هذه محكمة اتحادية:- فكفاكم تمردا ياساسة ياعراقيين !
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-
أكبر جريمة تاريخية وأخلاقية ووطنية ارتكبها الساسة العراقيين وبمختلف اطيافهم وبدعم من بعض رجال الدين بعد عام 2003 هي تعميم الجهل والخرافة وترسيخهما في المجتمع العراقي من جهة . ومن جهة اخرى محاربة الكفاءات والاختصاصات والنزاهة وفتح ابواب الدولة والمؤسسات للفاشلين والكسالى وارباب السوابق ،ولذوي الاختصاصات المتدنية، وللفاسدين والمفسدين.
ثانيا :
وعندما تعمم الجهل والخرافة والفساد كسلة واحدة في العراق وبتعمد من رجال السياسة المدعومين من رجال الدين لكي يهيمنوا على المجتمع بسلاح الجهل ومحاربة التنوير . فكانت النتيجة ( نسف الطبقة الوسطى في المجتمع العراقي ) والتي هي عماد كل شعب من شعوب العالم. لان الطبقة الوسطى هي بيئة الثقافة والمنطق والوطنية والاختصاص والإبداع، وهي بيئة البناء والتطوير والتنوير . بالمقابل توسعت الطبقة الفقيرة جدا وتوسعت معها طبقة المحرومين وبرز من هناك ( طبقة صغيرة مستولية على الدولة والمال والاقتصاد وكل شيء ) فصار العراق مثل الهند ( اكثرية هندية مسحوقة وأقلية هندية” المهراجا” تمتلك المال والمناصب والعقارات والاطيان والسلطة.. الخ ! ) .وهذا يعني ليس فقط تقليد الهند بالمستويات الطبقية بل اغرقوا العراق ب “الستوتات ، والتكتك” فصار العراق هندي المظهر !
ثالثا :
ونتيجة ماتقدم أصبح معظم السياسيين العراقيين وجماعتهم التابعين لهم يمارسون الطغيان المهني والطغيان التخصصي اي اصبحوا ( بتاع كلّو) لانهم ساسة صدفة ورجال سلطة بالصدفة. وكأنَّ لسان حالهم يقول ” طز بالشهادات العلمية ، وطز بالخبرة ، وطز بالتخصص، وطز بالكفاءات ” فهم قادرين على كل شيء وكانت النتيجة تراجع العراق إلى عصر ما قبل الدولة وتدمير ميادين التعليم والصحة والزراعة والصناعة والكهرباء والخدمات … الخ. ووصل بهم الطغيان والتغطرس ان يزايدوا على ( المحكمة الاتحادية وقراراتها ) ويزايدون على ( القضاء العراقي وقرارته ) ويحاولون إسكاتهما وتحطيم هيبتهما !
رابعا:-
ساسة عراقيين متمردين لا يفقهون حدود عملهم ، ولا يقتنعون أبدا بأنهم خدّام للمجتمع وليس العكس . بل يريدون ويتصرفون على ان الشعب عبيد لهم وان كل واحد منهم حاكم بأمرهِ .. وكله بسبب جهلهم وعدم ردعهم من القضاء والمحكمة الاتحادية ولهذا تمردوا ووصل تمردهم بتحدي ( المحكمة الاتحادية ) ويهددونها بالعصيان والتمرد. وكأن العراق مزرعة خاصة بهم .
فهؤلاء الجهلة لا يفقهون قيمة وقدسية وهالة المحكمة الاتحادية .فهذه المحكمة وفي جميع دول العالم لها هيبتها وسلطتها والكاريزما الخاصة بها .ولا يجوز ولا يمكن تهديدها بالرفض والمظاهرات والاعتصامات .فهذا منطق أهوج ومنطق عصابات وليس منطق احزاب وحركات سياسية يفترض تعمل تحت سقف الدستور وترضخ لقرارات المحكمة الاتحادية !
الخلاصة :
شكرا للقضاء العراقي وشكراً للمحكمة الاتحادية على ايقاف مهزلة قوانين ” السلة الواحدة ” التي مررها البرلمان العراقي بصفقة مشبوهة وخطيرة. فالقوانين الثلاثة التي جمعوها وسلقوها بسلة واحدة لا يمكن جمعها لانها قوانين متنافرة فيما بينها ،ولكل قانون فلسفته الخاصة به. وان المحكمة الاتحادية ليست روضة اطفال بل فيها رجال خبراء وحكماء ومؤتمنين على مصير الشعب والقانون والعدل . وبالتالي يجب الوقوف مع القضاء والمحكمة الاتحادية ضد غوغاء السياسيين وأحزابهم . ونناشد القضاء العراقي ان لا يراعي الذين حنثوا باليمين وهم بمراكز مهمة بالدولة ويجب اعتقالهم ثانية ،وان لا يراعي المزورين والكاذبين وبالدليل. ولا يجوز تركهم يسرحون ويمرحون. واخيراً يهددون المحكمة الاتحادية والقضاء بالمظاهرات والاعتصامات!
سمير عبيد
٤ فبراير ٢٠٢٥
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المحکمة الاتحادیة
إقرأ أيضاً:
فصل الدين عن الدولة.. توظيف “أعمى” في العراق
7 مارس، 2025
بغداد/المسلة: كتب القيادي في تيار الحكمة فهد الجبوري عن “مسؤول امريكي ظهر وهو يرسم الصليب على جبينه وقبله خرج رئيس كيان الاحتلال بتصريحات تصف الصراع بأنه ديني ثم نسمع في الداخل أصواتاً تنادي ( بفصل الدين عن الدولة)”.
وقال ان هناك الكثير من المحاولات التي تستهدف هويتنا والتي مع الاسف يخدمها البعض دون وعي.
وعندما يتحدث مسؤول أمريكي عن الصراع وهو يرسم الصليب على جبينه، وعندما يصف رئيس كيان الاحتلال المواجهة بأنها دينية، فإن هذه الإشارات ليست مجرد مواقف شخصية أو عفوية، بل تحمل دلالات أعمق تتعلق بتوظيف الهوية الدينية في سياقات سياسية واستراتيجية.
في المقابل، يبرز في الداخل العراقي خطاب يدعو إلى “فصل الدين عن الدولة”، وهو ما يفتح النقاش حول جدلية العلاقة بين الهوية الدينية والسياسية، ومدى تأثيرها على مسار الأحداث.
وفي التاريخ السياسي الحديث، لطالما تم استغلال الهوية الدينية كأداة لتعبئة الجماهير وإضفاء الشرعية على المواقف السياسية، سواء في الغرب أو في الشرق. فالصراع الذي يُقدَّم أحيانًا بلبوس ديني، لا يخلو في جوهره من الأبعاد السياسية والمصلحية. هذا التوظيف نجده متكرراً في النزاعات الإقليمية، حيث يتم تضخيم البعد الديني لتوجيه الرأي العام وإضفاء صبغة أخلاقية أو عقدية على مواقف سياسية بحتة.
لكن في الداخل، يبدو أن النقاش يأخذ بُعداً آخر، إذ تبرز أصوات تنادي بضرورة تحييد الدين عن الشأن السياسي، وهو موقف يجد تأييداً لدى من يرون أن الدولة الحديثة يجب أن تُبنى على أساس مدني لا ديني. لكن في المقابل، هناك من يعتبر هذه الدعوات محاولة لطمس الهوية، خاصة في ظل استهداف خارجي ممنهج لهذه الهوية، كما يرى البعض.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts