تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلقت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات مجلة طابة، في خطوة  نحو الربط بين التراث الإسلامي والفكر المعاصر، في حفل حضره  فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، وفضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والدكتور  أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصرية، والحبيب علي  الجفري رئيس مجلس أمناء مؤسسة طابة والدكتور أيمن عبد الوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتورة أمل مختار الخبيرة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وقدم أحمد رأفت رئيس تحرير المجلة،  خلال اللقاء الذي أداره الشيخ مصطفى ثابت مدير مبادرة سؤال بمؤسسة طابة،  تعريف بالمجلة والمساحة المعرفية التي تتحرك فيها وما تقوم به من تعريف التقاليد الإسلامية لدراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية، سعيًا لإعادة إحيائها"، مشيرًا إلى أن هذا الهدف، وهذه المهمة ليست رفاهية أو كمالية، بل هي ضرورية ومحورية لهذه العلوم نظرًا لما توفره التقاليد الإسلامية من حقائق ويقينيات حول الإنسان، الذي هو محور الدراسة.

ووضح رأفت، أهمية هذه اليقينيات في كونها الأساس الذي ننطلق منه في طلب المعرفة الاجتماعية؛ فالمعرفة الاجتماعية لا تُستخلص إلا على أساس المعلومات عن ماهيات الأشياء التي تقوم بتحليلها". وعبر عن أن المشكلة في التقاليد الغربية التي بُنيت عليها العلوم الاجتماعية في صورتها الحالية هي أنها "قد قطعت صلتها بالوحي والمقدس، وسعت لإحلال مفهوم الإله عبر أداء وظائف اجتماعية مختزلة ظنّوا أن لها هذا الدور. وقدمت هذه التقاليد رؤية كونية للحياة والإنسان لا نسلم بها، كما لا يمكننا التوفيق بينها وبين الحقائق التي نؤمن بها".

وفي سؤال عن النموذج المعرفي أجاب  الدكتور علي جمعة " أن مفهوم النموذج المعرفي له تاريخ طويل؛ فقد بدأ في اللغة الإنجليزية ومصطلح “Paradigm” كان يُشير أساسًا إلى شبكة التصريف في المعاجم، مثلما نقول: ضربة، يضرب، أضرب، مضروب، ضارب)، إذ تُشكّل هذه الشبكة شجرة من أزمنة وأشكال الفعل، وقد طُبِّق هذا المفهوم في عالم الأفكار مع ظهور الثورات العلمية، إذ رأى توماس كون أن الثورة العلمية تحدث حين يتغير الـ “Paradigm”، فالنموذج الذي كان سائدًا عند اليونانيين اختلف عما كان عند نيوتن، ومن ثم عند أينشتاين، مما أحدث ثورة في العلم".

وأكمل الدكتور علي جمعة بأن "النموذج المعرفي يشكّل العمود الفقري للفكر الأوروبي، واستُخدم هذا النموذج في فهم العلوم؛ حتى أن كلمة “Science” عند الترجمة في القرن التاسع عشر اُقتُصرت على المعنى التجريبي، بينما لدينا مفهوم أشمل لمفهوم العلم يتضمن المعقول والمنقول والمعرفة العرفانية".

وبدوره أكد مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد أهمية الحديث عن هذا الموضوع على اعتباره "من الموضوعات المهمة التي تتناول كيفية مواجهة الأحداث والظروف، لا سيما ونحن نحتفل بقدوم مولود جديد نسأل الله له التوفيق والسداد، وهو ما يتعلق بمجلة طابة الإلكترونية".
ووضح د. نظير عياد "التأثير البالغ للفلسفة في الواقع، إذ إن هذا التأثير نشأ مع ولادة الفلسفة وتطورها. فمثلًا، توقفنا عند الفيلسوف اليوناني سقراط، الذي اعتمد الحوار الجدلي كمنهج لتفكيك الخرافات والقضاء على الأساطير، معتبرًا أن مهمته تختلف عن مهمة التوارث التقليدي، إذ يعمل على توليد المعاني من العقول والأذهان".

وتابع الدكتور نظير "النموذج الفلسفي الإسلامي لم يقتصر على المحاكاة أو التقليد، بل أضاف فيه المفكرون المسلمون ما يستحقه من تجديدٍ وتطوير، وهذا ما نتطلع إليه في مجلة طابة، إذ نسعى إلى تحويل الأفكار المجردة إلى نصوص خالدة، مستندين إلى تراثٍ حضاري يمتد من الحضارة اليونانية الأولى مرورًا بسقراط وأفلاطون وأرسطو، وصولًا إلى المدارس في العالم الإسلامي".

