الجزيرة:
2025-04-28@19:55:18 GMT

تايمز: نتنياهو وترامب من التدابر إلى التصالح

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

تايمز: نتنياهو وترامب من التدابر إلى التصالح

أمضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب أشهرا دون أن يتحدثا، لكن علاقتهما أصبحت قوية في الفترة الأخيرة، ومن المؤكد أن للرجلين الكثير من القواسم المشتركة، بدءا من عودتهما غير العادية في مواجهة التهم الجنائية إلى سياسة حافة الهاوية التي ميزت حياتهما المهنية، وفقا لما جاء في صحيفة تايمز البريطانية.

وشددت الصحيفة على أن صداقة ترامب ونتنياهو إستراتيجية أكثر منها شخصية، واصفة اتفاقيات أبراهام التي حققاها في الولاية الأولى لترامب بأنها هي وما انجر عنها من تطبيع مع بعض الدول العربية "أعظم نجاح دولي في ولاية ترامب الأولى".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: ترامب يدق آخر مسمار في نعش القوة الأميركية الناعمةlist 2 of 2وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكريةend of list

وها هما اليوم -تقول تايمز- يجدان نفسيهما مرة أخرى معتمدين على بعضهما البعض لتحقيق نتائج تحدد حياتهما المهنية، فهناك وقف إطلاق النار الهش في غزة، والذي تعهد ترامب بإتمامه في ظل احتجاز 6 أميركيين، في حين يتعرض نتنياهو لضغوط من اليمين في ائتلافه لاستئناف الأعمال العدائية مع حماس.

وأثناء وجود ترامب في السلطة بدا أن علاقته الشخصية مع نتنياهو تتطور، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019 بعث ترامب إلى نتنياهو رسالة في عيد ميلاده الـ70 ختمها بعبارة "أنت عظيم!".

إعلان

لكن خلافا برز بين الرجلين في يناير/كانون الثاني 2020 بشأن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، إذ قال ترامب لمجلة تايم في مايو/أيار الماضي "لقد مررت بتجربة سيئة مع بيبي"، مضيفا أن العملية في مطار بغداد كان من المفترض أن تكون هجوما مشتركا مع الإسرائيليين، قبل أن يتراجع نتنياهو.

"هذا شيء لا أنساه أبدا"، ثم ارتكب نتنياهو خطيئة -وفقا للصحيفة- أكثر خطورة في نظر ترامب، إذ هنأ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020.

ولم يستطع ترامب السياسي الذي يعتمد أسلوب المعاملات التجارية في نهاية المطاف قبول أن يغير انتهازي كبير آخر دعمه له ويصطف إلى جانب منافسه، ولذلك فقد اتهمه بالفشل الذريع في حماية إسرائيل من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا "أعتقد أنه يتحمل اللوم في ذلك وبقوة".

لكن نتنياهو حرص على التقارب من جديد مع ترامب، فالتقى الرجلان لإصلاح الأمور في أول اجتماع لهما وجها لوجه بعد وقت قصير من محاولة اغتيال ترامب في بتلر بولاية بنسلفانيا عندما بدأت عودته إلى الرئاسة تبدو أكثر ترجيحا، وكان ذلك موضع ترحيب واضح من ترامب.

كما سارع نتنياهو إلى تعزيز مكانته لدى ترامب بعد فوز الأخير، وكان من بين أول من اتصلوا به لتهنئته، وسارع كذلك إلى دعم إيلون ماسك في يوم التنصيب عندما ألقى ملياردير "تسلا" و"سبيس إكس" وحليف ترامب تحية عسكرية انتُقدت بوصفها تحية نازية خلال حدث أقيم في ملعب لأنصار ترامب.

وبعد أن لاحظ نتنياهو اهتمام الجمهوريين بزيارته قرر تمديدها يوما آخر حتى نهاية الأسبوع من أجل إتمام مجموعة من الاجتماعات الحاسمة التي تتعلق بشكل كبير بإسرائيل وغزة والرهائن ومستقبل الشرق الأوسط بأكمله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ما هي عقيدة القدر المتجلي الخطيرة التي يسعى ترامب إلى إحيائها؟

في مستهلّ ولايته الرئاسية الثانية، وأثناء خطاب تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "من هذا اليوم فصاعدًا، ستزدهر بلادنا وتُحترم مجددًا في جميع أنحاء العالم. سنكون محط غيرة كل أمة، ولن نسمح لأنفسنا أن يستغلّنا أحد بعد اليوم. خلال كل يوم من أيام إدارة ترامب، سأضع ببساطة، أميركا أولًا".

وأضاف: "ستستعاد سيادتنا، وسيُعاد الأمن إلى ربوعنا، وموازين العدالة إلى نصابها. وأولويتنا القصوى ستكون بناء أمة فخورة، مزدهرة، وحرة. ستصبح أميركا قريبًا أعظم، وأقوى، وأكثر تفوقًا من أي وقت مضى".

وأردف قائلًا: "من هذه اللحظة فصاعدًا، انتهى انحدار أميركا". مؤكدًا: "لقد أنقذني الله لأجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". كما عبّر عن رغبته في تغيير "اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا"، وأعلن عزمه على "إرسال رواد فضاء أميركيين لغرز العلم الأميركي على كوكب المريخ". وختم مؤكدًا: "نحن شعب واحد، وعائلة واحدة، وأمة مجيدة واحدة تحت قيادة الله".

لكن التصريح الأكثر إثارة للجدل جاء في نهاية يناير/ كانون الثاني 2025، حين كشف ترامب في مقابلة عزمه على استعادة قناة بنما، وقال صراحة: "لقد بنيناها، دفعنا ثمنها، ولن نتنازل عنها للأبد"(رويترز-2025).

كما ألمح إلى إمكانية ضم غرينلاند وكندا قائلًا: "غرينلاند أراضٍ بكر، غنية بالموارد، وهي أقرب إلينا من بعض ولاياتنا" (أسوشيتد برس 27 يناير/ كانون الثاني 2025).

إعلان

من خلال هذا الخطاب، أعاد ترامب إلى الواجهة مفهومًا أيديولوجيًا عميقًا من تاريخ أميركا السياسي، وهو مفهوم "القدر المتجلي" (Manifest Destiny)، الذي برز في أربعينيات القرن التاسع عشر، وتحوّل إلى عقيدة قومية تبرّر التوسع باسم "الإرادة الإلهية".

إعلان ترامب أن "الحقبة الذهبية لأميركا تبدأ الآن"، وغرز العلم الأميركي على المريخ، لم يكن مجرد دعاية انتخابية، بل إحياءً لواحدة من أخطر العقائد الأميركية: "القدر المتجلي"، التي تبرر التوسع الإمبراطوري باسم "الإرادة الإلهية".

جذور الفكرة: من الإبادة إلى الإمبراطورية

نشأت فكرة "القدر المتجلي" على يد الصحفي الأميركي جون أوسوليفان، في عام 1845، الذي دعا الأميركيين إلى اعتبار أنفسهم شعبًا مختارًا من قبل العناية الإلهية، ومكلَّفين بنشر الحضارة (وفق الرؤية الغربية البروتستانتية الأنجلوسكسونية) عبر القارة الأميركية، ومن ثم إلى العالم بأسره.

وفقًا لهذا التصور، فإن "القدر" قد حدد غايته واختار"البيض الأنجلوسكسون البروتستانت" كحاملي هذه الرسالة، ومكّنهم من الهيمنة على الأراضي الهندية أولًا، ثم التوسّع خارج الحدود الجغرافية الطبيعية. إن "القدر"، كما رآه أوسوليفان، يجب أن يُرسم بخط مستقيم يقود نحو مستقبل تتسيّده أميركا كقوة مُخلِّصة ومهيمِنة.

على الرغم من صياغتها بخطاب سياسي وعلماني، حملت هذه العقيدة جوهرًا استعلائيًا عرقيًا ودينيًا، إذ قدمت فكرة أن الرب فضَّل "البيض الأنجلوسكسون البروتستانت"، وجعلهم "شعبًا فوق كل الشعوب"، مما ساهم في تبرير الإبادة ضد السكان الأصليين، والتوسعات الأميركية مثل شراء لويزيانا (1803)، وضم تكساس (1845)، والحرب مع المكسيك (1846-1848)، وضم كاليفورنيا، وأريزونا، ونيو مكسيكو، وصولًا إلى غزو الفلبين، وهاواي، وبورتوريكو في أواخر القرن التاسع عشر.

هكذا أصبحت هذه الفكرة غطاءً أيديولوجيًا يخفي الطموحات التوسعية خلف ستار أخلاقي، يجمع بين التفوق العرقي والإرادة الإلهية.

إعلان على خطى أوسوليفان

ترامب، في إحيائه هذا المفهوم، لم يكتفِ بالرمزية، بل استخدم مفرداته بشكل مباشر: التوسع في الفضاء، إعادة تسمية جغرافيا الآخرين، وتجديد مفاهيم السيطرة القومية.

قد تبدو هذه التصريحات شعبوية، لكنها تُعيد إنتاج خطاب أميركي يرى في بلاده قوة استثنائية، لا تخضع للمعايير العالمية، بل تعيد تشكيلها.

