محافظون ضد القضاء.. تعطيل الدوام يثير جدلًا والمطالبات بإقالتهم تتصاعد
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
5 فبراير، 2025
بغداد/المسلة : تصاعدت حدة التوتر في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين عقب إعلان محافظيها تعطيل الدوام الرسمي، احتجاجًا على قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء قانون العفو العام، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا بين الأوساط السياسية والشعبية والقانونية.
وأكد خبير قانوني أن قانون العطلات الرسمية رقم 2 لسنة 2024 لا يمنح المحافظين صلاحية تعطيل الدوام إلا في المحافظات التي تضم أضرحة مقدسة ولأسباب دينية فقط.
وأفادت مصادر سياسية بأن هذا القرار لم يكن مفاجئًا، بل جاء امتدادًا لصراع سياسي حول ملف العفو العام، حيث ترى بعض الجهات أن إلغاء القانون ضرب لمصالحها، بينما تعتبره المحكمة الاتحادية خطوة ضرورية للحفاظ على هيبة الدولة ومنع الإفراج عن متورطين بجرائم إرهابية.
وقالت تغريدة لأحد الناشطين على منصة إكس: “ما يجري ليس احتجاجًا، بل تمرد إداري، وقرار المحافظين يكشف استغلالهم مناصبهم لأغراض سياسية، فكيف لمحافظ أن يعطل الحياة العامة احتجاجًا على قرار قضائي؟”.
و أكد النائب هادي السلامي أنه فاتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإقالة المحافظين، مشددًا على أن “ما قاموا به يمثل تمردًا إداريًا يهدد استقرار الدولة”.
كما شدد النائب باسم خشان على ضرورة محاسبة المحافظين واستجوابهم من قبل مجالس محافظاتهم، معتبرًا أن “الإقالة هي الخيار الوحيد لوضع حد لهذه التجاوزات”.
وذكرت مواطنة من الانبار على فيسبوك أن “القرار سوف بعطل مصالحنا و يربك حياتنا، فنحن من يدفع الثمن في النهاية، لا السياسيون”. فيما أشار موظف حكومي من الرمادي إلى أن “ما يجرى سوف يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، فالدوائر المشلولة تعني معاملات متوقفة وخدمات معطلة”.
وحذر الباحث الاجتماعي علي الحسيني من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام فوضى إدارية، متسائلًا: “إذا احتج كل مسؤول على قرار قضائي بتعطيل العمل، فأي سلطة ستبقى للقانون؟”.
وأفادت تحليلات بأن إقالة المحافظين، رغم صعوبتها سياسيًا، تبدو ممكنة، خاصة مع الضغط المتزايد من الحكومة والبرلمان. كما توقعت مصادر أن تلجأ الحكومة إلى إجراءات قانونية لإبطال القرارات الصادرة عن المحافظين، ومحاسبتهم إداريًا وماليًا عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسات جراء هذا التعطيل.
وأشار مصدر إلى أن “حزب تقدم” كان أبرز المتضررين من قرار المحكمة، ولذلك سعى لإثارة الأزمة سياسيًا، معتبرًا أن ما جرى كان “محاولة للتأثير على الرأي العام للضغط من أجل إعادة إحياء قانون العفو العام”.
وقالت تغريدة أخرى: “من يعطل مؤسسات الدولة لأجل أجنداته، لن يتردد غدًا في تعطيل الأمن والاستقرار لتحقيق مصالحه”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: تعطیل الدوام
إقرأ أيضاً:
مأدبة رمضانية بطعم سياسي: هل هي بداية العودة الصدرية؟
9 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في حدث لفت الأنظار، استضاف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، نحو 200 من نوابه السابقين في البرلمان العراقي بمأدبة رمضانية.
هؤلاء النواب يمثلون مختلف الدورات الانتخابية منذ تأسيس البرلمان بعد 2003، بدءًا من 2005 وصولاً إلى 2018.
وتبدو الخطوة اجتماعية في ظاهرها، أثارت تساؤلات عميقة حول النوايا السياسية الكامنة وراءها، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقبلة .
اجتماع هذا العدد الكبير من الشخصيات التي شكلت يومًا قوة برلمانية مؤثرة، والتي كانت تملك 73 مقعدًا في انتخابات 2021 (أي حوالي 22% من إجمالي المقاعد البالغة 329)، يوحي بمحاولة لاستعادة الزخم الشعبي والتنظيمي للتيار الصدري.
ويرى محللون أن الصدر يسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة توحيد صفوف أنصاره وإرسال رسالة إلى خصومه بأن قاعدته لا تزال متماسكة وقادرة على العودة بقوة.
وتأتي هذه المأدبة بعد أسابيع من دعوة الصدر لأنصاره لتحديث بياناتهم الانتخابية في فبراير 2025، وهي خطوة فسرها البعض كإشارة مبكرة للاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة.
مصادر أكدت أن الصدر يتبع استراتيجية “الخطوة خطوة”، محافظًا على غموض موقفه لتجنب ردود فعل مبكرة من جمهوره أو خصومه.
وهذا النهج يتماشى مع تاريخه السياسي الذي شهد انسحابات متكررة وعودات مفاجئة، كما في 2022 عندما سحب نوابه من البرلمان احتجاجًا على الفساد، لكنه عاد لاحقًا ليؤكد حضوره الشعبي عبر التظاهرات.
تزامن الحدث مع تراجع ملحوظ لنفوذ القوى الشيعية الموالية لإيران، المتمثلة في “الإطار التنسيقي”، والتي خسرت حليفًا رئيسيًا مثل الاتحاد الوطني الكردستاني (البارتي) مؤخرًا . هذا التراجع، يمنح الصدر فرصة لاستعادة دوره.
وأبدى سياسيون في الإطار التنسيقي حذرين من عودة الصدر وبدأوا بإرسال إشارات للتقارب مع التيار الصدري، بهدف تشكيل تحالف شيعي قوي.
ويبدو أن الصدر يراهن على قوته الشعبية التي حافظ عليها رغم انسحابه من العملية السياسية في 2022 لكن نجاحه المستقبلي يعتمد على قدرته على تقديم رؤية جديدة تتجاوز الشعارات الشعبوية، خاصة مع استمرار التحديات الاقتصادية والبنية التحتية التي تعاني منها البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts