ما هو "عسل الهلوسة"الأخطر؟
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العسل من الأغذية المفيدة جدا للصحة والجسم وهناك انواع لا تعد من العسل ولكن ربما لا يعرف اغلب الناس بنوع من العسل اسمه "عسل الهلوسة" فهو من اغلى واخطر انواع العسل في العالم لأن تناول كميات بسيطة من هذا العسل تسبب الدوار، وتناول كميات كبيرة منه تسبب القيء والهلوسة وفقدان الوعي، وتبرز “البوابة نيوز” كل ما تريد معرفته عن هذا النوع من العسل وفقا لـNational library of medicine:
عسل الهيمالايا الأحمر:
هو تلك المادة الفريدة المهلوسة التي ينتجها نحل جبال نيبال، ومن بين مئات الأنواع المختلفة من العسل المنتشرة حول العالم يظهر "عسل الهلوسة" كواحدة من أغربها وأخطرها، يتميز هذا العسل بلونه الذي يتسم بالإحمرار البارز وبمذاقه الذي يعد الأكثر مرارة مما يجعله شاهداً حياً على إحدى عجائب الطبيعة.
عسل الهلوسة العسل الأخطر والأغلى فى العالم:
ورغم تنوع إستخدامات "عسل الهيمالايا الأحمر" يظل الإستخدام التاريخي الأكثر بروزاً له هو دوره في الحروب البيولوجية وفقاً لإحدى أقدم الروايات المؤرخة التي يعود تاريخها إلى عام 401 قبل الميلاد حيث إكتشف الجنود اليونانيون كميات كبيرة من هذا العسل أثناء توجههم إلى تركيا وبعد تناوله لفترة قصيرة فقد الجنود الإحساس بحواسهم حتى أنهم لم يستطيعوا الوقوف وكأنهم في حالة سكر شديد! وما زاد الأمر سوءاً هو تفاقم الحالة عندما زاد البعض في تناوله حيث أصبحوا على حافة الموت، ولكن في اليوم التالي إستعاد الجنود حواسهم إلا أنهم إستغرقوا يومين لإستعادة صحتهم بالكامل والوقوف على أقدامهم مرة أخرى وفقاً لما نقله موقع بيج ثينك.
لم تكن هذه الرواية الوحيدة التي تتعلق بإستخدام "عسل الهيمالايا الأحمر" في السياقات العسكرية ففي عام 67 قبل الميلاد قاد جيش الملك ميثريداتس الفارسي خدعة بإستخدام عسل الهلوسة ضد جنود الرومان ، قام الفرس بترك كميات كبيرة من هذا العسل خلفهم ليجد الجيش الروماني هذه الكميات للأسف لم تكن النتيجة إيجابية بالنسبة للقوات الرومانية حيث ظهرت عليهم أعراض الهلوسة بمجرد تناولهم للعسل وإستفاد الجيش الفارسي من هذا الوضع حيث عادوا وهاجموا القوات الرومانية في حالة غفلة وإستغلوا حالة الهلوسة لقتل أكثر من 1000 جندي روماني مع خسائر قليلة بالنسبة لهم تركت هذه الحادثة سر عسل الهلوسة وآثاره لتبقى لغزاً إستمر قروناً حتى تمكن العلماء من حله.
السر وراء عسل الهلوسة:
في دراسة لطبيعة هذا النوع من العسل وتأثيراته الهلوسية تبين أن تأثيراته تعتمد بشكل كبير على الكمية المتناولة فالجرعات المنخفضة من "عسل الهيمالايا الأحمر" قد تسبب الدوخة، الدوار، والنشوة أما الجرعات العالية فيمكن أن تؤدي إلى حالات هلوسة، القيء، فقدان الوعي، النوبات وفي حالات نادرة قد تصل إلى حد الموت.
وقد إكتشف العلماء أن سر الهلوسة يعود إلى نوعية الأزهار التي يتغذى عليها النحل في هذه المناطق المرتفعة حيث يتغذى النحل على نباتات مزهرة تعرف بإسم "الرودودندرون" والتي تحتوي على مركبات سامة للأعصاب تسمى السموم الرمادية عندما يتغذى النحل على رحيق وحبوب لقاح هذا النوع من الزهور يبتلع النحل هذه السموم التي تتجه في النهاية إلى عسل النحل مما يجعله "مهلوساً" بشكل فعال وفقاً لما ذكره موقع أطلس.
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة "Cardiovascular Toxicology"، تذهب الآثار الضارة لـ "عسل الهيمالايا الأحمر" إلى حد الإمكانية في تسبب التسمم عند الإفراط في تناوله ويعود سبب ذلك إلى السموم الرمادية التي يمتصها النحل والتي تعمل سميتها عند إرتباطها بقنوات أيون الصوديوم على أغشية الخلايا هذا التأثير يمنع القنوات من الإغلاق بسرعة مما يؤدي إلى تدفق زائد لأيونات الصوديوم إلى داخل الخلايا مما يزيد من تدفق الكالسيوم هذا التأثير يمكن أن يؤدي إلى إنخفاض خطير في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويمكن أن يظهر مجموعة من الأعراض مثل زيادة التعرق، وسيلان اللعاب، والغثيان وعادةً ما تختفي هذه الأعراض في غضون 24 ساعة ونادراً ما تصل إلى حد الوفاة.
