مدام دي سيفينيه.. أيقونة الأدب الفرنسي الخالدة في فن الرسائل
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
في القرن السابع عشر، وسط بلاط لويس الرابع عشر الباذخ وحياة النبلاء المترفة، برز اسم مدام دي سيفينيه (Madame de Sévigné) كواحدة من أبرز الشخصيات الأدبية في فرنسا، ليس من خلال الروايات أو المسرحيات، بل عبر فن الرسائل، الذي أتقنته ببراعة جعلت منها أيقونة أدبية خالدة.
من هي مدام دي سيفينيه؟وُلدت ماري دو رابوتان-شانتال، ماركيزة دي سيفينيه، عام 1626 لعائلة أرستقراطية فرنسية.
بدأت مدام دي سيفينيه كتابة الرسائل إلى ابنتها بعد زواج الأخيرة وانتقالها إلى جنوب فرنسا عام 1671. كانت هذه الرسائل مليئة بالمشاعر، حيث عبرت فيها عن حبها العميق لابنتها وافتقادها لها، لكنها لم تقتصر على العواطف فقط، بل قدمت وصفًا حيًا ودقيقًا لحياة المجتمع الفرنسي في ذلك العصر.
تناولت في رسائلها أخبار البلاط الملكي، الفضائح، الشؤون السياسية، والأحداث الكبرى مثل محاكمة نيكولا فوكيه، وزير مالية لويس الرابع عشر، وسقوط مدام دو مونتيسبان، إحدى عشيقات الملك. بأسلوبها الساخر والذكي، نجحت في رسم صورة دقيقة للمجتمع الفرنسي آنذاك، مما جعل رسائلها مرجعًا تاريخيًا وأدبيًا فريدًا.
لماذا اشتهرت رسائلها؟لم تكن رسائل مدام دي سيفينيه مجرد خطابات شخصية، بل تميزت بأسلوبها البسيط والعفوي الممزوج بالحكمة والفكاهة. لم تكن تسعى للنشر، لكنها كتبت كما لو كانت تحكي قصة يومية، مما جعلها قريبة من القارئ. وبعد وفاتها عام 1696، نُشرت رسائلها وأصبحت نموذجًا أدبيًا يحتذى به في فن الرسائل.
إرث أدبي خالداليوم، تُعتبر رسائل مدام دي سيفينيه من أهم الأعمال الكلاسيكية في الأدب الفرنسي، حيث تعكس ببراعة روح القرن السابع عشر. تُدرّس نصوصها في المدارس والجامعات، ويُستشهد بها كمثال على الأسلوب الأدبي الرشيق الذي يجمع بين العاطفة والفكر العميق.
رغم مرور أكثر من ثلاثة قرون على وفاتها، لا تزال مدام دي سيفينيه تُقرأ ويُحتفى بها، وكأن رسائلها لم تفقد بريقها أبدًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرنسا الرسائل البلاط الملكي أرستقراطية المزيد
إقرأ أيضاً:
سر أيقونة شهداء المصريين في ليبيا بكاتدرائية العباسية.. البابا تواضروس يوضح
رد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على سؤال الإعلامية لميس الحديدي، ما لفت نظرها عندما زارت الكاتدرائية منذ سنوات ولكنها الآن تبدو أكثر جمالاً وتطويراً.
وأثناء تجول الحديدي مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، علقت: «لفت نظري هنا وجود أيقونة لشهداء ليبيا من المصريين عام 2015، ليعلق البابا تواضروس الثاني قائلاً: «مر 10 سنوات على حادث شهداء ليبيا. هي ليست أيقونة فقط لشهداء ليبيا من المصريين بل للشهداء المعاصرين لكن أشهرهم شهداء ليبيا».
وأكمل: «استحدثنا عيد "الشهداء المعاصرين" في 15 فبراير من كل عام، متوافقًا مع ذكرى شهدائنا في ليبيا»، لافتا إلى أن لحظة استشهاد شهداء ليبيا كانت لحظة أليمة على قلبي وعلى كل المصريين.
وأضاف البابا تواضروس الثاني: «الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بُنيت عام 1968 على شكل صليب، بعد أن وضع أساساها عام 1965 الرئيس عبد الناصر في عهد البابا كيرلس».
وقال البابا تواضروس في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج «كلمة أخيرة»، المذاع على قناة «أون»، اليوم الإثنين: «جرى الافتتاح الرسمي لها في عام 1968 حيث كانت عبارة عن خراسانات وكانت حجم كبير حيث كانت تعتبر قبل 55 عاماً أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط حيث بنيت على نظام الأعمدة على شكل صليب».
وتابع: «كانت فخر وقت افتتاحها عام 1968 وفي نفس السنة ظهرت القديسة مريم العذراء في الزيتون وكانت سنة مبروكة مع عودة رفات القديس مارمرقس من فينسيا في إيطاليا».
ونوه قائلا: «بذلت بعض المجهودات المحدودة في إطار التطوير حتى عام 2015 حيث أجرينا مسابقة ضخمة تقدم 20 فريق من الفنانين للفوز بعملية التطوير»، معقبا: «مشروع ضخم جداً حيث لدينا 200 أيقونة مثلاً وأجرينا تلك المسابقة ووقع الاختيار على خمسة فرق من بين 20 فريقاً وبدأنا منح كل فريق ركنية يتولى القيام بها فمثلاً غرب الكنيسة منح لفريق وصحن الكنيسة تولاه فريق ومنطقة الخورس وحامل الأيقونات لفريق ثالث وداخل الهيكل فريق رابع والقباب فريق خامس».
اقرأ أيضاًلميس الحديدي: الكنيسة المصرية غالية على قلوب المصريين.. خاصة البابا تواضروس الذي واجه معنا الإرهاب
«محمد الباز» يناقش شهادة البابا تواضروس في معرض القاهرة الدولي للكتاب
البابا تواضروس الثاني يترأس قداس ولقان عيد الغطاس بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية