ريفييرا غزة | آخر مشاريع الوهم في القطاع.. ليس الأول من نوعه (شاهد)
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
بشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخطة جديدة لقطاع غزة، إلى جانب العديد من الخطط الطموحة لتحويل غزة إلى "جنة اقتصادية" لكنها ستبقى حبرا على ورق في غالب الأمر، أسوة بخطط سابقة، لم يكن الهدف منها سوى التغطية على المشكلة الأكبر وهي الاحتلال، وتحويل الأنظار إلى الفرص التي يهدرها الفلسطينيون في القطاع بسبب إصرارهم على "المقاومة".
وقال ترامب، إنه ينوي السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" لكن من دون سكانه، الذين يعتزم توطينهم في دول أخرى، لا سيما مصر والأردن.
وتابع ترامب بأن خطته: "ستجعل من القطاع المدمر "ريفييرا الشرق الأوسط. وقد يكون هذا شيئا بالغ الروعة".
ما هي الريفييرا؟
ريفييرا ليست منطقة، بل تعبير، ويعني "الساحل" باللغة الإيطالية التي تعود إليها الكلمة من أصول لاتينية، وهي أي منطقة تمتلك خاصة جغرافية مميزة، ومتنوعة، وأجواء مشمسة، ويحبها السياح.
أما الوصف المتداول لـ"ريفييرا" فيعود إلى الساحل الجنوبي لفرنسا، والذي يشتهر بالمنتجعات الفاخرة في نيس، وموناكو، وكان، وبعديها أصبح يتداول لأي منطقة مشابهة، مثل الريفييرا الإيطالية، والريفييرا التركية، والريفييرا الأمريكية، للدلالة على مدن ساحلية فخمة.
وتعرف الريفييرا الإيطالية بأنها المنطقة الواقعة شمال غرب إيطاليا وتمتد على طول ساحل ليغوريا، وتضم مدنًا مثل بورتوفينو وسانريمو.
أما الريفييرا التركية فتقع جنوب غرب تركيا وتعرف بساحل الفيروز، وتضم أنطاليا، وبودروم، ومرماريس.
والريفييرا الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، فتشمل مناطق مثل سانتا باربرا، حيث المناخ المعتدل والطراز المعماري المميز.
والريفييرا المكسيكية على سواحل المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، وأماكن مثل كانكون، وأكابولكو، وبويرتو فالارتا.
"غزة 2035"
فكرة تحويل غزة إلى "منتجع كبير" ليست جديدة على ترامب إذ قال في وقت سابق بأنها تتمتع "بموقع استثنائي على البحر" و"أفضل طقس".
وفي عام 2024 قال صهره جاريد كوشنر، إن الواجهة البحرية في غزة "ذات قيمة كبيرة" واقترح على إسرائيل إخراج الفلسطينيين من غزة و "تنظيفها".
وليست الخطط لتحويل غزة إلى سنغافورة، أو دبي جديدة، أو ريفييرا جديدة، إذ أن إدارة نتنياهو تعتقد أن الاستعراض يمكنه أن يشتت الانتباه عن التطهير العرقي في غزة، بحسب الكاتبة، والناقدة في الهندسة المعمارية في صحيفة "ذا نيشن" كيت فاغنر.
في أيار/ مايو الماضي، راجت أنباء عن أن مكتب نتنياهو يقوم على تجهيز خطة أسماها "غزة 2035" تقضي بتحويل غزة بعد تطهيرها من سكانها إلى منطقة استخراج النفط والغاز، ومدينة كبيرة لتصنيع السيارات الكهربائية – دعما للبيئة - وفقًا لما نشرته مجلة The Architect’s Newspaper المتخصصة.
وتم رسم غزة جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيها ناطحات سحاب حديثة، ومنصات نفط بحرية، وحقول طاقة شمسية، بإشراف من البحرين، والأردن، والسعودية، والمغرب، قبل إعادتها إلى الفلسطينيين لاحقا.
