5 دول عربية تعارض تهجير الفلسطينيين من غزة
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
البلاد – وكالات
بعث خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني كبير رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يعارضون فيها خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، مثلما اقترح الرئيس دونالد ترمب في أواخر يناير الماضي.
وقع الرسالة التي أرسلت أمس الأول، وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن، بالإضافة إلى مستشار الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ.
وطرح ترمب لأول مرة اقتراح استقبال الأردن ومصر الفلسطينيين من غزة في 25 يناير. وعندما سُئل عما إذا كان يقترح ذلك كحل طويل الأمد أو قصير الأمد، قال الرئيس «يمكن أن يكون أيا منهما».
وأثارت تعليقات الرئيس الأمريكي المخاوف الفلسطينية القديمة من تهجيرهم من منازلهم للأبد، ووصفها منتقدون بأنها اقتراح للتطهير العرقي. وعارض الأردن ومصر ودول عربية أخرى الاقتراح. وجاء في الرسالة “يجب أن تتم إعادة الإعمار في غزة من خلال التفاعل المباشر مع أهالي غزة ومشاركتهم. سيعيش الفلسطينيون في أرضهم ويساعدون في إعادة بنائها”. وأضافت “ينبغي عدم إخراجهم من أرضهم في أثناء إعادة الإعمار، حيث يجب أن يشاركوا بفاعلية في العملية بدعم من المجتمع الدولي”.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أودى بحياة أكثر من 47 ألف فلسطيني، وأثار اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي تنفيها إسرائيل. وتوقفت المعارك حاليا في ظل وقف إطلاق نار هش.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الجرائم الإسرائيلية المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في مخيمات وقرى شمال الضفة الغربية المحتلة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف هذا العدوان.
وأشارت إلى جريمة التهجير القسري وإجبار العائلات الفلسطينية على النزوح من منازلهم تحت تهديد السلاح، كما حدث مع 20 عائلة في طمون مؤخرًا، و15 ألف فلسطيني في مخيم جنين، إضافة إلى عشرات العائلات في مخيم طولكرم.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، وتجسد سياسة إسرائيلية رسمية تهدف إلى تعميق الضم التدريجي لأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة لصالح الاستيطان.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: 5 وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني يرفضون مخططات تهجير الفلسطينيين
كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤولًا فلسطينيًا بارزًا بعثوا برسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكية، ماركو روبيو، يعبرون فيها عن رفضهم القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء إلى سيناء أو أي مكان آخر.
وفقًا للمصادر، شددت الرسالة على أن أي محاولة لفرض تغيير ديموغرافي قسري في غزة تمثل انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي.
كما أكدت أن الدول العربية المعنية لن تقبل بأن تكون طرفًا في أي ترتيبات تؤدي إلى نزوح الفلسطينيين قسرًا، محذرة من التداعيات الخطيرة لمثل هذه السيناريوهات على مستقبل القضية الفلسطينية وعلى الأمن الإقليمي.
وأشار الوزراء في رسالتهم إلى أن الحل العادل والمستدام للصراع لا يكون عبر التهجير، بل عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم ضمن إطار حل الدولتين، بما يتماشى مع القرارات الدولية.
موقف عربي موحديُعد هذا التحرك الدبلوماسي تعبيرًا واضحًا عن موقف عربي موحد إزاء ما يُثار حول تهجير الفلسطينيين من غزة. وتأتي الرسالة في وقت تتصاعد فيه المخاوف من استغلال العدوان الإسرائيلي على القطاع كذريعة لدفع سكانه إلى مغادرة أراضيهم، في تكرار لنكبة عام 1948.
ووفقًا لتقارير متطابقة، فإن هناك قلقًا متزايدًا في العواصم العربية من أن إسرائيل قد تحاول فرض واقع جديد على الأرض عبر استهداف البنية التحتية المدنية، وتصعيد الأزمة الإنسانية، لدفع سكان غزة إلى النزوح القسري، وهو ما ترفضه الدول العربية بشدة.
التداعيات الإقليميةحذرت الرسالة من أن تهجير الفلسطينيين من غزة لن يكون مجرد قضية فلسطينية، بل سيتحول إلى أزمة إقليمية ذات أبعاد خطيرة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة وزيادة التوترات في المنطقة.
كما شددت على أن أي محاولة لفرض مثل هذا السيناريو ستقابل بمواقف حازمة من الدول العربية، التي تعتبر أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.
رد الفعل الامريكيحتى الآن، لم يصدر رد رسمي من وزارة الخارجية الامريكية على الرسالة، إلا أن إدارة ترامب كانت قد أعلنت مرارًا رفضها لأي تهجير قسري للفلسطينيين، مشددة على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية لغزة وعدم المساس بالسكان المدنيين.
ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى التزام واشنطن بمنع أي محاولات إسرائيلية لتنفيذ هذا السيناريو على أرض الواقع.
وتعكس هذه الرسالة العربية مدى القلق العميق من مخططات التهجير التي قد تسعى إسرائيل إلى تنفيذها تحت غطاء العمليات العسكرية.
كما تعكس تصميم الدول العربية على مواجهة أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية لغزة، معتبرة أن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الاحتلال وإيجاد حل سياسي شامل، وليس في فرض تهجير جديد على الشعب الفلسطيني.
ويبقى التحدي الحقيقي في كيفية ترجمة هذا الرفض العربي إلى خطوات عملية، تمنع وقوع كارثة إنسانية جديدة، وتُبقي غزة جزءًا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، رغم كل الضغوط والتحديات.