وأعرب وزير الأوقاف المصري عن أصدق تهانيه بمناسبة صدور مجلة طابة، وأكد على أن "هذا العمل العلمي الهام يهدف إلى نشر البحوث التي تدور في فلك اهتمامات المؤسسة" وتابع وزير الأوقاف"واليوم، أشعر بفرح بالغ لرؤية مولود جديد لمؤسسة طابة يتمثل في هذه المجلة التي نأمل أن تجتذب عبر عمرها الطويل أقلام الباحثين والمعنيين بالعلوم العقلية والفلسفية وعلوم الحكمة، مع ربطها بالعلوم التطبيقية، وقال: إن رؤيتنا هي أن تكون هذه المجلة بداية حقيقية لنهضة العقل المسلم".

وعبر الدكتور أيمن عبد الوهاب عن سعادته بهذا اللقاء  وبالأفكار العميقة التي تم طرحها، رغم أنها تتطلب "جولات نقاشية مستفيضة"، موضحًا أن الهدف من إصدار مجلة طابة هو "أن تُشكّل سدًّا فكريًا يعالج الثغرات الموجودة في الخطاب الإسلامي الحالي، ويسهم في نقل الفكر الإسلامي إلى واقعنا المعاصر".
وأضاف عبد  الوهاب: "إننا نشهد اليوم تحولات جذرية في المفاهيم التكنولوجية والصناعية؛ فقد سادت الصور الأولى التي كانت تهدف لتحسين جودة الحياة، بينما تُحدث الصور الحديثة تغييرًا في فلسفة الحياة بفضل الارتباط الوثيق بين الإنسان والآلة. وهذا يفرض علينا مسؤولية كبيرة في مواجهة الأفكار التي قد تُعبّر عن أزمة الفكر الغربي".
و قالت الدكتورة أمل مختار، إن أهمية مجلة طابة تكمن في كونها ستكون المنبر الأساسي لنقل رؤية المؤسسة في إطار النموذج المعرفي، إذ يحمل هذا الموضوع عمقًا كبيرًا يستدعي نقاشات متعمقة في الإصدارات القادمة".
وتابعت، هذه المجلة تأتي في وقت نحتاج فيه إلى تجاوز الانقسامات بين مؤيدي النموذج الغربي ومن يرون في التراث مرجعًا وحيدًا، لكي نخرج من دائرة الصراع الفكري المستمر".
وقدم الفيلسوف الإيراني سيد حسين نصر، -البروفيسور في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن- مشاركة عن بعد عبر الإنترنت عبر فيها عن تهنئته بإطلاق مجلة طابة، وقال إنه من المهم والضروري إصدار المجلات والكتب التي تهتم بالحكمة والفضيلة، وبين إن إطلاق هذه المجلة هي خدمة كبيرة للإسلام وإلى الحقيقة وإلى الرسالة النبوية المحمدية، وذكر أن مجلة طابة بدأت بداية قوية ونأمل أن تبقى بهذه القوة لسنوات طويلة ببحوثها عن الحكمة والفكر العميق والفلسفة الإسلامية.
وهنأ الشيخ عبد الواحد يحيى مؤسسة طابة قائلا "لا يجد اللسان معبرًا عن مشاعري في هذا اللقاء المبارك؛ فهو حقًا مفخرة عظيمة. الحمد لله رب العالمين الذي أتاح لنا حضور هذا الجمع الطيب، ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.
وعقب الحبيب علي الجفري "أشكر الله تعالى على تشريفكم حضور هذه المناسبة المباركة، وأبارك للأخوة والأبناء الذين ساهموا في بروز هذه المجلة، التي لطالما رُويت فكرة إصدارها منذ سنوات" وتابع الحبيب "نسأل الله أن تكون مجلة طابة منبرًا جادًا لنشر المقالات الوازنة التي تنطلق من مزج مساقي التجديد والإحياء، وتشتمل على تنوع في الرؤى". واختتم الحبيب اللقاء داعيًا"نأمل أن تبقى هذه المجلة منبرًا للمشاريع الفكرية العميقة، وأن تكون إسهاما حقيقيا في صياغة المرحلة المقبلة من الفكر الإسلامي المعاصر".
جدير بالذكر، حضور الشيخ عبد الواحد يحيى، ومحمد علي الجفري، والسيد عبد الله الجفري، والدكتور محمد حسن، حفل إطلاق المجلة. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مؤسسة طابة الحبيب علي الجفري مفتي الديار المصرية وزير الاوقاف هذه المجلة

إقرأ أيضاً:

جدل حول أداء نموذج Maverick من ميتا.. هل تلاعبت الشركة بالنتائج على LM Arena؟

في خطوة أثارت تساؤلات عديدة داخل الأوساط التقنية، أعلنت شركة Meta يوم السبت عن إصدار مجموعة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، من بينها النموذج الذي يحمل اسم "Maverick"، والذي سرعان ما احتل المركز الثاني على منصة LM Arena، وهي ساحة اختبار يقارن فيها البشر بين نتائج النماذج ويختارون الأفضل.

لكن سرعان ما اكتشف باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي عبر منصة X (تويتر سابقاً) أن النموذج الذي اختبرته ميتا على LM Arena ليس هو نفس النسخة المتاحة للمطورين.

نسخة "تجريبية" مخصصة لـ LM Arena

بحسب ما نشرته ميتا رسميًا، فإن النسخة التي استخدمت في تقييم LM Arena تُعرف بأنها "نسخة دردشة تجريبية".

 وفي موقع Llama الرسمي، يظهر توضيح بأن النموذج الذي تم تقييمه هو "Llama 4 Maverick المعدّل لزيادة قدراته الحوارية"، ما يعني أن ميتا أجرت تعديلات على النموذج خصيصاً لتحسين أدائه في هذا النوع من الاختبارات.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالسكتة القلبية المفاجئة قبل حدوثها بأيام​DeepSeek تكشف عن طريقة جديدة للاستدلال بالذكاء الاصطناعيميتا تطلق Llama 4 .. مجموعة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة​حاسوب فائق بحجم صغير .. أداء قوي لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعيميتا تطلق Llama 4.. مجموعة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدةلماذا يُعد ذلك مشكلة؟

تخصيص نموذج AI للتفوّق في اختبار معين ثم طرح نسخة أقل أداءً للعامة يثير مخاوف تتعلق بالشفافية والمصداقية. فمثل هذه الخطوة تضع المطورين والمستخدمين في مأزق، إذ لا يمكنهم الوثوق بأن الأداء الذي شاهدوه في التقييمات سينعكس فعليًا عند استخدام النموذج في تطبيقاتهم أو أبحاثهم.

فوارق ملحوظة بين النسختين

الباحثون الذين جربوا النسخة العامة من Maverick لاحظوا اختلافات واضحة مقارنة بنسخة LM Arena، من بينها ، النموذج في LM Arena يستخدم الكثير من الرموز التعبيرية (emojis).

اما إجابات النموذج هناك طويلة للغاية ومفرطة في التفاصيل مقارنة بالنسخة "الفانيلا" (غير المعدلة) التي يمكن للمطورين تحميلها.

LM Arena منصة تقييم غير مثالية

رغم أن LM Arena تعتبر مرجعًا مهمًا في تقييم نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تعاني من قصور معروف، إذ أنها تعتمد على تفضيلات بشرية قد تكون ذاتية، ولا تمثل دائمًا الأداء الواقعي للنماذج في سيناريوهات معقدة أو تطبيقات فعلية، إلا أن الشركات عمومًا لا تقوم بتخصيص نماذجها خصيصًا للتفوّق في هذه المنصة  أو على الأقل، لا تعترف بذلك علنًا.

ميتا في مرمى النقد

يضع هذا التحايل المحتمل ميتا تحت ضغط متزايد، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع نماذج مثل GPT-4 من OpenAI أو Claude من Anthropic. 

وقد تواصلت جهات صحفية مع شركة Meta ومنصة Chatbot Arena (الجهة المشرفة على LM Arena) للحصول على تعليق رسمي، لكن حتى الآن، لم يصدر أي رد.

مقالات مشابهة

  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • وزراء الصحة والتعاون الدولي والاقتصاد بمصر وفرنسا يشهدون توقيع 4 اتفاقيات مشتركة
  • وزراء الصحة والتعاون الدولي والاقتصاد بمصر وفرنسا يشهدون توقيع 4 اتفاقيات مع سانوفي وجوستاف
  • مجلة العربي الأفريقي (مارس 1979): عام كنت رئيس تحرير صحيفة لعدد واحد
  • مايكروسوفت تكشف عن نسخة تجريبية من لعبة Quake II باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • مدير تعليم بورسعيد ومنسقي المسح القرائى يشهدون التطبيق البعدي بمدارس بورفؤاد
  • مدير تعليم بورسعيد ومنسقو المسح القرائى يشهدون التطبيق البعدي بمدارس بورفؤاد
  • جدل حول أداء نموذج Maverick من ميتا.. هل تلاعبت الشركة بالنتائج على LM Arena؟
  • صدور عدد جديد من مجلة "العين الساهرة" وملحق "الشرطي الصغير"
  • مجلة ناشونال إنترست: إيران قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية