د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
كان وما يزال الفن له وظائف متعددة، فالفن هو مرأة حضارة الأمم، ويمثل الفن سواء كان " فن جميل " أو " فن تطبيقى " قدرة الأمم على الإبتكار والإبداع والإحساس بالجمال، وينعكس ذلك على تصرفات البشر وأيضًا لا يمكن أن يكون هناك " فن جميل" دون أن يكون هناك مناخ طيب، يسمح بالإبداع ولعل فى العصور القديمة والتى إندثر منها التاريخ، يعود العلماء المؤرخين إلى أحداث هذه الأزمنة من خلال دراسة وفحص لفنون هذه الحقبات الزمنية ، فنحن نطلق على زمن الفراعنة بأنه كان من أعظم الأزمنة، طبقًا لما تم دراسته علي جدران المعابد المصرية، وما تم كشفه عن طريق عالم الحملة الفرنسية (شامبليون) حينما فسر حجر " رشيد" اللغة الهيروغليفية، وإرتباطها باليونانية القديمة، فإستطعنا أن نعلم شيئًا عن تاريخنا القديم، وأيضًا " الفن الجميل والتطبيقى " الذى تركته هذه الحضارة العظيمة.
حيث التماثيل والمعابد، والأنية، والإكسسوارات، والحلى، والصياغة، والمنسوجات والكليم والسجاد، وهذه الألوان البديعة على جدران المعابد التى لم تختفى مع الزمن مما يدل على تقدم شديد فى علوم الكيمياء التى إستخدمها الأقدمين من الفراعنة فى تركيب هذه الخلطات من الألوان.
كما أن الطب والتشريح أيضًا كان له دور فى حفظ الأجسام (المومياوات) كما هى اليوم وإيضًا شيىء رائع ذلك الفن المعمارى والزخرفى الذى علمنا منه عظمة هذه الحضارة.
كما أن " الفن التطبيقى " الذى تمثل فيه الأنية المختلفة الأشكال والأحجام والألوان التى تركتها تلك الحضارة فنجد مثلًا فى المتحف المصرى فى أحد الفتارين العارضة للأوانى عشرات الأنواع من الأكواب والكئوس، هذه للمياه وأخرى للمشروبات الكحولية أو العصائر أو القهوة، وكذلك تلك الأنية الحافظة للزيوت والدهون ( الزبدة ) والبقول والسكر والشاى !!
هذا معناه أن هذه الحضارة كانت حضارة أغنياء وليست حضاره تتسم بالفقر.
حيث نجد أن الفقراء فى عصرنا أو فى أى عصر يمتلكون بالأكثر عدد نوعين من الأكواب أحدهم للماء والأخر هو نفسه لإستخدامات أخرى.
أما إذا تعددت فى أحد المنازل أنواع وأشكال الأكواب فهذا يدل على ثراء هذا المنزل وأصحابه، على سبيل المثال وليس الحصر وبالتالى فإن الأنية والكراسى والوسائد والأسرة (والدواليب) وأيضًا أدوات المنزل والإستخدامات الشخصية (كالأحذية) أو(الشباشب) أو ا(الأحزمة) أو (تيجان الرؤوس) أو (الملابس الكتانية الدقيقة الصنع ) وأيضًا (الحلى والصياغة) كل تلك " الفنون التطبيقية " أيضًا تدل على الثراء الشديد لهذه الحضارة.
ولعل العمارة فى الفنون القديمة، أيضا هى الدالة على عمق تلك الحضارات وعلى ثراء أصحابها وعلى أخلاقهم وممارساتهم الحياتية، فلا شك بأن الإغريق والرومان بعد الفراعنة قد إتسمت حضارتهم بالغناء الشديد وإمتد الفن حتى العصور الوسطى حينما ظهرت أعمال "مايكل أنجلو" فى سقف كنيسة " سان بيترو " " السيستين" وظهرت أعمال "رافائيلى"، و" ليوناردو دافنشى " فى الفاتيكان، كل هذه كانت وظائف أخلاقية، ودينية وأيضًا دالة على ثراء هذه الحقبات الزمنية فالفن يا سادة هو المعبر عن المرحلة
الفن هو المرأة التى نرى فيها صورة مجتمعنا ! والفن أشكال وألوان منه الرسم والنحت، والعمارة والأشغال اليدوية والتصوير حاليًا والسينما والمسرح والموسيقى والطرب.
