الثورة نت:
2025-02-05@01:02:02 GMT

الشهيد الصماد .. الخالد في القلوب

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

 

في الثالث من شعبان من العام ١٤٣٩هجرية، الموافق التاسع عشر من إبريل من العام ٢٠١٨ ميلادية، شهد اليمن فاجعة كبرى، وحدثا جللا، بكل المقاييس وعلى مختلف المستويات، في ظل ظروف بالغة الخطورة والتعقيد يعيشها الوطن، حيث أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف سيارة الرئيس صالح علي الصماد ومرافقيه أثناء مرورها بشارع الخمسين بمدينة الحديدة بواسطة طائرة مسيَّرة من طراز إم كيو ناين، حيث ارتقى الرئيس الصماد شهيدا في سبيل الله مع مرافقيه، وهو الخبر الذي نزل على اليمنيين كالصاعقة عند الإعلان عنه مساء الإثنين عقب اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع الوطني .

حيث كان الشهيد الرئيس صالح الصماد -رضوان الله عليه- يتحرك بشكل مكثف في تلكم الفترة لتسخير الطاقات وحشد الحشود للدفاع عن الحديدة، ومواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي التي كانت ترعد وتزبد وتتهدد وتتوعد حينها بالزحف على الحديدة واحتلالها، حيث تعامل -رضوان الله عليه- مع تلكم التهديدات بمسؤولية وجدية، وبدأ عملية الإعداد والتجهيز بالتنسيق مع القيادة الثورية ومختلف مؤسسات وأجهزة الدولة لمواجهة أي حماقات قد يقوم بها أو يقدم عليها الأعداء تجاه الحديدة، والتي تمثل الشريان الوحيد المتبقي لليمن واليمنيين في المحافظات اليمنية الحرة في ظل الحصار المطبق على الموانئ والمنافذ البرية والبحرية والجوية .

واليوم تحل علينا الذكرى السنوية السابعة لاستشهاده، وما يزال الحزن يستوطن سويداء قلوب كل اليمنيين، سبع سنوات مرت على استشهاد رجل المسؤولية عن جدارة واستحقاق الشهيد الرئيس صالح علي الصماد -رضوان الله عليه-، سبع سنوات على الحزن الذي لن ينسى والجرح الذي لن يندمل، سبع سنوات على رحيل الزعيم الفذ، والقائد المحنك، والمثقف الحصيف، والمتحدث البليغ، والوطني الغيور، والمسؤول القدوة، والسياسي البارع، والمحاور المقنع، والمجاهد المقدام، والفارس الهمام، والرئيس الإنسان الذي حمل روحه على راحتيه، وتعامل مع المنصب باعتباره مسؤولية ومغرما لا مغنم، وظل متلمسا هموم ومعاناة الشعب حتى اصطفاه الله شهيدا، وأتذكر هنا موقفه من أزمة الغاز التي كانت مستعرة في البلاد، حيث التقى بكبار تجار الغاز وتناقش معهم حول الموضوع واستمع إلى شكاواهم وأبدى تفهمه بشأنها، وعلى إثر ذلك وجه السلطات المختصة بإلغاء رسوم الجمارك والتحسين على الغاز، مقابل إلتزام تجار الغاز بإنهاء الأزمة وتوفير الغاز في السوق المحلية لتصل الأسطوانة للمواطن بثلاثة آلاف ريال، بعد أن وصل سعرها في السوق السوداء إلى ما يقارب العشرين ألفا، والكثير الكثير من المواقف التي لا يتسع الوقت للحديث عنها.

وفي مناسبة كهذه يبرز الوفاء الرسمي والشعبي اليمني لهذا القائد الاستثنائي الذي يمثل تاريخا عريقا محفورا في ذاكرة كل اليمنيين، من خلال تلكم الفعاليات الرسمية والشعبية، التي تستعرض مناقبه ومآثره الخالدة وسيرته الحسنة، التي منحته محبة الناس، والتي نستلهم منها تلكم القيم الإيمانية السامية، والسجايا والأخلاق والخصال الحميدة التي كان يتحلى بها، والروح الجهادية المزدانة بقوة الإيمان والإرادة، وصلابة المواقف، والشجاعة والإقدام ورباطة الجأش والتي كانت تسكن داخله ومتجذرة في أعماقه، والتي عرف بها منذ بداية إنطلاقته الجهادية من شعب مران إلى دخوله القصر الجمهوري رئيسا للجمهورية اليمنية .

