ازدواجية المواقف بين بغداد وأربيل: التوازن الصعب أمام دمشق و قسد
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
4 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق موقفًا دقيقًا في علاقته مع سوريا بسبب التوتر المتصاعد بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، وسط صراع نفوذ يعقد المشهد الأمني في المنطقة.
و برزت في الآونة الأخيرة مؤشرات على تنامي العلاقة الأمنية بين العراق وقوات سوريا الديمقراطية، في ظل التهديدات المتزايدة التي تمثلها معسكرات احتجاز عناصر تنظيم داعش داخل الأراضي السورية.
وعززت الروابط التاريخية بين الأكراد في العراق وسوريا هذا التقارب، حيث تتشارك قوات سوريا الديمقراطية مع القوى الكردية في إقليم كردستان العراق قواسم مشتركة تمتد إلى التنسيق العسكري والأمني.
و يمثل احتجاز عشرات الآلاف من عناصر داعش داخل ستة معسكرات، أبرزها معسكر الهول، تحديًا أمنيًا مشتركًا لا يمكن لبغداد تجاهله، في ظل المخاوف المتزايدة من عمليات فرار محتملة قد تعيد تنشيط التنظيم الإرهابي في المنطقة.
و وجد العراق نفسه في موقف صعب، حيث لم يتمكن من تبني موقف حاسم إزاء قوات سوريا الديمقراطية أو النظام السوري، خاصة مع اشتداد الصراع بين الطرفين.
وبات التوازن بين الحفاظ على علاقات مستقرة مع دمشق، وبين تعزيز التعاون الأمني مع قوات سوريا الديمقراطية، معادلة معقدة تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية.
و زادت الضغوط التي تمارسها أطراف إقليمية ودولية من تعقيد الموقف العراقي، ما جعل بغداد تتخذ نهجًا حذرًا دون المجازفة بإعلان موقف صريح قد يُحسب لصالح طرف على حساب آخر.
و يكشف التحليل السياسي للموقف العراقي عن تناقضات واضحة في التعامل مع الملف السوري.
و بدا أن بغداد تحاول تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من علاقتها مع الطرفين، فمن جهة، يريد كردستان العراق التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، لمنع تسلل عناصر داعش إلى أراضيه، ومن جهة أخرى، فان بغداد حائرة امام الحالة السورية الجديدة.
و لم يقتصر المأزق العراقي على الشق الأمني فحسب، بل امتد إلى البعد السياسي، حيث تحولت سوريا إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية.
و تصاعدت الضغوط على بغداد من قبل تركيا وإيران، فالأولى تعارض أي تعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي تصفها بالإرهابية، والثانية تسعى الى تحجيم الدور التركي.
واستمر العراق في تبني سياسة التوازن، محاولًا الاستفادة من جميع الأطراف دون أن يتحول إلى ساحة مواجهة بالوكالة. استمرار الوضع الراهن على هذا النحو يعني أن العراق سيظل في حالة انتظار، متأرجحًا بين فرضية تعزيز التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لمنع عودة داعش، أو الاصطفاف مع النظام السوري لكسب رضا القوى الحليفة له، وهو ما سيحسمه مسار الأحداث القادمة في شمال شرق سوريا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مع قوات سوریا الدیمقراطیة
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي يحذر من تأثيرات سلبية لابتعاد العراق عن النظام السوري - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
حذر رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، اليوم الإثنين، (3 شباط 2025)، من الأضرار التي قد تلحق بالعراق جراء استمرار ابتعاده عن النظام الجديد في سوريا، وما له من تبعات.
وقال فيصل لـ"بغداد اليوم"، إن "مواقف العراق العدائية في العلاقة مع سوريا من المؤكد سيكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني والاجتماعي والثقافي، التي تشكل أعمدة العلاقات بين البلدين".
وأضاف، أن "الذهاب إلى علاقات عدائية وقطيعة وغلق الحدود والهجوم الإعلامي على سياسة سوريا، والتهديد بالمعنى العسكري والسياسي للنظام السوري، كلها مؤشرات سلبية على مصالح العراق الاقتصادية والطاقة، وسوريا بلد مهم زراعي واقتصادي، ومنها يمكن تصدير النفط والغاز إلى أوربا عبر المؤانى، وأيضاً أهميتها السياحية".
وأشار فيصل إلى أن "الجانب الأهم في العلاقة هو الجانب الأمني، بسبب الحدود المشتركة التي تربط البلدين، وحملات التشنج والتوتر، والعداء للنظام السوري، وهم في مرحلة انتقالية، ليست في صالح العراق، خاصة في ظل الانفتاح العربي والدولي على دمشق".
وبين، أن "المرحلة الانتقالية الحالية في سوريا لن تكون موجودة في المستقبل، بعد إقامة الانتخابات وكتابة الدستور".
وتمر العلاقات العراقية-السورية بمرحلة حساسة نتيجة التغيرات السياسية في سوريا والانفتاح العربي والدولي عليها وعلى الرغم من العلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين، شهدت الفترة الأخيرة تباعداً في المواقف بين بغداد ودمشق، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي.
كما تشكل سوريا ممراً مهماً للعراق، إضافة إلى دورها كمحور زراعي وسياحي مهم في المنطقة.