والسؤال ماذا لو وضعنا فى متاحفنا بعض من فنوننا التى ننتجها اليوم مثل فيلم "شارع الهرم" ماذا يقال عنا فى التاريخ.. اللهم إحفظنا من شرور أنفسنا.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هذه الحضارة وأیض ا
إقرأ أيضاً:
«الوطن» داخل متحف أم كلثوم بالمنيل.. فساتين ونظارات مرصعة بالألماس وأغان بخط يد كبار الشعراء
على مساحة 250 متراً، دشنت الدولة فى عام 1998، متحف السيدة أم كلثوم، فى أحد المبانى الملحقة بقصر المانسترلى، حيث وقع الاختيار على منطقة الروضة بالمنيل فى القاهرة لإقامة المتحف، عرفاناً بالدور الخالد الذى لعبته سيدة الغناء العربى فى إثراء الوجدان المصرى والعربى، تقديراً لفنها الأصيل، وحرصاً على تراثها القيّم الشخصى والعام، وأن يصل إلى جيل بعد جيل. ويعد المتحف نافذة تطل على العصر الذهبى للفن، وذكرى حية لـ«الست»، الذى كانت فيه أغنيات كوكب الشرق تمثل الحياة والحب والوطنية لكل بيت، لتحكى جدران المتحف قصة سيدة استثنائية وصفها العالم بـ«السيدة الأشهر فى مصر منذ كليوباترا».
قال حمدى سطوحى، رئيس صندوق التنمية الثقافية، إن متحف أم كلثوم بدأت فكرته عام 1997 وهى تجميع المقتنيات، أما الافتتاح فقد جرى فى عام 28 ديسمبر 2001 على مساحة قدرها 250 متراً بقصر المانسترلى، لجذب أكبر عدد من السياح والزوار، وعن أهم المقتنيات الموجودة فى المتحف، أضاف «سطوحى» لـ«الوطن»، أن المتحف يحتوى على 9 فتارين، الفاترينة الأولى هى النظارة الماسية والمنديل الشهير، والثانية 8 فساتين لأم كلثوم، والثالثة بها الميداليات والنياشين التى حصلت عليها فى مختلف محافل التكريم داخل مصر وخارجها.
وأشار إلى أن الفاترينة الرابعة تحتوى على جوازات سفر ومذكراتها، و6 نظارات مرصعة بالألماس ومصحفين حصلت عليهما كهدية من القدس، أما الخامسة فبها الهلال الماسى والعود الخاص بها، والفاترينة السادسة بها الأجهزة الكهربائية الخاصة بها «السينمائية والصوتية» وعقد الإذاعة الأول، والسابعة بها أشعار بخط يد الشعراء وصور تخص عائلتها. وعن كيفية الحصول على تلك المقتنيات، قال «سطوحى» إن إدارة المتحف حصلت عليها منذ منتصف تسيعنيات القرن الماضى إبان حقبة وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، إذ جرى تجميعها بعد أكثر من 20 عاماً على وفاة أم كلثوم.
أجرت «الوطن» جولة داخل متحف أم كلثوم، حيث توجد بساحة استقبال المسرح مقتنياتها داخل صناديق زجاج، وكل صندوق بداخله فستان وبروش وأحذية ومدون تحتها تفاصيله، كما شملت مقتنيات المتحف عقداً هدية من الشيخ زايد منحه لها أثناء زيارتها إلى الإمارات، إلى جانب مقتنيات نادرة وجواهر خالدة شاهدة على يوميات كوكب الشرق. البداية مع بوابة المتحف التى تحتوى على صورة نادرة لأم كلثوم فى شبابها، وفى الداخل تقع عيناك على صندوق زجاجى داخله المنديل الأحمر الذى كان جزءاً من شخصيتها، والنظارة الأشهر على الإطلاق وسط نظاراتها الثمينة المرصعة بالألماس.
وعند دخول الزوار أول ما يلفت أنظارهم فساتينها الأنيقة الشهيرة التى طالما تساءل كل من شاهد حفلاتها المصورة عن ألوانها ودقة تفاصيلها اللافتة، والتى كانت أيقونة حفلاتها.
يضم 12 «نيشان» وميدالية حصلت عليها من الرؤساء والزعماء تكريماً لها كرمز عربىالكثير من النياشين والميداليات حصلت عليها أم كلثوم من الرؤساء والزعماء والشخصيات المرموقة من مختلف أنحاء العالم، وعددها 12 «نيشان» وميدالية داخل فاترينة كبيرة، وكل منها معروض داخل صندوق فريد شاهد على تكريمها كرمز عربى وعالمى ضحى بالكثير من أجل إسعاد الآخرين، وبعض النياشين ممهور بشعارات تخص الدولة المانحة لها، والبعض الآخر يحمل كلمات شكر وتقدير خطت لتكريمها خصيصاً.
وفى زاوية أخرى يجد الزوار 3 حقائب يد و4 أحذية كريستيان ديور التى كانت ترافقها فى أسفارها وحفلاتها وإعلاناً عن حفلة ساهرة تحييها أم كلثوم ويلاحظ الإعلان عن عزفها على العود، والهلال الماسى الخاص بها.