أَدبي جدة يُدشّن ملتقى “قراءة النص 21” ويُكرّم القشعمي
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
جدة : البلاد
دشّن النادي الأدبي الثقافي بجدة، فعاليّات الدورة الحادية والعشرين من مُلتقى قراءة النص، الذي خصصه لمناقشة موضوع “التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية”، مُحتفيًا في منصة التكريم بالأديب المدوّن محمد عبدالرزاق القشعمي. حيث جاء ذلك وسط حضور مُميّز من الأدباء والمثقفين، يتقدمهم الدكتور فهد السماري، المستشار بالديوان الملكي، والدكتور عبدالعزيز خوجة، وإياد مدني.
وفي حفل الافتتاح الذي قدمه الدكتور عبدالعزيز القدير ، اُستهل بالنشيد الوطني، تلا ذلك ترتيل آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة رئيس مجلس إدارة “أدبي جدة” الدكتور عبدالله عويقل السلمي، والتي استهلها بقوله : نلتقي هذه الليلة في نادي جدة الأدبي وفي مُلتقى اعتاد أن يكون مضيئًا بوجودكم، فمرحبًا بكم في ناديكم الذي أثبت للزمن – وهو يقاوم قسوة الشح وعوامل البلى- أنه سيظل شجرة ريّانة الأفرع ريّا الأماليد، دائمة الخضرة منذ أن وضع بذرتها العواد وضياء وهذا النادي يطرب بالحرف وللحرف فأهلاً بكم جميعًا.
وأضاف السلمي أن النادي استقبل ما يربو على الـ(70) ورقة، معتذرًا عن عدم قبولها جميعًا كون جلسات الملتقى لا تستوعب – في حدها الزمني الأقصى- إلا ثلاثين متحدثًا، واعدًا بتضمين سائر البحوث في كتاب سيصدر بعد الملتقى مباشرة.
وتابع السلمي : سجل ملتقى قراءة النص -الذي دأب على تنظيمه النادي الأدبي الثقافي بجدة – حضوره المائز في الساحة الأدبية والثقافية والفكرية بالمملكة، بجلاء أهدافه، وحسن اختياره للموضوعات التي يتناولها في كل دورة، بجانب تكريمه للرموز الأدبية والفكرية في بلادنا من خلال اختياره لشخصية تكون مدار التكريم والحفاوة، مما جعله علامة فارقة في مشهدنا الثقافي، ليس على المستوى المحلي فقط؛ بل والعربي أيضًا.
وتم تكريم القشعمي، الذي ارتجل كلمة قال فيها : لا أملك إلا أن أشكركم غاية الشكر على تفضلكم باختياري الشخصية المكرمة في هذا الملتقى الحادي والعشرين لعام 2025م “التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية). فشكرًا لمن أحسن الظن بي وخصني بهذا التكريم”.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
“الدموية في نظام بشار الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”
“الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء #علم_النفس_السياسي”
بقلم الكاتبة #هبة_عمران
لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.
الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي
مقالات ذات صلة ما بعرفن ! 2025/02/03يظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.
وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.
الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة
يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.
علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.
الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة
لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.
النتائج النفسية على المجتمع السوري
علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.
خاتمة
من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.