لماذا يثير مقترح ترامب حول غزة قلق المنطقة؟
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تمس خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة الذي مزقته الحرب وتطويره اقتصاديا، واحدة من أكثر القضايا حساسية في الصراع العربي الإسرائيلي.
ومن المرجح أن تفاقم خطط ترامب مخاوف سكان غزة، البالغ عددهم قبل الحرب نحو 2.3 مليون نسمة، من احتمال طردهم من القطاع الساحلي، فضلا عن إثارة قلق الدول العربية التي كانت تخشى دائما أن يؤدي مثل هذا الإجراء إلى زعزعة استقرار المنطقة.
ماذا وراء المخاوف؟
تطارد الفلسطينيين منذ زمن ذكريات النكبة عندما طُرد 700 ألف من ديارهم مع إعلان قيام إسرائيل عام 1948.
وطُرد أو فر كثيرون منهم إلى دول عربية مجاورة، منها الأردن وسوريا ولبنان، وما زال كثيرون منهم أو من أبنائهم يعيشون في مخيمات اللاجئين في هذه الدول وذهب بعضهم إلى غزة.
وشهدت أحدث موجة من الصراع، التي توقفت الآن في ظل وقف هش لإطلاق النار، قصفا إسرائيليا وهجوما بريا في غزة لم يسبق لهما مثيل، مما أدى إلى تدمير المناطق الحضرية.
ونزح معظم سكان غزة داخل القطاع أكثر من مرة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في أعقاب هجوم بقيادة حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الحملة الإسرائيلية تسببت في مقتل أكثر من 47 ألفا في غزة.
وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس اليوم الأربعاء إن تصريحات ترامب بشأن السيطرة على غزة "سخيفة" و"عبثية" وقد تشعل الشرق الأوسط.
كيف تحرك الفلسطينيون خلال هذا الصراع؟
قبل شن إسرائيل هجومها على غزة في 2023، طلبت في البداية من الفلسطينيين في شمال غزة الانتقال إلى ما قالت إنها مناطق آمنة في الجنوب. ومع توسع الهجوم، طلبت منهم إسرائيل التوجه جنوبا نحو رفح على الحدود مع مصر.
وفي وقت لاحق من الحرب، وقبل أن تشن حملة في رفح، أمرتهم بالانتقال إلى منطقة إنسانية جديدة محددة في المواصي، وهي منطقة تمتد 12 كيلومترا على الساحل، بدءا من المناطق الغربية من دير البلح في وسط غزة إلى خان يونس ورفح في الجنوب.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 85 بالمئة من سكان غزة، الذي يعد واحدا من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، نزحوا بالفعل من ديارهم.
هل يمكن حدوث تهجير جماعي في هذا الصراع؟
يقول كثير من الفلسطينيين داخل غزة إنهم لن يغادروا حتى لو أُتيحت لهم الفرصة لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى نزوح دائم آخر في تكرار لما حدث في عام 1948.
وتعارض مصر ودول عربية أخرى بشدة أي محاولة لدفع الفلسطينيين عبر الحدود.
وتخشى هذه الدول، شأنها شأن الفلسطينيين، من أن يؤدي أي تحرك جماعي عبر الحدود إلى تقويض احتمالات التوصل إلى "حل الدولتين" وترك الدول العربية تتعامل مع العواقب.
وقالت السعودية إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية، وهو ما يتناقض مع ادعاء ترامب بأن الرياض لا تطالب بوطن للفلسطينيين.
وقادت الولايات المتحدة جهودا دبلوماسية على مدى شهور لدفع السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بها. لكن حرب غزة دفعت الرياض إلى تأجيل الأمر في مواجهة الغضب العربي إزاء الهجوم الإسرائيلي.
ومنذ الأيام الأولى للصراع، قالت حكومات عربية، لا سيما مصر والأردن، إنه يتعين ألا يُطرد الفلسطينيون من الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها في المستقبل، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.
ماذا قالت الحكومة الإسرائيلية وساستها؟
قال يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق والذي يشغل حاليا منصب وزير الدفاع، في 16 فبراير 2024 إن إسرائيل لا تعتزم ترحيل الفلسطينيين من غزة، وإنها ستنسق مع مصر بشأن اللاجئين الفلسطينيين وستجد طريقة لعدم الإضرار بمصالح مصر.
