القدس المحتلة- بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مطلع العام الجاري 2025 بهجمة جديدة على أراضي المقدسيين، وحرصت على تغليف هذه الهجمة بغلاف ناعم مدّعية أن ما تسمى سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية تنوي تنفيذ أعمال بستنة وتشجير في عشرات الدونمات بما "لا يؤثر على حقوق الملكية لهذه الأراضي".

وأبلغت سلطة الاحتلال أهالي حي وادي الربابة ببلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة بالإجراء الجديد من خلال لافتات تم تثبيتها في عدة مناطق على طول الوادي.

وجاء في الإعلان الذي يحتوي على خريطة توضح المساحات والأحواض التي سيتم العمل بها بأنه -وفقا لقانون "الاستخدام المؤقت للأراضي الفارغة" الذي يعود لعام 1987- سيتم تنفيذ أعمال بستنة، لأن القانون يصنفها الآن كمنطقة عامة مفتوحة، وبالتالي سيتم إنشاء مدرجات وترتيب الممرات وأماكن للجلوس، وزراعة الأشجار وتركيب نظام للري، وتطوير الطبيعة وتصميم المنحدرات، وذلك من أجل رفاهية الزوار.

جزء من أراضي المقدسيين التي تهددها المصادرة تحت ذريعة البستنة مع أنها تحظى باهتمام أصحابها (الجزيرة) تغلغل ناعم

تدعي بلدية الاحتلال في إعلانها أن القرار الصادر لا يؤثر على حقوق الملكية لهذه الأراضي، وأنها ستعاد لملاكها إذا نجحوا باستصدار رخص للبناء من بلدية الاحتلال، وهو أمر مستحيل وفق الأهالي.

ويأتي هذا العبث الجديد القديم في حي وادي الربابة استكمالا للحديقة التوراتية المعروفة باسم "غي بن هنوم"، وأعادت اللافتات الجديدة إلى أذهان سكان الحي تلك الشبيهة بها التي وضعت على مساحات شاسعة من أراضي الوادي عام 2019.

من جهته، قال عضو لجنة أهالي حي وادي الربابة شادي سُمرين في مستهل حديثه للجزيرة نت إن القرار الجديد يستهدف 70 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضي وادي الربابة، مبينا أن معظم هذه الأراضي مزروعة بأشجار الزيتون منذ مئات السنين وهي نظيفة ومنظمة، ولا تحتاج لأي أعمال بستنة.

إعلان

وأضاف سُمرين أن "الذريعة الأولى تكون أعمال بستنة، وهي محاولة للتغلغل الناعم في أراضينا، ثم يتطور الأمر لإضافة مدرجات فوضع بوابات إلكترونية، وبالنهاية يتم تحويلها لدائرة حارس أملاك الغائبين، وتوضع اليد عليها بشكل دائم".

سمرين: محكمة إسرائيلية أنكرت صلتنا بجدي وأننا ورثته (الجزيرة) ملكية خاصة

وتعود الأراضي، التي يشملها القرار الجديد، لـ5 عائلات من بلدة سلوان، ويقول سُمرين إن عائلته تمتلك طابو عثماني (سندات ملكية للأرض) لـ18 دونما تملكها في هذا الحي، وفي عام 2005 عملت العائلة على استصدار قيد أرض من "دائرة أراضي إسرائيل".

"وضعنا كل الإثباتات أمام القاضي في محكمتي الصلح والمركزية، ثم جاءت سلطة الطبيعة وجلبت معها ممثلين عن حارس أملاك الغائبين وادّعوا بأنني وابن عمي أحمد سمرين لسنا من ورثة جدنا إبراهيم سُمرين، وأننا نتشابه مع أحفاده بالأسماء فقط، وأننا لا نملك الحق في هذه الأراضي". وفق سمرين.

وأضاف رغم أننا طلبنا إجراء فحص الحمض النووي "دي إن إيه" (DNA) لنا ولجدي المتوفى، فإن القاضي رفض ذلك، ووضع حارس أملاك الغائبين اليد عليها رغم وجود كافة الورثة.

ولا تقتصر الاعتداءات في حي وادي الربابة على سلب الأراضي ووضع اليد عليها بطرق ملتوية، بل تسعى سلطات الاحتلال لتهجير مئات السكان قسريا مدّعية أن منازلهم أُقيمت على أنقاض مقبرة "سمبوسكي" اليهودية.

وتحت هذه الذريعة هُدمت منازل وما زالت أخرى بانتظار دورها، ويدفع السكان مقابل إصرارهم على العيش في الحي أثمانا باهظة جراء فرض المخالفات التعسفية على مركباتهم ومنازلهم التي يدّعي الاحتلال أنها أُنشئت دون الحصول على التراخيص اللازمة.

وأفاد عضو لجنة الدفاع عن أراضي بلدة سلوان فخري أبو ذياب للجزيرة نت بأن وادي الربابة يقع في الناحية الغربية لبلدة سلوان، ويتربع على مساحة تبلغ نحو 210 دونمات، ويعيش فيه 800 مقدسي في ظروف قاسية، بسبب مضايقات أذرع الاحتلال المختلفة الساعية لطردهم، ويهدد خطر التهجير القسري 405 مقدسيين ينتظرون مصيرا قاتما إذا تم هدم منازلهم.

إعلان

وذكر أن الجمعيات الاستيطانية انتهت من تهويد 99 دونما بوضع اليد عليها، وهي تنتقل الآن إلى المنطقة الشمالية من الوادي من أجل استكمال إنشاء المسارات التلمودية لربط الحدائق التوراتية في أسفل الحي مع المسارات في منطقة وادي حلوة ومدينة داود الاستيطانية وصولا لمنطقة باب المغاربة وحائط البراق.

صورة عامة لوادي الربابة وتظهر فيه الأشجار المثمرة في أراضي المقدسيين الخاصة (الجزيرة) تسهيل المصادرة

وبشأن الادعاء بأن التصرف بهذه الأراضي سيكون مؤقتا، أشار هذا الناشط المقدسي إلى أن سلطات الاحتلال تحاول دائما تغليف مشاريعها التهويدية بمسميات منمّقة وتطويرية وزراعية ليسهل عليها مصادرتها أمام القضاء والعالم.

وتكمن أهمية هذا الحي -وفقا لأبو ذياب- لكونه الخاصرة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، ومنه انطلق مشروع التلفريك الهوائي الاستيطاني بعد سلب كثير من الأراضي لصالحه.

وليس بعيدا عن وادي الربابة أخطرت بلدية الاحتلال عبر تعليق لافتات أصحاب بعض الأراضي في منطقة الصوّانة القريبة من المسجد الأقصى بمصادرة أراضيهم لأغراض البستنة أيضا.

وورد في اللافتات النص ذاته الذي ورد في إعلانات منطقة وادي الربابة، وتفيد بأن الأرض ستصادر 5 أعوام لأنها "فارغة" وبهدف "تطوير وتحسين الطبيعة لصالح زوار منتزه عيمك الوطني".

ويتجدد وضع اليد على هذه الأراضي بعد انقضاء الأعوام الخمس، وتدّعي سلطات الاحتلال أن هذا التجديد بسبب عدم استصدار الأهالي رخص للبناء في هذه الأراضي، والتي يعلمون جيدا أن البلدية التي تعيق استصدارها رغم حرص الأهالي على تقديم مخططات لتنظيم أراضيهم والبناء عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سلطات الاحتلال هذه الأراضی الید علیها س مرین

إقرأ أيضاً:

جريمة الحي الراقي.. أسرار العثور على جثة مقطعة داخل فريزر

جريمة في الحي الراقي وتحديدا بمنطقة التجمع في القاهرة الجديدة، حيث قتل شاب مسنا في العقد السادس من عمره وقام بتقطيع جثمانه إلى أشلاء ووضعه في أكياس واحتفظ بها في فريزر داخل شقته الفارهة.

اعترافات المتهم بالتخلص من مسن التجمع: شوفته مع أختي في وضع مخلوضعه بالفريزر.. أمن القاهرة يضبط المتهم بقتل مالك شركة وتقطيع جثمانه في التجمعالعثور على أشلاء مسن داخل ثلاجة.. علاقة محرمة وراء جريمة القاهرة الجديدةرعب في الحي الراقي.. العثور على جثة مسن مقطعة إلى أجزاء داخل ثلاجةالقصة الكاملة لـ جريمة مقتل مسن التجمع 

اعترف المتهم بإنهاء حياة مالك شركة في القاهرة الجديدة وتقطيع جثمانه إلى أجزاء والاحتفاظ بها داخل فريزر أمام أجهزة المباحث في القاهرة.

وقرر المتهم أنه علم بأن شقيقته تربطها علاقة محرمة بالمجني عليه وشاهدهما في وضع مخل فقام بإنهاء حياة المجني عليه ثم قام بشراء ساطور وتوجه إلى شقة المجني عليه في منطقة التجمع بالقاهرة الجديدة ثم تخلص منه.

وقال المتهم أنه بعد إنهاء حياة المجني عليه قام بتقطيع الجثمان مستخدما الساطور ووضعه في أكياس ثم وضع الأجزاء في فريزر داخل الشقة للاحتفاظ بها وعدم خروج رائحتها وكشف جريمته.

وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على شاب لقيامه بقتل مالك شركة في شقته بالتجمع وتقطيع جثمانه إلى أجزاء ووضعه داخل أكياس والاحتفاظ بها داخل فريزر في شقة المجني عليه بالقاهرة الجديدة.

وتبين من التحريات أن الجثة لـ مالك شركة وأن وراء ارتكاب الواقعة شقيق عشيقة المجني عليه، حيث اكتشف علاقة غير شرعية تربط شقيقته بالمجني عليه فقام بشراء ساطور وقتله وقام بتقطيع جثمانه إلى أجزاء ووضعه في الفريزر.

وأشارت التحريات والمعاينة التي أجرتها فرق المباحث في القاهرة إلى أن الجثة تم العثور عليها مقطعة داخل أكياس ومحفوظة داخل فريزر في شقة فاخرة، مملوكة للمجني عليه، وأن وراء ارتكاب الواقعة شاب كان المجني عليه على علاقة بـ شقيقته.

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة اخطارا من غرفة عمليات النجدة تضمن ورود بلاغا من الأهالي بالعثور على أشلاء جثة داخل ثلاجة في شقة بمنطقة التجمع بالقاهرة الجديدة وعلى الفور انتقلت أجهزة أمن القاهرة لموقع البلاغ.

وبالانتقال والفحص تبين من التحريات التي أجرتها فرق المباحث في القاهرة العثور على جثمان مسن مقطع أجزاء وموضوع داخل ثلاجة بالشقة المشار إليها وتم نقل الأشلاء إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.

وتقوم فرق المباحث في القاهرة بفحص دائرة علاقات المجني عليه وسؤال شهود العيان وجيرانه، وفحص كاميرات المراقبة في الحي مسرح الحادث، بالإضافة لفحص هاتف المجني عليه وتحرر المحضر اللازم وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • بين محافظتين.. عملية أمنية لمنع أي نشاط إرهابي في وادي الموت
  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
  • قائمة بالهواتف التي سيتوقف واتساب عن العمل عليها بداية من الشهر المقبل
  • جريمة الحي الراقي.. أسرار العثور على جثة مقطعة داخل فريزر
  • الاحتلال يستولي على 57 دونما من أراضي محافظة بيت لحم
  • الوطني الفلسطيني يدين القرار الإسرائيلي بمنع دخول واحتجاز النائبتين البريطانيتين إلى الأراضي الفلسطينية
  • رعب في الحي الراقي.. العثور على جثة مسن مقطعة إلى أجزاء داخل ثلاجة
  • الداخلية تصدر تعميماً حول رفع القيود عن أموال المواطنين بالخارج
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