الفنان الشهير تيتيان .. تمكن باحثون في قبرص من الكشف عن صورة مخفية كانت مخبأة لعدة قرون تحت إحدى لوحات الفنان الشهير تيتيان، تعود إلى عام 1570. 

وأثار هذا الاكتشاف الذي حدث في مركز الفنون البلدي في مدينة ليماسول القبرصية دهشة العلماء والفنانين على حد سواء.

وتعود اللوحة الأصلية، التي تحمل اسم Ecce Homo (وتعني "هوذا الرجل")، إلى فنان عصر النهضة الإيطالي تيتيان، وتُظهر مشهدًا دينيًا يسوع المسيح متوجًا بالأشواك.

لكن باستخدام تقنيات التصوير المتقدمة، اكتشف الباحثون صورة قديمة كانت مخبأة تحت طبقة الطلاء، تُظهر رجلًا بشارب رفيع، يقف بالقرب من كومة من الكتب أو الأوراق، حاملاً ريشة في يده.

اكتشاف سر لوحة تيتيان

البروفيسور نيكولاس باكيرتزيس، الذي يقود الفريق البحثي في معهد قبرص، أكد أن هذه اللوحة تحمل سرًا قديمًا، حيث تظهر الصورة المخفية بشكل لافت يختلف تمامًا عن المشهد الديني الظاهر في الأعلى. يضيف باكيرتزيس: "هذه اللوحة تكشف عن لغز غامض لم يكن معروفًا حتى الآن، ويظل السؤال حول هوية هذا الرجل الغامض دون إجابة، مما يزيد من جاذبية الاكتشاف."

لوحة تيتيان 

أما عن تقنيات الكشف، فقد استخدم الباحثون مزيجًا من التصوير الشعاعي والتحليل غير الجراحي لاكتشاف الأصباغ المختلفة التي كانت مختبئة تحت الطبقات العليا للوحة. بعد ذلك، تم تجميع الصورة المخفية لإعادة تكوينها، ليكتشفوا أن الرجل في الصورة لا يبدو أنه شخصية دينية أو تاريخية، بل يظهر كفرد عادي يحمل ريشة في يده، ما يثير تساؤلات حول سبب اختفاء هذه الصورة خلف مشهد ديني مهم.

لا تزال هوية هذا الرجل مجهولة، ولكن من خلال التفاصيل الدقيقة التي كشفها التحليل، يُعتقد أنه قد يكون شخصًا ذا علاقة بالعمل الفني أو ربما حتى كان نموذجًا استخدمه تيتيان أثناء إبداعه.

ويعتبر تيتيان، الذي وُلد باسم تيزيانو فيسيليو عام 1488 في البندقية، هو أحد أعظم فنانين عصر النهضة الإيطالي. على الرغم من كونه معروفًا بإنتاج العديد من اللوحات الدينية والتمثيلية، إلا أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أسلوبه المبدع واستخدامه للمواد واللوحات السابقة في أعماله.

تستمر أعمال تيتيان في جذب الاهتمام حتى اليوم، خاصة بعد اكتشاف هذه الصورة المخفية، التي تعرض في المعرض الحالي في ليماسول، والذي سيستمر حتى العاشر من مارس 2025.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تيتيان ليماسول القبرصي معهد قبرص فريق البحث لوحة فنية

إقرأ أيضاً:

