الكرملين يشكك في استعداد زيلينسكي للتفاوض..وبريطانيا تقدم حزمة مساعدات لأوكرانيا
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
عواصم " وكالات": وصف الكرملين اليوم الأربعاء إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة آخرين لإنهاء النزاع، بأنه "كلام أجوَف".
وبعد مرور حوالى ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحا مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة من دون أن يقدم خطة ملموسة لذلك.
ولطالما عارض زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة في مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشه على الجبهة والتقدّم الروسي.
رد زيلينسكي على سؤال حول إمكان التفاوض مع بوتين في مقابلة بُثت امس، قائلا إنه سيفعل ذلك "إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح".
وتحدّث عن صيغة تضم "أربعة مشاركين"هم مبدئيا أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
واشار زيلينسكي إن 45 الف قتيل و390 ألف مصاب سقطوا من أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات مع روسيا.
وفي مقابلة مع الصحفي البريطاني بيرس مورجان، قدر زيلينسكي عدد القتلى الروس بنحو 350 ألفا والجرحى بما يتراوح بين 600 ألف و700 ألف.
وأضاف أن القوات الروسية فقدت "الكثير" من أفرادها خلال القتال.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين اليوم الأربعاء "حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوَف" مضيفا أن "الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما".
وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسوما في أكتوبر 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسا، وذلك ردا على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية.
بوتين مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه
وأعلن بيسكوف أن "رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات"، معتبرا أن "الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحه واهتمامه بمحادثات مماثلة"، في إشارة على ما يبدو إلى التقدم العسكري الروسي ميدانيا.
وكرر بوتين مرارا أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.
وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلينسكي اليوم الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته "تنازل" من جانب أوكرانيا.
ووصف الزعيم الروسي بأنه " إرهابي". وقال "التحدث معه هو بمثابة تنازل من جانب أوكرانيا والعالم المُتَحضِّر بأكمله".
وأقرّ بأن حلفاء كييف "يعتقدون أن الدبلوماسية هي الطريق للمضي قدما".
وفي المقابلة التي نُشرت الثلاثاء، أثار زيلينسكي مجددا احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال بيسكوف اليوم إن هذه التصريحات "تلامس الجنون"، داعيا حلفاء كييف إلى إدراك "المخاطر المحتملة لمناقشة هذا الموضوع في أوروبا".
إلى ذلك أكد بيسكوف حدوث "اتصالات" بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن مواضيع محددة، لافتا إلى أن الاتصالات "تكثفت أخيرا"، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
ميدانيا، يواصل الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا. وأعلنت موسكو اليوم الأربعاء السيطرة على قريتين جديدتين في شرق البلاد وشمال شرقها هما بارانيفكا في منطقة دونيتسك، ونوفوملينسك في منطقة خاركيف.
وتقع إحدى القريتين على ضفاف نهر أوسكيل الذي تمكنت القوات الروسية من عبوره في الأسابيع الأخيرة، بعدما أنشأت رأس جسر على ضفته الغربية.
إلى ذلك تهدد القوات الروسية تشاسيف يار وتوريتسك وبوكروفسك في أنحاء أوكرانيا وهي مناطق مهمة باتت على وشك الاستيلاء على بعضها.
وتواصل أوكرانيا من جهتها ضرباتها الليلية على منشآت الطاقة في الأراضي الروسية والتي أصبحت شبه يومية، ردا على القصف الروسي المتواصل للمدن الأوكرانية.
بريطانيا تقدم حزمة مساعدات بـ 68. 5 مليون دولار لدعم أوكرانيا
وفي سياق المساعدات الغربية، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن تقديم حزمة بقيمة 55 مليون جنيه إسترليني (68.5مليون دولار) لدعم مقاومة أوكرانيا، وذلك خلال زيارته لكييف في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل الحرب.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن المملكة المتحدة ستخصص 17 مليون جنيه إسترليني لدعم مشاريع الطاقة المستدامة في أوكرانيا، وذلك ضمن الجهود لمساعدتها على التعافي من الضرر الناجم عن الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية.
كما سوف يتم تخصيص 3 ملايين جنيه إسترليني أخرى من أجل إيصال الحبوب الأوكرانية والمنتجات الغذائية الأخرى إلى سوريا.
وقال لامي أثناء حديثه خلال زيارته الثانية لأوكرانيا منذ توليه منصبه إن الحكومة تؤمن بـ " البناء من أجل المستقبل" بين بريطانيا وأوكرانيا بالإضافة إلى مساعدة كييف في الوقت الحالي.
وأضاف" دعمنا لأوكرانيا مازال راسخا".
وأوضح" نحن عازمون على وضع أوكرانيا في أقوى وضع ممكن، في معركتها ضد روسيا وبعد ذلك، من خلال علاقتنا طويلة المدى التي رسختها شراكة على مدى 100 عام".
هجوم أوكراني بمسيّرات يؤدي إلى حريق في مستودع للنفط في روسيا
وعلى الارض، أدى هجوم بطائرات مسيّرة في جنوب غرب روسيا إلى اشتعال النار في مستودع للنفط اليوم الأربعاء، وفق ما أفاد الحاكم الإقليمي.
وكثفت كييف هجماتها الجوية على منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية الروسية في الأشهر الأخيرة، في ما تقول إنه رد عادل على قصف موسكو المستمر لشبكة الطاقة الخاصة بها وبلداتها.
وفي بلدة نوفومينسكايا الروسية، قال الحاكم المحلي فينيامين كوندراتييف "صدّ جنودنا هجوما بطائرة مسيّرة" مع سقوط حطام في "خزان" نفط.
وأضاف على تلجرام أن "حريقا اندلع" وأُرسل 55 عنصر إطفاء إلى موقع الحادث.
وقال كوندراتييف "بحسب المعلومات الأولية، لم يصب أحد"، مضيفا أن المستودع يحتوي على "بعض بقايا المنتجات النفطية غير المهمة".
وبشكل منفصل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن مسيّرتين أوكرانيتين ضربتا منطقة كورسك واثنتين في بيلغورود الواقعتين على الحدود مع أوكرانيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیوم الأربعاء
إقرأ أيضاً:
الكرملين: صلاحيات زيلينسكي الرئاسية انتهت بحكم القانون
أعلن الكرملين بشأن العملية العسكرية، أن الواقع على الأرض يظهر أن الاتجاه ليس لصالح أوكرانيا، وأن صلاحيات زيلينسكي الرئاسية انتهت بحكم القانون ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، وفق ما أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل لها.
وأضاف الكرملين، أن بريطانيا تتمسك بموقفها بضرورة الحرب «حتى آخر أوكراني»، وتفرض ذلك على شركائها في أوروبا، ولم يناقش أحد بجدية من سيشارك في محادثات السلام المحتملة بأوكرانيا.
وتابع: «ليس لدى روسيا أي رغبة في التدخل بشأن قرار واشنطن فرض رسوم على البضائع القادمة من كندا والمكسيك والصين، ونواصل الحوار مع سوريا بشأن عدة قضايا بما فيها القاعدتان العسكريتان الروسيتان».