ووفقاً لموقع Atlas Obscura، على الرغم من أن "عسل الهيمالايا الأحمر" يعتبر عقاراً ترفيهياً ومهلوساً قوياً فإنه ينسب إليه أيضاً العديد من المزايا الطبية حيث يمنح عسل الهلوسة دفعة قوية من الطاقة للجسم مما يساعد على تحسين الأداء الجنسي لدى الرجال مما يجعله بديلاً لحبوب الفياجرا ويقال أيضاً إنه يساعد في خفض إرتفاع ضغط الدم ومستويات السكر في الدم ويخفف من إرتفاع نسبة الكوليستيرول ويسهم في تقليل إلتهاب المفاصل.
مثل العديد من الأدوية التقليدية لا تتوفر الكثير من البيانات التجريبية أو التجارب السريرية لدعم هذه الإدعاءات ولكن في السنوات الأخيرة هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هناك فوائد صحية محتملة لعسل الهيمالايا الأحمر، ويصنف عسل الهلوسة من بين أغلى أنواع العسل في العالم حيث يباع بأسعار تتراوح بين 60 و80 دولار للرطل في الأسواق السوداء لبعض الدول الآسيوية والتي تفرض قوانين صارمة لمكافحة المخدرات.
كيف يتم جمع عسل الهلوسة:
الطريق إلى العسل المجنون رحلة محفوفة بالمخاطر لصيادى نيبال فى مواجهة النحل حيث ينطلق القرويون إلى جبال الهيمالايا في مهمة مستحيلة ، في سفوح جبال الهيمالايا النيبالية تعيش قبيلة شجاعة من شعب جورونج يخاطرون بحياتهم وهم يتسلقون المنحدرات لجني العسل من أحد أكبر وأخطر نحل في العالم يعود تاريخ هذا التقليد إلى مئات السنين ويحمل أهمية دينية وثقافية كبيرة للأشخاص الذين يعيشون هناك.
تضم القبلية نحو 200 شخص في الغابات الكثيفة ومعظم السكان يزرعون الأرز والذرة والخضروات لإستخدامهم الخاص لكن عملية الصيد تكون مرتين فقط في العام يخرجون للغابة بالحبال والسلالم الخشبية ويصعدون آلآف الأميال بدون تأمين لمواجهة لدغات النحل البري، ووفقا للسكان المحليين منذ حوالي 200 عام غادرت قبيلتان من شعب جورونج وجالي التبت وإستقرتا ثم بدأوا في جمع العسل البري من المنحدرات الشديدة وبدأوا في التجارة فيه.
العمال معلقين بحبال على إرتفاع أكثر من 6000 ألف قدم حيث يبني النحل خلاياه على منحدرات التلال فتعتمد عملية الصيد على المخاطرة ، كما تنظم السلطات النيبالية رحلات سياحية لجمع العسل فيبدأ جمع العسل في النيبال بالصلاة ونثر الزهور والفواكه والأرز، وعلى سفوح جبال الهيملايا يجتمع أكبر عدد من النحل في العالم لصيد النحل البري فمهنة جمع العسل تمارس في نيبال منذ آلاف السنين فهى تمثل جزءاً حيوياً من ثقافة شعب النيبال وهى مهنة يعتمد عليها معظم القرويين رغم خطورتها ، يتم جمع العسل عادة مرتين في السنة ويستخدم القرويون تقنيات قديمة في الصيد يستغرق جني الخلية الواحدة من ساعتين إلى ثلاث ساعات فيعتمد الصيادون على السلم والحبال فقط ويقومون بإضرام النار في قاعدة الخلية لإرباك النحل وسهولة جمع العسل .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جبال الهيمالايا فی العالم هذا العسل العسل فی من العسل من هذا
إقرأ أيضاً:
اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ
يمانيون ـ هاشم عبدالرحمن الوادعي
في زمن الانحناء.. اليمن يقف شامخاً
حين خفتت الأصوات، وتراجعت الهتافات، وركنت الشعوب إلى الصمت والذهول، كان اليمن وحده يعلو على الجراح، يرفع راية الكرامة، ويصرخ في وجه الجبروت الأمريكي والصهيوني، مؤكدًا أن قضايا الأمة لا تُنسى، وأن الدم الفلسطيني لا يُباع في أسواق السياسة.
منذ السابع من أكتوبر 2023م، واليمن يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لا في البيانات والمواقف الإعلامية، بل في ميادين الفعل والتضحية، في البر والبحر، وفي مواقف تكتُب للتاريخ صفحة ناصعة لا تقبل المحو.
*حشود لا تهدأ.. وصوت لا يخبو
أكثر من 900 ساحة وشارع وميدان امتلأت بجماهير يمنية لا تعرف الكلل، خرجوا كل أسبوع في مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، يهتفون بشعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، يفضحون الصمت العالمي، ويكشفون تواطؤ أنظمة عربية وإسلامية فقدت الحس والضمير.
هذه الجموع الهادرة لم تخرج لمجرد التضامن، بل خرجت عن قناعة، عن إيمان، عن إدراك أن معركة غزة هي جزء من معركتهم، وأن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها.
*غزة تُذبح.. والعالم يتفرج
أطفال يُنحرون، عائلات تُباد، أحياء كاملة تُمحى عن الوجود، والعالم صامت كأن لا شيء يحدث. لا مؤتمرات ذات أثر، ولا مواقف ذات وزن، فقط بيانات مكررة وتصريحات باهتة، في مقابل جريمة بشعة تُرتكب كل يوم بحق شعب أعزل.
تُركت غزة وحدها تواجه المجازر، وكأنها ليست جزءًا من الأمة، وكأن الدم الفلسطيني لا يستحق الغضب، ولا الدعاء، ولا حتى التضامن اللفظي.
*الضمير العربي.. جثة في ثلاجة الصمت
أين الجامعة العربية؟ أين منظمة التعاون الإسلامي؟ أين الأحزاب والنقابات والتيارات الثورية؟ لماذا لم تغضب الشوارع؟ لماذا لم تتحرك الملايين؟ هل ماتت الروح؟ أم أن شعوبًا بأكملها أُخضعت بالتدريج حتى اعتادت الذل والاستسلام؟
إنها أسئلة مُرّة، ولكنها حقيقية، تُسلّط الضوء على واقع عربي مريض، أنهكته التبعية، وأعجزه الخوف، فأصبح عاجزًا عن مجرد الاستنكار.
*اليمن.. نبضٌ إيماني لا يُقهر
في مواجهة كل هذا الركود، جسّد اليمن موقفًا إيمانيًا لا نظير له، حيث انصهرت الإرادة الشعبية في بوتقة الصمود والثبات، وارتفعت رايات العزة في كل ساحة، لترسل للعالم رسالة واحدة: “لسنا محايدين في معركة الكرامة، وفلسطين ليست وحدها”.
التحام الشارع اليمني بالموقف المقاوم لم يكن لحظة عاطفية، بل رؤية استراتيجية وموقف تاريخي، يعبّر عن يقين راسخ بأن معركة فلسطين هي معركة الأمة جمعاء، وأن النصر حليف من لا يساوم، ولا يهادن.
*العدو يتخبط.. وصنعاء تكتب المعادلة
عندما فشل العدو في كسر إرادة اليمن، لجأ إلى استهداف المدنيين والبنى التحتية، ظنًا منه أن القصف يثني العزائم. لكنه فوجئ بصواريخ ومسيرات يمنية تقلب المعادلة في البحرين الأحمر والعربي، وتعري الهيمنة الأمريكية التي بدأت تتصدع تحت ضربات صنعاء.
وهنا يتجلّى الفرق بين من يقاتل إيمانًا، ومن يقاتل لأجل أجندة، بين من يصنع النصر رغم الجراح، ومن يصنع الهزيمة رغم الترسانة.
السيد القائد: الثبات على الحق هو النصر
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الأمريكي إلى زوال، لأنه يستند إلى البغي والاستكبار، بينما يقف اليمن على أرضية إيمانية صلبة، عصية على الانكسار. فالحق لا يُهزم وإن طال ليله، والإيمان هو النور الذي لا يخبو.
*خاتمة: اليمن.. نار الكرامة التي لا تنطفئ
هكذا، يمضي اليمن في طريقٍ لا عودة منه، طريق الحق الذي لا يعرف المساومة، ولا يقبل الحياد.
فهذا الشعب الذي اعتدي عليه، وحاصره الجيران، لم ينكسر ولم يتراجع، بل اختار أن يكون في الصفوف الأولى لمعركة الأمة، مؤمنًا بأن الوقوف إلى جانب فلسطين ليس مجرد تضامن، بل واجب ديني، ومسؤولية تاريخية، وموقف إنساني لا يقبل التردد.
في زمن تُباع فيه المواقف وتُشترى، ويُدار فيه الصمت كسلعة، قرر اليمنيون أن يكونوا صوتًا للحق، ونداءً للضمير، ورايةً عالية لا تنكسر أمام العواصف.
لقد صنعوا من ثباتهم أسطورة، ومن مواقفهم مدرسة، ومن صمت الآخرين وقودًا لغضبهم المشروع.
هنا، في أرض اليمن، يتجلى المعنى الحقيقي للكرامة.. وهنا، يُكتب التاريخ من جديد:
لا حياد في معركة الكرامة.. ولا مكان لأمة لا تقاتل من أجل فلسطين.