ساعتان مع رئيس الجامعة الأم!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
بدعوة من جمعية الشؤون الدولية، كان لنا فرصة الاستماع إلى د. نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية، وبحضور عدد من أصحاب الدولة. والتربويين، وكأنك تستمع إلى مفكر تربوي، وليس طبيبًا ناجحًا، مفكر وقائد تحدثت عنه إنجازات عديدة قيل: إنها أعادت للجامعة الأردنية ألقها ومكانتها.
مفهوم جديد للجامعة
تغير دور الجامعة من إعداد الطلبة باتجاه معين، إلى بناء شخصيات مفكرة، مرنة، قادرة على إحداث التغيير بأنفسهم، وتقبل التغيرات الخارجية ، والتعامل معها بنجاح! لقد انتهى عهد حامل الشهادة، فالعمل لن يتوقف عند السؤال عن الشهادة، بل سيسأل طالب العمل أسئلة تتعلق بماذا تستطيع أن تضيف لنا؟ وما المهارات التي يمكنك ممارستها في مؤسساتنا! فالجامعة تتوجه لأن تكون جامعة مهارات، لا جامعة شهادات. فالعمل الجامعي المستقبلي بناء للخرّيج وتزويده بمهارات العصر ومهارات المستقبل، وفي مقدمتها: كيف تنتج عملك الخاص، وكيف تخطط لذلك؟!
نعم، ركز الرئيس على بناء عقلية مفكرة مخططة ذات رؤيا مستقبلية!
والجامعة الحديثة لا تعمل بمعزل عن شراكات مع سوق العمل، ومؤسساته الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، ومع شراكات عربية وعالمية. فالأستاذ الجيد المأمول يقيم نصف وقته في السوق، وكذلك الطالب، فالإعداد والتعلم ليسا محصورين في قاعات التدريس بمقدار ما هما تعلم حقيقي في مختلف حقول الاقتصاد، واهتمامات المجتمع!
(٢)
مجتمعات البحث والتعلم
يقصَد بهذه المجتمعات شراكة مع باحثين من مختلف التخصصات، ومن الأكاديميين والتطبيقيين، والتقنيين، وبشراكة مع مؤسسات الجامعة الأردنية، والجامعات الأخرى. هذه المجتمعات تعمل معًا، وتتبادل الثقافة، والفكر، والإنجاز!
مجتمعات تعمل في بحوث تطبيقية تسهم في حل مشكلات المجتمع، ركز الرئيس على هذه المجتمعات، وإمكانات تقديم حلول لمشكلات مثل: الزراعة، والمياه، والمواصلات، والأبنية، والتعليم، والصحة، وغيرها.
ولا شك أن هذا التوجه واعِد، ومطلوب، نأمل أن يتوسع ويحفز جميع الهيئات التدريسية على تشكيل مثل هذه المجتمعات!
(٣)
ما بين التخصصات
ركز الرئيس على أهمية تشكيل مجتمعات من تخصصات مختلفة، بل وبناء هيئات تدريسية متنوعة الأعداد! فما المانع من تعيين أستاذ يحمل بكالوريوس فيزياء، ودكتوراة علوم سياسية، أو بكالوريوس لغة إنجليزية، ودكتوراة قانون! نحن بحاجة إلى خبرات متنوعة في الكلية الواحدة! انتهى عهد التضييق في المسرب الواحد: التخصص نفسه في البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراة! إن وجود أساتذة من خلفيات متنوعة سيدفع بالكلية إلى سرعة التطور، ففي كلية التربية مثلًا نحتاج فنانًا، ومهنيّا، ومهندسًا، ومحاميًا، ورياضيّّا، ففي تفاعلاتها انطلاقة أكثر جرأة وإبداعًا.
(٤)
أفكار نقاشية
ساهم الجمهور في استخلاص أعمق ما لدى نذير عبيدات من أفكار، ودارت أفكار حول برامج ومناهج، ودبلومات تتم من خلال تقديم سندويشات تربوية، وأكاديمية قصيرة، وفق حاجات محدودة! وأفكار أخرى حول جامعات تفتح ليلًا بما يسمح بالتعلم المستمر!
أعجبني ذلك التباين بين من يهتمون بالمعدلات، والعلامات، والامتحانات، والشهادات، وبين من يهتمون بالمهارات، والخبرات!
سوق العمل لن يسأل في المستقبل وربما الآن: ما شهادتك؟
بل بماذا تستطيع أن تُضيف لي!!
فهمت عليّ؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات رئیس الجامعة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتفقد جامعة مصر للمعلوماتية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتفقد جامعة مصر للمعلوماتية، مرورا من الهرم الزجاجي الأيقوني الذي يتوسط المدينة، خلال زيارته لمدينة المعرفة.