لكن تعليقات بعض الوزراء الإسرائيليين أثارت مخاوف الفلسطينيين والعرب من نكبة جديدة.
ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش مرارا إلى اتباع سياسة "تشجيع هجرة" الفلسطينيين من غزة وإلى قيام إسرائيل بفرض الحكم العسكري في القطاع.
ماذا قالت السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية؟
رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأربعاء، "بشدة دعوات الاستيلاء" على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين.
واعتبر أن لدعوات الأميركية تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
أما منظمة التحرير الفلسطينية فقد رفضت خطة ترامب بشأن "تهجير الشعب الفلسطيني".
فقد قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الأربعاء، إن القيادة الفلسطينية "ترفض تهجير الشعب الفلسطيني"، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة.
وأضاف الشيخ في تصريح عبر حسابه على إكس "القيادة الفلسطينية... تؤكد رفضها لكل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من أرض وطنه. هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى. ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات سكان غزة النكبة إسرائيل مخيمات اللاجئين غزة العملية العسكرية الإسرائيلية حماس السيطرة على غزة شمال غزة رفح المواصي دير البلح مصر حل الدولتين السعودية حرب غزة الفلسطينيون الضفة الغربية وقطاع غزة وزير الخارجية الإسرائيلي محمود عباس منظمة التحرير الفلسطينية أخبار فلسطين خطة ترامب خطة ترامب لغزة خطة ترامب للتهجير أخبار غزة سكان غزة تهجير الفلسطينيين النكبة سكان غزة النكبة إسرائيل مخيمات اللاجئين غزة العملية العسكرية الإسرائيلية حماس السيطرة على غزة شمال غزة رفح المواصي دير البلح مصر حل الدولتين السعودية حرب غزة الفلسطينيون الضفة الغربية وقطاع غزة وزير الخارجية الإسرائيلي محمود عباس منظمة التحرير الفلسطينية أخبار فلسطين
إقرأ أيضاً:
زيارة ستؤثر على مصير المنطقة.. لماذا يزور احمد الشرع تركيا؟
أعلنت التقارير أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور تركيا الأسبوع المقبل، حيث أكدت مصادر دبلوماسية أن الزيارة ستكون محورية وتتناول قضايا مصيرية تؤثر على مستقبل المنطقة. وتستعد أنقرة لاستقبال الشرع في وقت حاسم، لا سيما سط المخطط الإسرائيلي السري واحتمالية لقاء تاريخي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
زيارة استراتيجية في وقت حساس
بحسب بيان وزارة الخارجية السورية، سيصل الشرع إلى تركيا بعد زيارة الإمارات، حيث يُتوقع أن تحمل الزيارة رسائل سياسية عميقة ومطالب استراتيجية تتجاوز المجاملات الدبلوماسية التقليدية.
الزيارة ستكون منطلقًا لمناقشة عدد من الملفات الحساسة، أبرزها رفع العقوبات عن سوريا، فرص التعاون الاقتصادي، ودور تركيا في عملية إعادة إعمار سوريا. كما ستشهد المحادثات أيضًا مناقشات حول دور تركيا في إعادة ترتيب خريطة سوريا بعد الحرب.
ترتيبات خلف الكواليس
تشير المعلومات المسربة من دوائر دبلوماسية في أنقرة إلى أن هذه الزيارة تندرج ضمن خطة استراتيجية أكبر. ففي الوقت الذي تُظهر فيه العلاقات الثنائية تحسنًا، تؤكد المصادر أن الزيارة ستفتح الطريق لمفاوضات حول قضايا إقليمية معقدة. وفقًا لتقارير قناة i24News الإسرائيلية، سيشمل الاجتماع المنتظر بين الشرع وترامب مناقشة ملفات حساسة تخص سوريا والمنطقة.
اقرأ أيضاأسعار الذهب في تركيا 7 أبريل 2025
الإثنين 07 أبريل 2025الضغط نحو لقاء ترامب في السعودية