أمين الفتوى: هجر الزوجة جائز شرعا وهدفه العلاج
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الفرق بين التعليق والهجر في الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن كلًا منهما له معناه الخاص وأثره المختلف في العلاقة بين الزوجين.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح: "في البداية، يجب أن نعرف أن الزواج في الإسلام قائم على المودة والرحمة، كما قال الله تعالى: 'ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة'، وبالتالي فإن كل تصرف يخالف هذه المبادئ يعد مخالفًا لما شرعه الله ورسوله.
وتابع: "التعليق هو حالة زوجية يعيش فيها الرجل مع زوجته ولكن دون أداء لحقوقها الشرعية، قد يمتنع عن الإنفاق عليها أو حتى تجاهل حقوقها العاطفية والجسدية، في هذه الحالة، الزوج لا يؤدي واجباته تجاه الزوجة ويجعلها في حالة من الفراغ العاطفي والشرعي، وهو أمر حرام شرعًا."
وأضاف: "أما الهجر فهو مسار آخر، الهجر في الإسلام لا يكون بغرض الانتقام أو العقاب، بل هو وسيلة علاجية في حال وجود مشكلة بين الزوجين، فالهجر يعني أن الزوج يتجنب العلاقة الزوجية مؤقتًا مع زوجته بهدف معالجة الخلافات، وليس تركها دون حقوق أو دون رعاية."
وأشار إلى أن الهجر يجب أن يكون تحت ضوابط شرعية واضحة، أولاً، يجب أن يكون بعد الموعظة الحسنة، حيث يجب على الزوج نصح زوجته بكلمات طيبة ومحاولة الإصلاح قبل اللجوء إلى الهجر، وفي حالة عدم حدوث أي نتيجة بعد ذلك، يمكن للزوج الهجر في العلاقة الزوجية وليس في البيت، مع الحفاظ على الحقوق الأساسية كالنفقة والطعام.
وأضاف الشيخ محمد كمال: "على سبيل المثال، عندما تلاحظ أن الزوجة تقوم بتصرف خاطئ، يمكنك أن تقول لها بلطف: 'يا زوجتي الحبيبة، هذا التصرف غير لائق، وما تفعليه ليس جيدًا'، وهذا هو أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان دائمًا رفيقًا في التعامل مع زوجاته، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نصح عائشة رضي الله عنها، كان يفعل ذلك، الموعظة يجب أن تكون مرارًا وتكرارًا، فإذا نصحت الزوجة مرة، ثم نصحتها ثانية، ثم نصحتها ثالثة، وكان العلاج بالموعظة لم يحقق نتيجة، فقد يحتاج الأمر إلى الانتقال إلى العلاج الآخر، وهو الهجر."
وتابع: "هذا يشبه تمامًا ما يحدث مع الطبيب عندما يصف علاجًا معينًا ولا ينجح، فيضطر إلى تغيير العلاج إلى العلاج الأقوى، والهجر هنا يعني البقاء في نفس البيت، ولكن مع تجنب العلاقة الزوجية، الهدف هو أن الزوجة تنتبه إلى أن هناك مشكلة كبيرة يجب حلها، وبالتالي، يكون الهجر وسيلة لإصلاح العلاقة، لكن إذا استمر الهجر لسنوات دون حل، فهذا يعتبر ظلمًا، وهو حرام."
وشدد الشيخ محمد كمال على أن الهجر الصحيح يجب أن يكون لوقت محدد، حتى يأتي العلاج بثماره، فإذا كان الهجر قد أدى إلى النتيجة المرجوة، وهو الإصلاح، فيمكن أن يقبل الزوجة الاعتذار وتعود الأمور إلى طبيعتها، أما الهجر الذي يستمر لسنوات طويلة فهو حرام، بينما الهجر المحدود والمبني على النية الطيبة للإصلاح قد يؤدي إلى حل المشكلة في وقت أقل."
وأكد أن “الهجر يجب أن يكون من أجل الإصلاح، وإذا قامت الزوجة بتقديم الاعتذار، يجب على الزوج أن يقبل ذلك بروح طيبة، ويكمل حياته الزوجية بنية الإصلاح والمحبة.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المشاكل الزوجية الزوجة الزوجين هجر الزوجة المزيد یجب أن یکون
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يشرح كيفية التقرب إلى الله في أوقات كراهة الصلاة
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأساس الدين، مشيرًا إلى أنها العهد الذي بين العبد وربه، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة.
وأوضح أن الصلاة هي عماد الدين كما جاء في الحديث الشريف: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة".
ذكر الله بعد الصلاةوأضاف الدكتور وسام خلال لقائه في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، أن الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر الصلاة في القرآن الكريم، قال: "فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا" (النساء: 103). حيث يُحث المسلمون على الاستمرار في ذكر الله بعد أداء الصلاة، سواء كانوا قائمين أو قاعدين أو على جنوبهم، وهو ما يبرز أهمية الذكر في حياة المؤمن.
الذكر طريق للطمأنينةواستشهد الدكتور وسام بآية من القرآن الكريم: “اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” (العنكبوت: 45)، مؤكداً أن ذكر الله هو الذي يحصل به حياة القلوب واطمئنانها. وأضاف أن ذكر الله هو السلاح الأقوى في مقاومة الفتن والهموم، وكلما ذكر العبد ربه، ذكره الله عز وجل.
التطبيق العملي للذكروأكد الدكتور أحمد وسام أن سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في جميع أحواله، سواء في أوقات الراحة أو الشدة، وفي كافة أوقاته. هذا التوجه نحو ذكر الله في كل وقت هو المثال الأمثل للمسلم في سعيه نحو القرب من الله.
وشدد الدكتور أحمد وسام على أن ذكر الله هو الحل الأمثل للطمأنينة النفسية وراحة القلب، وأن المسلم يجب أن يجعل ذكر الله جزءًا أساسيًا من حياته اليومية، وهو ما يحقق له التوازن الروحي والعاطفي في هذه الحياة.