لجريدة عمان:
2024-09-07@23:32:37 GMT

المساعدات الخارجية ليست صدقات

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

تعوّدت واشنطن أن تخلط بين أموال المساعدات الخارجية وأموال الجمعيات الخيرية، مستعملة الدولارات الأمريكية لدعم أجندات شخصية أو أيديولوجية، ولذلك تدارُ موارد دافعي الضرائب بعيدًا عن المشاريع التي تعزز أهداف الأمن القومي للولايات المتحدة بدءا من الإنفاق على قضية تغيّر المناخ وصولا إلى الإنفاق على عروض (دراج) التمثيلية.

يجب أن يكون للمساعدات الخارجية استراتيجية محددة، ولا ينبغي استخدامها لجعل الأمريكيين فقط يشعرون بالرضا عن أنفسهم.

إنّ سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب تعطي فرصة لإعادة تشكيل جهود المساعدات الخارجية، والتي تدار إلى حد كبير من قبل وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يجب أن يكون هناك نهج محافظ لإنفاق المساعدات الخارجية، يضمن إنفاق كل دولار بحكمة، وتحقيق نتائج حقيقية للشعب الأمريكي، ولطالما وقع خطأ مفاده أنه كلما كانت مستويات الإنفاق عالية تحققت النتائج بشكل أفضل.

لقد تجاوز حجم ميزانية المساعدات الخارجية قدرة الحكومة على تحمّل تكاليفها، فموظفو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحت ضغط متزايد، غير قادرين على دفع المليارات من الأموال التي سبق التعهد بها، مما أدى إلى انخفاض الروح المعنوية للعاملين هناك وبالتالي كثرت الاستقالات. أجبر النقص في الموظفين الوكالة على توجيه مليارات الدولارات إلى احتكار قلة من المنظمات متعددة الأطراف والمقاولين الكبار.

عند إجراء نزر يسير من الشفافية والمساءلة يتضح أن الكثير من هذه الأموال يهدر كل عام، بل قد يحول بعضها إلى أيدي الإرهابيين في أماكن مثل اليمن وسوريا. أخبر جون سوبكو الذي عيّنه أوباما مفتشا عاما لإعادة إعمار أفغانستان، أخبر الكونجرس في وقت سابق من هذا العام أنه لا يستطيع ضمان أن المساعدات الأمريكية «لا تمول طالبان حاليا». في إثيوبيا، علّقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية معونتها الغذائية لأديس أبابا بعد شهادة المديرة سامانثا باور أمام الكونجرس بأن شبكة إجرامية مكوّنة من «أطراف على جانبي الصراع» كانت تسرق المساعدات الغذائية الأمريكية.

لم نعد نتحمّل لعب دور الحمقى ويستغلنا الآخرون، فعلى الكونجرس تحسين طرق مراقبة المساعدات الخارجية، ويجب على المحافظين وضع الأموال في أيدي مؤسسات محلية أكثر فعالية من حيث الإنتاج، وأقل من حيث التكلفة، وطلب تقارير عن جميع الشركات العاملة من الباطن، على أن يتم التعاقد على أساس جودة الأداء.

لا يوجد تهديد على التنمية الاقتصادية العالمية والاستقرار السياسي أكبر من طموحات الغرب المناخية، فالمؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي لم تعد تموّل مشاريع الوقود الأحفوري، بينما تضغط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على البلدان الفقيرة للتحول إلى الطاقة الخضراء. هذه سياسات عديمة الجدوى، فعائدات صناعات النفط والغاز تمول الخدمات الاجتماعية الحيوية وتولد فرص العمل وتجذب الاستثمار الأجنبي وتنشئ النمو الاقتصادي في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. إن الإنفاق على كل هذه المشاريع عن طريق المساعدات سيتطلب تحويل تريليونات الدولارات من مانحين مثقلين بالديون، لذلك فليس من المقبول أن تطلب وكالات الإغاثة من الدول الأفريقية التخلي عن النمو الاقتصادي من أجل تخفيف مخاوف الغرب من كارثة المناخ. يجب أن تعطى الأولوية في سياسة إنفاق المعونة الخارجية للأشخاص المستحقين بدلا من إنفاقها على جنون الارتياب المناخي.

يجب أن تتبنّى مساعداتنا الخارجية أيضًا القيم الأمريكية المشتركة كما فعل الجمهوريون والديمقراطيون ذلك بنجاح لعقود، ففي عام 1973، صوت الكونجرس لمنع استخدام دولارات الضرائب الأمريكية لإجراء عمليات الإجهاض في البلدان التي تتلقى المساعدات، ولقد استمر هذا الإجماع لأن غالبية كبيرة من الأمريكيين -بغض النظر عن وجهة نظرهم بشأن الإجهاض في الداخل- عارضوا منذ فترة طويلة استخدام أموال دافعي الضرائب لدفع تكاليف عمليات الإجهاض في الخارج. بعد ذلك، أدّى إصرار إدارة بايدن على إدراج الإجهاض في جميع برامج المساعدات الخارجية إلى قلب دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لجولة أخرى من التمويل لبرنامج الرئيس الأمريكي الطارئ للإغاثة من الإيدز. لقد أنقذ هذا البرنامج الشعبي الذي يكلف الكثير من الدولارات والذي بدأه الرئيس جورج دبليو بوش ملايين الأفارقة من الموت بالوباء القاتل.

يجب على واشنطن تكريس مواردها المحدودة لبرامج يمكن لجميع الأمريكيين دعمها، وليس برامج الحيوانات الأليفة الحزبية، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام في بلد يعيش حالة من الاستقطاب، وسيؤدي إلى نتائج سيئة في جميع أنحاء العالم. فالدول الأفريقية، على سبيل المثال، تستاء من ربط المساعدات بما تعتبره استعمارًا أيديولوجيًا، وتشير دائما إلى أن الصين لا تفرض مثل هذه القيود على مساعدتها.

وهذا يثير نقطة مهمة أخرى، وهي أنّ المساعدات الخارجية الأمريكية يجب أن تكون أداة متكاملة للسياسة الخارجية لتعزيز المصلحة الوطنية. وعلى وجه التحديد، يجب أن تسهم في تعزيز مصالحنا الأمنية الوطنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ومواجهة عدوان الحزب الشيوعي الصيني في المنطقة. على الأقل، يجب أن ندعم الحلفاء، مثل تايوان وإسرائيل والأردن، بينما تحجب المساعدة عن الدول التي تتقرب من الديكتاتوريين الإقليميين.

تبنّت لجنة الاعتمادات في مجلس النواب العديد من هذه المقترحات، حيث بدأت في دراسة المساعدات الخارجية للعام المقبل وقوانين الإنفاق الأخرى. يجب على مجلس الشيوخ والبيت الأبيض اتباع اللجنة والتعاون معها لصياغة رؤية جديدة للمساعدات الخارجية تعمل لصالح الشعب الأمريكي وتعزز الأمن القومي للولايات المتحدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة المساعدات الخارجیة الإجهاض فی یجب أن

إقرأ أيضاً:

الخارجية القطرية: جريمة قتل المواطنة الأمريكية حلقة في سلسلة جرائم الاحتلال

أدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لمواطنة أمريكية تركية خلال مشاركتها في مظاهرة سلمية بمدينة نابلس في الضفة الغربية، وأكدت الوزارة في بيانها أن استمرار صمت المجتمع الدولي على انتهاكات الاحتلال يشكل حافزاً له لارتكاب مزيد من الجرائم والفظائع ضد الشعب الفلسطيني.

 

وأشارت الخارجية القطرية إلى أن جريمة قتل المواطنة الأمريكية التركية تعد حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والعمل على محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه.

 

وكانت مواطنة أمريكية قد شاركت في مظاهرة احتجاجية ضد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وتوفيت متأثرة بجراحها يوم الجمعة بعد أن أطلق جنود إسرائيليون النار على رأسها. وأكد مدير مستشفى رفيديا، فؤاد نافعة، لوكالة "رويترز" أن المتضامنة الأمريكية وصلت إلى المستشفى في حالة حرجة جدًا نتيجة إصابتها البالغة في الرأس، ورغم محاولات إنعاشها، تم الإعلان عن وفاتها.

 

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الحادث وقع خلال مسيرة احتجاجية ينظمها الناشطون بانتظام في بلدة بيتا، القريبة من مدينة نابلس، والتي تعرضت لهجمات متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين. 

 

وتأتي هذه الحادثة وسط تصاعد الهجمات العنيفة من قبل المستوطنين المتطرفين على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، ما أثار غضباً متزايداً بين حلفاء إسرائيل الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على عدد من الأفراد الإسرائيليين بسبب هذه الانتهاكات.

 

الواقعة الأخيرة تأتي بعد أسابيع قليلة من هجوم شنه نحو 100 مستوطن على قرية جيت في شمال الضفة الغربية، ما أثار إدانات دولية واسعة النطاق، ودفع الحكومة الإسرائيلية إلى التعهد باتخاذ إجراءات سريعة لمحاسبة المتورطين في أعمال العنف.

 

وسائل إعلام عربية: غارة إسرائيلية تستهدف محيط بلدة فرون جنوبي لبنان

 

ذكرت وسائل الإعلام العربية أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على محيط بلدة فرون الواقعة في جنوبي لبنان. ووقعت الغارة في وقت متأخر من مساء اليوم، مما أسفر عن انفجارات قوية وسمع دويها في المناطق المحيطة.

 

وأفادت التقارير الأولية بأن الهجوم أسفر عن أضرار مادية في المنطقة المستهدفة، إلا أنه لم ترد معلومات مؤكدة بعد عن وقوع إصابات بين المدنيين أو المقاتلين. 

 

ووفقًا لمصادر محلية، فإن الغارة جاءت بعد تصاعد التوترات في المنطقة، حيث شهدت الحدود بين لبنان وإسرائيل زيادة في النشاطات العسكرية في الأيام الأخيرة.

 

لم تصدر بعد تعليقات رسمية من الجانبين الإسرائيلي واللبناني حول الهجوم، وتعمل السلطات على تقييم الوضع وتحديد حجم الأضرار التي خلفتها الغارة.

مقالات مشابهة

  • السياسة الخارجية الأمريكية في عام 2025
  • مساعد وزير الخارجية يرأس وفد مصر بـ«اللجنة الاقتصادية المصرية الأمريكية» بواشنطن
  • الخارجية القطرية: جريمة قتل المواطنة الأمريكية حلقة في سلسلة جرائم الاحتلال
  • «الخارجية التركية»: ندين جريمة قتل المتضامنة الأمريكية في الضفة الغربية
  • «رويترز»: الخارجية الأمريكية تؤكد علمها بمقتل مواطنة متضامنة في الضفة الغربية
  • وزير الخارجية التركي: زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة «مهمة للغاية»
  • الخارجية الإيرانية: اتهامنا بالتدخل بالانتخابات الأمريكية مرفوض ومتحيز
  • الخارجية الأمريكية: المفاوضات تتطلب موافقة حماس ومرونة من الجانب الإسرائيلي
  • جا معة الإسكندرية تستقبل وفد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
  • جامعة الإسكندرية تستقبل وفد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية