تصدّر حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ترحيل سكان غزة، وبسط سيطرة بلاده على القطاع الفلسطيني، عناوين كبريات الصحف العالمية التي وصفت الأمر بأنه "مكلف ومميت".

ففي صحيفة "واشنطن بوست" قال الكاتب إيشان ثارور -في مقال رأي- إن اقتراح ترامب "سيكون مكلّفا ومميتا" وإنه "سيفجر الوضع السياسي رغم أنه يبدو غير قابل للتطبيق".

وأشار الكاتب إلى أن ترامب هو من ندد بالدعم الأميركي المفتوح للحرب في أوكرانيا، وأبدى أسفه على الطريقة التي أهدرت بها الإدارات المتعاقبة الدماء والثروات في الشرق الأوسط.

كما قالت غارديان البريطانية إن تعهد ترامب بتولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة "يعني تأييده الفعلي للتطهير العرقي للفلسطينيين". ووصفت الصحيفة حديث الرئيس الأميركي بـ"الصادم" مشيرة إلى أنه "يتجاوز كل الأعراف".

ولدى هآرتس الإسرائيلية، قال الكاتب بم صامويلز إن ترامب أهدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طوق نجاة سياسيا يساعده في تعزيز موقفه أمام شركائه داخل الائتلاف "اليميني المتطرف".

وأضاف الكاتب "بدلا من الضغط على نتنياهو لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتأمين إطلاق سراح الرهائن (الأسرى) المتبقين، حوّل ترامب مسار الأحداث بإثارته سيطرة أميركا على غزة حتى لو كان الاقتراح غير واقعي.

إعلان

تاجر عقارات لا يهتم بالتاريخ

وفي السياق نفسه، قالت لوموند الفرنسية إن ترامب "لا يهتم بشيء عندما يتحدث عن غزة" مشيرة إلى أنه " لا يهتم بالتاريخ ولا بصدمات الماضي ولا الحروب المتتالية ولا ارتباط الناس بالأمكنة وبظلال أجدادهم الأموات ولا الأحياء". ووفقا للصحيفة فإن "(ترامب) إمبراطور العقارات لا يرى في غزة إلا كومة من الأنقاض".

أما وول ستريت جورنال الأميركية، فقالت إن اقتراح ترامب بشأن السيطرة على غزة "أذهل حلفاءه وخبراء الشرق الأوسط، وترك العديد من الأسئلة دون إجابات".

وأضافت الصحيفة أن "أي انتشار عسكري أميركي من هذا النوع سيكون طويل الأمد، وهو أمر أدانه ترامب مرارا وتكرارا" معربة عن اعتقادها بأن المقترح "سيُجابه بالرفض في العالم العربي".

ولدى فايننشال تايمز البريطانية، قال جوناثان بانيكوف -وهو مسؤول استخبارات أميركي سابق يعمل الآن بالمجلس الأطلسي- إن حديث ترامب عن ضم غزة "سيتطلب تسخير عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين وعقودا من الزمن".

ولفت بانيكوف إلى أن هذا الأمر "سوف يذكّر الزعماء العرب والشارع العربي بتجارب الفشل الأميركي في العراق وأفغانستان".

وبال على الجميع

بدورها، قالت تايم الأميركية إن مقترح ترامب "لاقى انتقادات حادة" مشيرة إلى أن "بعض الديمقراطيين وصفوا الاقتراح بالمجنون وغير اللائق أخلاقيا".

وأشارت المجلة إلى أن النائبة الديمقراطية رشيدة طليب دانت الخطة واعتبرتها تطهيرا عرقيا "بينما أبدى نتنياهو اهتماما بالفكرة، ورأى أنها تستحق الدراسة".

وأخيرا، قالت فورين بوليسي الأميركية إن ما يخططه الرئيس ترامب لغزة "سيكون وبالا على الجميع، وتحديدا على الأردن الذي يأخذ حديث الرئيس عن الترحيل القسري لسكان غزة بجدية كبيرة".

وختمت المجلة بالقول إن ما يجهله ترامب "هو حجم الضرر الذي سيلحق بالمصالح الأميركية، إذا تعرّض الأردن لأي اضطرابات جراء خططه".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتياطي الفدرالي الأميركي: التعريفات الجمركية قد تغذي التضخم

أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول أن تأثير التعريفات الجمركية التي تعتزم إدارة دونالد ترامب فرضها على التضخم لم يتضح بعد، مشيرا إلى ضرورة مراقبة عدة عوامل لتحديد مدى تأثير هذه الرسوم على الأسعار على المدى الطويل.

وقال باول خلال جلسة أسئلة وأجوبة في منتدى الأعمال بجامعة شيكاغو بوث في نيويورك "في الحالة البسيطة، إذا كنا نعلم أنها خطوة لمرة واحدة، فإن المنهج الاقتصادي التقليدي يشير إلى عدم الحاجة لاستجابة فورية من الفدرالي عبر تشديد السياسة النقدية".

لكنه شدد على ضرورة متابعة عدة عوامل قبل اتخاذ أي قرارات "إذا تحولت إلى سلسلة من الزيادات المتكررة، وإذا كانت كبيرة فإن ذلك سيكون مؤثرًا، وما يهم حقًا هو مدى تأثيرها على توقعات التضخم طويلة الأجل".

التعريفات السابقة لم تكن تضخمية

وأوضح باول أن الإجراءات التجارية التي اتخذها ترامب خلال ولايته الأولى لم تؤدِ إلى تضخم، بل تسببت في تباطؤ النمو العالمي، مما دفع الفدرالي إلى خفض أسعار الفائدة آنذاك.

