كتابه أنقذ سيدة من الانتحار.. الأذربيجاني روفشان عبد الله أوجلو في ضيافة معرض الكتاب
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أدارت الإعلامية إنجي ماهر، ندوة للكاتب الأذربيجاني روفشان عبد الله أوجلو، بمحور التجارب الثقافية، ضمن ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب في يومه الرسمي الأخير.
وتحدث الكاتب عن تجربته في الكتابة وأهم الأسئلة الشائعة التي يتعرض لها خلال الندوات والمؤتمرات، مؤكدا أن كتبه تدرس في الفصول المدرسية بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم في أذربيجان بدءا من سن السابعة ليتعلم الأطفال مواجهة التحديات، ومن هنا بدأت فكرة عمل معرض للطفل يشارك به كتاب وأطباء نفسيون لمواجهة أي مشكلات يمر بها الطفل.
وأضاف أن الكاتب كان يقرأ للأطفال في هذا المعرض والأهم من القراءة أن يسأل الطفل ويفكر، مشيرا إلى أن هناك خطأ يرتكبه الأهل بعدم إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن رأيه في سن مبكر.
وأكد أن معارض كتب الأطفال تمنح الأهالي الفرصة لرؤية كيف يفكر أطفالهم، موضحا أن انه كان لديه أيضا مشروع بعمل مكتبات في السجون لأن المساجين محتاجون للقراءة بشدة، وهو ما أوصلهم أيضا لعمل مسابقات وجوائز للقراءة بين المساجين.
وأكد الكاتب الأذربيجاني، أن لديه الآن 4 كتب تترجم للعربية، فاز أحدهم بجائزة ذهبية.
وأشار إلى أن أكثر سؤال غريب تم توجيهه له كان عندما أعطته سيدة خطابا وطلبت منه أن يقرؤه، واتضح أنها مضطربة نفسيا، وكانت قد قررت الانتحار لكنها غيرت رأيها وقررت أن تعيش يوما إضافيا، وعندما كانت تتجول في الشوارع رأت محلا يبيع الكتب ورأت فيه كتابا له، وبعد أن تصفحته قررت أن تعيش حتي تقرأ الكتاب، وبعد قراءته تأثرت به وتركت فكرة الانتحار، وهو ما أسعده جدا لأن كتابه استطاع أن يساعد ولو شخصا واحدا.
اقرأ أيضاًمعرض الكتاب يشتضيف ندوة بعنوان «الابتكارات في مواجهة تغيير المناخ في البناء والإعمار»
لمسة وفاء بتكريم الراحلين.. إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الكتاب 2025
بعد تكريمها في معرض الكتاب.. فاطمة المعدول: أنا بنت الدولة المصرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر الانتحار القراءة أذربيجان معرض الكتاب 2025 معرض الکتاب
إقرأ أيضاً:
رسالة بعد منتصف الليل
يعتقد كثيرون أن دور الأستاذ الجامعي ينتهي عند شرح المقررات وتصحيح الاختبارات، غير أن التجربة تثبت أن العلاقة بين الأستاذ وطلابه تتجاوز تلك الحدود، وتمسّ جوانب إنسانية عميقة قد لا تظهر في المحاضرات، لكنها تتجلّى في لحظات خاصة، وغير متوقعة.
ذات مساء، وبينما كنت أراجع عددًا من أوراق البحث، وصلني بريد إلكتروني من طالب في ساعـة متأخرة من الليل، ومن الطبيعي أن توقيت هذه الرسالة يثير فضولي، لكن ما شدّني أكثر هو محتواها. كانت كلماتها بسيطة، لكنها مثقلة بمشاعر الصمت الطويل، والإنهاك الذي لا يُقال.
كتب يقول: “أدرك أنني لم أكن موفقًا في تقديم العرض المطلوب، وأعتذر عن ذلك، وأنا لا أبحث عن عذر، لكني أمرّ بمرحلة صعبة نفسيًا، ولم أجد من أشاركه ما أمرّ به”.
جلست أمام الرسالة أتأمل، لا من باب الحكم، بل من باب المشاركة الإنسانية، فهذا الطالب من أكثر الطلاب نشاطًا وتفاعلاً، ولكنها بدت وكأنها تحمل في داخلها ما يفوق قدرته على الاحتمال.
وفي الحال بادرت بالرد، ولم أنتظر للصباح، وعبّرت له عن تقديري لصراحته، واقترحت عليه أن يتوجه إلى مركز الإرشاد الطلابي في الجامعة، وكنت وقتها أتوّلى إدارته مع نخبة من زملائي الأكاديميين والاختصاصيين والإداريين، وطمأنته أن ضعف الأداء لا ينتقص من قيمته، بل يدل على حاجة إنسانية لا يمكن تجاهلها.
وفي اليوم التالي، حضر المحاضرة كعادته لكنه جلس بهدوء، يلتفت نحوي بنظرة امتنان صامتة. لم نُعد الحديث، فقد قالت الرسالة كل شيء، وبعد أيام، علمت من الزملاء بالمركز أنهم تواصلوا معه، وبدأت رحلة تعافٍ بطيئة لكنها ثابتة.
وبعد قرابة الشهر، فوجئت به يقف أمام زملائه لتقديم عرض جديد، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فحضوره أقوى، وحديثه أكثر تنظيمًا، ونبرته تحمل ثقة واضحة، كما رأيت في عينيه بداية جديدة، لا في الأداء فحسب، بل في الطريق الذي اختار أن يسلكه نحو التوازن النفسي.
ذلك الموقف جعلني أعيد التفكير في دوري كأستاذ، فنحن مسؤولون عن التعليم، لكننا أيضًا نؤدي دورًا في التوجيه والدعم، حتى وإن لم يكن ذلك مكتوبًا في الوصف الوظيفي، فقد تصلنا رسائل في أوقات غير معتادة، لكنها تحمل في طياتها نداء استغاثة، أو رجاء بأن يسمعهم أحد.
الأستاذ الناجح ليس فقط من يشرح المادة بإتقان، بل من يفتح نافذة أمل في وجه من يشعر أنه على وشك السقوط، وكم من رسالة صامتة كانت بداية تحوّل في حياة طالب أو طالبة، فالمهم أن نكون حاضرين، ولو بكلمة في منتصف الليل.