ورغم أن تطبيق هذه الفكرة بدأ قبل تأسيس الدولة الأميركية نفسها، فإن إضفاء الطابع الفكري عليها عبر مبدأ "القدر المتجلي" منح السياسيين لاحقًا غطاءً لشرعنة سياسات الغزو والهيمنة، أو العزلة عند الحاجة.

اليوم، لا يُنظر إلى "القدر المتجلي" كذكرى تاريخية، بل كنهج حي يعود بصيغة جديدة في الإدارة الأميركية. ويتجلى هذا الحضور بوضوح في كتاب (American Crusade: Our Fight to Stay Free ) لوزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، حيث يظهر الامتداد الأيديولوجي الواضح للفكرة، وإن لم تُذكر بالاسم.

الهيمنة، السيطرة، واستعادة مؤسسات الدولة (كالتعليم، القضاء، الإعلام…) من "اليسار العدو"، كلها تتجسد في مضمون الكتاب، لتصبح العقيدة القديمة أداة حديثة لإعادة "أمركة أميركا"، وتطهيرها من كل ما لا ينسجم مع النموذج المحافظ والإنجيلي الذي يتبنّاه.

النسخة الترامبية

غير أن النسخة الترامبية من هذه الفكرة تبتعد عن الغطاء الأخلاقي التقليدي الذي استخدمته الإدارات السابقة كذرائع لتدخلاتها. فبدلًا من الشعارات حول "حقوق الإنسان" أو "نشر الديمقراطية"، يصرح ترامب بأن الغاية هي المصلحة القومية، والقوة، والهيمنة.

في هذا السياق، يرى بعض الباحثين أن هذا التحول يُعيد الولايات المتحدة إلى منطق الإمبراطوريات القديمة، حين كان التوسع غاية في حد ذاته، وليس وسيلة لتحقيق مبادئ عُليا.

ويقول المؤرخ الأميركي هاورد زين إن: "القدر المتجلي لم يكن أبدًا بريئًا، بل أداة إمبريالية مغطاة بأخلاق مصطنعة"، ويبدو أن ترامب قد قرر إزالة هذا الغطاء نهائيًا.

إعلان

تبعًا لذلك، فإن "القدر المتجلي" في نسخته الترامبية لا يتوقف عند الحدود الجغرافية، بل يتعداها إلى الفضاء، والتكنولوجيا، وربما الاقتصاد العالمي.

فالدعوة إلى "استعادة" مناطق مثل كندا، وغرينلاند، تعكس تصورًا للقوة ليس قائمًا فقط على النفوذ، بل على الملكية المباشرة. كذلك، فإن تصريحه بأن على أميركا أن تكون "سيدة الفضاء"، يعكس توجهًا نحو عسكرة الفضاء، في تحدٍّ واضح للاتفاقات الدولية التي تمنع تحويل الفضاء إلى ساحة صراع عسكري.

إن هذا التوجه الأميركي الجديد قد يُنتج عواقب دولية خطيرة، من بينها تصاعد النزعة القومية في مناطق أخرى، وسباق تسلّح في الفضاء، وعودة خطاب الاستعمار والضم إلى واجهة العلاقات الدولية.

خلاصة القول: إحياء ترامب مفهوم "القدر المتجلي" ليس مجرد خطاب بلاغي، بل أداة سياسية تعكس فلسفة حُكم قائمة على السيطرة والتفوق، تُعيد صياغة الهيمنة الأميركية بأساليب معاصرة تتجاوز حدود الزمان والمكان.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • وزير البلديات: أكثر من 500 ألف فرصة وظيفية في الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة
  • ما هي عقيدة القدر المتجلي الخطيرة التي يسعى ترامب إلى إحيائها؟
  • الكرملين مستعد للتفاوض مع أوكرانيا وترامب متشكك
  • عاجل - اجتماع رمزي بين زيلينسكي وترامب في كاتدرائية القديس بطرس قبيل جنازة البابا فرانسيس
  • جولة جديدة من المفاوضات بين إيران وأمريكا.. وترامب متفائل بإبرام اتفاق
  • أول لقاء شخصي بين شولتس وترامب على هامش جنازة البابا
  • عمان تستضيف جولة حاسمة بين طهران وواشنطن.. وترامب يكشف عن اتفاق نووي مرتقب
  • جولة جديدة من المفاوضات بين إيران وأمريكا.. وترامب متفائل بشأن إبرام اتفاق
  • ترامب: طلبت من نتنياهو سلوكا جيدا تجاه غزة