تصريحات باول تعكس قلق الفدرالي من إمكانية حدوث صراع بينه وبين إدارة ترامب (رويترز)

وجاءت تصريحات باول بعد أسبوع من التذبذب الحاد في الأسواق المالية، حيث فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، قبل أن يؤجل تطبيقها حتى أبريل/نيسان المقبل. ومع ذلك، أشار الرئيس الأميركي إلى إمكانية تسريع تنفيذ تعريفات إضافية على واردات أخرى.

إعلان

وتتناقض رؤية باول مع تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي قلل من تأثير التعريفات على التضخم، مشيرًا إلى أن أي ارتفاع في الأسعار سيكون "مؤقتًا وغير مستدام".

وأضاف بيسنت "لا يوجد شيء أكثر انتقالية من التعريفات إذا كانت مجرد تعديلات سعرية لمرة واحدة" مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات لن تؤدي إلى تضخم مستدام.

لكن تصريحات باول -بحسب رويترز- تعكس قلق الفدرالي من إمكانية حدوث صراع بينه وبين إدارة الرئيس، خاصة إذا ما استمر ترامب في تطبيق تعريفات واسعة النطاق على الواردات التي تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.

الفدرالي يتمهل

وأكد باول أن الفدرالي سيحتاج إلى تقييم التأثير الصافي لجميع سياسات ترامب الاقتصادية، بما في ذلك التغييرات التنظيمية التي يعتبرها بيسنت محركة للنمو وكابحة للتضخم.

وفي ظل عدم وضوح الصورة الكاملة، قال باول إنه لا يوجد داعٍ للاستعجال في خفض أسعار الفائدة، خاصة أن معدل التضخم لا يزال أعلى بقليل من هدف الفدرالي البالغ 2%.

وأضاف "الإدارة الجديدة تعمل على تنفيذ تغييرات كبيرة في السياسة الاقتصادية. ولا تزال حالة عدم اليقين مرتفعة بشأن تأثير هذه التغييرات، ونحن بحاجة إلى التركيز على التمييز بين الإشارات الحقيقية والضوضاء المؤقتة مع تطور الأوضاع".

وفي أعقاب هذه التصريحات، ارتفعت الأسواق المالية بعد أن قلصت المؤشرات الرئيسية خسائرها في جلسة الجمعة.

أسواق المال تتفاعل بحذر

وبعد تصريحات الوزير الأميركي، عزز المستثمرون توقعاتهم بأن الفدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة بحلول يونيو/حزيران، مع احتمال تنفيذ 3 تخفيضات بمقدار 0.25% لكل منها قبل نهاية العام.

باول استشهد بتجربة 2019 عندما خفض الفدرالي أسعار الفائدة 3 مرات بسبب تأثير الحروب التجارية على النمو (الفرنسية)

وكتب كريشنا غوه نائب رئيس مؤسسة "إيفركور" في مذكرة تحليلية أن "تصريحات باول تمنح الأسواق المتوترة بعض الطمأنينة بشأن النمو، بينما تحمل في طياتها نبرة متحفظة بشأن السياسة النقدية".

إعلان

كما أشار إلى أن باول استشهد بتجربة عام 2019 عندما خفض الفدرالي أسعار الفائدة 3 مرات بسبب تأثير الحروب التجارية على النمو، مما يعزز احتمال تبني الفدرالي موقفًا مرنًا تجاه تأثيرات التعريفات الجديدة.

وضع غير مستقر

ورغم القلق المتزايد بشأن التضخم، شدد رئيس الاحتياطي الفدرالي على أن الاقتصاد الأميركي "لا يزال في وضع جيد" مشيرًا إلى استمرار تحقيق مكاسب في سوق العمل.

ووفقًا لبيانات الحكومة، أضاف الاقتصاد الأميركي 151 ألف وظيفة في فبراير/شباط، بينما بلغ متوسط الوظائف المضافة منذ سبتمبر/أيلول 191 ألف وظيفة شهريًا.

ومن المتوقع أن يبقي الفدرالي أسعار الفائدة مستقرة في نطاق 4.25% – 4.50% خلال اجتماعه المقبل يوم 18-19 مارس/آذار، حيث سيتم تحديث التوقعات الاقتصادية الرسمية لتقييم تأثير سياسات ترامب الاقتصادية على التضخم والتوظيف والنمو الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • محدث: مبعوث ترامب يكشف تفاصيل مقترح تقدمت به حماس في الدوحة
  • لكسر الجمود.. مقترح مصري بهدنة شهرين وإطلاق سراح الرهائن وبدء المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة
  • الرئيس الغاني: المخابرات الأميركية وراء الإطاحة بالرئيس نكروما
  • صحف عالمية: الرعب يخيم على غزة وضغوط على ترامب بشأن الضفة الغربية
  • واشنطن ترفض مقترح كندا بشأن ملاحقة "أسطول الظل" الروسي ضمن مجموعة السبع
  • الاحتياطي الفدرالي الأميركي: التعريفات الجمركية قد تغذي التضخم
  • مسار واقعي..فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تدعم خطة إعادة إعمار غزة
  • الإصلاح والنهضة:حديث الرئيس السيسي عن التحديات الاقتصادية يؤكد ضرورة تبني سياسات ترشيد الإنفاق
  • نحن الذين نشكرك.. «مصطفى بكري» معلقا على حديث الرئيس عن المصريين.. فيديو
  • تصريح جديد من الخارجية الأميركية بشأن المخالفين للقانون