نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا، بعنوان: "من ماغا إلى غزة" مستفسرا فيه: "خطة دونالد ترامب لتحويل غزة إلى مدينة أمريكية، نابعة من الجحيم أم أنها فتنازيا إمبريالية أو خدعة تفاوضية؟".

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "أهل غزة الذين عاشوا جحيم حرب استمرت 15 شهرا وشرّدوا أكثر من مرة، لم يتوقعوا أن يقدم الرئيس الأمريكي ترامب خطّة لطرد كل السكان الفلسطينيين والاستيلاء الأمريكي الكامل على غزة لإعادة تطويرها وتحويلها إلى: ريفييرا الشرق الأوسط".



"عبّر السّاسة العرب عن القلق، وفي رسالة مشتركة أرسلها وزراء خارجية خمس دول عربية، بعدما بدأ الرئيس يتحدث عن نقل الفلسطينيين من غزة، حذّروا فيها الولايات المتحدة بأن تهجيرا كهذا: سوف يدفع  المنطقة نحو المزيد من التوتر والنزاع وعدم الإستقرار" بحسب التقرير.

وأضاف: "في أمريكا، أشاد بعض حلفاء الرئيس بهذه الخطوة، فيما نظر آخرون إليها باستخفاف. وربّما يشعر أغلب الإسرائيليين بالحيرة، فقد أبدى وزير من أقصى اليمين سروره بهذه الخطوة، مُستشهدا بترنيمة من الكتاب المقدس: "لقد صنع الرب لنا أمورا عظيمة، ونحن نفرح بها".

وتابع: بعد اجتماعه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، ألقى ترامب حجره، بالقول: "أمريكا ستتولّى السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعملنا هناك أيضا، سنتولى المسؤولية عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع". مردفا أنّ: "أمريكا ستتملكه على المدى الطويل".

وأكّد: "عندما سئل عن النّشر المُحتمل للقوات الأمريكية، قال ترامب: فيما يتعلق بغزة، سنفعل ما هو ضروري. وإذا كان ذلك ضروريا، فسنفعل ذلك". وأكد الرئيس أنه جاد في كلامه: "لم يتم اتّخاذ القرار بسهولة، وكل واحد تحدثت إليه أعجب بفكرة تملك الولايات المتحدة قطعة الأرض تلك، تطويرها وخلق آلالاف الوظائف أمر سيكون رائعا".

وأضاف: "الفلسطينيين لا يمكنهم العيش في خراب غزة، الذي وصفه بأنه "موقع هدم". من الأفضل للدول الأخرى أن "تفتح قلوبها"، وتستقبلهم وتعيد توطينهم في مجتمعات جديدة. وعندما يتمّ إعادة إعماره فإن الناس "من كل أنحاء العالم" سيعيشون في غزة بمن فيهم الفلسطينيون".

وأبرز التقرير: "بدا نتنياهو مسرورا وغير مبال في الوقت نفسه. ولم يتطرق إلى أي تفاصيل بشأن الاقتراح، لكنّه أشاد بترامب لأنه نقل المناقشات إلى "مستوى آخر"، وأشار بشكل غامض بالقول: أعتقد أن الأمر يستحق الاهتمام وأعتقد أنه شيء يمكن أن يغير التاريخ".


كذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ: "ترامب لم يتحدث عن كيفية تحقيق أفكاره وبدا في بعض الأحيان مرتجلا. وبالنسبة لبعض الأمريكيين، بدت هذه الأفكار وكأنها خيال إمبريالي، أشبه بحديثه الاستفزازي عن استعادة قناة بنما أو شراء غرينلاند، ولكنها أكثر خطورة. وفي الحقيقة شعر البعض من أن الرئيس نسى مغامرات أمريكا الدموية والفاشلة في أفغانستان والعراق، والتي طالما شجبها ترامب".

واستفسر آخرون، بحسب التقرير نفسه، عمّا إذا كان ترامب، كما حدث مع تهديداته بالرسوم الجمركية، قد اتخذ موقفا شاذّا يمكن من خلاله تحقيق النفوذ التفاوضي. وكان الجمهوريون في الكونغرس متشكّكين. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ، ليندزي غراهام، لمجلة "بوليتيكو" معلّقا على خطة ترامب: "أعتقد أن هذا قد يكون إشكاليا"؛ بينما أضاف آخر: "ربما يكون هناك بعض العيوب في هذا".

وأكد التقرير: "لن يكون ترامب أول رئيس أمريكي يحاول حل لغز فلسطين. وكانت أغلب مقترحات السلام، بما في ذلك مقترح ترامب خلال ولايته الأولى، تتضمن التقسيم الرسمي للأرض إلى دولة فلسطينية وأخرى يهودية. وكثيرا ما أثارت هذه المقترحات المزيد من العنف". 

وأعرب ترامب عن إحباطه إزاء عقود من خطط السلام الفاشلة وجهود إعادة الإعمار. بالقول: "لا يمكنك الاستمرار في ارتكاب نفس الخطأ مرارا وتكرارا. غزة أصبحت الآن حفرة جحيم". ومع ذلك، لم تطرح فكرة مشروع استعماري غربي في فلسطين منذ نهاية الإنتداب البريطاني عام 1947. 

وفي الواقع، أبرز التقرير: "رفضت الولايات المتحدة المقترحات المبكرة لتوليها بنفسها انتدابا في الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى".

إلى ذلك، ترى الصحيفة أنّ: "ترامب قد جمع أفكارا متباينة من مرجل الشرق الأوسط: إزالة حماس من غزة كما يطالب نتنياهو، وطرد الفلسطينيين كما يسعى حلفاؤه من اليمين المتطرف، والأحلام القديمة بتحويل غزة إلى دبي أو سنغافورة أخرى، والأمل في الحصول على أموال البترودولارات العربية لإعادة إعمارها، والدعوة إلى قوة حفظ سلام تقودها أمريكا". 

"أضاف ترامب لكل هذه التوليفة المتناقضة حماس رجل تطوير العقارات والمقاول، إذ يتطلع لأكثر من 360 كيلومترا مربعا من الأراضي المتميزة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تحوّل الكثير منها بالفعل إلى مواقع هدم بعد الحملة التي شنتها القوات الإسرائيلية" بحسب التقرير ذاته.


واسترسل: "كان فريق نتنياهو قد أعدّ نفسه لمحادثات مختلفة، فقد توقعوا أن يحث ترامب إسرائيل على الانتقال من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الحالي إلى المرحلة الثانية، التي تنص على وقف دائم للأعمال القتالية وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية. وفي تلك المرحلة، سيتم تبادل المزيد من الأسرى الإسرائيليين وغيرهم من الأسرى الفلسطينيين". 

وأردف: "أما المرحلة الثالثة، فتشمل على مفاوضات حول إعادة بناء غزة. كل هذا سيعبد الطريق أما اتفاقية تطبيع مهمة بين السعودية وإسرائيل، مقابل التقدّم نحو إقامة دولة فلسطينية. وبالتالي تشكيل تحالف كبير بين أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية الموالية للغرب".

واستطرد: "إلا أن فكرة ترامب باستيلاء أمريكا على غزة كانت خارج تفكير الإسرائيليين. ويدرك نتنياهو جيدا الصعوبات التي ستواجه هذه الخطة، ذلك أن سكان غزة، الذين ينحدرون في الغالب من موجات سابقة من اللاجئين الفلسطينيين والذين نزحوا مرارا وتكرارا، لن يتطوعوا لنكبة أخرى". 

وأكد: "علينا ألا نتصور أن الزعماء العرب، على الرغم من عدم اكتراثهم بمحنة الفلسطينيين في السر سيتواطؤون مع مثل هذه العملية. وفي كل الأحوال، لا تريد أي دولة عربية أن تستوعب عددا كبيرا آخر من الفلسطينيين الساخطين. فقد رفضت مصر والأردن خطة ترامب لكنه توقع أن يغيرا رأيهما. وقال: إنهما يقولان إنهما لن يقبلا. وأنا أقول إنهما سيقبلان".

وأبرز: "يبدو نتنياهو مستعدا للمضي مع فكرة ترامب، إما لتعزيز علاقاته مع البيت الأبيض أو استغلال الخطة في السياسة المحلية، ويواجه رئيس الوزراء موقفا صعبا، فقد خسر شريكا في ائتلافه الحكومي من أقصى اليمين عندما قبل المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار".

"لو مضى للمرحلة الثانية في من الصفقة، فقد يخسر المزيد من الحلفاء، بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وهذا يعني نهاية حكومته، وإجراء انتخابات مبكرة، وربما المزيد من الضعف القانوني في قضايا الفساد التي يواجهها" أشار التقرير.

