لجريدة عمان:
2024-09-18@23:47:41 GMT

«عيني عين الموتر»

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

يحضرني عادة بيت شعر من قصيدة «يا صولي» للشاعر الراحل «جمعان ديوان»، والتي غناها الفنان الراحل سالم علي سعيد.. يقول البيت:

«عيني عين الموتر، رِجْلي رِجْل مطيّة»

هذا البيت البسيط في تركيبته، العميق في مدلوله، يثيرني كلما سمعت الأغنية، أو تهادت إليّ كلماتها..

«باعدتَ يا صولي..قرب «حمران» بشوية»

إنه بيت بقدر بساطته، هو في المقابل هو بيت معقد، وعميق، يحمل دلالاته القريبة والبعيدة، فهذا الوصف الدقيق لرحلة الشاعر إلى ديار محبوبته، وهذا الحرص الشديد، والحذر من عيون الآخرين، خوفا من فضح أمره، أو فضح من هو ذاهب لأجله، ولعله يشير بتلك اللمحة الذكية إلى الظلام الذي يحوّط المكان في ذلك الوقت، حيث لا كهرباء، ولا إضاءة سوى القمر، وروح السماء.

.

فهو هنا يفرش للمشهد العام، ويأتي بوقت رحلته إلى مبتغاه، حيث الليل وهدوؤه، وستره، وغطاؤه، فيستعير «عين» السيارة، وهي المتوافر أمامه في ذلك الوقت، ولكنها سيارة راجلة، لا محرك لها سوى الشوق، والعزيمة، والعناد في لقاء من يحب.

يصور الشاعر «جمعان» في شطر البيت عينه وكأنها مصابيح سيارة، ترى من بعيد، وتنبّه صاحبها إلى أماكن الحذر، ومكامن الخطر، وتراقب أولئك الوشاة الذين يتبعون خطواته، ويريدون الإيقاع به، فعيونه مفتوحة عليهم، يتابعهم في ظلام المكان، ويلاحظ حركاتهم، كي لا يفضحون أمره، فهو يجازف بحياته، ويركب الخطر كي يصل إلى مكان بعيد عن داره، ولا يعلم ما ينتظره.

بينما تشتد رِجله عزما، وقوة، وصلابة، وتساعده في رحلته الشاقة الليلية، فيستعير من الناقة رجلها القوية التي لا تغوص في الرمال، ولا يهمها بعد السفر، ولا ترهقها الرحلات والمسافات، فهي تطيعه كلما احتاج لها، ولا تخذله كلما استعان بها، ولذلك تبقى الناقة «المطيّة» هي الأقرب لتصوير قدرته على الصبر والجلَد، في رحلة محفوفة بالمخاطر، والمشاق، ولكن كل ذلك يهون في سبيل الوصول إلى مبتغاه، يسوقه الشوق، ويعينه العشق.

لقد أبدع «جمعان ديوان» في كامل هذه القصيدة، وهو يصور مشهدا ليليّا، ويستعين بما مكّنته منه البيئة التي حوله من مفردات وأدوات، متكئا على بساطته، وقدرته على التصوير الدقيق لحالة شعورية خاصة، ونشوة انتصار على ذاته، وعلى الوشاة من حوله، وهذه القدرة الفائقة على التصوير تحتاج إلى قريحة فذّة، وشاعرية غير عادية، وهو ما دأب الشاعر جمعان على فعله في معظم قصائده التي تنبع من القلب، وتصل إلى القلب.

رحم الله الشاعر جمعان ديوان ورحم الفنان سالم بن علي سعيد اللذين كانا روحا واحدة في قصيدة مبدعة واحدة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

استشهاد فلسطيني برصاص العدو قرب نعلين واصابة اخر في اعتداء لمستوطنين بالخليل

الثورة نت/
استشهد فتى فلسطيني، فجر اليوم الأربعاء، برصاص جيش العدو الصهيوني قرب بلدة نعلين غرب رام الله.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد الفتى حسن يوسف حسن الشاعر (17 عاماً) برصاص الاحتلال قرب نعلين.
من جانبها أشارت مصادر محلية إلى أن الشهيد الشاعر من بلدة حبلة جنوب قلقيلية، وأن الاحتلال احتجز جثمانه.

وباستشهاد الفتى الشاعر، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة بما فيها القدس منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 706 بينهم 160 طفلاً، وعشر نساء، وتسعه مسنين.
على صعيد اخر اعتدى مستوطنون اليوم الأربعاء، بالضرب المبرح على شاب في قرية خلة الضبع بمسافر يطا، جنوب الخليل، ما أسفر عن اصابته بجروح.
وذكر وكالة الانباء الفلسطينية وفا أن مستوطنين بحماية جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على الشاب محمد دبابسة في قرية خلة الضبع بمسافر يطا،

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدها لبنان أمس واليوم
  • قضايا
  • استشهاد فلسطيني برصاص العدو قرب نعلين واصابة اخر في اعتداء لمستوطنين بالخليل
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال قرب نعلين غرب رام الله
  • بيت الشعر في الشارقة يتغنى بالغربة والحنين
  • الشاعر إبراهيم رضوان لـ «البوابة نيوز»: الكلمة واللحن أصبحا «في خبر كان»
  • رئيس مجلس الوزراء يلتقي رئيس المؤسسة العامة القابضة
  • «مواعيد عرقوب» على مسرح مؤسسة العويس الثقافية
  • وفاة صياد غرقًا أمام عيني رفيقه جنوبي اليمن
  • أستاذ صدر: كلما زاد عدد السجائر تزداد نسب الإصابة بالأورام