قالت سيلفي كوفمان رئيسة تحرير صحيفة لوموند في عمودها إن زعماء الاتحاد الأوروبي يجدون "مفارقة قاسية" في استفزازات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهم، في الوقت الذي تتعين عليهم فيه مواجهة هجمات روسيا والتوسع الصيني.

وأشارت الكاتبة إلى أن المشكلة بدأت خلال العام الأخير من إدارة الرئيس جو بايدن، حيث التقت مجموعة صغيرة من الخبراء الأوروبيين مع كبار المسؤولين في السياسة الخارجية الأميركية، وكان السؤال واحدا يتعلق بكيفية إجراء المفاوضات المحتملة بشأن مصير أوكرانيا، ومن سيكون حول طاولة المفاوضات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوفيغارو: إستراتيجية ترامب مستوحاة من الملاكم تايسونlist 2 of 2تايمز: نتنياهو وترامب من التدابر إلى التصالحend of list

وبدا أن الأميركيين يدرسون عدة سيناريوهات، حيث سيكون هناك روس وأميركيون وأوكرانيون وربما صينيون، ولكن لا يوجد في أي حال من الأحوال ذكر لوجود الأوروبيين في هذه المفاوضات التي تعنيهم في المقام الأول، غير أن الأسوأ هو أن المسؤولين الأميركيين لا يبدو أنهم يدركون أن هذا التغافل قد يصدم محاوريهم الأوروبيين الذين لا يسمحون لأي شيء بالظهور من منطلق الصداقة.

 

 

ولأن الديمقراطي جو بايدن يحظى بالإشادة باعتباره الرئيس "الأكثر أوروبية" منذ فترة طويلة -كما تقول الكاتب- ولأن التعامل معه أكثر متعة من سلفه ترامب، ولأنه لولا المساعدات الأميركية الضخمة، لكانت روسيا قد ابتلعت أوكرانيا، فإن على أوروبا أن تبتلع الحبوب المريرة التي فرضتها عليها إدارة بايدن، من شراكة الدفاع التي وقعتها مع أستراليا والمملكة المتحدة من دون إشراك فرنسا، إلى الانسحاب من أفغانستان من دون أدنى تشاور مع القوات الأوروبية على الأرض، مرورا بقانون خفض التضخم لجذب الصناعة الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وحتى الإستراتيجية المترددة في أوكرانيا التي تؤدي إلى إطالة أمد الحرب.

إعلان انزعاج أوروبي

والآن يأتي ترامب أقوى وأكثر جنونا وأكثر دعما، وها هو العالم يخضع بالفعل لأسلوبه، أي قانون الأقوى، فالشرق الأوسط يتحرك، وكييف مستعدة للتفاوض بشأن إنهاء الحرب، وتبقى أوروبا حائرة، تقول لنفسها إن الرئيس ليس مجنونا ليستولي على غرينلاند ربما يجوز ذلك مع قناة بنما إذا لزم الأمر، لكنه لا تمكنه مهاجمة حليف مخلص في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقد اجتمع زعماء الاتحاد في بروكسل لمناقشة الأمر -حسب الكاتبة- وجاءت التصريحات معبرة عن انزعاجهم من هذا الحليف العظيم الذي لم يعد حليفا والذي يكسر كل القواعد، ولكن هناك تحديات كبيرة، تبدأ من حلف الناتو الذي تتولى القوة المهيمنة فيه حماية الدول الأعضاء الأخرى لا مهاجمتها، خاصة في ظل مواجهتها لحرب مدمرة على قارتها.

وقد طرح أوليفييه شميت، الأستاذ في مركز دراسات الحرب في جامعة جنوب الدانمارك في كرسي القضايا الإستراتيجية المعاصرة الكبرى في جامعة السوربون الاثنين الماضي، السؤال: "هل أصبح حلف الناتو حلف وارسو"، الذي يفرض فيه الاتحاد السوفياتي إرادته بالقوة على الأعضاء الآخرين؟

وتساءل أوليفييه: "هل غيرت القوة الرئيسة في الحلف التي كانت حتى الآن شريكا خيريا طبيعتها؟ وقال إنه ربما يتعين على أوروبا أن تتعامل مع الولايات المتحدة، لا باعتبارها منافسا، بل باعتبارها خصما".

غير أن هذا الواقع لا يتقبله ولو عقليا عدد من الزعماء الأوروبيين، وخاصة أولئك الذين ترتبط بلادهم ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، مثل بولندا، وقد اعترف رئيس وزرائها دونالد توسك بأن هذا كان "الاختبار الأول لتضامننا، لأنها المرة الأولى التي نواجه فيها مثل هذه المشكلة بين الحلفاء"، وأضاف أن الصراع بين الحلفاء، في هذه الأوقات من العدوان الروسي والتوسع الصيني، يشكل "مفارقة قاسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إيران: قدمنا عرضا "سخيا" لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة

أفادت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، بأن طهران قدمت عرضا سخيا من أجل بدء محادثات غير مباشرة مع واشنطن، وتنتظر الرد من الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، إن "الرسالة الأميركية وصلت إلى إيران وتم الإعلان عن أخبارها رسميا، وكان العرض الذي قدمته إيران لبدء محادثات غير مباشرة عرضا سخياومسؤولا وحكيما من الناحية السياسية".

وأوضح بقائي أن المقترح الذي تم تقديمه أخذ بعين الاعتبار "التاريخ والاتجاهات المتعلقة بالقضية النووية على مدى العقد الماضي".

وأضاف أنه: "في ظل الظروف الراهنة، تفضل إيران التركيز على الاقتراح المقدم. وفيما يتعلق بالتطورات المستقبلية، سيتم اتخاذ القرارات وفقا للظروف وفي الوقت المناسب".

ولفت إلى أن إيران أرسلت رسالة الرد إلى الولايات المتحدة، ونحن ننتظر قرار الولايات المتحدة في هذا الشأن".

كانت مصادر مطلعة قد أفادت في وقت سابق بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حملة "لهجة حادة" وتضمنت عرضا للتفاوض على اتفاق نووي جديد، لكن ترامب حذر في الوقت نفسه من "عواقب وخيمة إذا رفضت إيران العرض واستمرت في برنامجها النووي".

وأوضحت المصادر أن ترامب شدد على أنه "لا يريد مفاوضات مفتوحة المدة"، وحدد مهلة "شهرين للتوصل إلى اتفاق".

من جهة أخرى نفى بقائي "الادعاءات التي تقول إن "المقاومة" في المنطقة وكيلة لإيران".

وبين المتحدث باسم الخارجية: "نحن ننفي هذه الادعاءات. وفي الوقت نفسه فإن استمرار العدوان العسكري الأميركي على البنية التحتية لليمن والضرر والقتل المتكرر للمدنيين اليمنيين الأبرياء أمر مؤسف للغاية".

واعتبر أن ما يجري في اليمن يتناقض مع مبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهدفه التغطية على ما تقوم به إسرائيل "من جرائم في غزة والضفة الغربية والدول المجاورة"، معتبرا أن "الحل لهذه القضية هو وقف الجرائم والقتل في غزة ومحاسبة "النظام الصهيوني" على خلق حالة من انعدام الأمن في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أقوى أسلحة في العالم لم يسمع بها أحد
  • النفط يهوي بعد فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 104% على الصين
  • ترامب يتجه إلى الفحم لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الولايات المتحدة
  • الصين: سنقاتل حتى النهاية إذا أصرت الولايات المتحدة على شنّ حرب تجارية
  • الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا
  • إيران تعلن عن محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة
  • لا تزال أمريكا التي أحببتها موجودة برغم ترامب
  • إيران: قدمنا عرضا "سخيا" لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة تجني مليارات الدولارات أسبوعيا بعد فرض الرسوم الجمركية
  • رحلة نتنياهو إلى الولايات المتحدة تؤكد مخاوفه من الاعتقال