أثار إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن خطته لبسط سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، موجة من الانتقادات وردود الفعل الرافضة على المستويين السياسي والشعبي.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف ترامب عن رؤيته للقطاع، مشيرًا إلى أن واشنطن تسعى لامتلاك "ملكية طويلة الأمد" هناك، معتبرًا أن غزة أصبحت "مكانًا مليئًا بالحطام"، ويمكن تهجير سكانها ليعيشوا "بسلام" في أماكن أخرى.

تفاصيل المخطط الأميركي

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستتولى إدارة قطاع غزة، متحدثًا عن إطلاق "خطة تنمية اقتصادية" تهدف إلى توفير "عدد غير محدود من الوظائف والمساكن" لسكان المنطقة. كما وصف المشروع بأنه حظي بتأييد من مستويات قيادية مختلفة، وتوقع أن يتحول القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي.

وفيما لم يوضح ترامب بشكل تفصيلي آليات تنفيذ هذه الخطة، أشار إلى أن غزة قد تصبح موطنًا لـ "شعوب العالم"، ما أثار تساؤلات حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة.

رفض واسع وتحذيرات من غزو غزة

 

السعودية 


جددت المملكة العربية السعودية تأكيدها على موقفها الثابت والداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشددة على أن هذا الموقف غير قابل للتفاوض أو المساومة، وأن أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل مرهون بتحقيق هذا الهدف.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شدد على هذا الموقف خلال خطابه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى في 18 سبتمبر 2024، حيث أوضح أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ضمان حقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة.

كما جدد ولي العهد هذا التأكيد خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2024، حيث دعا إلى تكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وحثّ المجتمع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا على ضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك منح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.

وشددت المملكة على رفضها القاطع لأي محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين، سواء من خلال التوسع الاستيطاني، أو ضم الأراضي، أو تهجير السكان، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

مصر 


من جهته، شدد وزير الخارجية المصري على أن جهود إعادة إعمار غزة يجب أن تستمر دون إجبار سكانها على الخروج من أراضيهم، مؤكدًا التزام القاهرة بمنع أي محاولات للتهجير القسري، لما لذلك من آثار خطيرة على الاستقرار الإقليمي.


فرنسا

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن أي تهجير قسري لسكان غزة "سيكون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي"، ويشكل "هجومًا على التطلعات المشروعة للفلسطينيين"، مشددة على أن مستقبل القطاع يجب أن يكون ضمن إطار دولة فلسطينية تحت رعاية السلطة الوطنية الفلسطينية، وليس تحت سيطرة دولة ثالثة.

كما جددت باريس معارضتها للاستيطان الإسرائيلي المخالف للقانون الدولي، وأي محاولات لضم الضفة الغربية بشكل أحادي.

البرازيل

أما الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فقد وصف تعهد ترامب بالسيطرة على غزة بأنه "ليس منطقيًا"، في إشارة إلى استحالة تنفيذ مثل هذا المخطط في ظل التعقيدات السياسية والإنسانية التي يشهدها القطاع.

 

 

إجماع دولي على ضرورة بقاء الفلسطينيين في أرضهم

أكد وزير الخارجية الإسباني أن غزة يجب أن تكون جزءًا من دولة فلسطين المستقبلية التي تحظى بدعم بلاده، مشددًا على أن القطاع هو "أرض الفلسطينيين" وضرورة بقائهم فيه.

من جانبها، شددت وزيرة الخارجية الألمانية على أن أي حل لا يمكن أن يتجاهل الفلسطينيين، مؤكدة أن تهجيرهم من غزة سيؤدي إلى "معاناة وكراهية جديدة"، وهو موقف يتوافق مع رؤية العديد من الدول الأوروبية الداعمة لحل الدولتين.

أما وزير الخارجية البريطاني، فقد دعا إلى ضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم، مؤكدًا على ضرورة تحقيق السلام في غزة والضفة الغربية، بينما شدد المبعوث الأوروبي الخاص للشرق الأوسط على أن الحل الوحيد لتعزيز الاستقرار في المنطقة هو حل الدولتين، مؤكدًا أن الأمن لا يتحقق إلا من خلال سلام حقيقي.

مواقف حازمة من تركيا وروسيا وإيران

في سياق متصل، وصف وزير الخارجية التركي خطة السيطرة على قطاع غزة بأنها "غير مقبولة"، ملمحًا إلى احتمال مراجعة بلاده لإجراءاتها ضد إسرائيل إذا توقفت عمليات القتل بحق الفلسطينيين وتغيرت الظروف.

أما وزير الخارجية الروسي، فقد اعتبر أن أطروحات تهجير الفلسطينيين تعكس ثقافة إلغاء قرارات مجلس الأمن، بينما أكد مسؤول إيراني أن طهران مستعدة لمنح الدبلوماسية فرصة أخرى، لكنه شدد على ضرورة كبح واشنطن لجموح إسرائيل إذا كانت جادة في التوصل إلى اتفاق مع طهران، مؤكدًا معارضة إيران لأي محاولات لتهجير سكان غزة.

الرئيس الفلسطيني: الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتفاوض

على الصعيد الفلسطيني، أعرب الرئيس محمود عباس عن رفضه القاطع لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، مؤكدًا أن هذه المخططات تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.

وشدد عباس على أن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتفاوض، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وطالب الرئيس الفلسطيني الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لحماية قرارات الشرعية الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والبقاء في وطنه.

حماس تدين تصريحات ترامب

من جهتها، أدانت حركة حماس بشدة تصريحات ترامب، معتبرة أن دعوات احتلال الولايات المتحدة لقطاع غزة تمثل اعتداءً سافرًا على حقوق الفلسطينيين، مؤكدة أن القطاع جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين.

