يمانيون:
2025-04-30@15:19:03 GMT

في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!

تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT

في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!

يمانيون../
رحل رجل الظل، ابن الموت، ذو السبعة أرواح، البأس الشديد الذي لا يخشى الموت، مفجر الطوفان، ومؤسس ‎وحدة الظل، شبح الكيان، وقاهر الاحتلال، من هزَّ الأرض عرضاً وطولاً، ودوّخ استخبارات وجيوش العدو، قائد أركان كتائب القسام، البطل المقاوم الشهيد المجاهد الجنرال محمد دياب إبراهيم المصري؛ الملقب “محمد الضيف”، إلى السماء في حضرة الشهداء.

رحل الضيف اللاجئ في وطنه إلى وطنه الأبدي ضيفاً في جنات ربه، وبقت ذكرى بطولاته خالدة في أعماق كل عربي حراً مقاوم، وسيخلد الرجل المقاوم، الذي أعلن الحرب على كل شيء، العجز والضعف والصمت والتواطؤ والخيانة والعملاء والعمالة والهزيمة، المنهزمين، والتطبيع والمطبّعين قبل أن يعلنها على المحتل والاحتلال، والطغاة والكيان والمستعمرين.

واقعة الاستشهاد
رحل رأس الأفعى -كما تسميه “إسرائيل”- القائد المرعب محمد الضيف “أبو خالد”، شهيداً يوم 13 يوليو 2024، (قبل ستة أشهر ونصف) بخيانة العميل السري للكيان، الخائن سعد برهوم، ‏الذي بلغ عن مكان الضيف ورافع سلامة، وفر هارباً إلى العدو – شرق خان يونس، ومع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تم انتشال جثمانه الطاهر، لكن تأخرت كتائب القسام في إعلان الخبر حتى إتمام صفقة تبادل الأسرى، وعودة النازحين.

الخبر الموجع
في مساء يوم خميس 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام رسمياً الخبر الموجع في تسجيل صوتي بصوت أيقونة المقاومة، الجنرال المجاهد أبو عبيدة، نبأ استشهاد قائد الأركان محمد الضيف “أبو خالد”، وبعض رفاقه؛ أبرزهم: نائبه مروان عيسى، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، وقائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد ركن الأسلحة غازي طماعة، رحمهم الله جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته.

خطاب الطوفان
في خطابه الشهير عبر الرسالة الصوتية، فجر يوم السابع من أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، الذي لم يظهر إلا صوتًا وظلاً إلا في مشاهد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، بدء عملية عسكرية على “إسرائيل” باسم “طوفان الأقصى” بهجوم مباغت بإطلاق خمسة آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.

وقال: “إننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، اليوم يتفجر غضب الأقصى، غضب شعبنا وأمتنا ومجاهدينا الأبرار، هذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه.. نفذوا هجماتكم على المستوطنات بكل ما يتاح لكم من وسائل وأدوات، نحن شعبا ظلمنا وقهرنا وطردنا من ديارنا، نحن نسعى إلى حق، ومهما حاول الطغاة قلعنا ستثبت البذور”.

أسطورة مقاوم
قال عنه رئيس الشاباك الأسبق، كرمي غيلون: “أنا مجبر على القول؛ عليّ أن أكون حذراً في الكلمات، لكن: طوّرت تجاهه “محمّد الضيف” تقديراً مرتفعاً جداً، حتى – إن أردتِ – نوعاً من الإعجاب.. أنتَ ميّت لأن تقتله، مثلما هو ميّت لأن يقتلك، لكنه خصم مُستحقّ.. نتحدّث هنا عن مستوى ليت عندنا مثله، كنتَ ستريد أن يكون قائدًا لسرية الأركان”.

وقال مدير معهد أبحاث الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط تمير هايمان: “الضيف يملك قدرة إدراكية، وقد أصبح رمزا وأسطورة بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال، وبمجرد ذكر اسمه فإن ذلك يحفز المقاتلين الفلسطينيين”.

بشكل عام، علقت المنصات العبرية، بعد سماع خبر استشهاد الضيف، بقولها: “مات القائد الوحيد الذي أعلن جيشنا اغتياله 100 مرة.. وبعد كل إعلان نتفأجا بأنه لا يزال حيا”.

عاش ألف مرة
والكلام للثائر الفلسطيني إبراهيم المدهون: “كم مرة قالوا: قُتل، وكم مرة عاد من بين الركام، يبتسم، ويتحسس موضع الجرح، ثم يكمل المسير؟
2002، 2003، 2006، 2014.. توالت المحاولات، تناثرت الشظايا، سقطت جدران البيوت، وسقط أحبّته شهداء بين يديه، زوجته، بناته ابنه علي، رفاقه الذين سبقوه، لكنه ظل واقفًا، كالنخيل في العاصفة، ينهض من بين الموت كأن الحياة لا تليق إلا به، وكأن فلسطين أبت أن تفقده قبل أن يكتب لها مجدًا يليق بها”.

قائد أركان كتائب القسام
ولد محمد دياب إبراهيم المصري – الملقب محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، ونشط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، ومجال المسرح، وتشبع بالفكر الإسلامي في الكتلة الإسلامية، ثم انضم إلى حركة حماس حتى أصبح قائداً عسكرياً يهابه العدو.
تحاط شخصيته بالغموض والحذر والحيطة وسرعة البديهة، ونجا من 7 محاولات اغتيال سابقة، أصيب ببعضها بجروح خطرة، واستشهدت زوجته ونجله في إحداها.
اُعتقل عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

“أنا عمري انتهى”!!
عُيّن قائداً لكتائب القسّام عام 2002، ولقب بـ”الضيف” لتنقله كل يوم في ضيافة الفلسطينيين تخفياً من عيون “إسرائيل”.
أشرف أبو خالد على عدة عمليات؛ أسر فيها الجندي “الإسرائيلي” نخشون فاكسمان، بعد اغتيال القائد يحيى عياش يوم 5 يناير 1996، ونفذ سلسلة عمليات فدائية انتقاما له، منها قتل 50 إسرائيليا.
يقول الضيف، بعد محاولة اغتياله في حرب 2014، في المنزل الذي كان متواجدا فيه بثلاث قنابل خارقة للحصون، لم تنفجر سوى قنبلة، ونجا هو وآخرون، واستشهدت زوجته وولده علي: “أنا عمري انتهى من هذه الضربة.. اللي عايشه بعد هيك زيادة”.

“سيظل يطارد الكيان
في 14 يوليو 2024، أعلنت “إسرائيل” اغتياله في منطقة المواصي “غرب مدينة خان يونس” بعملية قصف جوي اُستشهد فيها 90 فلسطينيا وأصيب 300 آخرون، بينهم عشرات من الأطفال والنساء.

في نهاية الكلام، كانت نهاية القائد القسامي البطل الذي أرهق “إسرائيل” لعقود بطولية، ومثلما كان غياب رجل الظل عن الأنظار وهو حياً يمثل حضوراً يطارد الاحتلال، سيظل ضيف فلسطين والأمة وأيقونة المقاومة، وبطل المقاومين ومحرر الأسرى، كذلك شبحاً يخيف العدو بخلود ذكرى أسمه، وشجاعة رجال كتائب القسام، وتأكيد مقولتهم: “حط السيف قبال السيف نحن رجال محمد ضيف”.

السياســـية – صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: کتائب القسام محمد الضیف قائد ا

إقرأ أيضاً:

“لساتكنا البتتكلم.. وسكاتك البتقهر!

يا جنرال، اللساتك ما الخطر… الخطر البلبّ في المايك!"
في خطبتو الأخيرة، الجنرال طلع لي ناسه شايل سيفو (الميكرفون)، واتكلم عن "الخطر الداهم" في البلد: لا هو الحرب، لا المجاعة، لا المليشيات، لا انهيار الدولة… الخطر في نظر سيادتو هو اللساتك!

قالها كأنو اكتشف خطة ماسونية لإشعال الإطارات في كل شارع كودي. نسى أو تجاهل أو "تجاهل عمداً" – زي ما بحب يكتب في بياناتو – إنو إحراق اللساتك ما بدا كموضة ولا "هواية شبابية"، بل كان فعل مقاومة، وإشارة احتجاج
ورمز للغضب الشعبي وقت البلد كانت كلها بتولع، موش لساتك واحد.

مفارقة الأرقام -في سنة واحدة بس، حُرق حوالي ١٠٠٠ إطار في شوارع السودان…
لكن في نفس السنة، الجيش أو المليشيا أو الطيران حرقوا ألف بيت وشردوا آلاف الأسر.

فمنو العدو الحقيقي للوطن؟ اللساتك البتحترق في نص شارع الترابي؟
ولا القنابل البتنزل على رؤوس الناس في قريضة، أم درمان، والفاشر؟

حوار افتراضي: "الإطار بيتكلم!"
تخيل معاي المشهد دا:

الجنرال: "أنت يا إطار… بتخوفنا؟!
كيف قدرت تهدد أمن الدولة؟"

الإطار (بلسان من دخان): "أنا ما بخوف زول، لكن انتو بتخافوا من الفقر.
أنا صنعتني المصانع الصينية، لكن ولدتني الثورة.
أنا رمز غضب جيل شاف القهر والبمبان، وسكتتو لحدي ما انفجر فيني!"

الجنرال (يرتجف): "لكن فيك رائحة عصيان!"

الإطار: "وأنت فيك رائحة دم… منو أخطر؟"

رمزية "لساتك الثورة":
اللساتك البتحترق ما بس إشارة بصرية للرفض، دي كانت صفارة البداية لكل مظاهرة.
صوتها في الحي زي أذان الغضب.
دخانها كان سلاح إعلامي بدون ميزانية.
حرارتها رسالة لحكومة باردة تجاه دموع الناس.

انقلاب المعنى -اللساتك عند الجنرال = خراب!
اللساتك عند الثوار = إعلان حياة ضد سلطة بتشوف المواطن مجرد رقم في نشرة العمليات.

فـ بدل الجنرال يسأل: "ليش بيحرقوا اللساتك؟"
كان الأولى يسأل: "ليش الشعب مضطر يحرق اللساتك؟"

النهاية التي تعيدك للبداية:
وغدًا، حين يعتلي الجنرال المنصة مرة تانية، ويخطب عن "عصابة اللساتك" و"الإرهاب البمشي على أربع كفرات"،
تذكروا دا:
كل خطاب بيلقيهو هو إطار جديد يُلقى في نار الثورة.
*فدعنا نحرق كفراتنا بكرامة، قبل أن نحترق نحن صمتًا.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • “لساتكنا البتتكلم.. وسكاتك البتقهر!
  • الرئيس اللبناني: جيشنا بكامل مهامه في الجنوب وأمريكا يجب أن تضغط على إسرائيل
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • في بيان أصدرته “الدعم السريع” تتبرأ من مقطع فيديو تضمن جثامين مكدسة بأم درمان وتتهم كتائب البرهان بالحادثة
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • “القسام” تعلن استهداف دبابة وقوة صهيونية بحي التفاح شرق غزة
  • “القسام” تستهدف دبابة وقوة للاحتلال شرق غزة
  • تحقيق لجيش العدو: تسعة مقاتلين من القسام سيطروا على قاعدة “زيكيم”
  • إحياء ذكرى الصرخة في الصافية بالأمانة: “الشعار سلاح وموقف”