رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن إيران الآن عند نقطة ضعف غير مسبوقة، ولكنها أيضاً عند أقرب نقطة إلى اختراق مجال الأسلحة النووية.

 وتابعت: "لم تكن سياسة الاسترضاء التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ذات فائدة"، مشيرة إلى أن الرئيس الحالي دونالد ترامب قد اتخذ الخطوة الصحيحة، عندما قرر تجديد العقوبات على إيران، لكنها لن تكون كافية، والساعة الرملية تنفذ".

وأضافت "يديعوت أحرونوت"، في تحليل تحت عنوان "الفرصة الأخيرة لوقف البرنامج النووي الإيراني"، أن قرار ترامب بتجديد العقوبات على إيران هو الأهم منذ توليه منصبه، لأنه بمثابة ضربة قاسية للنظام في إيران، موضحة أن العقوبات لم تبدأ اليوم، ولكنها كانت قد بدأت في صيف عام 2010، في ظل إدارة باراك أوباما، وتم تشديدها في عام 2012.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن إيران دفعت الثمن بسبب تلك العقوبات، حيث انخفض الناتح الوطني بنحو 20%، وبعد مفاوضات طويلة ومضنية، تم التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران في يوليو (تموز) 2015، والذي أدى إلى رفع الغالبية العظمى من العقوبات، وتعافي الاقتصاد الإيراني، لافتة إلى أن الاتفاق لم يتضمن أي بنود تتعلق بدعم طهران للجماعات المسلحة، لذا فقد زاد دعم إيران لوكلائها مثل تنظيم "حزب الله" في لبنان، وميليشيا الحوثيين في اليمن، والكتائب الشيعية في العراق، وحركتي الجهاد وحماس في قطاع غزة.

 

هل أُغلقت نافذة الدبلوماسية بين إيران وترامب؟https://t.co/ZVtsOMwEDR pic.twitter.com/8AJGdcv1ty

— 24.ae (@20fourMedia) February 4, 2025

 


الانسحاب من الاتفاق النووي

وتقول الصحيفة، إنه في عام 2018، جاء فصل آخر عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتم تجديد العقوبات على إيران في عهد ترامب، وكثيراً ما يتعرض هذا القرار لانتقادات حادة، بحجة أنه أدى إلى تسريع السباق الإيراني نحو الأسلحة النووية، ولكن النتيجة الواضحة هي أن الاقتصاد الإيراني تعرض لضربة قاسية.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الرئيس الأسبق، حسن روحاني، اعترف خلال ولايته عام 2019، بأن تجديد العقوبات ألحق أضراراً اقتصادية بإيران بلغت 200 مليار دولار، وفي نهاية عام 2020، اعترف وزير الخارجية جواد ظريف بأن الأضرار التي لحقت بإيران بلغت بالفعل 250 مليار دولار، وكان التأثير على الإنفاق الدفاعي فورياً، إذ انخفضت ميزانية الدفاع بنسبة 28%.


استرضاء إيران

وبحسب الصحيفة، مع دخول بايدن إلى البيت الأبيض، تمت كتابة فصل جديد، وبعد شهر من توليه منصبه، رفع بايدن العقوبات، وليس هناك شك في أن نواياه كانت حسنة، لأنه أراد تهدئة الأوضاع، ولكن هذا الاسترضاء لم يجد نفعاً ضد النظام الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، أعاد بايدن تعيين روب مالي رئيساً لفريق التفاوض مع إيران، ويُعتبر مالي رائداُ للنهج التصالحي، وفي مرحلة ما، لم يكن من الواضح على وجه التحديد من يمثل، إيران ضد الولايات المتحدة، أم الولايات المتحدة ضد إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن عضوين استقالا من فريق التفاوض آنذاك، نائبه ريتشارد نيفيو وأريان طبطبائي، في ضوء التنازلات المفرطة والخطيرة التي قدمها مالي، موضحة أن الاسترضاء لم يساعد في النهاية ولم يتم التوصل إلى اتفاق، وتمت إقالته من منصبه لأسباب غير معلنة.


