تحل اليوم الذكرى الثالثة والسبعون لميلاد الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، أحد أبرز نجوم السينما والدراما المصرية، والذي استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن العربي. 

لم يكن مجرد ممثل موهوب، بل كان شخصية استثنائية عاش حياة مليئة بالأحداث، من نجاحات متتالية في التمثيل إلى أزمات شخصية، وزيجات أثارت الجدل، وحتى مواقفه الإنسانية التي جعلته محبوبًا بين زملائه وجمهوره، ورغم رحيله عن عالمنا، لا يزال اسمه حاضرًا بأعماله الخالدة التي أثرت في أجيال متعاقبة.

البداية.. من قرية هادئة إلى أضواء الشهرة

وُلد فاروق الفيشاوي في 5 فبراير 1952 بقرية سرس الليان التابعة لمحافظة المنوفية، ونشأ في أسرة ميسورة الحال. كان الأصغر بين أشقائه، وتلقى تعليمه الأولي في قريته قبل أن ينتقل إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية.

 التحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس، حيث درس الأدب الفرنسي، إلا أن شغفه بالفن دفعه إلى التوجه نحو التمثيل، ليبدأ رحلته في عالم الأضواء والشهرة.

طريق النجومية.. انطلاقة قوية وأدوار خالدة

بدأ فاروق الفيشاوي مشواره الفني في السبعينيات، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع دوره في مسلسل "أبنائي الأعزاء.. شكرًا" عام 1979، حيث لفت الأنظار بموهبته وأدائه القوي، سرعان ما توالت عليه العروض السينمائية والتلفزيونية، فأصبح أحد أبرز نجوم جيله.

في السينما، قدّم مجموعة من الأفلام التي أصبحت علامات بارزة، منها "المشبوه" مع عادل إمام، و"حنفي الأبهة"، و"المرأة الحديدية"، و"الطوفان"، و"الباطنية"، حيث تميّز بأدوار متنوعة بين الأكشن والدراما الاجتماعية والرومانسية.

أما في التلفزيون، فقدّم أعمالًا متميزة مثل "علي الزيبق"، و"الحاوي"، و"عفريت القرش"، وآخرها "الشارع اللي ورانا"، الذي عرض قبل وفاته بفترة قصيرة، وأثبت من خلاله أن موهبته لا تزال متوهجة رغم مرور السنوات.

زيجات صنعت الجدل وحياة عاطفية مليئة بالتقلبات

لم تكن حياة فاروق الفيشاوي الشخصية بعيدة عن الأضواء، فقد تزوج ثلاث مرات، وكانت أولى زيجاته من الفنانة سمية الألفي، التي استمرت لسنوات طويلة وأنجب منها ابنهما الفنان أحمد الفيشاوي ورغم الحب الذي جمعهما، إلا أن زواجهما انتهى بالانفصال.

بعدها تزوج من الفنانة سهير رمزي، لكن زواجهما لم يستمر طويلًا، لينفصلا سريعًا، ثم خاض تجربة زواج ثالثة من سيدة تدعى نوران، وهي من خارج الوسط الفني، إلا أن هذه العلاقة انتهت أيضًا بالفشل.

صداقات قوية ومواقف إنسانية

كان الفيشاوي معروفًا بعلاقاته الطيبة داخل الوسط الفني، حيث جمعته صداقة قوية بعدد من النجوم، من بينهم عادل إمام، محمود عبد العزيز، نور الشريف، ويسرا، وكان دائم الدعم للمواهب الصاعدة، يقدم لهم النصائح ويشجعهم على الاستمرار.

كما عُرف بروحه المرحة وطبعه الخدوم، حيث كان يبث البهجة في كواليس أعماله، ويقف إلى جانب زملائه في أزماتهم، مما جعله محبوبًا بين جميع العاملين في الوسط الفني.

محطات صعبة.. أزمات واجهها بشجاعة

رغم نجاحه الكبير، لم تخلُ حياة الفيشاوي من الأزمات، فواجه معركة مع الإدمان، لكنه استطاع التغلب عليها بشجاعة، معترفًا لاحقًا بأنه خاض تجربة صعبة تعلم منها الكثير.

وفي عام 2018، أعلن أمام الجمهور خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي إصابته بمرض السرطان، متحدثًا بروح قوية عن عزمه محاربة المرض، لكنه دخل في صراع طويل انتهى برحيله بعد أشهر قليلة.

الرحيل.. وداع مؤثر لنجم لا يُنسى

 

في 25 يوليو 2019، رحل فاروق الفيشاوي عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد معركة مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا. 

