أكد القمص كيرلس وديع، كاهن كنيسة السيدة العذراء بكفر داوود، أن الإنسانية اجتمعت فى حب «مريم»، والمسيح أكرمها وطوبتها جميع الأجيال، فالعذراء تحتل مكانة لا ينافسها بها أحد فى الكنيسة القبطية. وقال، خلال حواره مع «الوطن»، إن المصريين يطلقون على بناتهم اسم «مريم» حباً وإكراماً لـ«أم النور»، التى عاشت 3 سنوات فى مصر تركت فيها البركات والمعجزات.

كيف تحتفل الكنيسة القبطية بعيد العذراء؟

- حياة السيدة العذراء مريم على الأرض امتدت إلى 60 عاماً، منها اثنتا عشرة سنة بالهيكل، وثلاثون سنة فى بيت القديس يوسف البار، وأربع عشرة سنة فى بيت القديس يوحنا الإنجيلى. وفى عقيدتنا الأرثوذكسية نؤمن ونصدق أن السيدة مريم العذراء هى والدة الرب، ولهذا أعطاها السيد المسيح بنفسه إكراماً زائداً فى حياته على الأرض، وحتى بعد انتقاله إلى السماء تسلم روحها الطاهرة، ومن أجل هذا فالسيدة العذراء أعطيت الكرامة الفائقة من الكل فى التسبحة نقول عنها «أنت مستحقة أكثر من جميع القديسين أن تطلبى عنا أيتها الممتلئة نعمة.. أنت مرتفعة جداً أكثر من رؤساء الآباء ومكرّمة أفضل من الأنبياء»، وللعذراء كرامة فائقة فهى أم المخلصة

كيف تكرّم الكنيسة الأرثوذكسية العذراء مريم؟

- تظهر مكانة العذراء بأقوال وعبارات وتماجيد وتسابيح تليق بكرامتها، وكذلك أدوات الكنيسة ترمز إلى العذراء مريم مثل الأيقونة، والشورية، وتسمية الفتيات على اسمها.

المصريون يطلقون على بناتهم اسم «مريم».. ومكانتها فى القلوب لا ينافسها أحد فيها

حدّثنا عن مكانة السيدة العذراء فى قلوب المصريين؟

- اجتمعت الإنسانية فى حب العذراء، سواء مسلمين أو مسيحيين، وآخرون على حب السيدة العذراء، ويظهر ذلك فى الإقبال الكبير الذى تشهده الأديرة والكنائس خلال فترة الصوم والنذور التى تقدّم لطلب معونتها وتمجيدها، وذلك لأنها موجودة فى كل وقت تساند فيه كل من يطلبها وتستجيب لكل من يطلبها، وظهر حب المصريين للعذراء منذ رحلة العائلة المقدّسة فى أرض مصر، والتى استغرقت ما يقرب ثلاث سنوات لتترك فى أرض مصر الكثير من البركات، وكذلك ظهورات العذراء التى يجمع المسلمون والمسيحيون عليها، وأبرزها ظهور العذراء بالزيتون، الذى سهر المصريون جميعاً للتبرّك بظهورها.

يُشاع أن العيد الذى تحتفل به الكنيسة هو عيد صعود جسدها.. ما الحقيقة؟

- بالفعل، يُشاع أن العيد الذى تعيّد به كنيستنا القبطية للقديسة السيدة العذراء مريم، فى السادس عشر من مسرى، هو عيد صعود جسدها، لكنه فى الحقيقة عيد إعلان إصعاد جسدها، لا الصعود نفسه، فتبدأ القصة حينما تنيحت القديسة السيدة العذراء مريم والدة الإله، فقام التلاميذ بتكفينها ودفنها بإكرام جزيلين، لكن القديس توما الرسول لم يحضر بينهم حينذاك لسفره فى رحلة تبشيرية، ثم بينما هو عائد رأى جسدها الطاهر والملائكة صاعدون به إلى السماء.

فلما رجع القديس توما الرسول، أخبره التلاميذ بنياحة القديسة السيدة العذراء، فذهبوا جميعاً إلى قبر القديسة السيدة العذراء وكشفوا عنه؛ فخافوا واندهشوا جداً حين لم يجدوا به جسدها، فأخبرهم القديس توما الرسول بما رأى؛ فصاموا لكى يُظهر لهم الرب يسوع أمر الجسد، وظلوا صائمين حتى كان يوم السادس عشر من شهر مسرى حين ظهر لهم الرب يسوع ومعه أمه القديسة العذراء، وأعلمهم أن جسد البتول الطاهرة محفوظ فى السماء؛ يجب ألا يبقى جسد العذراء فى تراب الأرض كسائر الأجساد، بل يُحفظ فى السماء.

حياة استثنائية

كانت السيدة العذراء استثنائية فى حياتها منذ ولادتها، حيث وُلدت بعد خمسين عاماً من زواج والديها، وقد بشر الملاك والدها، وقد نذر والداها أن الطفل الذى يولد يكون خادماً لله كل أيام حياته، وبالفعل لما أتمّت العذراء السادسة من عمرها أدخلها والداها الهيكل، واحتملت السيدة العذراء اليُتم والفقر بلا تذمر، كما رأت كل آلام المسيح ابنها وصبرت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيدة العذراء السيدة البتول كنيسة العذراء القدس السیدة العذراء العذراء مریم

إقرأ أيضاً:

تفاصيل احتفالات رعية القديس ميخائيل في الكرك بسوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتفلت رعية القديس ميخائيل بسوريا يوم أمس،  بقداس مميز ترأسه الأب خالد قموه، راعي الكنيسة، بحضور الأب صقر حجازين والشماس الإنجيلي زعل حجازين، بالإضافة إلى الأخوات الراهبات.

بعد انتهاء القداس، أقيمت دورة احتفالية في شوارع القرية، حيث تم حمل أيقونة القديس ميخائيل، وذلك لمباركة أهالي القرية وتأكيد تكريسها للقديس ميخائيل رئيس الملائكة. تعكس هذه الدورة روح الجماعة وتعبيراً عن الإيمان القوي لدى أبناء الرعية.

تأتي هذه الفعالية كنوع من التحضير للاحتفال بعيد شفيع الرعية، المقرر إقامته مساء يوم الأحد المقبل، حيث يتوقع أن يشارك العديد من أبناء الرعية والمحبين في هذه المناسبة الخاصة.

تجسد هذه الاحتفالات الروح الجماعية والارتباط العميق بين أهالي القرية وإيمانهم القوي بشفيعهم، مما يساهم في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للمنطقة.

مقالات مشابهة

  • كاهن الروم الأرثوذكس: تحملوا الألم مثلما تحمل المسيح
  • "استعدادًا لسيامتهم".. الأنبا بولا يلتقي شمامسة كنيسة أم الرحمة بناشفيل
  • تفاصيل احتفالات رعية القديس ميخائيل في الكرك بسوريا
  • حياة القديس كيرياكوس.. من النسك إلى المعجزات
  • الأنبا بولا يستكمل زيارته الرعوية لبعض أسر كنيسة أم الرحمة بناشفيل
  • شهيد وشهادة
  • بدء الدراسة بمعهد القديس بولس للتربية الدينية بأبوقرقاص
  • دوي انفجارات قوية في رام الله / شاهد
  • عمرو يوسف يبدأ تصوير فيلم «درويش» في السيدة زينب
  • 8 معلومات عن أول مريضة سكر تتلقى العلاج عبر خلايا الجسد.. عملية نادرة