شرودر: هاريس مهاجم بجودة عالية.. وصفقة مميزة للعميد
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
معتصم عبدالله (أبوظبي)
فرض السويسري هاريس سيفروفيتش، مهاجم النصر اسمه على نجومية مباراة فريقه أمام مضيفه ظفار العُماني ضمن «الجولة الخامسة»، في المجموعة الأولى لدوري أبطال الخليج للأندية 2024- 2025، بعدما سجل هدفين في الدقيقتين «59» و«77»، قاد بهما «العميد» لقلب الطاولة أمام ظفار 2-1.
وعزز «الأزرق» صدارته ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة، ليؤكد أحقيته ببطاقة التأهل الأولى، في الوقت الذي تفوق فيه دهوك العراقي أمام أهلي صنعاء اليمني 3-0، ليحجز دهوك «الوصيف» برصيد 8 نقاط بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة، فيما بقى ظفار ثالثاً برصيد 4 نقاط، وأهلي صنعاء في المركز الأخير، وله 3 نقاط.
ويلتقي النصر في الجولة الأخيرة لختام الدور الأول، ضيفه أهلي صنعاء اليمني مساء الأربعاء 19 فبراير الجاري على استاد آل مكتوم، ويلعب في المباراة الثانية ضمن الجولة ذاتها، دهوك العراقي، وظفار العُماني على ملعب الأول في مدينة دهوك.
وأشاد الهولندي ألفريد شرودر مدرب «العميد»، بمهاجمه السويسري هاريس، والمنتقل حديثاً إلى صفوف «الأزرق» قادماً من ناديه السابق الوصل، حيث خاض مباراته الثانية فقط مع الفريق، ونجح في تسجيل ثنائية في مباراته الأولى ضمن التشكيلة الأساسية.
وقال شرودر في تعليقه على أداء السويسري: «هاريس مهاجم صاحب جودة عالية، ويعرف جيداً التمركز الصحيح وهو ما ساعده في تسجيل هدفين في مباراة ظفار، وأعتقد أن انضمامه للفريق يمثل صفقة جيدة»، لافتاً إلى أن «الأزرق» واجه منافساً يملك لاعبين جيدين، وقال: «كان بالإمكان الخروج بنتيجة أفضل حال استغلال الفرص أمام مرمى المنافس».
وتزامن تألق هاريس مع إعلان إدارة النصر، خروج الإيطالي مانولو جابياديني من حسابات الفريق، بعد تعرضه للإصابة بتمزق في العضلة الضامة، وحاجته إلى العلاج وبرنامج تأهيل خاص لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وهو ما يعني انتهاء موسمه مع الفريق.
وحول تعليقه على المباراة بشكل عام، قال شرودر: «سعيد بالنتيجة والتأهل رسمياً إلى نصف النهائي، لم نظهر بالشكل المطلوب في الشوط الأول عكس الشوط الثاني، واعتقد أن الفريق واللاعبين استحقوا التهنئة بحصد 13 نقطة على مدار 5 مباريات في البطولة الخليجية». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النصر العميد بطولة الأندية الخليجية ظفار
إقرأ أيضاً:
فلكي من جبال ظفار
علي بن سهيل المعشني أبو زايد
asa228222@gmail.com
في قلب جبال ظفار الخلابة، حيث الضباب يغطي قمم الجبال، وتختلط روائح اللبان بنسمات الكوس الجنوبية القادمة من بحر العرب والمحيط الهندي، عاش رجلٌ كسر كل القواعد المعروفة عن الذكاء البشري. إنه الفلكي الشيخ عيسى بن مسعود بن علي جعبوب، الملقب بـ"أوحور"- رحمه الله، الذي أصبح أيقونةً للعبقرية الفطرية في جبال محافظة ظفار. رغم أنه لم يتلقَ تعليمًا نظاميًا وكان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، إلا أن موهبته في الحساب والفلك جعلت الجميع يحترمونه ويعتمدون على حساباته لما يُقرب من 70 عامًا.
النشأة: طفل الجبال الذي اكتشف موهبته مبكرًا
وُلد (أوحور) حوالي عام 1904م شمال منطقة السان بالجبل الأوسط بولاية صلالة. نشأ في بيئة ريفية تُنمّي الذكاء والفطرة السليمة، ومنذ صغره لفت الأنظار بقدرته على إجراء عمليات حسابية معقدة في ذهنه دون استخدام أي أدوات. إذ كان يستطيع حساب عدد أيام السنة ودقائقها وثوانيها، وكذلك دخول المواسم والفصول وخروجها، مثل الخريف والصرب والشتاء والغيض.
كما كان يعرف النجوم لكل فصل (سبعة نجوم)، أي ما يقارب اثنين وخمسين نجمًا في العام، منها أربعة نجوم مناصفة بين الفصول، حيث يدوم كل نجم ثلاثة عشر يومًا. أما النجم الأول والأخير من كل فصل فيُسمى "المناصف"، خاصة مع دخول الخريف الذي يبدأ بستة أيام ونصف من نجم "الشول" وينتهي بستة أيام ونصف من نجم "آليت"، وكذلك الحال في باقي فصول العام الأربعة.
العبقرية الحسابية ومعجزة الذاكرة الرقمية.
تمتع (أوحور) بموهبة نادرة جعلته أشبه بآلة حاسبة بشرية:
- كان يحفظ عدد دقائق وثواني السنة دون أي خطأ.
- كانت لديه القدرة على تقدير أعداد كبيرة من الناس بنظرة واحدة، حتى لو تجاوز عددهم الآلاف.
فمثلا في المناسبات الاجتماعية كالأعراس وغيرها، حيث كان الناس يتجمعون، وجرت العادة قديمًا تقسيم الحضور إلى مجموعات متساوية (مثلاً خمسة أشخاص لكل مجموعة، يوضع لهم قسم من اللحم والتمر)، كان الشيخ عيسى (أوحور) بمجرد أن يلقي نظرة سريعة على الحضور، يعرف عددهم ويشير إلى عمال الوليمة أن عدد الأقسام كذا وكذا، وكذلك يطلب من الحضور أن يتحلقوا كل خمسة معًا (عَرفَت).
ومن القصص التي تُروى عنه -رحمه الله- أنه في أحد الأيام نزل من الجبل إلى مدينة صلالة، والتقى هناك بفلكي مشهور كان يمتلك مكتبةً ضخمةً من الكتب عن النجوم والحسابات الفلكية. وعند الحديث عن حساب النجوم بينهما، اختلف الرجلان في تحديد موعد ظهور نجم مُعين (أو موسم)، وكان الفارق بينهما يومًا واحدًا فقط.
بينما استند الفلكي إلى كتبه القديمة، اعتمد (أوحور) على حسابه الذهني فقط. وعندما اشتد الجدال بينهما، قال (أوحور) بثقة: "اذهب وراجع كتبك، ثم نلتقي غدًا". وفي اليوم التالي، بعد مُراجعة دقيقة، اكتشف الفلكي المتعلم أنَّ حسابات (أوحور) كانت صحيحة، مما أثار دهشة الجميع.
أسرار عبقريته: بين الفطرة والملاحظة الدقيقة
رغم أن (أوحور) كان أميًا، إلا أن حياته في جبال ظفار منحته مهارات فريدة:
-الاعتماد على الطبيعة، كان يربط بين حركة النجوم وتغير الفصول، مما ساعده في الحسابات الفلكية.
-الذاكرة السمعية، حيث كان يحفظ التواريخ والأرقام من خلال الاستماع والحفظ منذ عمر مبكر.
-الملاحظة الدقيقة، فقد طور عينًا مدربة لتقدير الكميات والأعداد بسرعة.
حياته الشخصية وإرثه الثقافي
عاش (أوحور) -رحمه الله- حياةً بسيطةً على قمم جبال ظفار، ولم يسعَ للشهرة أو الثروة، وكان شهمًا كريمًا متواضعًا. كما كان مستشارًا حكيمًا، في تحديد مواسم الزراعة ودخول الفصول وخروجها، وكذلك الأشهر والنجوم.
وتُوفي رحمه الله- عام 1994م عن عمر يناهز 90 عامًا، لكن عبقرية هذا الفلكي ستظل تُحكى في المجالس الظفارية ما بقي الدهر.
دروس من حياة الفلكي العبقري الأُمِّيّ
ترك (أوحور) إرثًا ثقافيًا وعلميًا مهمًا في ظفار، يُذكرنا بأن:
1. العلم ليس حكرًا على المتعلمين، فالذكاء الفطري والفراسة قد تنتج عبقريات نادرة.
2. التراث الشفهي قد يحفظ علومًا دقيقة، تتفوق أحيانًا على السجلات المكتوبة.
3. الطبيعة أعظم معلم لمن يتعلم قراءة أسرارها.
اليوم، يُعد (أوحور) جزءًا من الهوية الثقافية لظفار، وشاهدًا على قدرة العقل البشري الذي لا يعرف حدودًا. ربما لو تعلّم (أوحور) في الجامعات، لكان عالم رياضيات أو فلكيًا مرموقًا، لكنه كان فلكي الجبال، الذي تحدى المنطق بأدواته الفريدة: عين ثاقبة، وبصيرة نافذة، وذهن متقد، وقلب متعلق بجبال ظفار.