متحف ومزرعة كنوز رأس الخيمة.. استرخاء بين أحضان الطبيعة
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
شكّل الوعي البيئي لدى أبناء الإمارات حافزاً مستمراً لمختلف الأجيال نحو تقديم كل ما من شأنه العناية بالبيئة والحفاظ عليها، وإبراز الكنوز الطبيعية كلوحات فنية تستقطب الزوار، وتعمل على ترسيخ حب الطبيعة لدى أفراد المجتمع، ويبرز من بين هذه المشاريع النوعية متحف ومزرعة كنوز رأس الخيمة الطبيعية الواقعة في منطقة المقورة القريبة من مطار رأس الخيمة، والتي قرر مبدعها المهندس طارق السلمان تخصيصها كمنطقة طبيعية من ناحية الزراعة والحيوانات، وفي المكان نفسه خصص مكاناً لمتحف وضع فيه كل التحف والمقتنيات الطبيعية 100%.
وتولي حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي تقام تحت شعار “السياحة الخضراء”، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، اهتماماً كبيراً بتسليط الضوء على التجارب الزراعية المستدامة الناجحة، بهدف تحفيز الزيارات السياحية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
قطعة من الأمازون
“كأنك في غابات الأمازون”.. هذا ما يؤكده المهندس طارق السلمان في حديثه عن روعة التجوال بين أحضان الطبيعة والأشجار الكثيفة وسماع أصوات العصافير في مزرعة كنوز رأس ا لخيمة الطبيعية، حيث تجد الأشجار المحلية والأشجار المعمرة والبيوت الزراعية التي يتم فيها زراعة الخضار والنباتات الموسمية، مع الحرص على ترسيخ مبدأ الاستدامة وإعادة التدوير في المزرعة عبر الاستفادة من جميع مخلفات الأشجار ونتائج التقليم في إبداع أشياء مفيدة وفنية منتشرة في أرجاء المزرعة.
تقدم مزرعة ومتحف كنوز رأس الخيمة الطبيعية سحرها الفريد، الذي يمزج بين جمال الطبيعة الخضراء وكنوزها الطبيعية الثمينة، لتحجز مكانها ضمن الوجهات السياحية الخضراء للتجوال وسط الطبيعة والاستمتاع بأجواء الحياة الريفية الرائعة، وما تحتفظ به من هدوء وجمال، حيث لن تسمع سوى أصوات الحيوانات المحلية والطيور الزائرة، كما يمكن الإقامة في أكواخ خشبية بسيطة تعود بالزائر إلى الطبيعة الخالصة مع الاستمتاع بأمسيات هادئة.
تضم المزرعة مساحات واسعة لزراعة الخضراوات الطازجة مثل الذرة والخيار والطماطم والخس والقرع، مدعومة بأفكار تبرز نمط الزراعة التقليدية والحديثة، والزراعة المائية، مع تقديم كل ما يتعلق بتراث الجبل والصحراء والبحر، مع زراعة محاصيل غير معتادة ومثيرة للاهتمام مثل الخيار الدائري والفلفل البنفسجي والطماطم السوداء.
كنوز عالمية
إلى ذلك، حرص المهندس السلمان على التجول في أنحاء العالم لاكتساب الخبرات في فنون وأسرار الطبيعة والعثور على كنوز طبيعية نادرة وجمعها في مكان واحد، حيث يزخر متحف كنوز رأس الخيمة الطبيعية بمجموعة فريدة، يتجاوز عددها 2500 قطعة، وتم تقسيمه إلى ستة أقسام، وهي: قسم الأحجار الكريمة، قسم الحيوانات المحنطة، قسم التوابل الصينية والأعشاب القديمة، قسم الأدوات والأواني المتنوعة، قسم الأصداف والشعاب المرجانية، وقسم الأحافير والهياكل.
ويضم المتحف مجموعة واسعة من الأحجار الكريمة والحفريات والقواقع البحرية المحفوظة والحيوانات والطيور المحنطة، حيث نجد أحجار الزمرد، والسفير والعقيق والجزع، والفيروز وتوباز واللازورد، أوبال والتورمالين، وهي أحجار طبيعية بأشكال وأحجام مختلفة، كما يضم مجموعة من الحفريات والأصداف، والحشرات والمحفوظة والحيوانات والطيور المحنطة، وكذلك الأعشاب والتوابل، كذلك، يضم غرفة ملح، وحديقة صبار، وغرفة زواحف، وبرك أسماك، وبركة سلاحف، وأراضي لطائر الفلامنجو، وحديقة حيوانات أليفة، كما يحوي المتحف قطعاً نادرة من الأحجار البيولوجية، معززة بشهادات دولية تثبت تاريخ تلك الأحجار وبعض المقتنيات، الأمر الذي أعطاها قيمة علمية كبيرة.
الجدير بالذكر أن المتحف يفتح أبوابه للأغراض العلمية وللطلاب الراغبين في نهل العلم والتعرف على التاريخ الطبيعي القديم، حيث يضم مساحات خضراء تعليمية، ويحتضن العديد من الفعاليات الفنية الخاصة بالطبيعة، كما يمكن للزوار صناعة الفخار وركوب الخيل، بالإضافة إلى التسوق وشراء الخضروات الطازجة من المزرعة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
نهب الآثار اليمنية.. سرقات متكررة تهدد التاريخ والتراث
تشهد الآثار اليمنية عمليات نهب وتهريب متزايدة، في ظل الصراع المستمر الذي تشهده البلاد، ما يهدد الإرث الحضاري والتاريخي لليمن، الذي يُعد موطنًا لإحدى أقدم الحضارات الإنسانية. وتكشف الوقائع الأخيرة عن تزايد عمليات السطو على المتاحف والمواقع الأثرية، في ظل غياب الحماية اللازمة وتهالك مؤسسات الدولة المعنية بالحفاظ على التراث.
سرقة جديدة تستهدف متحف سيئون
كشف الباحث اليمني المهتم بعلم الآثار عبدالله محسن عن تعرض مخزن متحف سيئون للسرقة في 29 ديسمبر 2023 بمحافظة حضرموت، حيث تم الاستيلاء على قطع أثرية نادرة، من بينها عقد ذهبي أثري يعود لمملكة حضرموت، مكوّن من 20 قطعة أسطوانية الشكل مزخرفة.
وأوضح محسن أن إدارة المتحف أبلغت الجهات الرسمية فورًا بالحادثة، وأحالت القضية للنيابة، التي ما تزال تحقق في الواقعة، مشيرًا إلى أن إدارة المتحف تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على مقتنياته رغم ضعف الإمكانيات، وعدم توفر الدعم الكافي من الحكومة أو الشركات العاملة في حضرموت.
سرقات متكررة لمتاحف أخرى
ولم تكن حادثة متحف سيئون الأولى، فقد تعرض متحف ظفار يريم في محافظة إب لسرقة قطعتين أثريتين في 2 فبراير 2021، ما يعكس حجم الخطر الذي يواجه المتاحف اليمنية والمواقع الأثرية في مختلف المحافظات.
وتعد هذه السرقات جزءًا من ظاهرة واسعة لنهب الآثار اليمنية وتهريبها إلى خارج البلاد، حيث يتم بيع الكثير منها في الأسواق السوداء الدولية، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين حول المسؤولية عن عمليات التهريب.
نهب وتهريب الآثار.. تجارة غير مشروعة تهدد التراث اليمني
تشير تقارير دولية وحقوقية إلى أن عمليات تهريب الآثار اليمنية تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية، حيث تم تهريب مئات القطع الأثرية النادرة إلى دول الإقليم وأوروبا والولايات المتحدة، ووصل بعضها إلى دور المزادات العالمية.
ويعزو خبراء الآثار هذه الظاهرة إلى ضعف سيطرة السلطات الرسمية على المواقع الأثرية والمتاحف، واستغلال تجار الآثار حالة الفوضى الأمنية والسياسية، إضافة إلى تدمير ونهب العديد من المواقع الأثرية خلال النزاع المسلح المستمر.
مطالبات بحماية التراث اليمني
ودعا الباحثون والمهتمون بالآثار الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية التراث اليمني، من خلال توفير الدعم اللازم للمتاحف والمواقع الأثرية، وتعزيز الرقابة الأمنية على المنافذ الحدودية، ومنع تهريب الآثار إلى الخارج.
كما ناشدوا المجتمع الدولي المساهمة في استعادة القطع الأثرية المهربة وإعادتها إلى موطنها الأصلي، وإدراج اليمن ضمن البرامج العالمية لحماية التراث المهدد بالخطر.
وتمثل الآثار اليمنية جزءًا لا يتجزأ من هوية البلاد وتاريخها العريق، غير أن استمرار عمليات النهب والتهريب يهدد بفقدان جزء كبير من هذا الإرث.