ومضى بالقول: "حاول نتنياهو شراء الوقت لنفسه، وهو يصر على تحقيق 3 أهداف: وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى، التدمير العسكري والسياسي الكامل لحماس وضمان عدم عودة حماس إلى السلطة مرة ثانية".

"بدلا من قبوله وقفا دائما للنار في غزة، يقول نتنياهو: ستنهي إسرائيل الحرب بالإنتصار بها. وهذا سيفتح فجوة مدمرة محتملة مع ترامب، الذي أعرب عن ثقته في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، في وقت قال فيه كبير المفاوضين إن المرحلة الثانية بدأت" أضاف التقرير.


 وأردف: "ربما يفكر ترامب في بناء فنادق وشقق فاخرة في غزة، لكن سموتريتش عازم على إعادة توطين المستوطنين هناك. وهذا التهديد، يفسر الرد السريع من السعودية، التي قالت إنها: لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، دون إنشاء دولة فلسطينية". 

وتابع: "لكن نتنياهو قد يتعامل مع خطة ترامب بشأن غزة كورقة مساومة"، مستفسرا: "هل يقبل السعوديون صفقة تمنع خطة ترامب وتنقذ الفلسطينيين من الطرد الجماعي؟ بعد كل شيء، برّرت الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020 بحجة أنها أوقفت الخطط الإسرائيلية لضم الضفة الغربية المحتلة. ويصر المسؤولون السعوديون على أنهم لن يفعلوا ذلك".

ويقول دبلوماسي عربي، بحسب التقرير، إنّ: "وزارته تُحاول معرفة ما إذا كان كلام الرئيس مجرد -هراء ترامبي- سينسى قريبا، أم أنه شيء يدعو للتأمل العميق". فيما يحذر القادة العرب من إثارة غضب الرئيس. ولكن إذا كان ترامب جادا بشأن اقتراحه الأخير، فقد يتبع ذلك إدانة قوية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية غزة ترامب الاحتلال السعودية السعودية غزة الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار بحسب التقریر المزید من خطة ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب في لقائه مع نتنياهو: مصر والأردن يرفضان تهجير الفلسطينيين

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مصر والأردن رفضا تهجير الفلسطينيين، مضيفًا: «مصر والأردن لم يوافقا على تهجير الفلسطينيين من غزة»، وذلك بحسبما نشرته شبكة «القاهرة الإخبارية».

وأكد ترامب، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجميع في الشرق الأوسط يريدون السلام ويمكن إبرام صفقة والتوصل لاتفاق بشأن غزة ونرغب في السلام بالمنطقة ونرغب بوقف القتل.

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالبه بتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، متجاهلًا مرة أخرى حقوق الشعب الفلسطيني، وقال إن الفلسطينيين ليس لديهم بديل سوى مغادرة قطاع غزة.

وأضاف «ترامب»، بحسب ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية»: «لا أدعم بالضرورة الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة».

والتقى اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض لبحث العديد من الملفات، خاصة ما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة وأزمة الأسلحة لإسرائيل، وأيضًا البرنامج النووي الإيراني.

مصر والأردن يؤكدان رفضهما تهجير الفلسطينيين

وأكدت مصر والأردن أنهما لن يشاركا في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ورفض الرئيس عبدالفتاح السيسي التهجير قائلًا: «تهجير الفلسطينيين هو ظلم لن نشارك فيه».

وجدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال خلال مؤتمر صحفي: «الملك عبدالله الثاني أكد أكثر من مرة أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين وحل القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني».

مقالات مشابهة

  • مفاجأة من نتنياهو: أول تعليق على خطة ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
  • هراء وتطهير عرقي.. خطة ترامب حول غزة في مرمى نيران العالم
  • ترامب يصدم نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين.. «رفض مصري أردني»
  • ما وراء زيارة نتنياهو إلى أمريكا؟.. خبراء يجيبون
  • ترامب في لقائه مع نتنياهو: مصر والأردن يرفضان تهجير الفلسطينيين
  • قبل لقاء نتنياهو.. ترامب يكرر تصريحاته عن نقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر
  • مقرب من ترامب: الرئيس لا يحب نتنياهو ولا يصدقه ومتعاطف مع الفلسطينيين
  • عضو بالحزب الجمهوري: استقبال ترامب لـ نتنياهو عار على أمريكا وإهانة لنا
  • 10 نقابات مصرية تخاطب سفارة أمريكا لرفض تصريحات ترامب عن تهجير الفلسطينيين