وتهدف الخطة إلى نقل المسؤولية الأمنية الإسرائيلية إلى إسرائيل، في حين سيقوم التحالف العربي بإنشاء هيئة متعددة الأطراف تسمى هيئة إعادة تأهيل غزة للإشراف على جهود إعادة الإعمار وإدارة الشؤون المالية للقطاع.
وتحدثت الخطة عن المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي تسمى "الحكم الذاتي"، والتي تعطي الحق للاحتلال الإسرائيلي بـ"التصرف ضد التهديدات الأمنية".
وزعمت خطة نتنياهو أن أهالي قطاع غزة سيعيشون برغد ورفاه بعد انتهاء حركة حماس، حيث تشمل الخطة إعادة إعمار القطاع بتصاميم حديثة وجذابة.
"Connected Gaza"
مشروع آخر طموح، عملت عليه مجموعة AECOM الأمريكية لتطوير البنية التحتية، بتمويل من USAID باسم "غزة المتصلة" لتطوير غزة بحيث تصبح منطقة رئيسية لتدفق البضائع والخدمات، عبر طرق، وموانئ، ومطارات، وسكة حديد، ستحول غزة إلى مدينة عصرية.
وتقول فاغنر حول طرح هذه المشاريع، والرؤى، وتوظيف المصممين والخبراء لوضع خطط لمدن قد لا تبنى أبدا، وإهدار كل هذا الجهد، هو ببساطة لأن هذه الشركات الكبرى تتقاضى أجورها بالساعة، وليس بالتنفيذ على الأرض، لذا فإنها تجني أموالا لا بأس بها من مجرد وضع مراحل التصميم والتخطيط ووضع التصورات الأولية.
وبحسب نائب رئيس AECOM، كريستوفر تشوا، فإنه الخطة الطموحة تقضي بتحويل الواجهة البحرية في غزة إلى شوارع، وسكة قطار، ومركز نقل إقليمي مفيد لغزة، وجيرانها.
والنتيجة بحسب تشوا هي أن تصبح غزة جزءا من مشروع أكبر يمتد من عمان إلى تل أبيب، مرورا بالقدس وحيفا، وكلها مرتبطة ببنية تحتية تبدأ من بوابة غزة، وقلب غزة، ووادي غزة، إلى شاطئ غزة.
وفي غزة، وضعت الشركة تصورا لـ 30 مشروعا مؤسسيا و7 مشاريع متكاملة و40 مشروعا محليا، منخفضة التكلفة، ومبدعة، وتكافلية، ضمن خطة شاملة لتقليل التركيز على الزراعة، والتوجه نحو التصدير ودعم اقتصاد المعرفة.
وسينتج عن المشروع الذي لم ير النور منذ 2017، اقتصاد قائم على المعرفة، مفيد لـ3.5 مليون شخص في القطاع، و1.1 مليون وظيفة جديدة.
الرقص في "العتمة"
خلال الحرب على غزة، افترض الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، أن بلاده لو استملت إدارة قطاع غزة، لأعادت إعمارها، وحققت لسكانها حياة كريمة.
وأشار عبدالله إلى أن الإمارات بإمكانها تحويل غزة خلال 10 سنوات إلى مركز سياحي ومالي وتجاري عالمي.
وبحسب "رؤية عبدالله" التي لم تلق أذانا مصغية، فإن القطاع الصغير سيصبح نقطة جذب لأفضل المواهب الفلسطينية والعربية، تماما مثل دبي.
لو استلمت #الإمارات ادارة غزة المنكوبة والمحتلة لاعادت اعمارها وحققت ل 2.5 مليون نسمة من سكانها حياة كريمة وحولتها خلال 10 سنوات الى مركز سياحي ومالي وتجاري عالمي تستقطب افضل المواهب الفلسطينية والعربية حالها حال #دبي. مجرد خاطرة لاكاديمي إماراتي لا تغيب #غزة لحظة واحدة عن باله pic.twitter.com/H43KUMKlZ8 — Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 12, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب غزة الاحتلال غزة الاحتلال ترامب طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غزة إلى فی غزة
إقرأ أيضاً:
السعودية تكشف تفاصيل خطة ترامب حول غزة: تنازلات وشروط جديدة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)
في تطور جديد على الساحة السياسية الإقليمية، كشفت السعودية يوم الأحد عن تفاصيل الخطة الأمريكية المقترحة لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة ترتيبات للانطلاق في الجولة الثانية من المفاوضات التي تشمل إعادة إعمار القطاع المدمر.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من المباحثات الأمريكية - السعودية التي بدأت بزيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الرياض، ثم تبعها اتصال بين وزير الخارجية الأمريكي ماركوا روبيو ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
اقرأ أيضاً لا تستهين بالقيلولة: قد تكون السبب وراء إصابتك بالسكتة الدماغية 2 فبراير، 2025 صحة قولونك في خطر: تعرف على أبرز المدمرات وكيف تحافظ عليه 2 فبراير، 2025
خطة ترامب لإعمار غزة: الشروط والاقتراحات:
وفقًا للتسريبات التي تداولتها وسائل الإعلام السعودية، فإن الخطة الأمريكية تتضمن بنودًا مثيرة للجدل تهدف إلى إعادة بناء غزة، لكن في الوقت نفسه تتطلب تنازلات من جانب الفلسطينيين.
أبرز بنود الخطة تشمل توفير شقة سكنية لكل عائلة فلسطينية في القطاع مقابل التنازل عن حق العودة لأراضي 1948 في الداخل الفلسطيني المحتل. وهذه النقطة أثارت ردود فعل قوية، حيث يعتبر حق العودة أحد الثوابت الأساسية في القضية الفلسطينية.
وتتضمن الخطة أيضًا بناء وحدات سكنية جديدة ومرافق خدمية لزيادة تحسين الظروف المعيشية في غزة، إضافة إلى إنشاء فنادق شاطئية، في خطوة تهدف إلى تحفيز السياحة والاستثمار في المنطقة.
من بين الشروط المثيرة أيضًا هو تحويل الأنفاق التي يستخدمها الفلسطينيون في القطاع إلى "مترو" نقل، في محاولة لتغيير البنية التحتية العسكرية وتحويلها إلى مشاريع مدنية.
الزيارة والمباحثات الأمريكية – السعودية:
جاء تسريب تفاصيل الخطة الأمريكية عقب زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الرياض، حيث كانت الاجتماعات مع المسؤولين السعوديين جزءًا من سلسلة من المباحثات التي تتعلق بمستقبل قطاع غزة وإعادة إعمارها.
بالإضافة إلى ذلك، جرت مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي ماركوا روبيو ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، حيث تم مناقشة الوضع في غزة وآليات التعاون بين الرياض وواشنطن بشأن المرحلة المقبلة.
تزامنًا مع هذه المفاوضات، تتواصل الجهود لإطلاق الجولة الثانية من المفاوضات التي ستتضمن خطة لإعادة إعمار غزة، حيث سيتم مناقشة مختلف العروض والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الوضع المعيشي في القطاع، في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون تحديات كبيرة في ظل الحصار المستمر والدمار الذي خلفته الصراعات المتكررة.
الردود والتداعيات المحتملة:
يبدو أن التسريبات حول خطة ترامب قد أثارت قلقًا في الأوساط الفلسطينية والعربية، حيث يعتبر الكثيرون أن التنازل عن حق العودة هو بمثابة تجاوز للثوابت الفلسطينية، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات بين مختلف الفصائل الفلسطينية.
كما أن طرح فكرة تحويل الأنفاق إلى "مترو" يشير إلى محاولات أمريكية لإعادة تشكيل الواقع في غزة وفقًا لرؤيتها السياسية، وهو ما قد يواجه معارضة شديدة من الجانب الفلسطيني.
من جانبها، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من الحكومة الفلسطينية أو الفصائل المعنية حتى الآن، لكن من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من النقاشات والردود على ما تم تسريبه بشأن الخطة الأمريكية لإعادة إعمار غزة.