التنمية في مشروع الشهيد الصماد
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
يُعدّ الشهيد صالح الصماد أحد القادة القلائل الذين تركوا بصمة خالدة في مسيرة اليمن الحديث، ليس فقط من خلال دوره السياسي والعسكري والوطني، بل من خلال مشروعه التنموي الطموح الذي تبنّاه تحت شعار: “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، لقد كان هذا الشعار أكثر من مجرد كلمات؛ بل رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى بناء دولة يمنية قوية، مستقلة، وقادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بعيدًا عن الوصاية الخارجية وأشكال الاستعمار الاقتصادي والغذائي.
كان الشهيد صالح الصماد ابن الريف، الذي نشأ في بيئة زراعية ويُدرك أهمية الزراعة ودورها في توفير لقمة العيش والقوت الضروري لحياة الإنسان واستمراره، جاء من عمق الشعب اليمني، ولم يكن نتاجًا لدهاليز السفارات الأجنبية، سواء السعودية أو الأمريكية أو البريطانية، ولم يتلقَّ تعليمه في الجامعات التي تصنع القادة المرتبطين بأجندات خارجية؛ بل تخرّج من مدرسة القرآن الكريم، وكان الإيمان سلاحه، والقرآن دستوره الذي سار على نهجه.
منذ توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى في اليمن، كان الشهيد الصماد يؤمن بأن التنمية الحقيقية هي تلك القائمة على هدى الله، والمستمدة من تعاليم القرآن الكريم، بعيدًا عن نظريات وأبحاث ودراسات المنظمات الدولية التي تخدم مصالح المانحين أكثر مما تخدم الشعوب، لقد أدرك أن التنمية لا تنفصل عن الاستقلال الوطني والسيادة، ولهذا ركّز على مشروع “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” كنهج وطني متكامل يجمع بين الدفاع عن الوطن في وجه العدوان، والعمل الدؤوب على بناء مؤسسات الدولة وتعزيز التنمية في مختلف المجالات.
لقد أدرك الصماد أن معركة اليمن ليست فقط عسكرية، بل هي معركة بناء وتغيير وتنمية في المقام الأول، فقد سعى لإحداث نهضة تنموية شاملة تهدف إلى: تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والكساء، والتحرر من التبعية الاقتصادية والهيمنة الخارجية، وتفعيل مؤسسات الدولة وتعزيز دورها في خدمة المواطن، وإرساء نظام العدل كأساس للتنمية المستدامة.
كان الشهيد الصماد يؤمن بأن الاستقلال السياسي لا يكتمل دون تحقيق الاستقلال الاقتصادي، ولهذا دعا إلى تنمية القطاع الزراعي باعتباره حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي، وشجّع على زراعة الأراضي وتطوير الإنتاج الزراعي والحيواني، وتقوية الروابط بين المزارعين والمؤسسات الحكومية، وتفعيل دور الجمعيات التعاونية بهدف تخفيض فاتورة الاستيراد وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.
لم يكن الشهيد الصماد سياسيا أو قائدا عسكريا فحسب، بل كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سعى إلى بناء دولة قائمة على العدل والمساواة، حيث يكون القانون هو المرجعية العليا، عمل على تفعيل أجهزة الدولة، ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية في إدارة الشؤون العامة.
لقد آمن الصماد بأن التنمية لا يمكن أن تزدهر في ظل غياب العدالة، ولهذا ركّز على إرساء قواعد الحكم الرشيد وضمان الحقوق، كان يؤمن بأن المواطن هو شريك أساسي في عملية البناء، وليس مجرد متلقٍ للخدمات.
ورغم استشهاده في عام 2018م نتيجة استهدافه من قبل طيران العدوان الأمريكي، ظل مشروع الشهيد الصماد حيّا في قلوب اليمنيين، فقد تحوّل إلى رمز للصمود والتنمية، وأصبحت رؤيته نبراساً يُسترشد به في مختلف المشاريع التنموية.
لقد كان الشهيد الصماد يؤمن بأن “يدًا تحمي” الوطن من العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي، وقد تحقق هذا المشروع بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل القيادة الثورية التي ترجمت هذا الشعار إلى واقع عملي؛ فأصبحت صواريخ اليمن تصل إلى الأراضي العربية المحتلة وتدكّ أوكار العدو الإسرائيلي. أما الشق الثاني من مشروعه، وهو “يدٌ تبني”، فهو الأساس الذي يؤسس لدولة قوية ومستقلة.
إن علينا جميعا أن نُحوّل هذا الشق الثاني من المشروع إلى حقيقة ملموسة يشعر بها المواطن في حياته اليومية، يتطلب ذلك تعاون الجميع، وجعل توجيهات السيد القائد أساسا وخارطة طريق نسير عليها، وقبل كل شيء، يجب استشعار المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد، واستثمار موارد ومقومات اليمن الزراعية والسمكية والاقتصادية، وإدارتها بحكمة ورُشد حتى يتحقق حلم الصماد في “يدٍ تبني”، ونصل إلى الاكتفاء الذاتي الذي كان يسعى لتحقيقه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
والدة الشهيد عمرو عبد الجيد: صمد حتى آخر طلقة
كتب -محمد سامي
كشفت أماني علي، والدة الشهيد عمرو عبد الجيد، الذي استشهد يوم 30 يونيو 2016 في كمين الفرافرة أثناء تصديه لهجوم إرهابي، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة لابنها، مؤكدة أنه قاتل حتى نفاد ذخيرته.
وقالت والدة الشهيد، في تصريحات خاصة إلى مصراوي، إن نجلها الذي كان ضمن قوات حرس الحدود، واجه مع زملائه مجموعة إرهابية كانت تستقل 4 سيارات دفع رباعي، مشيرة إلى أن عمرو ورفاقه تصدوا لهم ببسالة، وأوقعوا في صفوفهم خسائر كبيرة، لكن عندما نفدت الذخيرة، استشهد في ساحة المعركة.
وأوضحت أماني علي، أن آخر إجازة حصل عليها كانت قبل استشهاده بـ 10 أيام، حيث أوصاها بالحفاظ على والده وأشقائه، وكأنه كان يشعر بقرب استشهاده قائلة: كان دائمًا يشعر بالمسؤولية تجاه أسرته، ورغم أنه لم يمكث معنا طويلًا بعد تخرجه عام 2015، إلا أن أخلاقه وسيرته الطيبة باقية معنا.
وأشارت والدة الشهيد، إلى أنه استشهد يوم 25 رمضان 2016، وكان قد خطب قبل استشهاده بشهرين فقط، موضحة أن علاقته بربه كانت قوية، حيث أخبرها زملاؤه أنه كان إمامًا لهم في الصلاة قبل استشهاده مباشرة.
وأكدت أن نجلها كان معروفًا منذ صغره بالتدين وحسن الأخلاق، قائلة: لم يكن يترك فرضًا، وكان يوقظ أصدقائه لصلاة الفجر، لم يسبب لي أي مشكلة في حياته، وكان مثالًا للأدب والاحترام، كما كان حريصًا على صلة الرحم، فرغم قصر إجازاته، كان يحرص على زيارة أقاربه وجيرانه، وخاصة المرضى منهم.
وتحدثت عن لحظة تلقيها خبر استشهاد نجلها، قائلة: تلقى والده مكالمة من شخص لم يرد أن يخبرنا مباشرة، فقال له: (أنت والدة الضابط عمرو؟)، ثم أغلق الهاتف، عندها شعرت أن عمرو قد استشهد، وعندما دخل إخوته على الإنترنت، وجدوا رفاقه ينشرون نعيًا له.
وأشارت إلى أن قادة الجيش الذين حضروا العزاء قالوا لها: نُعزيكم في بطل صمد حتى آخر طلقة، وواجه الإرهاب بكل شجاعة حتى استشهد.
اقرأ أيضًا:
زاهي حواس: التحنيط لم يعد لغزًا.. ولعنة الفراعنة مجرد أسطورة
اليوم.. فتح المتاحف العسكرية بالمجان بمناسبة يوم الشهيد والمحارب القديم
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
كمين الفرافرة قوات حرس الحدودتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
والدة الشهيد عمرو عبد الجيد: صمد حتى آخر طلقة
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
24 14 الرطوبة: 33% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك