لم يكن اتهام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لتنظيم حزب الله اللبناني، بالوقوف وراء مقتل إلياس الحصروني، هو الأول الذي يثير الشكوك، حول أن المسؤول في حزب القوات لم يلق مصرعه في حادث سير.

الحصروني، 71 عاماً، الذي يملك مطعماً وقاعة للزفاف في قرية عين إبل، جنوب لبنان، عُثر على جثته وقد فارق الحياة في سيارته بمنطقة لم يكن يرتادها، وقيل آنذاك إن الوفاة طبيعية نتيجة حادث سير.


لكن الشكوك بدأت بوجود شبهة جنائية في الحادثة، بعد أن تحدث مواطنون في المنطقة، حسب موقع "النشرة" اللبناني، عن وجود تحركات لسيارات غريبة قبيل نصف ساعة من مغادرة الحصروني للمطعم، وما عززها هو مقطع فيديو من كاميرا مراقبة نشره لبنانيون بينهم الصحافي طوني بولص، يدعم فرضية "اغتيال مدبر" للمسؤول في حزب القوات اللبنانية.

فيديو يوثق عملية خطف القيادي في القوات اللبنانية #الياس_الحصروني والذي وجدت جثته في احد الاحراش القريبة.

???? الواضح انو الكمين محكم وملابس الخاطفين الموحدة بتدل على الجهة الخاطفة والقاتلة. pic.twitter.com/CAzjXRsOHe

— طوني بولس (@TonyBouloss) August 9, 2023
وأظهر الفيديو اعتراض سيارتين لطريق الحصروني، ليترجل منها أشخاص ويصعدون بسيارة الراحل، قبل انطلاق السيارات الثلاث.
ووفقاً للفيديو فإن 3 سيارات شاركت في عملية الخطف المفترضة، غير أن تقارير إعلامية نقلت عن شهود عيان وجود سيارات أخرى لم تظهر حاولت عرقلة المرور إلى مكان حادثة الاختطاف.
وكشفت قناة (LBCI)، نقلاً عن مصادر لم تسمهاـ أن نتيجة التشريح أظهرت أن سبب الوفاة ناجم عن كسور في ضلوع القفص الصدري بسبب جسم صلب، كما تبين وجود ضربة في الرأس لم تكن سبباً للوفاة. ولم تظهر التحاليل أي آثار لسموم أو مخدرات في جسمه.
بصمات حزب الله
يقول الكاتب الصحافي، وعضو حزب القوات اللبنانية، جورج حايك، إن "المنطقة التي قتل فيها الحصروني تقع تحت نفوذ حزب الله. ولا يمكن أن تحدث جريمة بهذه المنطقة دون أن يكون له علاقه بها، أو على الأقل لديه معلومات عنها".

سمير جعجع: رفيقنا الياس الحصروني "مات قتل" في عمق مناطق سيطرة حزب الله.#سمير_جعجع #الجمهورية_القوية #القوات_اللبنانية @DrSamirGeagea pic.twitter.com/pqo6hplmPB

— Lebanese Forces (@LFPartyOfficial) August 21, 2023
ويضيف حايك أن "الحادثة مشبوهة، لأن عدة سيارات كانت تراقب الحصروني قبل مغادرته، وحاصرته عند الساعة التاسعة ليلاً، وقتلوه ووضعوه داخل سيارته في منطقة حقلية لإظهار أن ما وقع حادث سير. وهو أمر لا يستطيع أحد إتقانه إلا التنظيمات العسكرية المدربة".
"وكما هو معروف لا توجد جريمة كاملة، إذ أن القاتل لم ينتبه لوجود كاميرات مراقبة التقطت ما حدث"، بحسب حايك.
وتابع الكاتب الصحافي:" في البداية الطب الشرعي قال إن الوفاة بحادث سير، وحاول تظليل التحقيق، لكن بعد الفيديوهات توسع التحقيق".
ويشير جورج حايك إلى " أمور تحدث الآن تثبت أن الحزب يقف وراء اغتيال الحصروني بنسبة 99.99%، إذ بدأت وسائل الإعلام تابعه له محاولة تضليل التحقيق، عبر بث أخبار غير صحيحة، تتهم الراحل بامتلاك معاملات مالية مشبوهة".
وقال عضو حزب القوات اللبنانية إن "الدكتور سمير جعجع أمر بمتابعة القضية أمنياً وقضائياً لمنع التضليل وكشف الحقيقة".
لماذا الحصروني؟
ويقول جورج حايك " إن القوات اللبنانية ترى أن اغتيال إلياس الحصروني بمثابة إزاحة لرجل كان يقف بوجه مخططات مستقبلية يرسمها حزب الله لشكل المنطقة".

