صحيفة البلاد:
2025-02-05@01:56:27 GMT

ترامب بين التنين وبوتين: سبوتنيك مرة أخرى

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

ترامب بين التنين وبوتين: سبوتنيك مرة أخرى

في نهاية الخمسينات وبداية الستينات الميلادية من القرن العشرين، تمكّن الروس تحت اسم الاتحاد السوفياتي، من إرسال مجموعة أقمار صناعية إلى الفضاء، كان أولها يحمل اسم سبوتنيك، كأول دولة في العالم تفعل ذلك، محدثة هزّة كبيرة في العالم بشكل عام، وصدمة تاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، على الصعيد السياسي والتقني والتعليمي والعسكري، لأن هذه الأخيرة، كانت تعتقد أنها المسيطرة على العالم بعد أن دمّرت مدينتين يابانيتين بالقنبلة النووية، التي تم استخدامها مرة واحدة فقط، ونأمل أن تكون الأولى والأخيرة.

وصول الاتحاد السوفيتي إلى الفضاء قبل الأمريكان، يعني قدرة الصواريخ الروسية على حمل الأسلحة النووية إلى أي زاوية في العالم، وبالتالي تهديد الولايات المتحدة التي يبدو من خلال هذه الأزمة أنها تراجعت مرتبة واحدة بعد أن سيطر الروس على المرتبة الأولى على ما يبدو. جنّ جنون السياسيين الأمريكيين، وألقوا باللوم على كبش الفداء الجاهز لهم، وهو التعليم، الذي قالوا إنه بحاجة إلى غربلة كاملة، فظهرت القرارات الجديدة بفرض التعليم الذي يعتمد على العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، والذي يعرف بــ STEM. هل هناك تشابه بين ما نراه في أمريكا في تلك الفترة التاريخية البعيدة، وبين ما نراه في التعليم لدينا الآن في عصر الذكاء الصناعي؟ بمعنى آخر، هل تابعنا ما يحدث تاريخيا في أمريكا بحيث نبدأ من حيث انتهت، دون أن نضطر إلى تكرار الأخطاء التي وقع فيها الأمريكان؟ بدأ سباق التسلّح ومعه الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا التي يبدو أنها مازالت مستمرة حتى الآن في عهد بوتين.

مرّت أمريكا بصدمة أخرى خلال الأسبوع الماضي لا تقل قوة عن لحظة سبوتنيك السابقة، وهي هذه المرة مع عدو لدود آخر يختلف عن روسيا حيث أطلقت الصين بشكل مفاجئ تقنية الذكاء الصناعي “ديب سيك” المنافسة لتقنية شات “جي بي تي” الأمريكية، في الوقت الذي كان الأمريكيون يعتقدون أنهم المسيطرون على مثل هذا النوع من التقنية. كانت الضربة موجعة في وول ستريت إلى الدرجة التي خسرت فيها شركات التقنية الأمريكية أكثر من 700 بليون دولار في يوم واحد. كان ترامب الذي لم يكمل بعد 15 يوماً كرئيس لأمريكا في فترته الثانية، قد جمع أباطرة الذكاء الصناعي في حكومته من أمثال إيلون ماسك للاستثمار في الذكاء الصناعي الذي يقودون العالم فيه. لكنه لم يتوقع أن تأتي هذه الضربة بهذه السرعة من عدوّه اللدود الصين رغم كل الاحترازات والقرارات التي اتخذتها أمريكا ضد الصين مثل حظر بيعها للشرائح المتقدمة غالية الثمن التي تمتلكها الشركات الأمريكية، ومحاولة حظر شبكة تيك توك الشهيرة في أمريكا. كل ذلك ذهب مع الريح فقد دخلت الصين معهم في سباق تنافسي محموم قد يؤدي في نهاية الأمر إلى أن يكون الذكاء الصناعي متاحاً للجمهور مثل الكهرباء في المنازل. ترك ترامب أهل غزة وشأنهم مؤقتاً وتوقّف عن اقتراحاته المجنونة. التنين وبوتين يركضان أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله. لعل الركض يستمر أربع سنوات.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الصناعی

إقرأ أيضاً:

تنفيذًا لتوجيهات ترامب.. ماسك يغلق الوكالة الأمريكية للمساعدات الخارجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في أول تنفيذ لتوجيهات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، لجأ إيلون ماسك أحد النافذين في الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إغلاق ما يعرف باسم الوكالة الأمريكية للمساعدات الخارجية، وهي الوكالة المسؤولة عن تقديم المعونات المالية للعديد من دول العالم.

وفي هذا الإطار قال إيلون ماسك، إنه يعمل على إغلاق الوكالة الأميركية للمساعدات الخارجية (يو إس إيد)، في خطوة قد تضرب بشدة كبار المستفيدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وناقش الملياردير، الذي يقود جهود الرئيس دونالد ترامب لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، في حديث على قناة إكس مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي والسيناتور الجمهوري جوني إيرنست. 

وقال ماسك إن وزارة كفاءة الحكومة تهدف إلى إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وقال ماسك "إنه أمر لا يمكن إصلاحه"، مضيفًا أن ترامب يوافق على ضرورة إغلاقها.

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي أكبر جهة مانحة منفردة في العالم، ووفقاً لأرقام وزارة الخارجية الأميركية فإن سبعاً من أكبر عشر دول متلقية لأموال الوكالة تقع في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتشمل هذه الدول إثيوبيا والصومال وسوريا واليمن.

وصرفت الولايات المتحدة الأمريكية 72 مليار دولار من المساعدات في مختلف أنحاء العالم في السنة المالية 2023، مما عزز الجهود الرامية إلى دعم قضايا مثل صحة المرأة في مناطق الصراع والوصول إلى المياه النظيفة، وقدمت الوكالة 42 في المائة من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تتبعتها الأمم المتحدة العام الماضي.

تبلغ ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي وكالة مستقلة، أكثر من 50 مليار دولار، وهي مسؤولة عن أكثر من نصف المساعدات الخارجية الأمريكية، في حين أن الخط الأزرق والأحمر الخاص بها منتشر في كل مكان في الدول النامية في جميع أنحاء العالم. 

تضم الوكالة أكثر من 10 آلاف موظف، وبدا أن موقعها الإلكتروني معطلا اليوم الاثنين، كما تم إغلاق صفحة الوكالة على موقع إنستجرام.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أمريكا ستستولي على غزة
  • غدًا.. معرض الكتاب يناقش "التنين الأبيض وشخصيات منسية أخرى" بالقاعة الدولية
  • على أنقاض الهيبة الأمريكية.. ترامب يعود مشحونا بالفكر العدواني
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها؟
  • تنفيذًا لتوجيهات ترامب.. ماسك يغلق الوكالة الأمريكية للمساعدات الخارجية
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها.. عاجل
  • غدًا معرض الكتاب يناقش "التنين الأبيض وشخصيات منسية أخرى" بالقاعة الدولية
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر