ليبيا – انتشار الجراد الصحراوي في غات يُنذر بأزمة بيئية واللجنة العلمية تحذر انتشار الجراد في غات والمناطق المجاورة

حذر خالد البريكي، الناطق الإعلامي للجنة العلمية لمكافحة الجراد، من تفاقم انتشار الجراد الصحراوي في منطقة غات جنوب ليبيا، مؤكدًا أن الوضع حساس ويستدعي تدخلاً عاجلاً.

وفي اتصال هاتفي مع قناة “ليبيا الأحرار”، أوضح البريكي أن الظروف البيئية الملائمة بعد هطول الأمطار ساهمت في تكاثر الجراد، ليس فقط في ليبيا بل أيضًا في جنوب الجزائر وشمال النيجر، مما دفع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى إصدار تحذيرات للدول المعنية.

تحركات اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد

وأشار البريكي إلى أن اللجنة الوطنية تلقت يوم 24 يناير تقارير عن وصول الجراد إلى غات ومنطقة تهاله، مما استدعى تكليف مكتب مكافحة الجراد في غات بإعداد تقرير عاجل تم إحالته إلى اللجنة الوطنية في طرابلس.

وأضاف أن المهندس صلاح موسى مبارك، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد، عقد اجتماعًا طارئًا مع الطاقم الفني لبحث الحلول العاجلة، كما تم إرسال فريق متخصص إلى غات لبدء عمليات المسح والاستكشاف.

وضع الجراد وتحديات المكافحة

كشف الفريق الميداني عن وجود أسراب متناثرة من الجراد في عدة مناطق، تضم حشرات ناضجة وغير ناضجة، بالإضافة إلى حالات وضع البيض، مما يُنذر بتضاعف أعداد الجراد إذا لم تُتخذ تدابير وقائية عاجلة.

وأوضح البريكي أن الإمكانيات الحالية محدودة جدًا، وأن فرق المكافحة بدأت بالفعل بتنفيذ عمليات وقائية بما هو متاح من موارد، رغم الحاجة الملحة إلى معدات متطورة مثل آليات الرش والمسيرات الخاصة بالمكافحة الجوية.

مناشدة الجهات المختصة للتحرك الفوري

أكد البريكي أنه تم التواصل مع وزير الزراعة والثروة الحيوانية في طرابلس لصرف ميزانية طارئة، كما تم مناشدة الجهات ذات الإمكانيات للمساهمة في احتواء الأزمة.

وشدد على ضرورة تفعيل القرارات الحكومية رقم 262 و264 لعام 2024، والتي تخص الميزانيات المخصصة لمكافحة الجراد، لضمان تأمين المعدات والفرق اللازمة لمواجهة هذه الأزمة.

نداء للمواطنين للإبلاغ عن انتشار الجراد

وفي ختام حديثه، ناشد البريكي المواطنين في المناطق المتضررة بالتواصل مع الجهات المختصة للإبلاغ عن أي مشاهدات لأسراب الجراد، مطالبًا بنشر أرقام الطوارئ الخاصة باللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي لتسهيل عمليات الاستجابة السريعة.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الجراد الصحراوی لمکافحة الجراد اللجنة الوطنیة انتشار الجراد فی غات

إقرأ أيضاً:

جزر غالاباغوس في الإكوادور.. وجهة بيئية فريدة تغري العلماء والسياح

تُدهش جزر غالاباغوس، الواقعة على بُعد 926 كيلومترا عن سواحل البر الرئيسي لشمالي الإكوادور، علماء الأحياء والبيئة والسياح من أنحاء العالم، بفضل تنوعها البيولوجي ونظامها البيئي الفريد.

وتقع هذه الجزر التابعة للإكوادور في شرقي المحيط الهادي، وتتألف من 13 جزيرة رئيسية؛ ثلاث فقط من تلك الجزر يُسمح فيها بالسكن وهي "سانتا كروز"، و"سان كريستوبال"، و"إيزابيلا"، فيما تُمنع الإقامة في بقية الجزر بهدف حماية الأنواع البيئية النادرة التي تحتضنها.

الجزر تكوّنت نتيجة لانفجارات بركانية، ولا تزال تضم عددا من البراكين النشطة، وقد سُجل أكثر من 50 ثورانا بركانيا خلال الـ200 عام الأخيرة.

وتُضفي التكوينات البركانية جمالا طبيعيا فريدا، حيث يمكن ملاحظة الغطاء النباتي الكثيف وتدرجات اللون الأخضر التي تشكل لوحات طبيعية آسرة.

وتُعد جزر غالاباغوس من أكثر المناطق نشاطا بركانيا في العالم، وهي ليست فقط محطة مهمة لأبحاث الحياة البرية، بل أيضا منطقة جذب كبيرة لعلماء الجيولوجيا.

سلحفاة بحرية من نوع غالاباغوس تسبح في جزيرة تشامبيون الصغيرة (غيتي إيميجز) نقطة تحوّل في أبحاث داروين

وخلال رحلته التي استغرقت 5 سنوات وانطلقت عام 1831 من إنجلترا، توقف العالم تشارلز داروين في جزر غالاباغوس ولاحظ تشابه الكائنات الحية في هذه الجزر مع اختلافات طفيفة، مما دفعه للتفكير في كيفية تكيف الكائنات مع بيئاتها.

إعلان

وكانت هذه الاكتشافات من العوامل التي ألهمت داروين تطوير نظرية الانتقاء الطبيعي، وهو ما جعل من الجزر مركز اهتمام الباحثين والمولعين بالطبيعة منذ ذلك الحين.

وفي عام 1959، أعلنتها الحكومة الإكوادورية حديقة وطنية بهدف حماية تنوعها البيولوجي الفريد.

لكن ومع بداية السبعينيات، بدأت مياه الجزر تتعرض للتلوث بسبب النشاط البشري، مما استدعى وضع خطة إدارة بيئية للأراضي لحماية النظام البيئي البري. وفي عام 1998، جرى إنشاء محميّة غالاباغوس البحرية لحماية النظام البيئي البحري.

وبموجب هذا المشروع،  شملت المحمية المياه الداخلية للجزر، بالإضافة إلى منطقة تمتد 40 ميلا بحريا حولها، بهدف حماية التنوع البيئي ومعالجة التحديات البيئية.

واليوم، تُعد الجزر بيئة محمية بدرجة عالية، وتستقبل الزوار ضمن ضوابط صارمة تراعي الحفاظ على الحياة البرية.

طيور البوبي الزرقاء الأقدام تستريح على الصخور البركانية بالقرب من السفن السياحية في جزيرة إيزابيلا بغالاباغوس الإكوادورية (غيتي إيميجز) زيارة الجزر المحمية برفقة مرشدين سياحيين

وباستثناء جزر سانتا كروز وسان كريستوبال وإيزابيلا، فإن بقية الجزر تُعتبر محمية لا يسمح بالسكن فيها، نظرا لما تحتويه من أنواع لافتة في النظم البيئية النباتية والحيوانية.

وتجري زيارة الجزر والأنشطة السياحية تحت إشراف مرشدين سياحيين، كما أن الوصول إلى المناطق الغنية بالتنوع البيئي داخل الجزر المحمية يتطلب الحصول على تصاريح خاصة لأغراض التصوير الوثائقي أو الصحفي أو إنتاج الأفلام.

أسد بحر من جزر غالاباغوس مستلقٍ على الشاطئ ويظهر في الخلفية محيط بلون فيروزي وسفينة سياحية في عرض البحر (غيتي إيميجز) غالاباغوس.. حوض أسماك في المحيط الهادي

وفي الجزر التي يتعايش فيها البشر والحيوانات يمكن رؤية الفقمات، وإغوانات البحر، وأنواع عديدة من الطيور في الشواطئ، والشوارع، والحدائق، والمناطق السكنية أيضا.

إعلان

وفي غالاباغوس، التي تحكمها قواعد صارمة لحماية النباتات والحيوانات، يُمنع الاقتراب من الحيوانات لمسافة تقل عن مترين. ورغم ذلك، يُلاحظ الانسجام الكبير بين البشر والحيوانات في هذه البيئة الطبيعية.