 

شيّع جثمانه من مسجد مصطفى محمود وسط حضور كبير من نجوم الفن ومحبيه، ليبقى اسمه خالدًا في ذاكرة السينما والتلفزيون المصري.

ورغم الغياب، فإن أعماله لا تزال تُعرض حتى اليوم، مستمرة في جذب الجمهور، ليظل فاروق الفيشاوي حاضرًا بفنه وروحه، نجمًا لا يُنسى في سماء الفن المصري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الراحل فاروق الفيشاوي الدراما المصرية الدراما الاجتماعية نجوم السينما الزيبق

إقرأ أيضاً:

عقار تجريبي يصلح الذاكرة التي أتلفها الزهايمر

أظهرت دراسة كندية حديثة أن عقاراً تجريبياً لديه القدرة على استعادة الذاكرة والوظيفة الإدراكية في نموذج فأر لمرض الزهايمر.

والعقار التجريبي هو GL-II-73 ويتوقع أن يمثل تغييراً ثورياً في علاج عجز الذاكرة، حيث يستطيع أن يعكس تلف خلايا المخ، ما يمنح الأمل في إبطاء تقدم مرض الزهايمر، وربما منع بعض التلف الذي يسببه للمخ.

ووفق "مديكال إكسبريس"، استند هذا البحث إلى 12 عاماً من الأبحاث السابقة التي قادها الدكتور إتيان سيبيل، المدير العلمي لبرنامج علم الأعصاب في معهد كامبل لأبحاث الصحة العقلية العائلية بتورونتو، والدكتور توماس بريفوت، وهو عالم في نفس البرنامج، وهما المؤلفان الرئيسيان للدراسة.

وقال الدكتور سيبيل: "لقد اكتشفنا ثغرة خطيرة في مسارات الدماغ المتأثرة بمرض الزهايمر، واضطرابات معرفية أخرى، وهذا الدواء يعد بعلاج جديد".

معالجة السبب الجذري

وأضاف: "من خلال استعادة الوظيفة العصبية، وعكس العجز في الذاكرة، يمثل GL-II-73 تدخلاً مبكراً محتملاً لمرض الزهايمر، ومعالجة السبب الجذري لفقدان الذاكرة؛ وهو شيء لا يمكن لأي أدوية حالية تحقيقه".

واختبرت الدراسة الدواء في نموذج فأر مختبري لمرض الزهايمر، باستخدام الفئران الصغيرة والكبيرة لتمثيل المراحل المبكرة والمتأخرة من المرض.

وتم تضمين مجموعتين: الفئران العادية والفئران المعدلة وراثيًا المعرضة لتطوير تراكم بيتا أميلويد، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر.

وتلقى الفئران المعدلة وراثياً جرعة واحدة من عقار GL-II-73 قبل الاختبار أو خضعت لعلاج مزمن لمدة 4 أسابيع. ثم قام الباحثون بتقييم أداء الذاكرة في جميع المجموعات.

النتائج

وأظهرت النتائج أن عقار GL-II-73 يحسن الذاكرة بشكل ملحوظ لدى الفئران الأصغر والأكبر سناً التي تعاني من أعراض الزهايمر.

وفي نماذج المرض في المرحلة المبكرة، عكست جرعة واحدة من الدواء عجز الذاكرة، وكان العلاج المزمن لا يزال مفيداً للفئران في المراحل المتأخرة من المرض، وإن كان أقل فعالية، ما يشير إلى أن العقار يمكن أن يحسن جزئياً ضعف الذاكرة حتى بعد التدهور المعرفي الكبير. 

مقالات مشابهة

  • ذكرى ميلاد فاروق الفيشاوي.. تمنى تجسيد شخصية المطران السوري هيلاريون كابوتشي
  • بعد وفاته.. كواليس من حياة صالح العويل وأبرز أعماله
  • في ذكرى ميلاده.. ما الكلمة التي جعلت فارق الفيشاوي يتخلى عن حلمه؟
  • عاجل.. سبب وفاة الفنان صالح العويل وتفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته
  • وفاة الفنان صالح العويل بعد صراع مع المرض عن عمر 78 عاما
  • وفاة الفنان صالح العويل بعد صراع مع المرض
  • فى ذكرى ميلاد فاروق الفيشاوي.. كيف استقبل مرض السرطان ومن النجمة التى أحبها؟
  • عقار تجريبي يصلح الذاكرة التي أتلفها الزهايمر
  • هنا الزاهد: بتشد للراجل الأكبر مني بـ 10 سنين ونفسي أرتبط من خارج الوسط الفني| فيديو