تمثل جزءاً أصيلاً من الثقافة الإماراتية عبر تاريخها، إذ استطاعت دولة الإمارات بناء نهضتها اعتماداً على مبادئ وأسس الاستدامة، مما عزز مكانتها الرائدة إقليمياً وعالمياً في تبني المبادرات والحلول الصديقة للبيئة، كما تشكّل الاستدامة محوراً رئيساً في الخطط والاستراتيجيات التي تبنتها الدولة خلال المرحلة الماضية لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وفي هذا الاتجاه، أشار سعادته إلى مواصلة وزارة الاقتصاد حرصها على دعم المشاريع الوطنية الهادفة إلى تعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية والتجارية، بما يتماشى مع توجهات الدولة في بناء اقتصاد مستدام ومتوازن يحافظ على المصادر الطبيعية للأجيال القادمة.
وقال خلال كلمته التي ألقاها في الإحاطة الإعلامية: إن المسار الجديد لـ«الملكية الفكرية الخضراء» سيسهم في تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على تبني أفضل الحلول الرقمية والتقنيات المتقدمة لإنتاج منتجات وخدمات مستدامة تدعم حماية البيئة، ونحن حريصون من خلال هذا المسار على إقامة شراكات جديدة مع الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية لدمج الملكية الفكرية في الابتكارات المستدامة وحماية الحقوق للمشاريع الصديقة للبيئة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: وزارة الاقتصاد دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات تفتتح مستشفى مادهول الميداني في جنوب السودان
جوبا - وام
تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» افتتحت دولة الإمارات مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين من دولة الإمارات وجنوب السودان، والمنظمات الدولية.
ويأتي افتتاح المستشفى - بمتابعة مجلس الشؤون الإنسانية الدولية - في إطار الرسالة الإنسانية لدولة الإمارات نحو تنمية المجتمعات الأكثر حاجة، ومساعدة الشعوب التي تواجه صعوبات للحصول على الخدمات الحياتية الأساسية في مناطق تواجدها، خصوصاً خدمات الرعاية الصحية كضرورة مُلحة لتلقي العلاج المناسب الذي تحتاج اليه مختلف الفئات من الرجال والنساء والأطفال، لاسيما في ظل التحديات القائمة التي تواجه الكثيرين كانتشار أمراض الملاريا بسبب نقص الخدمات الطبية وتوفير الأدوية الملائمة. وسيشكل مستشفى مادهول الميداني إضافة نوعية لقطاع الرعاية الصحية في جمهورية جنوب السودان الصديقة.
وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح المستشفى، أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة أن المشروعات التنموية والإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات تُشكل جزءًا لا يتجزأ من التزام الدولة نحو دعم جميع المجتمعات المُحتاجة، حيث تنفذ دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية بشراكة وثيقة مع مختلف المنظمات الدولية ذات العلاقة، وبالتركيز على المشروعات ذات الأولوية العالمية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وقال «إن افتتاح مستشفى مادهول الميداني تجسيد لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لبذل الخير والعطاء، ويترجم الرؤية المُلهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للتضامن والإخاء من خلال معالجة التحديات الصحية ووضع الحلول المستدامة للكثير من المناطق التي تواجه نقصاً حاداً في الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة».
وأضاف: «تحرص دولة الإمارات في تنفيذها مختلف المشروعات الإنسانية والتنموية على بناء القدرات وتمكين الأفراد عبر تطوير المهارات، ولذا نحتفل اليوم مع الأصدقاء في جمهورية جنوب السودان بحصد ثمار العلاقات الثنائية المتميزة والقيم العميقة المُتجذرة، بالإعلان عن افتتاح مستشفى مادهول الميداني بسعة أولية تضم 100 سرير وعدة عيادات مُتخصصة لخدمة قرابة مليوني شخص من المجتمع المضيف، والجنوب سودانيين العائدين من السودان، واللاجئين السودانيين في ولاية شمال بحر الغزال».
وأشار إلى أن هذا المستشفى يعد الثالث الذي تقوم بتشييده دولة الإمارات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد.
وقال: «منذ تأسيسها، شكّل الدعم الإنساني وحماية المدنيين وخاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، محوراً رئيسياً في توجهات دولة الإمارات، كما أن موقفها تجاه الأزمة التي يمر بها السودان منذ إبريل 2023 واضح وراسخ، إذ إنّ تركيزها الأساسي انصبّ على معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية وتبني نهج يعطي الأولوية لمطالب المدنيين ويعالج احتياجاتهم».
كما تطرق إلى التزام دولة الإمارات الثابت والدائم بدعم الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الكارثية، وبالعمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تحقيق الاستقرار والسلام للشعب السوداني الشقيق، تعبيرًا عن قيم التضامن الإنساني الراسخة في دولة الإمارات قيادةً وشعباً.
وأضاف: «جسد تعهد دولة الإمارات بمساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار أمريكي خلال «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان» في أديس أبابا - وهو المؤتمر الأول بشأن السودان الذي يعقد هذا العام ليحدد المسار للمؤتمرات القادمة التي ستعقد لمساعدة الشعب السوداني - التزامها الراسخ والمتواصل بدعم الشعب السوداني الشقيق، حيث خصصت وقدمت منذ بدء الأزمة 600.4 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية، ليصل ما قدمته خلال السنوات العشر الماضية 3.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوداني ما يؤكد التزامها الراسخ بتقديم الدعم للمحتاجين خلال الأزمات».
من جانبه، أوضح سلطان محمد الشامسي نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية أن العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تشهد آفاقاً جديدة من التعاون في مختلف المجالات والقطاعات، ويشكل قطاع الرعاية الصحية أولوية دولية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة بالتركيز على الصحة الجيدة والرفاه من خلال توفير الممكنات الطبية كإنشاء المستشفيات العامة والمراكز التخصصية وتطوير النُظم الصحية، في إطار بناء القدرات وتنمية الكفاءات والتصدي للتحديات المستقبلية مثل تفشي الأمراض والأوبئة، وسيعمل مستشفى مادهول الميداني على توفير الرعاية الصحية الأولية والخدمات العلاجية الأساسية للكثير من الشرائح والفئات في منطقة مادهول والمناطق القريبة منها.
وبدوره، قال الدكتور همبهري كاراماجي ممثل منظمة الصحة العالمية في جنوب السودان: «نشكر الإمارات العربية المتحدة على جهودها الإنسانية الدولية الرائدة في تعزيز قطاع الرعاية الصحية في القارة الإفريقية عبر العديد من المشروعات والمبادرات، ومن بينها إنشاء المستشفيات لتلبية احتياجات ملايين الناس وتحسين الخدمات الصحية المختلفة، ونشهد اليوم افتتاح مستشفى مادهول الميداني كواحد من تلك المشروعات لخدمة الناس من مختلف المناطق المحيطة بما فيهم اللاجئون».
ومن جهته، قال سايمون أوبر ماووات محافظ ولاية بحر الغزال في جمهورية جنوب السودان: «اليوم هي اللحظة التي انتظرناها سوياً، ونشكر دولة الإمارات على إنشاء مستشفى مادهول الميداني الذي سيعمل على معالجة التحديات الصحية في منطقتنا، فاليوم هو يوم تاريخي لسكان ولاية شمال بحر الغزال والإقليم بأكمله».