تحذيرات من تداعيات المخطط الأميركي

في ظل هذه المواقف المتصاعدة، يتزايد الضغط الدولي على واشنطن وإسرائيل لوقف أي محاولات تهدف إلى تغيير الوضع في غزة بالقوة، وسط مخاوف من أن تؤدي مثل هذه المخططات إلى تأجيج التوترات في المنطقة وإفشال أي جهود لإحلال السلام.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة ترامب ترمب اسرائيل مصر البرازيل السعودية

إقرأ أيضاً:

الخارجية الألمانية: لا ينبغي طرد الفلسطينيين من قطاع غزة

أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، رفضها فكرة طرد السكان الفلسطينيين من قطاع غزة، تعقيبا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي دعا فيها إلى استقبال الأردن ومصر لسكان غزة.

المجلس الوطني الفلسطيني: تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة مرفوضة الرئيس الفلسطيني يرفض تصريحات ترامب بشأن غزة: لا مساس بحقوق الشعب الفلسطيني

وقال متحدث باسم الوزارة: إن برلين تتفق مع وجهة نظر الاتحاد الأوروبي وشركائنا العرب والأمم المتحدة، أن الشعب الفلسطيني ينبغي ألا يُطرد من غزة، وأنه ينبغي عدم احتلالها بشكل دائم ولا إعادة احتلالها من قبل إسرائيل.

 

منظمة التحرير الفلسطينية تجدد: "حل الدولتين" وفق الشرعية الدولية هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام

 

جدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، تأكيد القيادة الفلسطينية موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن الشيخ تأكيده - في منشور له على منصة "إكس" - موقف القيادة الفلسطينية الرافض لكل دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه.

وقال الشيخ: "هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى، ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت".

"العمل الأهلي الفلسطيني" يثمن موقف مصر الواضح والثابت ضد مساعي تهجير الفلسطيينين

ثمنت عضو هيئة العمل الوطني الأهلي الفلسطيني رتيبة النتشة، اليوم (الأربعاء) موقف مصر الواضح والصريح ضد أي محاولات تهدف لتصفية القضية وتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم. 

وقالت النتشة، في مداخلة هاتفية مع قناة (النيل) الفضائية الإخبارية: "إن مصر والأردن والمملكة العربية السعودية اتخذوا موقفا منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ضد جميع محاولات تصفية القضية من خلال إيجاد حلول إقليمية تشمل بلد بديلة للفلسطينيين على حساب الدول العربية". 

وأكدت أن مصر تقف ثابتة دفاعا عن القضية الفلسطينية من خلال رفض كافة التصريحات الأمريكية والمساعي الإسرائيلية التي تهدف لإنهاء الوجود الفلسطيني وخلق شرق أوسط جديد بتقسيمات جديدة، وتصر العمل على إيجاد حلول لإعمار غزة بعيدا عن تهجير أهالي القطاع. 

وحول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية، وصفت النتشة هذه التصريحات بأنها "سيئة ومريضة" وتدل على هشاشة معرفته بطبيعة الشعب الفلسطيني المتمسك بالبقاء والثبات على أرضه ولن يرحل رغم الدمار الهائل الذي تعرض له على مدار أكثر من 15 شهرا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح بأن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، لخلق آلاف فرص العمل في المنطقة، حيث ستشرف الإدارة الأمريكية على عملية إعادة الإعمار.

وأبدت منظمة التحرير الفلسطينية ،في بيان لها ، رفضها كل دعوات التهجير، مشددة في الوقت ذاته على أن حل الدولتين هو الضامن للأمن والسلام.

عباس يرفض تصريحات ترامب بشأن غزة: لا مساس بحقوق الشعب الفلسطيني

 

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، رفضهما القاطع لأي محاولات للاستيلاء على قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين من وطنهم، مشددًا على أن هذه الدعوات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.

 

وفي رد مباشر على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الأخيرة، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول تهجير الفلسطينيين، قال عباس: "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودًا طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها. لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وفقًا لحل الدولتين".

 

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، مؤكدًا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يحق لأي طرف اتخاذ قرارات بشأن مستقبله نيابة عنه.

 

كما عبر عباس عن تقديره للمواقف العربية الثابتة في رفض التهجير والاستيطان والضم، مشيدًا بالمواقف الراسخة لكل من مصر والأردن والسعودية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعم إقامة دولته المستقلة.

 

وفي ظل هذه التحديات، دعا الرئيس الفلسطيني الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل لحماية حقوق الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا التزام القيادة الفلسطينية بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كأساس لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • رفض دولي واسع لتصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير أهله
  • قرار حكومي بشأن إنتاج أكياس التسوق البلاستيكية.. التفاصيل الكاملة
  • «غزة لأهلها ويجب حل الدولتين».. هجوم دولي واسع على ترامب بسبب مخطط تهجير الفلسطينين
  • رفض دولي واسع لخطة ترامب ومطالب بتجسيد حل الدولتين
  • رفض دولي واسع لخطة ترامب بشأن غزة
  • رفض دولي واسع لتصريحات ترامب ترحيل الفلسطينيين من غزة
  • لن نقبل إلا بحل الدولتين.. رفض دولي واسع لتصريحات ترامب بشأن غزة
  • الخارجية الألمانية: لا ينبغي طرد الفلسطينيين من قطاع غزة
  • العمل الأهلي الفلسطيني تثمن موقف مصر الثابت ضد مساعي تهجير الفلسطينيين