«الثلث الجلي».. الحرف إشراقة جمال

الشارقة: عثمان حسن
يواصل الخطاطون العرب والمسلمون تجريب قدراتهم في إتقان كافة أنواع الخطوط المعروفة، خاصة خلال مشاركاتهم في ملتقيات الخط العربية والدولية، وتبرز هذه المشاركات في كل حين إبداعات خطية لا نظير لها على صعيد تجويد الخطوط والالتزام بقواعدها وموازينها، ناهيك عن تقديم تصاميم وتكوينات جديدة لم تكن معرفة من قبل على مستوى الشكل والمضمون.
ومن هؤلاء الخطاطين يبرز اسم الإندونيسي شهريار سراج الدين الذي شارك في الدورة العاشرة في معرض دبي الدولي للخط العربي من خلال أكثر من لوحة في الثلث الجلي، وهو من نوع الخطوط التي سبق وحصل شهريار على الجائزة الأولى فيه في الدورة الثانية من مسابقة «خطاط المستقبل» التي أقيمت في إسطنبول، ومن بين هذه اللوحات واحدة كتب فيها الآية القرآنية (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، من سورة البقرة. هذه الآية التي بحسب إجماع المفسرين، صارت واحدة من الأدعية المأثورة والمحببة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث يحتوي هذا الدعاء على جوامع الكلم الطيب، مع عظيم المعاني، فجمع كل خير يتمناه العبد في الدنيا والآخرة، حيث يبدأ بالنداء (ربنا) إقراراً بربوبيته سبحانه وتعالى، طلباً للحسنة في الدنيا، تمهيداً للحصول على حسنة الآخرة وهي الجنة، بصفتها أعلى الحسنات وأفضلها ثواباً ومآلاً.
*تصميم
أول ما يلفت النظر في هذه اللوحة، هو تلك الطريقة المبتكرة التي عالج من خلالها شهريار خط الثلث الجلي، أولاً هناك الشكل الهندسي البيضوي، حيث منحه هذا الخط إمكانات هائلة في التنفيذ والإتقان، وفق معطيات الانسجام والتوازن ومطاوعة الحرف، وإمكانية تداخل وتشابك وتقاطع الحروف، على النحو الذي تتناعم فيه أو تتواشج هذه الحروف مع بعضها بعضا، كما هو ظاهر بشكل جلي في هذه اللوحة آسرة الجمال.
لقد حرص شهريار في هذه اللوحة على أن يبرز خصائص ومميزات الثلث الجلي في نواح كثيرة، وكما قلنا أكثر من مرة، فهذا النوع من الخطوط، هو سبب شهرة كثير من الخطاطين العرب والإسلاميين، فهم يقبلون على تجويده في كافة الملتقيات الخاصة بالخط العربي، وذلك لإبراز العناصر الجمالية في هذا الخط أكثر من غيره من الخطوط المعروفة، حيث استطاع شهريار في هذه اللوحة الخطية أن يتجلى في تكوين علاقات بنائية داخل بنية حروف هذا الخط، منسجماً مع طواعية هذه الحروف واتجاهاتها وحركتها البنيوية، وما يتبع ذلك من مد الحروف والتفافها واستدارتها وتداخلها واتصالها، وغير ذلك من السمات التي يمكن الوقوف عندها وقراءتها بصرياً.
*تفاصيل
يمكن الوقوف عند كثير من ملامح الجمال، حيث يبرز تناسق الحروف في اللوحة في أكثر من موقع، ولنا مثلاً أن نتتبع، كلمة (في) التي ترد في هذه الآية الكريمة مرتين كما هو في أعلى ومنتصف اللوحة، حيث تناسق حرف (الياء) في (في) الأولى، مع ياء (في) الثانية، على النحو الظاهر في اللوحة، كما مد الخطاط شهريار نهاية الياء في الأولى لتشمل عرض التكوين الخطي، ولتتوازى مع نظيرتها الثانية التي مدها الخطاط بحجم أكبر، تبعاً لتدرج الشكل البيضوي وميله إلى الكبر، نزولاً إلى أسفل.
نتتبع هذا الجمال في حرف الخاء في كلمة (الآخرة) والحاء في كلمة (حسنة)، ويمكن الاستمرار في تتبع هذا التناسق في تكوين وبناء أو تصميم الحاء المشبوكة في السين في (حسنة)، وأيضا في تكوين وبناء الخاء المشبوكة في الراء في (الآخرة).
ويمكن ملاحظة توازي وتناسق الألفات في (ربنا) و( آتنا) في رأس الصفحة، وأيضاً توازي وتناسق الألفات في كلمتي (عذاب) و (النار) في أسفل اللوحة الخطية.
*تناغم
الشكل الهندسي البيضوي للآية الكريمة، بالخط الأخضر، هو من مظاهر الجمال في هذه اللوحة، فثمة تشبيك زخرفي من تدرجات اللون البني، داخل إطار باللون البني، وكل هذا داخل إطار أكبر باللون الأخضر موشى مرة أخرى بزخرفة نباتية من تدرجات البني، على نحو يشرق بالجمال البصري والروحي، جمال لا تخطئه عين المشاهد، الذي يرى مثل هذا التكوين الحروفي والبناء الشكلي الذي يريح النفس، ويرتفع بها إلى درجات من الرقي الروحي والوجداني.

مقالات مشابهة

  • حقيقة صورة متداولة لطفلة زُعم أنها قُتلت خلال أحداث الساحل في سوريا
  • «الثلث الجلي».. الحرف إشراقة جمال
  • وفاة الشيخ السلفي الشهير بمراكش حماد القباج
  • هل البيت الموجود فيه صور لا تدخله الملائكة؟ ..علي جمعة يجيب
  • حسن الرداد يحسم جدل حمل إيمي ويكشف أسرارًا فنية وشخصية
  • بقي لساعات.. رجل يتسلق برج بيغ بن الشهير في لندن حاملاً العلم الفلسطيني
  • “الحجاج” لفيكتور فاسنيتسوف تعرض في مزاد علني في موسكو مقابل 1.5 مليون دولار
  • هل تعود هذه اللوحة الوحيدة لـملكة الأيام التسعة بإنجلترا؟
  • لوحة «ضائعة» تعرض في مزاد مقابل 1.5 مليون دولار
  • مصر.. أب يصلي التراويح حاملاً طفلته تصبح "حديث المدينة"