ما بين انتقادات لاذعة في الحزب الديمقراطي وارتباك بين كبار بعض حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجلس الشيوخ الجمهوري، أظهرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية رفضا واضحا داخل الولايات الأمريكية لمشروع ترامب ونتنياهو للسيطرة على غزة، وذلك بعدما تم الإعلان عن خطة الاستيلاء على القطاع، وإمكانية إرسال قوات إلى هناك ونقل الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وإعادة تطوير المنطقة.

استهجان داخل الحزب الديمقراطي 

وعلى وجه التحديد، ظهرت موجة استهجان بين نواب الحزب الديمقراطي؛ إذ أكد السيناتور كريس كونز، أنه بعد سماعه اقتراح ترامب بشأن غزة لم يجد الكلمات المناسبة للتعبير عن رأيه، واصفا الخطة بأنها أمر جنوني ولا يستطيع التفكير في مكان على وجه الأرض قد يرحب بالقوات الأمريكية بدرجة أقل، حيث تكون احتمالات تحقيق أي نتيجة إيجابية أقل بكثير من المتوقع، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية» نقلا عن مجلة نيوزويك الأمريكية.

وعلى موقع التدوينات القصيرة «إكس»، علق السيناتور الديمقراطي كريس مورفي على تصريحات ترامب، قائلا إن غزو الولايات المتحدة لغزة من شأنه أن يؤدي إلى مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين وعقود من الحرب في الشرق الأوسط، واصفًا الفكرة بأنها مثل «نكتة سيئة».

كما انتقد النائب الديمقراطي إريك سوالويل من كاليفورنيا الرئيس الأمريكي ترامب، متسائلًا حول «ماذا ينتظرون بعد تلك التصريحات؟ فهل ستحتل الولايات المتحدة غزة حقًأ؟»، لافتاً إلى أن إدارة ترامب وعدت بعدم شن المزيد من الحروب التي لا نهاية لها، ولكن منذ التنصيب أصبحت أمريكا تريد احتلال جرينلاند وكندا وقناة بنما والآن غزة.

أما السيناتور الديمقراطي روبن جاليجو من أريزونا، فأكد أن ترامب محب للحرب، وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، أكد جاليجو أنهم يريدون تحويل هذه الأماكن إلى منتجعات، كما وصف النائب الديمقراطي جيك أوكينكلوس الاقتراح بأنه متهور وغير معقول، مطالبًا النظر إلى دوافع ترامب، التي من المتوقع أن يكون لها صلة بالمحسوبية والأنانية.

كما انتقد السيناتور تيم كين، الديمقراطي من فرجينيا وفق شبكة «إن بي سي» نيوز، الوصف للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بأنه مغناطيس للمتاعب.

وقال كين، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «لا أعرف من أين جاء هذا، لكن يمكنني أن أخبرك أن هذا لن يحظى بالدعم من الديمقراطيين أو الجمهوريين هنا».

ومن جانبه، أوضح السيناتور جين شاهين من نيو هامبشاير، ديمقراطية بارزة في لجنة العلاقات الخارجية، أن الاقتراح فشل في معالجة مخاوف الفلسطينيين، وعندما سُئِلت عما إذا كان هذا الأمر من الأمور، التي تستطيع الولايات المتحدة التعامل معها بأمان، قالت: «لا أعتقد أنه من مصلحة أمريكا».ووصف السيناتور جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا، تصريحات ترامب بأنها استفزازية.

رفض من المشرعيين في الكونجرس الأمريكي 

ولم يتوقف الأمر على ردود الفعل داخل الحزب الديمقراطي، فبحسب «بوليتيكو» الأمريكية، أثارت ردود فعل سريعة وارتباك بين بعض حلفائه الرئيسيين في مجلس الشيوخ الجمهوري، منهم السيناتور الجمهوري توم تيليس، الذي رد على فكرة امتلاك قطاع غزة قائلًا: «هناك بعض العيوب في كلام ترامب من الواضح أن هذا لن يحدث، ولا أعرف في ظل أي ظرف قد يكون ذلك منطقيًا حتى بالنسبة لإسرائيل. والآن، إذا كانت إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة أن تأتي وتقدم بعض المساعدة لضمان عدم تمكن حماس من تكرار ما فعلته مرة أخرى، فأنا موافق، لكن يبدو أن تولينا للسلطة أمر مبالغ فيه بعض الشيء».

وفي السياق ذاته، أكد جون ثون، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، إنه لم يطلع على البيان، ولكنه في الوقت ذاته أجاب إجابة دبلوماسية حول تسهيل مهمة التوصل إلى حل للشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالوضع برمته في غزة.

وقال السيناتور جون كورنين، الجمهوري من ولاية تكساس: «سنرى ما يقوله أصدقاؤنا العرب عن هذا الأمر، أعتقد أن أغلب سكان ولاية كارولينا الجنوبية ربما لن يكونوا متحمسين لإرسال أمريكيين للسيطرة على غزة، أعتقد أن هذا قد يكون مشكلة».

وأضاف السيناتور جون هويفن، الجمهوري من ولاية داكوتا الشمالية، الذي أشار إلى أنه لا يزال يتعين عليه إلقاء نظرة على التعليقات، أن ترامب ربما يفعل هذا كتكتيك تفاوضي، موضحًا أن الرئيس ربما يحاول فرض قرار بشأن قضية صعبة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية الحزب الدیمقراطی الولایات المتحدة فی مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

ترامب يطيح بهيكلية الدولة العميقة وممثليها في إدارة الديمقراطيين

  

شكل فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية بولاية ثانية، سابقة تاريخية، كونه الرئيس الأول الذي قطعت عليه الطريق لفوزه في ولاية ثانية، عندما تمت محاربته بجميع الوسائل لمنع استكمال برنامجه الذي رسم خطوطه للداخل الأميركي والمنطقة بأكملها، لاسيما في الشرق الأوسط والخليج العربي.

