نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، أعدّه ماركوس وولكر، قال فيه إنّ: "عمليات الهدم في جنين تؤشر لنهج إسرائيلي جديد في الضفة الغربية، حيث بات مخيّم جنين الخط الأمامي".

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: قوات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت  يوم الأحد، 23 مبنى في جنين، وشقّت طريقا عبر المخيم وسط انفجارات متزامنة، قد سُمعت في أنحاء واسعة من شمال الضفة الغربية المحتلة.



وأضاف: "تُشبه عمليات الهدم الواسعة النطاق، التّكتيك المستخدم في غزة، إذ شقّ الجيش الإسرائيلي ممرات لتقسيم القطاع. وفي جنين، يبدو أن هذه الأحداث تشير لنهج أكثر عدوانية من جانب إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الضفة الغربية ماديا وسياسيا، بحسب عدد من المحلّلين الإسرائيليين والفلسطينيين". 

وتابع: "يخشى العديد من سكان الضفة الغربية أن تؤدي محاولات إسرائيل قمع الجماعات المسلحة بالضفة الغربية بالقوّة، إلى نتائج مماثلة لتلك التي حدثت في غزة: تدمير المناطق الحضرية الكثيفة وتشريد المدنيين وخلق الفوضى السياسية". 

ونقلت الصحيفة، عن السياسي الفلسطيني، مصطفى البرغوثي، قوله: "إسرائيل تنقل الحرب إلى الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل بالفعل على توسيع عملياتها إلى أجزاء أخرى من المنطقة. فيما يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي، في المقابل، إنّ عمليات الهدم التي قام بها الأحد تهدف لتدمير بيوت مرتبطة "ببنى إرهابية". 

وأردف التقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21" أنه: "في الشهر الماضي وسّع الجيش أهدافه لتشمل الضفة الغربية، وتعهد باقتلاع الجماعات المسلحة بدءا من جنين".

وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس الذي زار المخيم وقادة عسكريين: "لن يعود مخيم جنين إلى ما كان عليه". مضيفا أنه بعد الهجوم الحالي، الذي بدأ بغارات جوية ومناورة برية في المخيم قبل أسبوعين: "ستبقى القوات الإسرائيلية في المخيم لضمان عدم عودة الإرهاب". ولم يذكر المدة التي ستبقى فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي.


"تسببت العملية بأضرار واسعة للمساكن الكثيفة في المخيم، ويرى سكان المخيم ومحللون إسرائيليون أن: القوات الإسرائيلية تعمل على ما يبدو، على تقطيع مخيم جنين إلى أجزاء: توسيع الطرق بالجرافات وهدم المباني لتسهيل حركة القوات عبر متاهة الأسمنت والكتل الخرسانية" استرسل التقرير.

وقال رئيس القسم الفلسطيني السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتين، إنّ: "هذه الطريقة تشبه نهج القوات الإسرائيلية في غزة، وإن كان على نطاق أصغر" مضيفا: "يحاولون تقسيم المخيم لعدّة أجزاء. إنه يشبه إلى حد كبير شمال غزة". 

وتابع ميليشتين الذي يعمل الآن باحثا في جامعة "تل أبيب" أنه: "ليس من الواضح إن كان لدى إسرائيل خطة لتهدئة المنطقة، وعلى غرار غزة، نرى تحركات تكتيكية أو عملياتية، ولكن ما هي الاستراتيجية؟". 

وأشار التقرير إلى أن "قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطيني، حاولت هذا الشتاء ولعدة أسابيع التصدّي وإخراج المسلحين من مخيم جنين، ولكنها لم تحقق إلا القليل. كما ولم تحظ جهود السلطة الفلسطينية بشعبية بين الفلسطينيين، حيث ينظر العديد منهم الآن إليها باعتبارها مقاولا أمنيا للإحتلال الإسرائيلي".

وأبرز: "مخيم جنين هو بمثابة متاهة من الكتل الإسمنيتة الممتدة على تل فوق مدينة جنين، وبني بعد حرب عام 1948. ولطالما كان المخيم أحد مراكز المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ عام 1967. وفي السنوات القليلة الماضية، شن مسلحون من فصائل مختلفة متمركزة في مخيمات اللاجئين في جنين ومدن أخرى في الضفة الغربية المزيد من الهجمات على الجنود والمستوطنين الإسرائيليين".

وأردف: "يقول بعض المسؤولين الفلسطينيين إن توقيت الهجوم الإسرائيلي على جنين يتعلق بالسياسة. لقد ترك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي سمح لحماس بالظهور مرة أخرى في قطاع غزة، العديد من أنصار الحكومة اليمينية الإسرائيلية غاضبين ومحبطين". 


وأضاف: "قدّم نتنياهو وحليفه اليميني المتطرف في الائتلاف، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حملة القمع المتصاعدة في الضفة الغربية باعتبارها استمرارا للحرب"، فيما نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، أنور رجب، قوله إنّ: "العملية الإسرائيلية في جنين كانت جزءا من جهد أوسع نطاقا لتقويض عملية قوات الأمن الفلسطينية".

وقال إن "الجيش الإسرائيلي عرقل عملية قوات الأمن الفلسطينية في جنين واتهم إسرائيل بعدم التنسيق معهم. وطالما اتّهمت إسرائيل، السلطة الفلسطينية، بدعم الإرهاب والتحريض عليه. ومع ذلك، تنظر إليها أجهزة الأمن الإسرائيلية باعتبارها شريكا في احتواء الجماعات المسلحة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية جنين الاحتلال غزة بالضفة الغربية غزة الاحتلال جنين بالضفة الغربية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة عملیات الهدم مخیم جنین فی جنین فی غزة

إقرأ أيضاً:

هكذا يستبيح المستوطنون حقول الفلسطينيين بالضفة

ظهر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في مقطع فيديو متداول يوزع مركبات مخصصة للأراضي الوعرة، على مستوطنين في بؤر استيطانية رعوية أقيمت على أراضي فلسطينية بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

وفي مشهد يشبه الاحتفالية وعد الوزير الإسرائيلي، وإلى جانبه وزيرة الاستيطان المستوطنين أوريت ستروك، بمزيد من الدعم للمستوطنين، مشيرا إلى استحداث 5 بؤر رعوية مؤخرا على أراضي المحافظة تهيمن كل منها على مساحة تتراوح بين 5 آلاف و10 آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع).

المساحات التي تحدث عنها سموتريتش، تعود إما لعائلات فلسطينية بدوية أو قروية وأغلبها جنوب وشرق الضفة الغربية، أصبحت محرمة على ملاكها الأصليين، ومباحة للمستوطنين.

صورة من توثيق المواطنين الفلسطينيين انتهاكات المستوطنين على أراضيهم ومنازلهم (الجزيرة) حقوق القمح والشعير

يستخدم المستوطنون المركبات رباعية الدفع لاقتحام التجمعات الفلسطينية وملاحقة رعاة الأغنام، ولا يكاد يخلو يوم من اعتداء من هذا النوع ضد مزارعين فلسطينيين بالضفة يوثقها مواطنون أو منظمات حقوقية.

وتشكل حقول القمح والشعير عامل صمود أساسيا للمزارعين الفلسطينيين، كونها مصدر الغذاء الأول لماشيتهم. لكن مع دخول فصل الربيع ونموها واقتراب حصادها أصبحت تلك الحقول، وهي بمئات آلاف الدونمات، مرتعا لمواشي المستوطنين وأبقارهم، ليس على أعين ملاكها الأرض فحسب، إنما بحبسهم في بيوتهم ومنعهم من رعي أغنامهم وإخراجها من حظائرها.

ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة، تزايدت بشكل ملحوظ اعتداءات المستوطنين على الممتلكات الفلسطينية، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على احتلال المراعي والجبال الفارغة، بل تجاوز ذلك مداهمة التجمعات وهو ما أسفر عن تهجير 28 تجمعا على الأقل، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

حمامدة منع من حراثة أغلب أراضيه أما ما تمكن من زراعته فأصبح مباحا للمستوطنين أمام عينيه (الجزيرة) حصار وخنق

يعيل الفلسطيني فريد حمامدة أسرة مكونة من 12 فردا، يضاف إليهم شقيقه الذي يعاني من إعاقة، ويعتمد على تدبير أمور حياته على الزراعة وتربية الأغنام، لكن في الآونة الأخيرة تغيرت حياته.

إعلان

واعتاد حمامدة، وهو من سكان تجمع صغير يدعى "سِدرة" بمسافر يطا جنوبي الخليل، أن يربي قطيعا يتراوح بين 120 و130 رأسا من الأغنام، معتمدا في تغذيتها على قطعة أرض تبلغ مساحتها نحو 350 دونما، ثم يبيع منتجاتها ومواليدها.

منذ أواخر 2023 اشتدت المضايقات على الشاب الفلسطيني وعائلة والتجمعات المجاورة نتيجة اعتداءات وملاحقات المستوطنين بهدف تهجيرهم.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أنه اعتاد على حراثة أرضه وزراعتها بالشعير أو القمح كمراع أو لإنتاج الأعلاف، لكن سلطات الاحتلال منعته هذا العام من حراثة أكثر من نصف قطعة الأرض، ثم تطور الأمر إلى إطلاق المستوطنين أغنامهم في الجزء الذي تمكن من زراعته والقضاء على المحاصيل وحرمانه من أعلاف أغنامه لعام قادم.

ويتابع "نحن فيما يشبه السجن، ونُمنع من إخراج الأغنام من حظيرتها، بينما مستوطن مراهق ينشر ماشيته على أعيننا بين بيوتنا وفي أرض زرعناها وتصببنا عرقا خلال زراعتها".

أغنام المستوطنين في حقول الفلسطينيين وبين منازلهم (الجزيرة) قيود وخسائر

يوضح المزارع الفلسطيني، أن المستوطنين يستهدفون المزارعين الفلسطينيين بهدف الضغط عليهم لتهجيرهم "يخربون المحاصيل الحقلية ومزارع الزيتون ويصادرون معدات الحراثة، ويسرحون ويمرحون ويخربون من دون حسيب أو رقيب".

ومقابل الدعم الحكومي الإسرائيلي اللامحدود للمستوطنين والبؤر الرعوية، يشكو حمامدة تدني الدعم الحكومي الفلسطيني للمزارعين المضطهدين.

وتابع أن المزارعين ينتظرون الربيع لنشر أغنامهم بحثا عن الكلأ، لكنهم هذا العام اضطروا لحبسها والاعتماد على الأعلاف، ولا يستطيع إخراجها من بوابة المنزل، لافتا إلى أنه اضطر لتقليص قطيعه إلى نحو 40 رأسا، ليكون قادرا إطعامها وتوفير احتياجاتها.

وفي مسافر يطا أيضا، يواجه محمد جبارين من سكان تجمع "أم ظريف" تحديا وجوديا حقيقا، فعائلته تمتلك بوثائق رسمية أكثر من 300 دونم، ظل يفلحها ويزرعها حتى تصاعد اعتداءات المستوطنين مع بدء حرب الإبادة.

إعلان

يقول جبارين للجزيرة نت إنه تمكن من زراعة 34 دونما فقط هذا الموسم بالقمح، وبعد نموها داهمها المستوطنون بأغنامهم ورعوها وأتلفوها، مشيرا إلى أنه اضطر لبيع قطيع أغنام كان  يملكه لعدم قدرته على إطعامه.

صفحة المترجم عزام ابوالعدس.

سموتريتش يحتفي بتسليم سيارات ومعدات للمستوطنين ويعدهم بمزيد من الدعم الحكومي والاستثمار في المستوطنات وتعزيز صمود المستوطنين. pic.twitter.com/aNCnyVnjg3

— ???? Maram Mayed from Arabian Gulf (@MaramMayed) April 6, 2025

دعم مفتوح

وتتلقى البؤر الرعوية دعما مفتوحا من قبل حكومة الاحتلال والجمعيات الاستيطانية مذ إقامتها حيث يُحضِر المستوطن ماشيته وأبقاره ويختار موقعا يكون قريبا من مصادر المياه، ليقيم عليه بيتا وحظيرة؛ وبالتالي يسيطر على المكان ويستغل المراعي المحيطة به لأبقاره ومواشيه؛ ثم يبدأ مسلسل طرد المزارعين والرعاة الفلسطينيين من المنطقة بقوة السلاح، وفق هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية.

وتشير الهيئة في تقاريرها إلى تشارك جيش الاحتلال ووزارتي الزراعة والاستيطان والجمعيات الاستيطانية في توفير الأمن والهِبات المالية والمساعدات المتعلقة بالبُنى التحتية لهذه البؤر.

وتفيد معطيات نشرتها الهيئة في 30 مارس/آذار الماضي، بمناسبة يوم الأرض، بأن عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة قدر بنحو 770 ألفا نهاية 2024، يتوزعون على 180 مستوطنة و256 بؤرة استعمارية، منها 136 بؤرة زراعية رعوية تسيطر على أكثر من 480 ألف دونم.

وفق الهيئة فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المسيطر عليها من قبل المستوطنين تقدر بنحو 2382 كيلومترا مربعا بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية و70% من مجمل المناطق المصنفة "ج"، وهي المناطق التي تخضع للسيطرة الأمنية الاحتلالية.

وتقول إن الأخطر هو أن إقامة البؤر لا تقتصر على المنطقة "ج"، إنما أقيمت 8 بؤر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من بين 60 في المنطقة المصنفة "ب".

إعلان

وقسمت اتفاقية أوسلو 2 عام 1995 أراضي الضفة إلى "أ" وتشكل 21% وتخضع للسيطرة الفلسطينية بالكامل، و"ب" وتشكل 18% وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، والنسبة الباقية منطقة "ج" وتقع تحت سيطرة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • قوات العدو تصعد من عمليات هدم المنازل الفلسطينية وتجريف الأراضي في الضفة الغربية المحتلة
  • قوات العدو تشن حملة اعتقالات ومداهمات بالضفة الغربية
  • إعلام الأسرى: الاحتلال يعتقل 40 فلسطينيًا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس
  • القوات الإسرائيلية تطبق الحصار على نابلس وتقصف جنين بالمسيرات
  • هكذا يستبيح المستوطنون حقول الفلسطينيين بالضفة
  • إضراب شامل بالضفة الغربية ضد حرب الإبادة بغزة
  • رتيبة النتشة: الوضع في الضفة الغربية يتدهور بسبب التصعيد الإسرائيلي
  • استشهاد 13 فلسطينيًا في الضفة الغربية وغزة وسط عمليات هدم وتجريف
  • إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على غزة
  • العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ76: تواصل عمليات التجريف وحرق منازل وهدم أخرى