براق المنبهي

بينما تُنشغل السعوديّة باستقبال شخصيات مُثيرة للجدل مثل أحمد الشرع، وتلهث وراء تحالفات هشة مع قوى مثل ترامب، تُلقي صنعاء، بقيادة السيد القائد المجاهد، بورقة إنسانية نادرة تُجسّد أعلى درجات التضامن مع فلسطين، وتكشف خيوط اللعبة القذرة التي تُدار خلف الستار. فمبادرة التبادل، التي أطلقها قائد الثورة، والتي تُعد الثانية من نوعها في تاريخ الصراعات العربية، تُجسّد أسمى معاني التضامن مع القضية الفلسطينية، وتكشف أن العدوّ الصهيوني لم يعد وحده من يرفض تحرير الأسرى الفلسطينيين، بل تلتحق به حكومة تدّعي الإسلام وتتاجر بشعاراته.

العرض واضح وبسيط، لكنه كالصاعقة إطلاق 60 أسيرًا فلسطينيًّا من سجون السعوديّة بينهم عناصر من حماس والمقاومة مقابل إطلاق طيارين سعوديّين و9 ضباط وجنود تم أسرهم خلال عدوان السعوديّة على اليمن. مبادرة تضع الرياض في زاوية مظلمة، فإما أن تعترف بأن معتقليها الفلسطينيين أبطال مقاومة. وليسوا إرهابيين، وإما أن تفضح نفسها كحليف صامت للكيان الصهيوني، يُضحي بدماء الفلسطينيين في سجونه للقاء مصالحٌ سياسيةٌ واهية.

وهذه الصفقة شهادة دولية على إنسانية المبادرة اليمنية، وإبرازٌ لانكشاف السعوديّة التي تحولت سجونها إلى ذراع تنفيذية للاحتلال في قمع الفلسطينيين. فكيف تُبرّر الرياض احتجاز مقاتلين ضد الاحتلال بينما تتعاون مع من يسلب أرض فلسطين؟!

اليمن، يقدم درسًا في العروبة الحقيقية، فبعد أن دمّـرت السعوديّة بنيته التحتية وحاصرت شعبه، يرفع راية الأسرى الفلسطينيين عاليًا، بينما تُجيب الرياض بـ”الصمت” وتستقبل وفود التطبيع مع الكيان الصهيوني. الفارق الجوهري هنا ليس في المواقف السياسية فحسب، بل في السجل الأخلاقي الذي تُسجّله صنعاء بحروف من نور، تاريخ من دعم المقاومة، مقابل تاريخ سعوديّ ملطخ بالتعاون مع المحتلّ.

السؤال الذي يُطارد الرياض الآن ليس حول قبول المبادرة أَو رفضها، بل، كم مرة ستُضطر لخيانة فلسطين قبل أن تسقط أقنعتها؟! صنعاء أجبرت العالم على رؤية الحقيقة، السعوديّة لم تعد قادرة على إخفاء تناقضها فإما أن تكون مع الأسرى، أَو مع السجان.

الرسالة واضحة التاريخ سيتذكّر أن اليمن وقفت، حَيثُ تقاعست الرياض، وأن قائدها الزاهد حوّل أسراه إلى رمز كرامة، بينما حوّلت الرياض أسرى فلسطين إلى عملة سياسية رخيصة. فهل تفيق الرياض من سباتها، أم ستظلّ تُدير ظهرها للتاريخ والأمة؟ في الوقت الذي تتردّد فيه أصداء الطلقات في شوارع جنين، وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية تنفيذ جرائم الإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني المقاوم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السعودی ة

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يداهم منازل الفلسطينيين في مدينة ومخيم طولكرم ويحولها لثكنات عسكرية

الثورة نت/
داهمت قوات العدو الصهيوني ، مساء اليوم الثلاثاء، منازل مواطنين فلسطينيين ومباني سكنية في مختلف أحياء مدينة طولكرم ومخيمها، تزامنا مع استمرار العدوان الصهيوني على المدينة ومخيمها لليوم التاسع على التوالي.
وقالت مصادر محلية إن قوات العدو حاصرت منزلا لعائلة الهوجي، في ضاحية اكتابا إلى الشرق من المدينة، واجبرت من بداخله عبر مكبرات الصوت على الخروج، وأخضعتهم للاستجواب الميداني، دون أن يبلغ عن اعتقالات، كما داهم جنود العدو المنازل المحيطة بمنزل عائلة الهوجي تعوّد لعائلتي الخولي والشيخ مظهر ونصبوا القناصة داخلها.

كما دفعت قوات العدو بمزيد من فرق المشاة الى أحياء المدينة وتحديدا الحي الشرقي، وداهمت منازل ومباني سكنية واستولت عليها بعد إجبار سكانها على مغادرتها، وحولتها الى ثكنات عسكرية، كما استولت على مزيد من المباني التجارية والسكنية في محيط مخيم طولكرم، خاصة على طول شارع نابلس المحاذية لمدخل المخيم الشمالي، وحولتها لثكنات عسكرية ونشرت فرق القناصة فيها.

ويواصل العدو الصهيوني عملية إفراغ المخيم من سكانه من خلال إجبارهم على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، والاستيلاء عليها، فيما سمعت أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى داخل المخيم ناتجة وحسب شهود عيان عن تفجير الاحتلال لعدد من منازل المواطنين.

وتتوالى مناشدات من تبقى من المواطنين داخل المخيم، لتوفير متطلباتهم الأساسية من الطعام والمياه والادوية وحليب الأطفال، في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي خلفه العدوان المتواصل عليه من حصار مطبق وانقطاع للكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت بعد تدمير جرافات العدو للبنية التحتية.

وفي السياق ذاته، ألحقت قوات العدو خرابا ودمارا في المنازل التي كان استولت عليها في الحي الغربي لمدينة طولكرم منذ ثمانية أيام، والتي أخلتها اليوم، اضافة إلى سرقتها لمقتنيات ومبالغ مالية.
ويواصل العدو الصهيوني حصاره لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وعرقلته لعمل مركبات الاسعاف والطواقم الطبية واخضاعها للتفتيش والاستجواب .

مقالات مشابهة

  • ساعة يد الشرع فى قمة الرياض تثير التساؤلات.. تقدر بـ82 ألف دولار
  • العدو الصهيوني يداهم منازل الفلسطينيين في مدينة ومخيم طولكرم ويحولها لثكنات عسكرية
  • تغيير تاريخ انطلاق الدوري السعودي
  • التطهير العرقي في فلسطين.. تاريخ طويل من العنف والإبادة يشهد عليه كتاب «إيلان بابه»
  • مشاهد تسليم الأسرى تهز كيان العدو الصهيوني وتُربك قادته وتفضح هزيمته
  • ما مصير الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى الخارج؟
  • ما الذي تفعله الرياض لضرب المنتجات الزراعية اليمنية ..! 
  • فلسطين: الاحتلال يرتكب انتهاكات مفضية إلى الموت بحق المعتقلين ...بلا قيود ترصد جرائم إسرائيل بحق المعتقلين
  • أول زيارة خارجية لرئيس سوريا.. الشرع يصل الرياض وهذه أبرز الملفات التي سيبحثها مع محمد بن سلمان