ضعف استراتيجي

وذكرت الصحيفة أن إيران أصبحت في حالة ضعف استراتيجي غير مسبوقة، بعد الضربات التي تلقتها هي ووكلاؤها من إسرائيل، كما أصبحت الآن أقرب إلى السلاح النووي، الذي قطعت شوطاً إليه خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أنها واصلت "التخريب الإقليمي"، ما أدى إلى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والحرب بين إسرائيل والوكلاء الإيرانيين في المنطقة.
وترى الصحيفة، أن النهج الغربي يجد صعوبة في فهم حقيقة أن إيران تقودها حكومة متشددة ولديها اهتماماتها، كما أنها مستعدة للتضحية بالكثير، بما فيه إلحاق ضرر اقتصادي شديد بمواطنيها من أجل تحقيق هدف الهيمنة الإقليمية، وتابعت أن التصريحات حول القضاء على إسرائيل ليست خطاباً متفاخراً، هذه هي النية الحقيقية لنظام مجنون".

ترامب أبدى إعجابه بهدية نتانياهو واصفاً عمليات "البيجر" بأنها "عظيمة"

— 24.ae (@20fourMedia) February 5, 2025

 


خطوة مهمة ولكنها غير كافية

وتقول يديعوت إن العقوبات التي وقعها ترامب هي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الضرر للاستثمار الإيراني في الوكلاء الإقليميين، ولكن العقوبات، كإجراء وحيد، لن تتمكن من وقف السباق النووي، ولن توقف الإيديولوجية المتشددة والمدمرة، ومن الممكن التعامل مع إيران الحالية، ولكن سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التعامل مع إيران النووية.
ولذلك، تؤكد الصحيفة أن الخيار العسكري يجب أن يكون مطروحاً على الطاولة، لأن الساعة الرملية تنفذ، وربما يكون الوقت متأخراً جداً، إلا أن إسرائيل تستطيع مهاجمة البرنامج النووي الإيراني بنفسها، وإن يكن الأمر صعباً جداً، موضحة أن إزالة التهديد النووي سيكون ممكنا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

واستطردت: "إذا كان الثمن الذي يتعين على إسرائيل أن تدفعه هو التنازلات على الجبهة الفلسطينية، فإن الثمن لابد أن يُدفَع. لأن إيران هي رأس الأفعى، وحماس يمكن أن تنتظر، وسوف تتمكن إسرائيل من ضرب ما تبقى منها، حتى في غضون عام أو عامين، أما إيران فلن تنتظر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إيران الهجوم الإيراني على إسرائيل إسرائيل ترامب عودة ترامب الولایات المتحدة أن إیران مع إیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يحذر إيران من اغتياله.. ويوقع مذكرة صارمة لمنعها من امتلاك السلاح النووي

(CNN)--  وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، مذكرة تجيز نهجا صارما تجاه إيران يهدف إلى منعها من الحصول على سلاح نووي بينما حذر من "القضاء" عليها في حالة اغتياله من قبل عملاء لطهران.

وذكر ترامب، في حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي، أنه ترك توجيهات لفريقه حول كيفية الرد في حالة تعرضه لمؤامرة اغتيال إيرانية، وقال: "تركت تعليمات، إذا فعلوا ذلك، فسيتم القضاء عليهم"، في إشارة لإيران.

وأضاف أنه يوقع على المذكرة "على مضض"، ويأمل أن تؤدي إلى اتفاق مع طهران، وتابع "هذا أمر أشعر بالانزعاج منه"، واصفا المذكرة بأنها "صارمة للغاية على إيران، وسأوقع عليها، لكن نأمل ألا نضطر إلى استخدامها كثيرا".

مقالات مشابهة

  • رد ناري من إيران على ترامب: هل تنجح المفاوضات حول السلاح النووي؟
  • مأزق إيران مع دونالد ترامب
  • ترامب: لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني لدول أخرى
  • ترامب يحذر إيران من اغتياله.. ويوقع مذكرة صارمة لمنعها من امتلاك السلاح النووي
  • ترامب يعيد سياسة أقصى الضغوط على إيران.. مواجهة النفوذ وحرمانها من السلاح النووي
  • لمنعها من الحصول على النووي.. ترامب يستأنف "الضغط الأقصى" على إيران
  • أبرزها السلاح النووي الإيراني.. ملفات على طاولة لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض
  • ترامب يتخذ خطوات جديدة ضد إيران لتعطيل برنامجها النووي
  • إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير