غزة- ما أن تغرب الشمس، حتى يسارع الفلسطينيون العائدون إلى بلدة بيت حانون الحدودية إلى الاختباء داخل خيامهم وفي الصفوف الدراسية التي لجؤوا إليها، خوفا من أن تستهدفهم قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وتطلق قوات الاحتلال -المتمركزة على بعد مئات الأمتار من أماكن تجمع السكان العائدين- النار بغزارة تجاه مناطقهم، كما تُسيّر طائرات صغيرة تجوب مراكز الإيواء التي يقيمون فيها، مثيرة الرعب في صفوفهم.

وتقع بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، محاذية للسياج الحدودي مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث كانت من أولى المناطق الفلسطينية التي أُجبر سكانها على النزوح منها، قبل أن يطالها التدمير شبه الكامل، عقب بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ سماح الاحتلال للنازحين في جنوبي القطاع بالعودة يوم 27 يناير/كانون الثاني الماضي، تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، شدّ الآلاف من سكان بيت حانون الرحال نحو بلدتهم الحدودية، بينما لم يستطع كثير الوصول إلى منازلهم المدمرة، لوجود قوات الاحتلال على مقربة منها، فأقاموا في عديد من المدارس، ونصبوا خياما في الطرقات.

أبو جراد: نريد منطقة آمنة للصغار ونريد أن نعيش بأمان (الجزيرة) أطفال بلا أمان

يقول أكرم أبو جراد، المقيم في مدرسة أحمد الشقيري برفقة عشرات العائلات، إن قوات الاحتلال لا تبعد عنهم سوى 300 متر، ويذكر أن أصوات إطلاق النار لا تتوقف ليلا ولا نهارا، كما تُحلق طائرات الاحتلال المروحية وأيضا المُسيرة بشكل مستمر فوقهم، محدثة الفزع في صفوف السكان.

إعلان

وكان أبو جراد مقيما في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، واختار العودة الأسبوع الماضي ليقيم مع أسرته في بلدته، ويؤكد للجزيرة نت "الأطفال يشعرون بالرعب طول الليل، نريد منطقة آمنة للصغار، ونريد أيضا أن نعيش بأمان"، كما تطرق إلى أن المنطقة تفتقر للماء وبقية الخدمات، مطالبا الجهات المختصة بالعمل على توفيرها.

بيت حانون شمال قطاع غزة تفتقر لتوفير الاحتياجات الأساسية اليومية (الجزيرة)

بدورها، تحرص الأم سهام رمضان على منع أبنائها من مغادرة المدرسة باكرا، وكذلك تشدد عليهم بضرورة العودة قبيل مغيب الشمس، خوفا من استهدافات الاحتلال.

وتضيف "لا أستطيع أن أترك أولادي يخرجون باكرا، يقولون إنه توجد كلاب ضالة مسعورة، وأيضا طول الليل أسمع صوت إطلاق النار ونستيقظ عليها، نحن لم نهرب من الموت -خلال النزوح- لنعود للموت مجددا".

وتشير سهام رمضان كذلك إلى مشاكل أخرى تواجههم، خاصة غياب الخدمات، كالسكن والماء والطعام، مبدية خيبة أملها من عدم توفرها، وتكمل "جئنا من الجنوب وفكّرنا أننا سنجد خدمات، على الأقل خيمة نسكن فيها، لم نجد لا خيمة ولا ماء، ولا شيء نشربه، حتى الخبز نجد صعوبة في صنعه لعدم وجود الغاز".

محمد إبراهيم أكد استهداف الاحتلال من يحاول الاقتراب من منزله المدمر في المناطق الحدودية (الجزيرة) أولوية قصوى

ورغم غياب مقومات الحياة منذ عودته من الجنوب، تبدو مشكلة فقدان الأمان هي الأهم بالنسبة لمحمد إبراهيم، ويقول للجزيرة نت "أهم شيء حل مشكلة الأمان، الاحتلال يطلقون النار علينا، لا يوجد أمان، وهناك شباب يصابون بالرصاص".

كما يشير إلى أن العائدين غير قادرين على الوصول إلى منازلهم المدمرة لقربها من أماكن قوات الاحتلال، حيث تقيم قوات الاحتلال منطقة عازلة يصل عمقها إلى 700 متر داخل حدود قطاع غزة.

ويضيف أن أي شخص يحاول الاقتراب من منزله المدمر يتم إطلاق النار عليه بشكل مباشر، وهو ما يعرضه لخطر الموت، كما يضم إبراهيم صوته إلى أصوات سابقيه بضرورة مساعدة العائدين على توفير الماء والطعام، مضيفا "لا توجد أي مقومات للحياة هنا".

منير أبو جراد أكد مشاهدتهم الدبابات تتحرك أمام أعينهم بشكل يومي (الجزيرة)

 

من جهته، يستطيع منير أبو جراد أن يراقب بوضوح دبابات الاحتلال وهي تجوب المناطق الحدودية بالقرب من أماكن وجوده، ويقول "إطلاق النار مستمر ليلا ونهارا، ونرى الدبابات تتحرك قرب الجدار، وأولادنا يصرخون، نسأل الله الرحمة"، ويتابع "بعد الساعة السابعة مساء، لا يخرج أحد من المدرسة، نخاف على أنفسنا وعلى أولادنا".

إعلان

وكان أبو جراد يقيم في مخيم النصيرات خلال فترة نزوحه، وعاد مشيا على الأقدام لمسافة تصل إلى 24 كيلومترا كما يقول، وكغيره من العائدين إلى بيت حانون، تبدو مشكلة عدم توفر الماء، معضلة تؤرق الجميع، حيث يضطر الناس للشرب من مياه آبار مالحة وغير نظيفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الاحتلال إطلاق النار بیت حانون قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

جيش العدو يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار في لبنان

الثورة نت/..

ارتكب جيش العدو الصهيوني خلال الـ 24 ساعة الماضية ،ثمان خروقات جديدة لوقف إطلاق النار مع لبنان .

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن طائرة مسيرة صهيونية ألقت قنابل صوتية بالقرب من عناصر الهيئة الصحية الإسلامية، أثناء محاولتهم انتشال جثامين شهداء في بلدة عيتا الشعب، وفتح الطرق، لمنعهم من استكمال مهمتهم.

ونوهت إلى أن عناصر من “الهيئة الإسلامية” حاولوا على مرتين سحب جثامين الشهداء؛ “إلا أن الدُرون الصهيونية حالت دون إتمام العملية، من خلال إلقاء القنابل دون تسجيل إصابات”.

ونسفت قوات العدو، مساء اليوم الثلاثاء، معمل تكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون باتجاه كفر كلا على الحدود .

وأردفت الوكالة اللبنانية أن قوات العدو الصهيوني تعمل منذ الصباح الباكر على تجريف الأشجار والأراضي الزراعية وإحراق بعض المنازل في بلدة حولا من الجهة الشرقية.

وأطلقت طائرة صهيونية مُسيرة قنبلتين صوتيتين في أجواء بلدة الجبين. بينما نفذ الطيران الحربي غارات وهمية في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو متوسط.

وفجّرت قوات العدو، وفقًا للوكالة اللبنانية، عبر عملية كبيرة، منازل في بلدة يارون قضاء بنت جبيل، وتردد الصدى في معظم مناطق الجنوب اللبناني.

كما أحرقت قوات العدو عددًا كبيرًا من المنازل اللبنانية المدنية بين بلدتي العديسة ورب ثلاثين، جنوبي لبنان.

مقالات مشابهة

  • استمرار خروقات جيش الاحتلال لوقف إطلاق النار في لبنان
  • جيش العدو يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار في لبنان
  • استشهاد منفذ عملية إطلاق النار على قوات الاحتلال بحاجز تياسير
  • إصابة طفلة فلسطينية بشظايا رصاص الاحتلال في مخيم طولكرم
  • إصابة فلسطينية بشظايا رصاص العدو الصهيوني في مخيم طولكرم
  • طولكرم: إصابة طفلة بشظايا رصاص الاحتلال في حارة العكاشة
  • مكتب إعلام الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 4 فلسطينيين في اقتحامها للخليل جنوبي الضفة الغربية
  • رصاص الاحتلال يقتل المسنين وعشرات يقتحمون الأقصى
  • بالصور.. جنين تحت النار