كما تُعرف جزر غالاباغوس بأنها واحدة من أكبر وأغنى المحميات البحرية بالتنوع البيولوجي في العالم، وتضم أكثر من 2900 نوع بحري.

ويجذب الأرخبيل بفضل تنوعه البيئي تحت الماء، اهتمام الباحثين والمستكشفين باعتباره من أبرز الوجهات السياحية الصاعدة في السنوات الأخيرة، وتعيش فيه أنواع مميزة من الكائنات البحرية، منها:

قرش المطرقة قرش الشعاب المرجانية ذو الطرف الأبيض السلاحف البحرية أسماك شيطان البحر الحيتان الدلافين القطرس أسود البحر البطاريق فقمات الفرو الغاق إغوانات البحر الأسماك الاستوائية طائر مالك الحزين الأزرق الكبير.

ويُعد أرخبيل غالاباغوس جزءا من مسار هجرة قرش الحوت، ما يجعله مقصدا سنويا للعديد من الباحثين لدراسة هذا النوع من الكائنات البحرية.

ونظرا لكون جميع شواطئ الجزر موطنا لمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، فإن الزوار يستخدمون أنابيب التنفس (السنوركل) للاستكشاف على شواطئ المحيط بدلا من السباحة العادية، حيث تبدو الشواطئ وكأنها أحواض أسماك طبيعية.

أدى تزايد عدد السكان وتدفق السياحة في جزر غالاباغوس إلى نشوء تحديات في سبيل الحفاظ على هذا الموقع المصنّف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو (غيتي إيميجز) سلاحف غالاباغوس العملاقة

تُعد سلاحف غالاباغوس العملاقة، التي يُعتقد أنها وصلت إلى الجزيرة قبل نحو 3 ملايين عام من سواحل أميركا الجنوبية، واحدة من الكائنات البحرية المهمة التي تشكل رمزا لهذه الجزر.

ويمكن أن يصل طول هذه الكائنات إلى 1.5 متر ووزنها إلى 300 كيلوغرام، وأن تعيش ما بين 100 إلى 200 عام. وكغيرها من كائنات الجزيرة، تعيش سلاحف غالاباغوس العملاقة في تناغم مع البشر.

وتعمل مراكز الحماية التي أُنشئت في جزر سانتا كروز وسان كريستوبال وإيزابيلا على حماية سلاحف غالاباغوس العملاقة وضمان استمرارها. وتقوم مراكز الحماية بترقيم السلاحف المذكورة ودراستها، ومتابعة مراحل تطورها.

إعلان

ويثير التنوع البيولوجي البري في الجزر اهتمام الزوار بشكل كبير، فيما يرافق الزوار في الجزر العديد من الأنواع الحية، وعلى رأسها "السلاحف العملاقة"، و"سحالي الحمم"، و"الطيور الأطيشية ذات الأقدام الزرقاء"، و"عصافير داروين"، و"الطيور الساخرة"، و"الغاق"، و"الإغوانا السوداء"، و"طائر الفرقاط الكبير".

وتوفر حديقة غالاباغوس الوطنية، التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة وجهات الغوص وعشاق الطبيعة، تجربة لا تُنسى لأولئك الذين يرغبون في اكتشاف وتصوير النباتات المتوطنة والتنوع المدهش للكائنات الحية.

مقالات مشابهة

  • جزر غالاباغوس في الإكوادور.. وجهة بيئية فريدة تغري العلماء والسياح
  • منظمة الفاو : المغرب أقل البلدان المغاربية تضرراً من الجراد الصحراوي
  • «الأولمبية الوطنية» تشارك في منتدى «المجلس الآسيوي»
  • الزراعة تطلق الحملة الوطنية الربيعية لمكافحة الحمى النزفية
  • التعبئة العامة واللجنة الفرعية بصعدة تدشنان أنشطة الدورات الصيفية
  • رسامني يصرح عن أمواله أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد
  • الأرصاد يتوقع هطول أمطار على عدة محافظات وأجواء حارة بسهل تهامة والمناطق الصحراوي
  • بالتزامن مع زيارة الوزير المفاجئة.. وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية بأزمة قلبية
  • وفاة بحادث تصادم على الطريق الصحراوي
  • عمر النعيمي يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية في طشقند