بدأ الرئيس ترامب ولايته قبيل انتهائه من أداء القسم، بأوامر تنفيذية ناهزت الـ 40، تصدرها العفو عن نحو 1500 شخص اقتحموا مبنى الكابيتول أثناء محاولتهم منع المشرعين من التصديق على هزيمته في انتخابات 2020، كما كان بارزاً إلغاؤه لـ 78 إجراءً تنفيذيا لإدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

تغييرات وتحديات

خلال السنوات ال 4 التي كان فيها ترامب خارج السلطة، استمر بعمله لاستكمال برنامجه، لاسيما وان المنطقة عاشت تغييرات جذرية، بدلت المشهد السياسي والعسكري الذي كان قائماً ان على صعيد الحرب بين روسيا واوكرانيا او على صعيد الشرق الاوسط، والمخاض العسير الذي عاشه ومازال، الذي اندلعت شرارته من قطاع غزة وامتدت نيرانه الى لبنان واليمن والعراق وسوريا التي اسقط نظامها الاسدي بعد حكم دام اكثر من 50 عاماً.

هذه التغييرات استعد لها ترامب وهو الذي كان على يقين بانه سيعود الى البيت الابيض منذ اعلان خسارته للانتخابات عام 2020.

أوامر تنفيذية قاسية

انتظر انتهاء ولاية بايدن لكنه انكب على تحضير الاوامر التنفيذية التي انتظرت توقيعه، وبدأت تتوالى على المستهدفين كالصاعقة، من الهجرة غير الشرعية إلى المثلية ورفض رفع علمها إلى جانب علم الولايات المتحدة.

الاوامر التنفيذية لترامب لن تنضب، لكنها تحتاج الى فريق عمل سياسي وامني لمواكبة تنفيذها، جاءت التعيينات التي قام بها على صعيد الوزارات الحساسة من الخارجية الى الدفاع والمبعوثين الدوليين، التي تزامنت مع تعيينات في المؤسسات والوكالات الامنية بدءا بوكالة الاستخبارات المركزية مرورا بوكالة الاستخبارات الفيديرالية وغيرها من المؤسسات ، وكان لافتاَ طغيان العنصر النسائي في العديد من المناصب.

لم يُخفِ ترامب خلال حملته الانتخابية انتقاداته لما وصفه بـ”الدولة العميقة”، وهي شبكة من المسؤولين الذين يُعتقد أنهم يعملون على عرقلة سياساته، وكانت ترجمة هذه الحرب من خلال هوية فريقه الجديد الذي وصفه المستشار السابق لترامب ستيف بانون، بأنه “فرقة صاعقة لإحداث تغيير جذري”.

رفع السرية عن ملفات الاغتيالات

يرى عدد من المراقبين ان الاجراءات التي اتخذها ترامب ، فيما يرتبط برفع السرية عن ملفات الحكومة الاميركية المتصلة بعمليتي اغتيال الرئيس جون أف كينيدي وشقيقه روبرت أف كينيدي، ومارتن لوثر كينغ، تدخل في اطار المواجهة مع “الدول العميقة”، والغاء لقرار بايدن الذي منع نشر الالاف منها بذريعة مخاوف ترتبط بالامن القومي بعد نشر ما يقارب ال13 الف وثيقة عام 2022 .

ترامب وإنهاء الملف النووي

لم يظهر ترامب الى الآن خطته لانهاء معضلة الملف النووي الايراني الذي كان مادة تجاذب بينه وبين الديمقراطيين وعلى رأسهم الرئيس الاميركي الاسبق باراك اوباما الذي سهل ورعى ولادة الاتفاق النووي مع طهران عام 2015 انسحب منه ترامب عام 2018، الا ان الرئيس بايدن حاول استعادة المبادرة للتفاوض مع طهران عبر قنوات سرية لكنه لم يتمكن من انجازها قبل انتهاء ولايته.

يجمع المحللون على ان ولاية ترامب الثانية ستكون ادارتها صلبة ومتماسكة، فالاخير عانى خلال ولايته الاولى من انقسامات في ادارته، انتجت استقالات واقالات ، عرقلت تنفيذ رؤيته وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي والامني، فهل ينجح مخططه بالتخلص من الموظفين غير الموالين لادارته، وهل يمكن ان تصل الامور الى حد احالة البعض من الشخصيات الامنية والسياسية الى القضاء؟.

 

مقالات مشابهة

  • رفض قاطع داخل الأوساط الأمريكية لتصريحات ترامب.. الحزب الديمقراطي: "مزحة مريضة غير قابلة للتنفيذ"
  • وسط انتقادات حادة.. «ترامب» يعلن أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة
  • موجة انتقادات لحديث ترامب عن سيطرة أمريكا على غزة
  • عضو بالحزب الجمهوري لـ«القاهرة الإخبارية»: استقبال ترامب لنتنياهو «عار على أمريكا»
  • عضو بالحزب الجمهوري: استقبال ترامب لـ نتنياهو عار على أمريكا وإهانة لنا
  • «عضو بالحزب الجمهوري»: استقبال ترامب لنتنياهو عار على أمريكا وإهانة لنا
  • عضو بالحزب الجمهوري: استقبال ترامب لنتنياهو عار على أمريكا وإهانة لنا
  • ترامب يطيح بهيكلية الدولة العميقة وممثليها في إدارة الديمقراطيين
  • ترامب: كندا يجب أن تكون من الولايات الأمريكية وتحظى بحمايتنا العسكرية