أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن التصريحات الصادمة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نية الولايات المتحدة امتلاك قطاع غزة وإدارته، تكشف بوضوح الوجه الحقيقي للمخططات الأمريكية التي تستهدف استقرار المنطقة، وتدفعها نحو المجهول، لا لصناعة السلام كما يدعي ترامب، موضحة أن هذه التصريحات ليست سوى استمرار لمسلسل الغطرسة الأمريكية التي تنحاز بشكل كامل ودائم لإسرائيل على حساب الحقوق العربية المشروعة.

وقالت “مديح”، في تصريحات صحفية لها اليوم، الأربعاء، إن ترامب لم يكن الأول في هذا النهج، بل سبقه جو بايدن الذي أعلن بوضوح دعمه المطلق لإسرائيل بقوله: “أنا صهيوني”، لكن الجديد أن ترامب جاء بما لا يستطع أن يفكر فيه غيره، لعواقبه الوخيمة على المنطقة والقضايا العربية الي تأتي فلسطين في مقدمة أولوياتها، لافتا إلى أن التوجه الترامبي يؤكد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تتبنى سياسة واضحة قائمة على تمكين الاحتلال الإسرائيلي من التوسع، حتى لو كان ذلك عبر جرائم تهجير قسري للفلسطينيين أو فرض واقع استعماري جديد بالقوة، لتنفيذ مخططات إعادة تشكيل المنطقة.

وأوضحت أن حديث ترامب عن السيطرة الأمريكية على غزة وتهجير سكانها لا يمكن اعتباره مجرد تصريحات فردية، بل هو امتداد لمخططات استعمارية تسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة وفق المصالح الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات تعكس استهتارا كاملا بحقوق الشعوب العربية، واعتبارها مجرد أدوات في صفقات سياسية قذرة، وهو ما نرفضه بشدة، فنضال الشعوب هو من ينتصر في النهاية مهما طال الأمد.

وشددت “مديح” على ضرورة التكاتف العربي لمواجهة هذه السياسات العدوانية، مؤكدة أن الإرادة الشعبية والسياسية العربية ستظل هي السد المنيع أمام هذه المؤامرات، وأن دعم القضية الفلسطينية هو التزام تاريخي لا يمكن التخلي عنه، مهما بلغت الضغوط والمخططات الخارجية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دونالد ترامب الرئيس الأمريكي قطاع غزة الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر المزيد

إقرأ أيضاً:

البحيرات والأنهار جرت بالجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة

في قلب الصحراء التي تبدو كأنها تمتد بلا نهاية في شبه الجزيرة العربية، وتبدو الحياة كأنها لم تمر من هنا قط، تُخفي الأرض سرا عتيقا إلى آلاف السنين، حيث لم تكن هذه الربوع مقفرة كما نراها اليوم، بل كانت واحات خضراء تنبض بالحياة، تعبرها الأنهار وتتلألأ فيها البحيرات، وتزدهر على ضفافها المروج وتتشكل سبل للحياة.

هذا المشهد، البعيد عن ذاكرتنا المعاصرة، لم يكن من نسج الخيال، بل حقيقة علمية توصل إليها فريق دولي من العلماء بعد دراسة دقيقة لمنطقة نادرة في عمق الربع الخالي، إحدى أعظم الصحاري في العالم وأكثرها جفافا.

هناك، وسط الامتداد القاحل، وجد الباحثون آثارا صخرية محفورة بالماء، تشهد على زمن غابر شهدت فيه الصحراء فصولا خضراء، قبل نحو 9 آلاف عام، بحسب دراسة جديدة نشرت في دورية "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت".

المنطقة التي جرت فيها مياه البحيرة القديمة (جامعة جريفث) بحيرة ضخمة

ووفق الدراسة، فقد وجد الباحثون أنه بين 11 ألف سنة و5500 سنة مضت، مرت صحراء الربع الخالي بفترة مناخية رطبة، وخلال هذه الفترة، هطلت أمطار غزيرة غير معتادة في المنطقة.