لقد أراد الأعداء باستهدافهم الشهيد الرئيس صالح علي الصماد وأد مشروعه الرائد الخاص ببناء الدولة المدنية اليمنية الحديثة، وظنوا بأن اغتيالهم له سيحقق لهم هذه الغاية، ولكنهم فتحوا على أنفسهم أبواب جهنم، فقد تحول السواد الأعظم من اليمنيين الشرفاء إلى براكين ثائرة ضدهم، وشكلت دماء الشهيد الرئيس ورفاقه وقودا ملهمة لهم لمواصلة المسار الوطني الجهادي التنموي الذي سار عليه، وشاهدنا بأم أعيننا تلكم الفتوحات والانتصارات الكبرى التي تحققت، والتحولات النوعية التي شهدها الوطن وخصوصا ما يتعلق بجانب البناء والتنمية، والدفاع عن الوطن، كترجمة عملية لمشروعه (يد تبني ويد تحمي)، وشاهدنا الشهيد الصماد وهو يرعب الأعداء من الجو من خلال طائرات صماد المسيَّرة بأنواعها المختلفة، ومن خلال الصواريخ البالستية والمجنحة والفرط صوتية التي توعد بها قوى العدوان في كلمته بمناسبة الذكرى الثالثة لليوم الوطني للصمود، وما يزال وسيظل يرعبهم وهم يشاهدون ضريحه ورفاقه بميدان السبعين قد تحول إلى مزار لكل الأحرار والحرائر من مختلف المحافظات اليمنية، الذين يأتون للسلام عليه، وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة ورفاقه، والتقاط الصور الفوتوغرافية المعبرة عن الفخر والاعتزاز بهذا القائد الفذ.

وهنا ينبغي الإشارة إلى أن الشهيد الرئيس صالح علي الصماد -رضوان الله عليه- وإن غادرنا جسدا، فإن روحه لا تزال تلازمنا وتحضر معنا وتشاركنا في كل اللحظات، نستلهم منها الشموخ والإباء والتضحية والفداء، وحسن السيرة والاقتداء، وصدق الولاء والانتماء .

لروحك الطاهرة الخلود في أعلى عليين يا أبا الفضل، ما نسيناك ولن ننساك، مهما تعاقبت الأيام والشهور والسنوات، ستظل أيقونة للنصر، وعنوانا للوفاء، ورمزا للشجاعة والبطولة والإقدام.

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الهيئة النسائية بتعز تنظم وقفة بذكرى سنوية الشهيد الرئيس صالح الصماد

الثورة نت|

نظمت الهيئة النسائية الثقافية العامة بمحافظة تعز، اليوم وقفة إحياء للذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد تحت شعار “رجل المسئولية”.

وأكدت المشاركات في الوقفة أن الشهيد الصماد قضى نحبه فائزاً بوعد الله للشهداء الأبرار، مشيرات إلى أنه كان مع الله بإخلاص وثبات في المواقف الصعبة وبذل النفس والجهد والمال في سبيل الله حتى فاز بالشهادة.

ونوهت المشاركات إلى أن الشهيد الصماد كان نموذجا للرجل المؤمن المجاهد منطلقاً من هويته الإيمانية متحركا في مسيرته بوعي وبصيرة وفاعلية وبروح عملية حتى قابل ربه شهيداً ثابتا متمسكاً بمنطلقاته الإيمانية.

وأكد بيان صادر عن الوقفة أن إرادة الشعب اليمني لن تكسر، وسيواصل السير في طريق الشهيد تحملا للمسؤولية ووفاء لدمائه وتضحياته وتضحيات كل الشهداء.

وجدد البيان عهد الوفاء للشهداء العظماء، وعلى رأسهم شهيد القرآن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والشهيد الرئيس صالح الصماد، وجميع شهداء الجهاد والمقاومة الإسلامية، مشيراً إلى أن دماءهم الزكية أمدت المجاهدين عزاً ونصراً للإسلام.

ولفت إلى المضي في أداء المسؤولية الإيمانية في مقاومة أعداء الله، دفاعاً عن الأمة الإسلامية، حاثاً نساء الأمة على التحرك الفاعل لنصرة أبناء فلسطين ولبنان، فالمعركة معركة شرف وكرامة، وأي تأخير في اتخاذ المواقف هو خيانة للقضية.

ودعا البيان كل أحرار الأمة لتعزيز تحركهم الداعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة المشروع الصهيوني، ومواصلة مقاطعة كل المنتجات الأمريكية والصهيونية، واستمرار الأنشطة المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني.

كما أكد الجاهزية لخوض أي مراحل قادمة تحت قيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في مواجهة العدو الإسرائيلي، واتخاذ ما يلزم من موقف من منطلق الواجب الإيماني والأخلاقي والإنساني، حتى استعادة المقدسات وتحرير فلسطين.

 

 

مقالات مشابهة

  • ‏الرئيس الشهيد الصماد .. سيظلُّ رمزًا حيًّا في وجدان أمته
  • فعالية بمدينة حجة بذكرى سنوية الشهيد الرئيس صالح الصماد
  • فعالية خطابية في البيضاء بذكرى سنوية الشهيد القائد والشهيد الرئيس الصماد 
  • الشهيد الرئيس الصماد .. القائد الاستثنائي ورجل المسؤولية
  • قيادات من المكتب السياسي لأنصار الله تزور ضريح وأسرة الشهيد الرئيس الصماد
  • القطاع التربوي بحجة ينظم فعاليات بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • الهيئة النسائية بتعز تنظم وقفة بذكرى سنوية الشهيد الرئيس صالح الصماد
  • محافظة صنعاء تقيم فعالية مركزية بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • فعالية مركزية بصعدة إحياءً لذكرى الشهيد الرئيس الصماد