أستاذ قانون دولي بعد تصريحات «ترامب»: مصر ترفض التهجير .. والشعب الفلسطيني متجذر في أرضه كـ "الزيتون"
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أكد الخبير في القانون الدولي الدكتور محمد محمود مهران، أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر يمثل "وعد بلفور" جديداً محكوم عليه بالفشل، مشددا علي رفض مصر القاطع لأي مساس بالسيادة الوطنية.
وكشف الدكتور مهران أن مقترحات الرئيس ترامب الأخيرة خلال لقائه نتنياهو بشأن تحويل غزة لمنتجعات سياحية بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن تكشف عن عقلية استعمارية متجذرة.
وفي هذا الصدد أكد الخبير القانوني أن القانون الدولي يقف بقوة ضد مخططات التهجير القسري، حيث تنص المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة صراحة على حظر النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين، كما تصنف المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية تستوجب المحاكمة الدولية، ومضيفا أن المادة 8 من نظام روما تعتبر الترحيل القسري للسكان المدنيين جريمة حرب تقع تحت طائلة العقاب الدولي.
وشدد مهران على أن المواثيق الدولية، وخاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، تؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة أو تغيير تركيبتها السكانية، موضحا أن القانون الدولي يكفل للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، كما يضمن حق اللاجئين في العودة وفقاً للقرار 194، مؤكداً أن أي محاولات لفرض حلول قسرية تتعارض مع هذه المبادئ الراسخة في القانون الدولي.
وأضاف أن تظاهرات الالاف في رفح المصرية في الايام الماضية يمثل رسالة قوية للعالم بأن الشعب المصري يقف خلف قيادته في رفض أي مساس بالسيادة الوطنية أو محاولات فرض حلول على حساب الأمن القومي المصري.
ونوه مهران إلي أن مصر، التي واجهت أعتى الإمبراطوريات عبر التاريخ، لن تخضع لأي ضغوط أو إملاءات خارجية، مؤكداً أن القوة الحقيقية لمصر تكمن في وحدة شعبها والتفافه حول قيادته.
كما أكد أستاذ القانون الدولي أن الشعب المصري يدرك تماماً خطورة هذه المخططات، وأن التفافه حول قيادته السياسية في رفض التهجير يعكس وعياً عميقاً بمخاطر المشروع الصهيوني في المنطقة، مؤكدا أن مصر ستظل حصناً منيعاً ضد كل المؤامرات التي تستهدف المنطق.
ولفت الدكتور مهران إلي ان الشعب الفلسطيني الذي صمد في وجه الاحتلال لأكثر من 75 عاماً، وقدم قوافل الشهداء دفاعاً عن أرضه ومقدساته، لن يقبل بأي مشاريع للتهجير أو التوطين مهما بلغت الضغوط والتضحيات، مضيفا أن التاريخ علمنا أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه كجذور الزيتون، وأن كل محاولات اقتلاعه باءت بالفشل رغم كل أشكال القمع والإرهاب.
هذا وشدد ايضا على أن المقاومة البطولية في غزة اليوم تثبت للعالم أجمع أن الفلسطيني سيموت في أرضه ولن يقبل بأي بدائل، وأن رفض التهجير بات جزءاً أصيلاً من الهوية الفلسطينية التي تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الأمريكية والأوروبية دولة ذات سيادة مخطط التهجير فكرة تهجير الفلسطينيين بنيامين نتنياهو القانون الدولی
إقرأ أيضاً:
سلوفينيا ترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى مصر والأردن
أكدت سلوفينيا، يوم الأحد، رفضها القاطع لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى الأردن ومصر، معتبرةً ذلك “انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي”
جاء ذلك خلال تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية السلوفينية، تانيا فايون، عقب لقائها مع نظيرها الأردني، أيمن الصفدي، في العاصمة عمان، ضمن زيارة رسمية لم يُعلن عن مدتها.
وشددت فايون على أن بلادها “لا تقبل بأي شكل من الأشكال تهجير الفلسطينيين قسرًا إلى الأردن أو مصر”، مؤكدةً أن “مثل هذه الخطوة تعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي”.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 26 يناير، عن مقترح لتهجير سكان غزة إلى دول مجاورة، من بينها مصر والأردن، حيث كرر هذه الفكرة في عدة مناسبات، آخرها يوم الجمعة، مبررًا ذلك بـ"عدم توفر أماكن صالحة للسكن في القطاع"، الذي تعرض لدمار واسع جراء العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أكدت وزيرة خارجية سلوفينيا موقف بلادها الرافض لأي محاولات إسرائيلية للاستيطان أو ضم الضفة الغربية، مشيرةً إلى أن ذلك يمثل انتهاكًا للقانون الدولي وعرقلة لجهود تحقيق السلام العادل.
ومن جانبه، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على ضرورة استمرار وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، مؤكدًا أن “تحقيق سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وكان وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ بين إسرائيل وحماس في 19 يناير الماضي، ضمن مرحلة أولى تستمر 42 يومًا، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، حيث يُفترض أن تتبعها مرحلتان إضافيتان للتفاوض حول حل نهائي.
وخلال الفترة الممتدة من 7 أكتوبر 2023 حتى 19 يناير 2025، وبدعم أمريكي، نفذت إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة، أسفر عن أكثر من 159 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، ما دفع العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى وصف ما جرى بأنه إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وتأتي التصريحات السلوفينية في إطار المواقف الدولية المتزايدة الرافضة لتهجير الفلسطينيين قسرًا، وسط تحذيرات من تداعيات مثل هذه الخطط على الاستقرار الإقليمي، ودعوات متزايدة لوقف الاستيطان الإسرائيلي، وإعادة إحياء الجهود الدبلوماسية لحل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.