تلا ذلك تشكّل بحيرة في قلب الربع الخالي، ويُقدر أنها كانت ضخمة، حيث بلغت مساحتها 1100 متر مربع وعمقها 42 مترا.

وبحسب الدراسة، فإن هطول الأمطار لم يكن ضعيفا، بل كان أحيانا قويا وكثيفا، وهذا أدى إلى تغيرات سريعة وواسعة النطاق في المناظر الطبيعية.

إعلان

ويعتقد العلماء أن مصدر هذه الأمطار هو الرياح الموسمية الأفريقية، والتي أظهرتها الرواسب التي أمكن تتبعها على مسافة 1100 كيلومتر، تمتد من جبال عسير على طول البحر الأحمر.

ومع استمرار هطول الأمطار، فاضت البحيرة، وهذا أدى إلى حدوث فيضان كبير، أسفر عن تشكل واد طويل امتد 150 كيلومترا عبر الصحراء، وهذا يُظهر أن المنطقة لم تكن فقط تحتوي على ماء، بل شهدت نشاطا مائيا كافيا لنحت تضاريس.

مع تحوّل المناخ، اضطر البشر إلى مغادرة هذه المناطق، متّجهين نحو أماكن أكثر رطوبة وصلاحا للعيش (شترستوك) حياة القدماء

وتشير الأدلة التي وجدها الباحثون إلى أن هذه الفترات الرطبة دعمت نمو نباتات المراعي والسافانا، كما وفرت ظروفا ممتازة لوجود الحيوانات البرية، والأنشطة البشرية مثل الصيد والرعي.

وبحسب بيان رسمي من جامعة جريفيث الأسترالية، فإن ذلك يتجلى في وجود أدلة أثرية وفيرة في الربع الخالي وعلى طول شبكات بحيراته وأنهاره القديمة.

وخلال تلك الفترة، سكن البشر هذه المناطق، ومارسوا الصيد، وجمع الثمار، وربما تربية المواشي، ساعدت هذه الظروف على توسّع التجمعات البشرية داخل أماكن لم تكن مأهولة سابقا.

وبحلول حوالي 6 آلاف سنة مضت، بدأت الأمطار تتراجع بشكل حاد. نتيجة لذلك جفّت البحيرات واختفت الأنهار وأصبحت المنطقة تدريجيا صحراء كما نعرفها اليوم.

ومع تحوّل المناخ، اضطر البشر إلى مغادرة هذه المناطق، متّجهين نحو أماكن أكثر رطوبة وصلاحا للعيش، وتغيرت أساليب حياتهم لتتلاءم مع الظروف القاحلة، فتحولوا من الاستقرار إلى التنقل والرحيل الدائم.

يُعيد هذا الكشف تشكيل فهم العلماء لتاريخ المناخ في شبه الجزيرة العربية، ويسلط الضوء على قدرة الإنسان القديم على التكيّف مع تغير المناخ، وكيفية تطور الحضارات المبكرة في بيئات قاسية.

مقالات مشابهة

  • قوات صنعاء تنشر مشاهد لـحطام الطائرة الأمريكية MQ_9 التي تم أسقطها في الجوف
  • الخارجية الأمريكية: لا يمكن استمرار وجود حماس بغزة
  • الخارجية الأمريكية: لا يمكن إحراز تقدم بشأن غزة حتى يتوقف القتال
  • الخارجية الأمريكية: لا يمكن لحماس الاستمرار في لعب أي دور بغزة
  • بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن غزة مع مسؤولين أمريكيين
  • أول رد من إيران على تصريحات ترامب
  • برلمانية: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب نقلة استراتيجية في فلسفة التجارة الأمريكية
  • البحيرات والأنهار جرت بالجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة
  • جيهان مديح: قمة السيسي وماكرون والعاهل الأردني تأتي في توقيت بالغ الحساسية
  • خسائر كبيرة في البورصات العربية والعالمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية