السويد في حالة صدمة جراء هجوم دموي أودى بحياة 11 شخصاً
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أوربرو "أ.ف.ب": عاشت السويد اليوم الاربعاء حالة من الصدمة غداة أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخها راح ضحيّتها 11 شخصا، من بينهم منفذ الهجوم، ووقعت في مركز تعليمي للبالغين في أوربرو (وسط) مثيرة العديد من الأسئلة من دون إجابات.
وقالت الشرطة، إنّ رجلا مسلحا قتل "حوالى عشرة أشخاص" ثمّ عُثر عليه مقتولا، فيما أفادت وسائل إعلام سويدية بأنّه قتل نفسه.
و أفادت الشرطة وكالة فرانس برس اليوم بأنّ "11 شخصا قُتلوا، بمن فيهم منفذ الهجوم".
كما أوضحت أنّ "دوافع إطلاق النار لم تُعرف بعد، لكن كلّ شيء يشير إلى أنّ الجاني تصرّف بمفرده من دون أي دوافع أيديولوجية".
ويتلقى ستة أشخاص جميعهم من البالغين، العلاج في المستشفى بعد إصابتهم بالرصاص. وأفادت خدمات الصحة في المنطقة بأن خمسة من بينهم هم ثلاث نساء ورجلان خضعوا لعمليات جراحية وحالتهم "خطرة لكن مستقرة"، أما السادس فمصاب بجروح طفيفة.
وأكدت الشرطة أن مرتكب الجريمة لم يكن معروفا من قبلها ولا تربطه أي صلة بعصابة، في حين تشهد السويد منذ سنوات أعمال عنف بين عصابات إجرامية للسيطرة على تجارة المخدرات.
وتعتبر المدارس في السويد بمنأى نسبيا عن العنف، إلا أن البلاد تشهد في السنوات الأخيرة حوادث إطلاق نار وانفجارات عبوات ناسفة يدوية الصنع في أحيائها تسفر عن مقتل عشرات الأشخاص كل عام.
وأعلن مكتب الملك كارل السادس عشر غوستاف والحكومة تنكيس الأعلام في القصر الملكي والبرلمان والمباني الحكومية.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن في بيان اليوم الأربعاء "اليوم ننكّس الأعلام بينما تجتمع السويد برمتها لدعم المتضررين والحداد على ما حدث".
وكان كريسترسن أكد في مؤتمر صحافي مساء امس، أنّها "أسوأ عملية قتل جماعي" في تاريخ السويد.
وأضاف أنّ "الكثير من الأسئلة لا تزال بدون إجابات".
وأفادت قناة "تي في 4" التلفزيونية بأنّ مطلق النار يبلغ 35 عاما، وقد دهمت الشرطة منزله في أوربرو في وقت متقدّم الثلاثاء. وأشارت القناة إلى أنّ بحوزته رخصة حيازة سلاح وسجلّه الجنائي نظيف.
ونقلت صحيفة أفتونبلاديت عن أقارب له، أنّه كان منعزلا وعاطلا عن العمل وبعيدا عن عائلته وأصدقائه.
ووصلت بعض العائلات صباح اليوم الأربعاء لإيصال أبنائها إلى مدارس مجاورة من المركز التعليمي حيث وقعت عملية القتل والذي أُغلق بقرار من الشرطة بالإضافة إلى مدرسة مجاورة.
وتحدثت ليف ديمير (36 عاما) وهي موظفة عن صدمتها اليوم الأربعاء عندما علمت بإطلاق النار، اذ ان أحد أبنائها الثلاثة يتابع دروسا رياضة في مدرسة بالقرب من مجمّع ريسبيرغسكا التعليمي المخصص لبالغين يستعدون للحصول على ما يعادل شهادة البكالوريا حيث وقعت المأساة.
وقالت لوكالة فرانس برس صباح الأربعاء "وقفت متجمدة، مذهولة، لم أكن أعرف حقا إلى أين أذهب". وأضافت ديمير "تشتّتت أفكاري لأنني قمت بتجهيز حقيبته الرياضية في الصباح".
وقالت تلميذة تدعى لين وتبلغ 16 عاما وتقصد مدرسة قرب موقع الحادث، لمراسل وكالة فرانس برس "كنت واقفة هناك أشاهد ما يحدث، وكنت بالقرب من هنا عندما رأيت جثثا ملقاة على الأرض. لا أعرف ما إذا كانوا قتلى أم جرحى".
وأضافت بصوت مرتجف "كانت هناك دماء في كل مكان، والناس مصابون بنوبات ذعر وبكاء، والأهالي اعتراهم القلق (...) كانت هناك حالة فوضى".
في الأثناء، بقي الطلاب في المركز التعليمي وفي المدارس المجاورة محاصرين لمدّة ساعات قبل أن يتمّ إجلاؤهم تدريجا.
وقال ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف إنّه تبلّغ بنبأ إطلاق النار "بحزن وصدمة".
ووقعت العديد من الحوادث الخطيرة في مدارس في البلاد في السنوات الأخيرة.
في مارس 2022، طعن تلميذ يبلغ 18 عاما معلمَين حتى الموت في مدرسة ثانوية في مدينة مالمو الجنوبية.
وقبل شهرين، أوقف شاب يبلغ 16 عاما بعدما طعن تلميذا وأستاذا بسكين في مدرسة في بلدة كريستيانستاد الصغيرة المجاورة.
وفي أكتوبر 2015، قُتل ثلاثة أشخاص بهجوم دوافعه عنصرية في مدرسة في بلدة ترولهتان في غرب البلاد على يد مهاجم يحمل سيفا، قُتل لاحقا برصاص الشرطة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی مدرسة
إقرأ أيضاً:
صدمة في أسواق الطاقة| النفط يتجه لأكبر انهيار أسبوعي منذ 5 أشهر.. وترامب السبب
في ظل حالة من الترقب والقلق التي تسيطر على الأسواق العالمية، شهدت أسعار النفط بداية متراجعة لتعاملات الأيام الماضية، مما يشير إلى توجه السوق نحو تسجيل خسارة أسبوعية مؤلمة.
ويعود هذا التراجع إلى تصاعد المخاوف بشأن ركود اقتصادي عالمي نتيجة السياسات الحمائية التي تتبناها الولايات المتحدة.
تراجع حاد في أسعار النفطوسجّلت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، تسليم شهر يونيو، انخفاضًا بنسبة 0.84% أو ما يعادل 59 سنتًا، ليصل سعر البرميل إلى 69.55 دولارًا.
وهذا التراجع يضع خام برنت على مسار خسارة أسبوعية تقدر بـ5.5%، وهي الأعمق منذ منتصف أكتوبر الماضي.
أما خام نايمكس الأمريكي، تسليم مايو، فقد انخفض بنسبة 0.90% ليستقر عند 66.35 دولارًا للبرميل، في خسارة أسبوعية تفوق 4.3%.
ويعكس هذا الانخفاض الضغوط المتزايدة على الأسواق العالمية، نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية المتصاعدة.
ترامب يلوّح بالحمائية| رسوم جمركية تقلق الأسواقوفي خطوة مثيرة للجدل، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية تبادلية على جميع الدول بنسبة لا تقل عن 10%.
وقد برّر هذه الإجراءات برغبته في "استعادة استقلال أمريكا الاقتصادي" ومنع ما وصفه بـ"الاستغلال من قبل الدول الأخرى".
لكن تلك الرسوم أثارت حالة من الذعر في الأسواق العالمية، حيث زادت المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود جديدة، إضافة إلى تفاقم التضخم وعرقلة خطط البنوك المركزية الكبرى التي تحاول خفض تكاليف الاقتراض لتحفيز النمو الاقتصادي.
توقعات أكثر تشاؤمًا من جولدمان ساكستفاعلاً مع هذه المستجدات، خفّض بنك "جولدمان ساكس" توقعاته لأسعار النفط خلال العام الجاري. وأشار البنك إلى أن خام برنت سيستقر عند متوسط 69 دولارًا للبرميل، بينما ستبلغ أسعار الخام الأمريكي حوالي 66 دولارًا، مرجعًا هذا التراجع إلى المخاوف من وفرة الإمدادات القادمة من تحالف "أوبك+" بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية العالمية.
ضبابية المشهد ومستقبل غامضويبدو أن الأسواق العالمية ستظل في حالة من عدم اليقين في ظل استمرار السياسات الاقتصادية التصعيدية وتوتر العلاقات التجارية. وبينما يحاول العالم تفادي ركود اقتصادي واسع، يبقى النفط أول ضحايا هذا الصراع، في انتظار ما ستسفر عنه الأشهر القادمة من تحولات في السياسات والمواقف الدولية.