إفطار رمضان لأجل الامتحانات.. دار الإفتاء: لا يجوز إلا عند الضرورة القصوى
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أيام قليلة ويبدأ شهر رمضان الكريم، ويتسأل الكثير من الاهلى والطلبة عن إفطار رمضان لأجل الامتحانات؟، لترد دار الإفتاء موضحة، بأنه لا يجوز للطلبة المكلفين بالصيام الإفطار في رمضان بحجة أنهم يدرسون ويطلبون العلم أو الامتحانات إلا عند الضرورة القصوى وتحقق الأعذار المبيحة للفطر، والضرورة تقدر بقدرها.
وقالت إن كان لدى الطالب عذرٌ مبيحٌ للفطر أو كانت هناك ضرورةٌ تجبره على الفطر جاز له ذلك، وهو المسؤول أمام الله عن تقدير هذه الضرورة، وليست الامتحانات أو الدارسة في -حد ذاتها- ضرورةً من الضرورات.
وأوضح أمين الفتوى، أن الطالب إذا كان يعي جيدا أنه من الصعب عليه التركيز في مذاكرته وامتحانات وهو صائم وأنه لن ينجح بهذه الطريقة، فيجوز له في هذه الحالة الإفطار، مشيرا إلى أن بعض الناس قد يتلاعبوا في هذا الأمر ويجيز بعضهم الإفطار له في شهر رمضان طالما أنه في وقت امتحانات ومذاكرة، فهم بذلك آثمون.
إفطار رمضان لأجل الامتحاناتأجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم إفطار طلاب المدارس والجامعات أيام الامتحانات؟ فإنهم سيؤدون بعض الامتحانات هذا العام في أيامٍ من رمضان، ولا بد لهم فيها من بذل الجهد في المذاكرة والتحصيل استعدادًا للامتحان. فهل يُعَدُّ ذلك عذرًا يبيح لهم الفطر شرعًا في هذه الأيام؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: ان الامتحان في حدِّ ذاته ليس عذرًا مبيحًا للفطر، ولكن إن غلب على ظنّ أحد هؤلاء الطلاب -وهو المسؤول أمام الله جل وعلا- وهو صحيحٌ مقيمٌ، خوف المرض إذا صام مع أداء الامتحان، أو بلغَ به حدَّ المشقة والتعب الشديد بما يضرُّ به وكان مضطرًّا لأداء الامتحان ولا بد من أدائه في الوقت المحدد له: فيباح له الفطر، وعليه القضاء.
الامتحان في ذاته ليس عذرًا يُبيح الفطر، وكم أدَّاه أناسٌ وهم صيام؛ إذ إنَّه يقع عادة في غدوة النهار وينتهي في منتصفه تقريبًا، وكذلك الاستذكار فإنه يكون عادة في الليل بعد الإفطار، والمَسنُون في الأكل في سائر الأيام فضلًا عن أيام الصوم الاعتدال والتوسط؛ حتى لا تحدث للآكل بطنة وتخمة تعوقه عن مواصلة العمل بسهولة.
والامتحان والاستذكار دون أعمال كثيرة يقوم بها الصائمون بدون أن يجدوا مشقةً أو يَمْسَّسْهُم سوء. ولكن هناك حالتان:
إحداهما: أن يغلب على ظنّ أحد هؤلاء الطلاب وهو صحيحٌ مقيمٌ خوفَ المرض إذا صام مع أداء الامتحان؛ بأمارة ظهرت أو تجربة وقعت أو إخبار طبيب ماهر، لا بمجرد التَّوهّم والتخيّل، ففي هذه الحالة: يُباح له الفطر شرعًا.
ففي "شرح الدر" و"حواشيه" -ملخصًا- (2/ 422، ط. دار الفكر-بيروت): [أنَّ الصحيح إذا خاف على نفسه المرض إذا صام بطريق من الطرق المذكورة يُباح له الفطر، وأنه مثل المريض الذي يخاف بإحدى هذه الطرق زيادة المرض أو إبطاء البرء، فالذاهب لسدِّ النهر أو كريه -حفره- إذا اشتد الحر وخاف الهلاك يجوز له الفطر، والحامل إذا خافت على نفسها أو على الجنين، والمرضع إذا خافت على نفسها أو على الرضيع يُباح لهما الفطر شرعًا، وعليهم القضاء في أيام أُخَر ليس فيها هذا العذر] اهـ.
الحالة الثانية: أن يُجهدَه العمل ويشقَّ عليه؛ بحيث لا يستطيع أداءه مع الصوم، وإن لم يخش منه المرض ولا بد له من أدائه، فالظاهر: أن يباح له الفطر في هذه الحالة أخذًا مما استظهره العلامة ابن عابدين في المحترف الذي عنده ما يكفيه وعياله، ولا بدَّ له من العمل بضرورة المعيشة، والصوم يضعفه من أنه يباح له الفطر إذا لم يمكنه مباشرة عمل لا يؤديه إلى الفطر، وكذلك في الزارع الذي يخاف على زرعه الهلاك أو السرقة، ولا يجد مَنْ يعمل له بأجرة المثل وهو يقدر عليها؛ لأنَّ له قطع الصلاة لأقل من ذلك صيانةً لماله، فالفطر أولى.
وظاهر أنَّ مبنى ذلك تقديرًا لضرورة أداء الطالب الذي لا يستطيع أداء الامتحان مع الصوم؛ لبلوغه حدًّا من الإعياء يضرُّ به مضطر لأداء الامتحان اضطرار الفقير إلى عيشه، ولا بدَّ له منه في وقته المحدّد له، وفي تركه الامتحان في الوقت الـمُحدّد مَضَرَّة له: فيباح له الفطر، وعليه القضاء في أيام أُخَر ليس فيها هذه الضرورة.
وقد نَصُّوا على أنَّ الحصّاد إذا لم يقدر عليه مع الصوم ويهلك الزرع بتأخيره يجوز له الفطر، وكذلك الخبَّاز، وعليهما القضاء، ومثلهما: عمال المناجم، والغوَّاصون، والحجَّارون، وسائقو القطارات وأشباههم.
ومـمَّا يجب أن يُعلم أنَّ فريضة الصوم مُحْكَمَة والثواب مقطوع به لمن أحسنه، وأنَّ رخصة الفطر منحة من الشارع لأرباب الأعذار حقيقةً لا وهمًا وخيالًا ولا مغالطةً واحتيالًا.
والاحتيال على الفطر فرارًا من الصوم لا يخفى على مَنْ يعلم خائنة الأعين وما تُخْفِي الصدور، وكلُّ امرئ بما كسب رهين، وهو أدرى بحاله وانطباق الحكم عليه، وأَجْدَرُ الناس بالطاعة والامتثال والصبر والاحتمال: مَنْ يرجو من الله سبحانه أن يُنِيرَ بصيرته، ويُلْهِمَهُ الصواب، ويوفقه للسداد، ويفتح له المغاليق، ويُيَسِّر له الصعاب، وكيف يستقيم أنْ يعصيه ويتركَ فرائضه بلا عذر يُسَوّغه في الوقت الذي يبسط إليه فيه يدَ الرجاء، ويبتهل إليه بالدعاء، ويستمد منه العون والإلهام وهو الفتاح العليم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إفطار رمضان المزيد أداء الامتحان دار الإفتاء ولا بد فی هذه
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صلاة الضحى ركعتان فقط؟ وحكم أدائها 4 ركعات بتشهد أوسط
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة التي تُؤدى بعد شروق الشمس بثلث ساعة تُعرف بصلاة الإشراق، وهي نفسها صلاة الضحى إذا أُديت في هذا التوقيت، وتُصلى بركعتين فقط.
وقال إنه إذا كان شروق الشمس في السابعة صباحًا، فيمكن أداء ركعتي الضحى في السابعة والثلث، وبعض العلماء أجازوا أداءها بأربع ركعات، بينما رأى آخرون أن العدد يمكن أن يصل إلى 12 ركعة، وأقلها ركعتان.
من جانبه، أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صلاة الضحى من السنن المؤكدة التي حافظ عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويبدأ وقتها بعد طلوع الشمس بثلث ساعة، ويمتد حتى قبيل أذان الظهر بخمس دقائق.
ونبّه إلى أن عدد ركعاتها يتراوح بين ركعتين إلى 8 ركعات، وقد قيل إنها تصل إلى 12 ركعة.
وأشار إلى أنه يجوز أداؤها قبل الظهر بربع أو نصف ساعة، لكن لا يجوز أداؤها قبل الأذان بخمس دقائق لأنه وقت تُكره فيه الصلاة.
وبيّن أن صلاة الشروق وصلاة الضحى هما في الحقيقة صلاة واحدة، وتُعد بمثابة زكاة على سلامة الجسد.
أما عن فضلها، فقد ورد أن من صلى الفجر في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى طلعت الشمس ثم صلى ركعتين، فإن له أجر حجة وعمرة تامتين، كما جاء في الحديث الشريف: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة".
كما نقل عن الصحابي أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي أوصاه بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وألا ينام إلا على وتر، وأن يحافظ على صلاة الضحى في الحضر والسفر.
وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة... ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".
وشهد زيد بن أرقم أن بعض الناس كانوا يصلون الضحى، فبيّن أن الصلاة في غير هذا الوقت أفضل، مشيرًا إلى أن وقت صلاة الأوابين هو عندما تشتد حرارة الشمس وتُرمض الفصال.
ويشهد الملائكة هذه الصلاة، كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة: "صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ".
أما حكمها، فهي من النوافل المستحبة، باتفاق المذاهب الأربعة، استنادًا إلى حديث أبي ذر الغفاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة... ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".
ومن فضلها:
من صلى الضحى في أول وقتها كان له أجر الحاج والمعتمر.تجزئ عن الصدقة اليومية على مفاصل الجسم.تُعادل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.تُقرب العبد إلى الله وتدخله في دائرة المحبة الإلهية.سبب في جلب الرزق والبركة فيه.من صلى أربع ركعات ضحى كفاه الله مؤنة بقية يومه، كما في الحديث: "يا ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره".وهي من السنن التي داوم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.إذاً، نعم يجوز أداء صلاة الضحى بركعتين فقط، وهو الحد الأدنى لها، ويُؤجر العبد عليها عظيم الأجر والثواب.
هل تصلى صلاة الضحى 4 ركعات مجتمعة أم متفرقة؟وقال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الضحى من النوافل يجوز أن تصلى ركعتين أو أربع ركعات مجتمعة وإن كانت ركعتين أفضل.