لجريدة عمان:
2024-07-04@00:06:55 GMT

قراءة في اقتصاد بلد...

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

في مقال نشر للكاتب البريطاني سموئيل مكلهاجا عن الاقتصاد البريطاني في مجلة بلاديوم في أبريل ٢٠٢٣م يقول: «تحكم المملكةَ المتحدة شراكةٌ بين الأرستقراطيّة والبرجوازيّة، لكن هذه الأرستقراطية ليست أرستقراطيّة، وهذه البرجوازيّة ليست إنتاجيّة، إذ لم تعد الطبقة العُليا الإدارية القديمة تُمارس سلطتها عن طريق الأرض أو المحسوبية، ولا تُنتج الطبقة الوسطى التجاريّة شيئًا يذكر من القيمة الابتكارية، فأضحى أكثر قطاعاتها رقيًا هو خدمة فائض أموال الدول الأخرى من خلال الشركات العائليّة والمصارف التجاريّة في لندن».

ويرى الكاتب الذي عنون مقاله بعنوان صادم وقاس «بريطانيا الميتة» بأنه: «وبالرّغم من أنّ بريطانيا كانت البلد المهيمن في الحقبة الصناعيّة، غير أنّها لم تطوّر قطّ الآليات التي أتاحت للولايات المتحدة وألمانيا تخطيها أواخر القرن التاسع عشر في مجال الكيمياء والنقل وإنتاجيّة العمال والمناهج التنظيميّة».

ويرى أن تأخر بريطانيا طوال المائة عام الأخيرة في قطاع الصناعة جعل اقتصادها من أضعف اقتصادات دول أوروبا الغربية، وأكثرها عرضة للهشاشة والانهيار التدريجي.

ويقول: «وكشعبٍ خارج من السباق، لم تواكب جامعاتنا الحقبة الجديدة، وكانت طبقاتنا الحاكمة، المحصّنة بمزاياها مرتاحة البال وكسولة إلى حدّ عميق، أمّا (الكفاءة) فسادَ شعورٌ بأنّها شكل من أشكال التزمّت».

ويصل إلى نتيجة مفادها: «لم تُنتج بريطانيا نخبةً ترتكزُ في ثروتها وسلطتها على الإنتاج الصناعيّ، على نحو يجعل لها مصلحة كبيرة في تطوير المجتمع الصناعيّ وإصلاحه».

ويذهب الكاتب إلى الأسباب، فيعرج على التعليم البريطاني الجامعي وضعفه عن مواكبة هذه التطلعات الصناعية المهمة. ويذهب إلى ضعف قطاع الخدمة المدنية، حيث لم يعد جاذبا بسبب ضعف رواتبه وإضعاف برستيجه، فلم يعد فعالا كجهاز تكنوقراط. ويرى أن نظام إدارة المعلومات عبر الرقمنة لم يؤدِّ الغرض منه بل ساعد بشكل من الأشكال على الفوضى المعلوماتية وعدم انتظامها.

ويخلص إلى نتيجة مفادها: «إنّ الدولةَ البريطانيّة ليست فعّالة للغاية. لقد ضُعضعت إلى حدّ كبير مقارنةً بنظيراتها من الدول الأوروبيّة...» ويرى أن المملكة المتحدة، بالمستويات الحالية لمؤشراتها الاقتصادية والإنمائية ستكون أفقر من بولندا في غضون عقدٍ من الزمان، وسيكون متوسّط الدخل الفعليّ للأفراد فيها أقلّ من سلوفينيا مع عام 2024. ويختم مقاله بكثير من المرارة قائلا: «وفي نهاية المطاف، ستجد بريطانيا نفسها مجرد جزيرة تابعة أخرى وسط محيط رمادي بارد..».

إن القراءة التحليلية لهذا المقال المطول الذي أوردت نُبَذا منه يؤدي بنا إلى الإقرار بأن الإنتاج الصناعي هو الذي يصنع اقتصادا قويا وكبيرا، وأن الخدمة المدنية والتعليم وبقية العوامل التي ذكرها هي أساس صعود الدول الوطنية وقوتها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ليس غافلا ويرى اللحظة.. اعتراف سري لبايدن وسط دعوات لانسحابه من سباق الرئاسة

(CNN)-- اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن سرًا بأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمدى قدرته على إنقاذ محاولته لإعادة انتخابه للرئاسة، موضحًا لحليف له، الثلاثاء، أنه يفهم ما الذي سيدفعه إلى القبول بأن "الأمر لا ينجح".

وقال هذا الشخص، الذي تحدث إلى بايدن، الثلاثاء، لشبكة CNN: "إنه يرى اللحظة. إنه ذو رؤية واضحة".

وليس هناك أي غموض بالنسبة للرئيس بشأن سلسلة الأحداث في الأسابيع المقبلة التي ستدفعه في النهاية إلى الاعتراف بأن محاولته للتعويض عن هذا الجدل الكارثي لم تنجح.

وأضاف أن "استطلاعات الرأي آخذة في الانخفاض، وجمع التبرعات ينضب، والمقابلات تسير بشكل سيئ. إنه ليس غافلاً".

في الأيام التي تلت ظهور بايدن في مواجهة ترامب خلال المناظرة الرئاسية لشبكة CNN، أعرب الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد عن قلقهم البالغ. حتى أن بعض المسؤولين المنتخبين بدأوا في دعوة بايدن علنًا إلى الانسحاب من أجل مصلحة الحزب.

وفي المحادثة الخاصة التي جرت الثلاثاء، تم "تأنيب" بايدن أيضًا لأنه "ألقى باللوم على نفسه" - وليس موظفيه - بشأن المناظرة الكارثية التي جرت الأسبوع الماضي.

وقال هذا الشخص: "لقد قال: لقد قمت بالكثير من جهود السياسة الخارجية. إن الرحلات المتتالية إلى فرنسا وإيطاليا - وما سببته من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة والإرهاق - كانت ضارة بالمناظرة".

وكان الرئيس قد قال في حفل لجمع التبرعات في فيرجينيا، مساء الثلاثاء، إن القيام برحلتين خارجيتين مهمتين قبل المناظرة مباشرة كانت فكرة سيئة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول من نشر اعتراف بايدن الخاص.

مقالات مشابهة

  • انتخابات تشريعية تاريخية في بريطانيا اليوم
  • ليس غافلا ويرى اللحظة.. اعتراف سري لبايدن وسط دعوات لانسحابه من سباق الرئاسة
  • ما الاختلافات بين المحافظين والعمال؟ وكيف تؤثر على الناخب البريطاني؟
  • صدام الأزرق والأحمر.. سر ألوان الأحزاب في بريطانيا
  • ​تحذير عاجل من بريطانيا لمواطنيها: لا تسافروا إلى لبنان
  • الأمم المتحدة تتبنى قرارا صينيا حول الوصول للذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة: اجتماع الدوحة ليس اعترافا بحكومة طالبان
  • محلل سياسي: أزمة كورونا أثرت سلبًا على شعبية حزب المحافظين في بريطانيا
  • اليابان تعلن إطلاق صاروخ جديد يحمل قمرا صناعيا لمراقبة الأرض
  • قراءة اشتراكية لمداخلة فياض: الصيغة اللبنانية ليست هشة والكيان، لا الطوائف، يواجه التحديات الوجودية