وعقب وصوله للجامعة، أوضح وزير الاتصالات لرئيس مجلس الوزراء أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قامت، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بتأسيس جامعة مصر للمعلوماتية داخل المدينة؛ لتصبح إحدى ركائز مجتمع معلوماتي متكامل يتيح للطلاب فرص الاستفادة من هذا المجتمع، بما يضمه من مراكز أبحاث وتطوير، ومراكز للتدريب، وحاضنات للشركات الناشئة، وشركات عالمية ومحلية عاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتحرص الجامعة على إقامة شراكات علمية وبحثية مع كبرى الجامعات الدولية المرموقة؛ حيث يحصل خريجو الجامعة على شهادة جامعة مصر للمعلوماتية وشهادة أخرى من الجامعة الأجنبية الشريكة، كما يقضى الطلاب بموجب اتفاقيات الشهادات المزدوجة السنة الأخيرة في الحرم الجامعي المتفق عليه بالخارج، مع دراسة بعض المقررات المدمجة التي تقدمها الجامعة الأجنبية خلال السنوات الأولى من دراستهم في مقر جامعة مصر للمعلوماتية.
وخلال تجوله بأروقة الجامعة، أوضح الدكتور أحمد حمد، نائب رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، أن الجامعة تعد مؤسسة أكاديمية رائدة تقدم برامج تعليمية متخصصة لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مضيفا أن الجامعة تستهدف إعداد شباب مصر لعلوم المستقبل، من خلال توفير تخصصات متميزة بكلياتها الأربع.
وفي هذا الإطار، أوضح نائب رئيس الجامعة أن إنجازات الجامعة شملت إنشاء مركز للابتكار وريادة الأعمال في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك في إطار رؤيتها لتعزيز ثقافة الابتكار وتشجيع البحث العلمي والتطوير في المجالات التقنية الحديثة، كما تتعاون الجامعة مع شركات القطاع لتوفير التدريب العملي للطلاب بجانب الدراسات النظرية التي تضاهي المطبق بالفعل في كبرى جامعات العالم؛ حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون تسمح لطلاب الجامعة بالحصول على شهادتين؛ الأولى من الجامعة والثانية من جامعات "بردو" و"مينيسوتا" الأمريكيتين وجامعة "أوتاوا" الكندية؛ مشيرا إلى أنه خلال الصيف الماضي التحقت أول بعثة من طلاب الجامعة بجامعات دولية شريكة، وحققوا نتائج دراسية مبهرة، ويتم حاليا التجهيز لسفر البعثة الثانية.
وفي الوقت نفسه، أكد أن الجامعة أصبحت الوجهة المفضلة للرياضيين، حيث نتبنى لائحة دراسية مرنة ونقدم منحا دراسية لأبطال مصر الرياضيين ونوفر المناخ الدراسى الداعم لمسيرتهم.
وخلال جولته بالجامعة، تفقد رئيس الوزراء مجموعة من المعامل التخصصية بكليات الجامعة الأربع، حيث تفقد معمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات بكلية علوم الحاسب والمعلومات، الذي يمتلك عددا من الروبوتات المتطورة والأجهزة، التي تتيح للطلاب الفرصة للتطوير والابداع، إلى جانب استخدام تلك الروبوتات في المشروعات المختلفة المطلوبة ضمن متطلبات المقررات بالكلية، وكذلك مشروعات التخرج الخاصة بالطلاب.
وتهدف هذه المعامل إلى تعزيز الجانب العملي والتطبيقي عند الطلاب بهدف تجهيزهم علميا وعمليا لمتطلبات سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية.
وعرض الطلاب برنامج EGTTS، وهو نموذج لبرنامج مصري طورته كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة مصر للمعلوماتية لتحويل النصوص إلى صوت واضح باللهجة المصرية، وهذا البرنامج الالكتروني مبني على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث يستقبل النص العربي ويحوله إلى صوت عالي الجودة، وتسعي الكلية من خلاله إلى تطوير نموذج لدعم التطبيقات المعتمدة على التواصل الصوتي سواء في المكالمات الهاتفية، أو التعليم الشخصي المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وتأتي أهمية المشروع وقيمته في التوقيت الحالي، لتلبية تطلعات الدولة لتوطين الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
واستمع الدكتور مصطفى مدبولي إلى مجموعة من طلاب كلية علوم الحاسب والمعلومات، الذين أوضحوا أن وجود الجامعة داخل مدينة المعرفة بالقرب من معاهد التدريب التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ساعدهم في الالتحاق ببرامج تدريبية متعددة إلى جانب دراستهم، كما مكنتهم البرامج التعليمية المتميزة التي توفرها الجامعة من الحصول على فرص للعمل أثناء دراستهم، بالإضافة إلى منح لاستكمال دراستهم في جامعة "مينيسوتا" الأمريكية.
كما استعرض عدد منهم أسباب اختيارهم لجامعة مصر للمعلوماتية ومجال علوم الحاسب والمعلومات ومدى استفادتهم من الدراسة بها؛ حيث أوضح أحد طلاب الفرقة الثالثة مشاركته في أحد الأبحاث العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تم نشره خلال 2024 بأحد المؤتمرات الدولية، وذلك ضمن جهود الكلية لتعزيز مهارات البحث العلمي لدى الطلاب.