من عين ابل. وفاء للشهيد الياس الحصروني. pic.twitter.com/UuRANz2gc8

— Federal Lebanon (@FederalLebanon_) August 20, 2023
وأوضح أن "الراحل كان يحظى بشعبية واسعة بين الناس، وكان يحثهم على عدم بيع أراضيهم وتعزيز الوجود المسيحي في الجنوب"، وهو ما دفع "القوات اللبنانية" إلى اتهام الميليشيات في جريمة تشبه إلى حد كبير جريمة اغتيال الناشط الشيعي المعارض لحزب الله لقمان سليم.

من جهته، قال المحلل السياسي اللبناني، المحامي أمين بشير، إن سبب اتهام رئيس حزب القوات اللبنانية لحزب الله كان واضحاً، بما أن الجريمة وقعت في مناطق نفوذه الأمني والعسكري.
وما يزيد من شبهات علاقة الحزب بالجريمة المفترضة، أنه ينفي علمه فيها، رغم أن المنطقة تقع تحت نفوذه، ولا يسمح بدخول أي أحد أو وقوع أي أمر دون معرفته، على غرار جريمة اغتيال المعارض الشيعي لقمان سليم، وفقاً لأمين بشير.
في ليلة 3 فبراير (شباط) 2021، أثناء حظر التجول،  كان لقمان سليم عائداً لوحده في سيارته المُستأجرة إلى بيروت، بعد أن زار صديقه في نيحا بقضاء صور جنوب لبنان، وعثر عليه مقتولاً بالرصاص لاحقاً.
آنذاك، قالت شقيقته رشا إنها " لا تتهم أحداً في اغتيال أخيها، لكن المسؤولين عن الجريمة معروفين، هم قاموا بتوجيه أصابع الاتهام لأنفسهم، من المعروف من هو المتحكم في هذه المنطقة"، في إشارة لحزب الله.

من #لقمان_سليم إلى #ديما_صادق... #حزب_الله يُرهب منتقديه #تقارير24https://t.co/XdFxAzxJLX pic.twitter.com/R4onlECkL4

— 24.ae (@20fourMedia) August 18, 2022
شبح دائم
ويعبر المحامي أمين بشير عن استغرابه من وجود "شبح دائم" يتعلق بالجرائم ذات الطابع السياسي لدى القضاء اللبناني، إذ أن ملفات هذه الجرائم تكون "فارغة" دائماً.
ويقول: "لو أن الجريمة ارتكبها العدو الإسرائيلي أو أي طرف آخر لتم الكشف عنها فوراً، لكن هذا النوع من الجرائم لا يتم التحقيق فيها بشكل جدي. هناك جرائم كثيرة حزب الله ساعد القضاء اللبناني في كشفها. لكن قضايا لقمان سليم والحصروني يغيب عنها (حزب الله)، رغم وقوعها بمناطق نفوذه".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني لبنان حزب القوات اللبنانية حزب الله حزب القوات اللبنانیة حزب الله pic twitter com

إقرأ أيضاً:

أسرار جديدة عن اغتيال نصرالله وفؤاد شكر.. صحيفة إسرائيلية تكشفها

نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية تقريراً جديداً كشفت فيه تفاصيل مختلفة عن اغتيال عدد من قيادات "حزب الله" في لبنان خصوصاً الشهيدين فؤاد شكر، إبراهيم عقيل، فيما تحدثت أيضاً عن أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله متطرقة إلى تفاصيل مرتبطة بعملية اغتياله يوم 27 أيلول 2024.     وتقول الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ نقطة التحول على صعيد المعركة بين إسرائيل و "حزب الله" كانت مرتبطة بحادثة مجدل شمس الشهيرة في الجولان السوري المحتل، كاشفة أن توقيت الحادثة التي أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص نتيجة سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم، أعطى المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي الأدوات والمبرر لنقل مركز ثقل الحرب من غزة إلى لبنان.     وفي السّياق، يقول أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين: "كانت مجدل شمس نقطة التحول، وعملياً، كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل رفح في غزة تقترب من نهايتها، وكان من الممكن تحريك القوات إلى الشمال باتجاه لبنان. كنا مستعدين للتركيز على لبنان، وكان لدينا المبرر للتحرك باتجاه الأخير".     وكشفت الصحيفة أنه بعد زيارته موقع الحادثة في مجدل شمس، أمر وزير الدفاع الإسرائيليّ السابق يوآف غالانت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي باغتيال رئيس أركان حزب الله فؤاد شكر، وتابعت: "في إسرائيل، كانوا يعلمون أن هناك فرصة بضعة أيام لاغتيال شكر، لكنهم لم يعرفوا بالضبط متى ستكون الظروف مواتية لذلك.     مع هذا، تشير الصحيفة إلى أن تزامن اغتيال شكر يوم 30 تموز الماضي واغتيال القيادي في حركة "حماس" اسماعيل هنية في إيران فجر 31 تموز كان "محض صدفة تامة"، وتابعت: "في العمليتين، لم يتم إخطار الولايات المتحدة مُسبقاً بشأنهما".     هنا، يكشف مسؤولٌ إسرائيليّ كبير إنَّه "كانت هناك معرفة مسبقة بأن تل أبيب ستقضي على هنية لأنه كان في زيارة إلى طهران"، وأضاف: "أما بالنسبة لشكر، فلم نتمكّن من معرفة متى سيتم اغتياله بالضبط".     ووفقاً لـ"يسرائيل هيوم"، فإنه بعد عمليتي الاغتيال، تحدث غالانت مع نظيره الأميركي السابق لويد أوستن، فقال للأخير إنه "من الواضح أن إيران سترد، وإذا كنتم تريدون منع التصعيد عليكم مساعدتنا في الدفاع".     كذلك، قالت الصحيفة إنّه كان في إسرائيل اعتقادٌ يُفيدُ بأنَّ "حزب الله" وإيران ينسقان الرّد على تصفية شكر وهنية.     من ناحيته، يشرحُ مسؤول إسرائيلي آخر رفيع المستوى قائلاً إنه "كانت هناك دلائل على أنَّ إيران وحزب الله سيعملان معاً ويهاجمون إسرائيل لكن أمين عام الحزب السابق حسن نصرالله كان مُعتدلاً من الناحية التكتيكية ومتطرفاً من الناحية الاستراتيجية. كان نصرالله مُلتزماً بتدميرنا لكنه مُنضبط للغاية ومنشغل بمعادلة تفيد بأن أي ضربة ستطال العاصمة اللبنانية بيروت سيوازيها هجوم على تل أبيب في إسرائيل".     ما حصل، بحسب الصحيفة، هو أنَّ رد الفعل على عمليتيْ الاغتيال تأخر، وقد تمّ في تشرين الأول 2024، وقال: "حتى قبل الهجوم الإيراني، حصلت سلسلة من العمليات المثيرة للقلق في لبنان، فيوم 17 أيلول الماضي، انفجرت أجهزة البيجر بعناصر حزب الله، وبعد يوم واحد أطلقت القوات الجوية عملية سهام الشمال والتي دمر خلالها الجيش الإسرائيلي مئات من منصات الصواريخ التابعة لحزب الله".     وتابعت: "في اليوم التالي، ومن دون أي نقاش مسبق، دخل رئيس شعبة العمليات عوديد باسيوك إلى غرفة وزير الدفاع يوآف غالانت، فأمسك بالأخير الذي كان في طريقه للخروج، عند باب المكتب وقال له: "هناك فرصة للقضاء على القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل، وكذلك قيادة قوة الرضوان بأكملها".     وأردفت: "في نفس اليوم، 20 أيلول، اغتال جيش الدفاع الإسرائيلي عقيل، وهو مسؤول كبير في حزب الله، في بيروت، كما تم استهداف معه العشرات من كبار أعضاء قوة الرضوان التابعة لحزب الله ومسؤولين في جناح العمليات في حزب الله".     ماذا عن اغتيال نصرالله؟     وتلفت الصحيفة إلى أنَّ التحركات التي قامت بها إسرائيل في لبنان خلال الأيام الأخيرة من شهر أيلول 2024، حصلت تقريباً من دون تدخل من الأميركيين الذين كانوا يراقبون ما يجري بإعاجب، وتابعت: "بعد أسبوعٍ من اغتيال عقيل، وفي 27 أيلول، أُتحيت الفرصة لإسرائيل للقيام بعملية أخرى وهي اغتيال نصرالله".     وهنا، يقول مسؤول إسرائيلي كبير: "بعد تصفية عقيل، أدركنا أنَّ نصرالله يعيشُ أزمة نفسية لكنه في الوقت نفسه كان يعتقدُ أنَّ إسرائيل لن تقضي عليه. لقد ظنَّ أنه يعرفنا وكان مُخطئاً".     الصحيفة قالت أيضاً إنَّ السجل المحيط بعملية القضاء على نصرالله يتسم بالاستقطاب بشكل خاص، إذ يزعم كل فرد تقريباً في النخبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية أنه دعم عملية التصفية، في حين عارضها البقية.. هنا، يقول أحد هؤلاء: "الواضح أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنقذ نصر الله في تشرين الأول 2023 وقتله في أيلول 2024".     ووفقاً للصحيفة، فإنه إذا كان الأميركيون قد نجحوا في ابتلاع كل التحركات الإسرائيلية خلال أيلول، فإنَّ القضاء على نصرالله كان أمراً صعباً للغاية. في إسرائيل كانوا يعلمون أنَّ البيت الأبيض سيغضب من هذه الخطوة التي ستهزّ الشرق الأوسط برمته، لكنهم قرروا تنفيذها على أي حال ومن دون تنسيق خوفاً من تسريب العملية". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يحذر من الاقتراب من المنطقة البحرية في غزة خلال الايام المقبلة
  • لبنان.. مقتل 15 وإصابة 83 في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • قسد تعلن مقتل 20 عنصراً من القوات الموالية لتركيا باشتباكات عند سد تشرين
  • الصحة اللبنانية: قتيلان و31 مصابا برصاص القوات الإسرائيلية
  • مقتل وإصابة 7 جنود من القوات الحكومية في هجمات للحوثيين شرق اليمن
  • مقتل 79 مسلحاً في شمال شرق نيجيريا
  • استهداف تحركات حوثية معادية في جبهات مأرب وإفشال محاولة تسلل في تعز
  • الجيش اليمني يحبط هجمات حوثية في تعز وأبين
  • أسرار جديدة عن اغتيال نصرالله وفؤاد شكر.. صحيفة إسرائيلية تكشفها
  • حصار شامل واشتباكات متقطعة في مخيم جنين