سودانايل:
2025-03-09@15:05:24 GMT

محاولة قراءة موازية لما بعد العقل الواعي (١)

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

‏‏‎من الحقائق التي أصبحت معترفا ً بها من الجميع , أننا البشر لا نستعمل سوى جزءا ً صغيرا ً من قدراتنا العقلية الكامنة . وقد أكد ذلك أحد العلماء قائلا ً : " في الغالب أن 99% من القدرات البشرية تضيع كليا ً وتذهب هباء , وحتى اليوم , فالذين يعتبرون مثقفين ومتعلمين بيننا , غالبا ً يسلكون في معظم الوقت سلوك الآلة الميكانيكية , ولا يتسنى لهم الفرصة للإحساس بوجود الثروات الكامنة في أعماق كيانهم إلا بلمحات خاطفة لمرة أو مرتين في الحياة .


‏‎مضى من الزمن نحو عشرة ملايين سنة من النشوء والتطور , للعقل الإنساني المثير للدهشة , والذي على ما يبدو يملك قدرات لا حد لها , غير أننا لا نستعمل سوى جزءا ً ضئيلا ً منه فحسب ونشبه في ذلك عائلة تملكت قصرا ً ضخما ً إلا أنها تفضل القبوع في ركن من أركان خارجه..
‏‎إن إصرار الحضارة الغربية على الاهتمام بالشكل الخارجي للحياة وعلى المحاولة الدائمة للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها قد أدّى إلى تحقيق إنجازات تكنولوجية كبيرة , ولكنها كلفته ثمنا ً غاليا ً . إنها بذلك تجاهلت وأهملت تجاربنا النفسية الداخلية وأصبحت " النفسية المنكمشة " للإنسان اليوم تصرخ طلبا ً في التوسع والانبساط وهكذا نرى الآن في العالم كله حولنا اهتماما ً مجددا ً ومحموما ً بالعلوم الروحانية وأيضا ً بالعلوم النفسية والقدرات الغيبية , ومدارس التأمل والتصوف , والعقاقير المؤثرة على العقل والتنويم المغناطيسي واليوغا و .. و.. إن ظمأ البشر لعالم الغيب ولتخطي المظاهر الشكلية والتوصل إلى جوهر الأشياء قد اشتدت ويتزايد عدد القائمين "برحلات داخلية " هدفها الإدراك المتزايد لقدراتهم الكامنة , ولتنمية الطاقات الكبيرة المخفية بجوهرهم, ولكن كما قال لنا أحد علماء الأحياء المعاصرين:
‏‎" علينا أن نعرف إلى أين نذهب وكيف لنا أن نصل هناك "
‏‎إلى أين نذهب , وكيف لنا أن نصل هناك ؟ فإذا كنا في طريقنا لرحلة إلى أعماق كياننا فإننا في حاجة إلى خريطة توضح لنا المناطق أو الأشياء المراد استكشافها .

mohamed79salih@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟.. الدكتور علي جمعة يجيب

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن هناك علاقة وثيقة بين العقل والقلب داخل الإنسان، موضحًا أن العقل يُعد محل التفكير، بينما القلب هو موضع المشاعر والشعور.

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن هناك اصطلاحًا يرى أن العقل والقلب شيء واحد، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لهم قلوب لا يعقلون بها"، مما يدل على أن القلب هو الذي يعقل ويدرك.

وأشار إلى أن القرآن الكريم وصف القلب بصفات متعددة، بعضها محبوب عند الله، وبعضها مكروه، مثل الطبع على القلوب والقسوة، وذكر أن بعض العلماء أحصوا عشرة أوصاف للقلب في القرآن، بينما وجد آخرون 24 صفة.

وأوضح أن الإنسان مكوّن من جسد وروح ونفس، وله عقل وقلب وجوارح وسلوك، مشيرًا إلى أن القلب يُسمى أيضًا بالفؤاد واللُب والعقل في بعض الاصطلاحات، وشبّه القلب بالمكعب الذي له عدة أوجه، ولكل وجه خصائص مختلفة، مثل الكعبة التي تضم الملتزم وحِجر إسماعيل والركن اليماني.

و تابع بأن القلب ينبغي أن يعلو العقل، والعقل بدوره يجب أن يعلو الجوارح، مما يؤكد أهمية ترتيب الأولويات في الإنسان لتحقيق التوازن بين التفكير والمشاعر والسلوك.

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني تسعير الكربون وكيف يتم؟
  • حكم تقديم الطعام والشراب لفاقد العقل في نهار رمضان
  • قراءة في ظاهرة الارتداد عن الدين في السعوديّة
  • قانون البيجر.. على ماذا ينصّ وكيف يستهدف حزب الله؟
  • لماذا يجب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة في رمضان.. بسبب 7 أسرار
  • بفضل الذكاء الاصطناعي.. رجل مشلول يُحرك الأشياء بإشارات دماغه
  • فريدمان: أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التي يكرهها ترامب
  • مجلس الأمن الدولي يُدين تشكيل حكومة موازية في السودان ويؤكد دعمه لوحدة البلاد
  • هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • مجلس الأمن الدولي يحذر من تشكيل حكومة موازية في السودان