كما التقى رئيس مجلس الوزراء عددا من الطلبة بكلية تكنولوجيا الأعمال؛ حيث أوضحت إحدى الطالبات كيف ساعدتها الكلية في الحصول على شهادة معتمدة دوليا من إحدى المؤسسات الأكاديمية العالمية "IIBA "، مشيدة بما توفره الكلية من مقررات علمية متميزة مكنتها من تحصيل العلم بهذه المؤسسة العالمية، وذلك ضمن مبادرة أطلقتها الجامعة للحصول على أعلى الشهادات المهنية الدولية المتخصصة في مجالات تكنولوجيا الأعمال، كما عرض أحد الطلاب تجربته في التطبيق العملي لما درسه داخل الكلية، الأمر الذي مكنه من أن يصبح رائد أعمال وأسس شركة ناشئة توفر حلولا رقمية للشركات.
فيما أشار طالب آخر إلى أن الكلية أتاحت له استكمال دراسته بكندا والحصول على شهادة من جامعة " أوتاوا " التي ترتبط مع جامعة مصر للمعلوماتية باتفاقية تعاون مشترك، وهو ما ساعده على اكتساب خبرات دولية، موضحا أن هناك توافقا في المناهج بين الجامعتين، بما يؤهله بقوة لالتحاق بسوق العمل العالمية.
كما أشاد أحد الطلاب بالبيئة التعليمية التي توفرها الجامعة، التي تدعم قدرات الطلاب في اكتساب مجموعة من المهارات المتكاملة في التفاوض وصياغة الحلول بما ساعده في تمثيل مصر في المؤتمر العالمي للمناخ.
وعقب ذلك، توجه رئيس الوزراء لتفقد معمل "الميكاترونيات" بكلية الهندسة؛ حيث اطلع على مكونات المعمل الذي يضم ماكينات خليط بين الميكانيكا والالكترونيات لمساعدة الطلاب في التعرف بعمق على مجال "الميكاترونيات" وكيفية تصنيع الأجهزة الالكترونية والميكانيكية المختلفة وكيفية برمجتها.
وفي هذه الأثناء، استعرض عدد من طلاب كلية الهندسة تجربتهم الدراسية بالجامعة وأيضا تجربتهم في استكمال دراستهم بجامعات بالخارج مثل جامعة "بردو" تنفيذا للاتفاقيات بينها وبين جامعة مصر للمعلوماتية، وأيضا تجربة أحد الطلاب من أوائل الثانوية العامة، الذي التحق بالجامعة في إطار منحة رئيس الجمهورية.
كما قدم الطلاب عرضا حول استخداماتهم لمكونات وأجهزة المعمل، وما أنجزوه من تطوير في البرمجيات المستخدمة من خلال تطبيق عملي لتشغيل ماكينة فرز وبرمجتها لفرز الأشياء بناء على اللون، وأيضا تجربة تشغيل روبوت بعد برمجته للقيام بحركات محددة.
واختتم رئيس الوزراء زيارته لجامعة مصر للمعلوماتية بتفقد معمل الماك بكلية الفنون الرقمية والتصميم، الذي يضم أجهزة متخصصة لتلبية متطلبات برامج التصميم ثلاثية الأبعاد التي تحتاج إلى أداء فائق يفوق قدرات الحواسب التقليدية.
ويضم المعمل أجهزة iMac وMacBook Pro المزودة بأحدث المعالجات القوية ووحدات المعالجة الرقمية (GPU) المتطورة، مما يتيح تشغيل البرامج الاحترافية بسلاسة وكفاءة عالية، كما يشتمل المعمل على حواسيب لوحية مخصصة للرسم الرقمي بحجم كبير، وهو ما يمنحه ميزة تنافسية فريدة.
وخلال ذلك، التقى الدكتور مصطفى مدبولي مجموعة من الطلاب الذين استعرضوا الإمكانات التي توفرها الجامعة لهم؛ لصقل مهاراتهم من خلال توفير بيئة تعليمية متميزة تجمع بين الجانب النظري والعملي، لتوفير تجربة احترافية متكاملة في مجالات التصميم الرقمي، وتطوير الألعاب، وتجربة المستخدم بما يؤهلهم للعمل كمطوري ألعاب مستقلين أو العمل في مختلف مراحل تطوير الألعاب داخل شركات الألعاب العالمية.
وقام الطلاب باستعراض بعض أعمالهم من الألعاب الالكترونية التي نفذوها، بدءا من تصميم الفكرة، مرورا برسم الشخصيات وصولا للمنتج النهائي.
وأشاد رئيس الوزراء فى نهاية جولته بالجامعة، بما شاهده من إمكانات، وكذا تميز الطلاب، موجها للجميع الشكر، ومعبرا عن فخره بهم.